روايه فارس

موقع أيام نيوز


نهض بلال من خلف مكتبه مصافحا أياه بحرارة وجلس قبالته
فقال والد مهرة على الفور 
انا عارف انت كنت عاوز تقابلنى ليه يا دكتور ووالله لو مكنتش غالى عليا مكنتش وافقت اجى اقابلك علشان عارف أنك عاوز تتكلم فى ايه
أخرج بلال زجاجة مسك متوسطة واعاطها له قائلا بابتسامة 
طب مش هتقبل هديتى
كمان ولا ايه 

أخذها والدها على استحياء قائلا
هديتك مقبولة يا دكتور
قال بلال مبتسما 
اوعدنى بقى أنك هتسمعنى من غير ما تقاطعنى ولا تتعصب
أومأ والدها برأسه موافقا بغير ترحيب .. فقال بلال 
أنا عارف انك بتحب النبى عليه الصلاة والسلام وبتحب تسمع كلامه مش كده 
قال والدها على الفور 
عليه الصلاة والسلام
تمتم بلال 
عليه الصلاة والسلام ..
ثم قال بهدوء 
بص بقى يا راجل يا طيب النبى عليه الصلاة والسلام
قال 
درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد من ستة وثلاثين زنية
وقال كمان عليه الصلاة والسلام
لعڼ الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه. وقال هم سواء
وأنا بحبك يا عم أبو يحيى ومرضالكش ابدا أنك تاكل ربا والكلام ده يطبق عليك 
وعلشان كده فارس قال ان عم عامر على حق علشان هو كمان بيحبك وميرضاش عليك أنك تبقى ملعۏن والعياذ بالله أو أنك تاكل ربا
قال ايو مهرة حانقا 
يا دكتور بلال ده مش ربا ده زى قرض البنك كده وليه فوايد وبعدين هما اتفقوا من الاول والعقد شريعة المتعاقدين
قال بلال على الفور 
بس اللى نعرفة يا عم ابو يحيى

أن ما بنى على باطل فهو باطل ولو العقد ده عقد ربا يبقى باطل 
ويبقى الاتفاق بينهم باطل برضه الكلام ده لو العقد ده بيوافق شرع ربنا لكن لو يخالفه ميبقاش شريعة المتعاقدين ولا حاجه
أما بقى بالنسبة لحكاية أن البنك بيسلف بالفوايد ومين قال ان فوايد البنوك دى مش ربا أصلا 
ده بغض النظر عن
انك مش بنك ولا حاجه أنت جار بيسلف جاره
طرق الباب فقال بلال 
أتفضل
دخل عامر ومعه ولده مينا ومد يده يصافح ابو يحيى الذى صافحه ببرود وجلسا بجواره 
فقال ابو مهرة متبرما وفوايد البنوك بقى مالها ما كل الناس بتاخدها دى تجارة البنك بيتاجر بيها وبيردهالنا بفوايدها
قال بلال بهدوء شارحا كلامه ببساطة
هو أنت يا عم ابو يحيى لما بتاجر بفلوس مش الفلوس دى بتبقى ممكن تكسب وممكن تخسر
قال على الفور 
ايوا صح
تابع بلال حديثه 
بالظبط كده هو ده الفرق بين القرض والتجاره .. القرض يعنى تشترط فايده ثابتة على اللى بتسلفه او اللى بتستلف منه يبقى ده قرض بربا ... لكن التجاره معناه مكسب وخساره يعنى ممكن يطلعلك مكسب وممكن فى شهر تكسب بسيط وشهر تانى تكسب مبلغ كبير واللى بعده اقل مثلا وهكذا هى دى بقى التجاره وعلشان كده ربنا سبحانه وتعالى لما الناس خلطت الربا بالتجاره قال وأحل الله البيع وحرم الربا 
ثم مال للأم وقال بأهتمام 
ده غير اننا منعرفش هما بيتاجروا فى ايه اصلا ياعم ابو يحيى والله اعلم بيبيعوا ايه وبيشتروا ايه
أطرق ابو يحيى براسه وقال بخفوت 
انا مكنتش اعرف كده أنا فاكر أنها حاجه عادية وتجارة
ربت بلال على ساقه وقال بصدق 
انا عارف انك مكنتش تعرف بس اديك عرفت الزعل ليه بقى 
قال ابو يحيى متبرما 
بس برضه مكنش يصح ينصفه على حسابى ده انا حماه وهو ...
بتر كلمته فى الحال كان سيقول أنه نصرانى فهمها بلال ونظر له عامر ومينا بضيق فقال بلال على الفور 
بس فارس معملش حاجه غريبة فارس عمل زى ما الرسول عليه الصلاة والسلام عمل بالظبط .. 
عقد ابو يحيى جبينه بينما أنتبهت حواس عامر وولده مينا
وبلال يقول 
فى واحد راح للرسول عليه الصلاة والسلام وقاله ان فى دقيق أتسرق منه وأنه تتبع اثره فوجد الاثار موديه على بيت يهودى ولما شافوا بيت اليهودى فعلا لقوا فعلا اثار الدقيق من بيت الراجل صاحب الدقيق لحد بيت اليهودى وكان ده دليل قوى ضد اليهودى لكن الحقيقه ان اليهودى مكنش هو اللى سرق وان واحد تانى مسلم هو السارق الحقيقى وانه خبى الدقيق عند اليهودى لما حس انه هيتكشف ...
ساعتها تنزل الوحى على النبى عليه الصلاة والسلام بالايه الكريمه
إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما 105 واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما 106
 

تم نسخ الرابط