روايه فارس
المحتويات
عمرو بتركيز
فى مرة أخدت أجازة يومين ونادر هو اللى كان ماسك النبطشية بدالى ولما رجعت وبصيت بالنهار على الموقع لقيت اثار حفر على عمق أكتر من العمق المسموح بيه ولما سألته قالى انها غلطة العمال بس هو لحقها
مسح فارس على شعره وقال بقلق
أظاهر كده يا عمرو ان الموضوع كبير وخطېر وأن نادر مش لوحده فيه ..المكان اللى بتبنوا فيه الفندق ده معروف أنه مكان أثرى واصلا مش عارف التصريح بالحفر والبنى خرج ازاى للمكان ده ...
الموضوع شكله كبير علينا أوى يا فارس ... أنت لو بصيت على الاثار اللى خرجت بره مصر وشفت حجمها وعرضها هتعرف ان الاثار دى مش ممكن تكون اتهربت .. الاثار دى خارجه تحت عين أكبر راس فى البلد وباتفاق كمان
نظر فارس أمامه بعينين حازمتين وقال بأصرار
أنا بقى مش هسيب الموضوع ده يا انا يا هما ...
قلتى دعاء لبس الثوب الجديد
قالت بدهشة
لاء هو في دعاء للهدوم الجديدة
قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم من لبس ثوبا جديدا فقالالحمد لله الذى كسانى هذا ورزقنيه من غير حول منى ولا قوة غفر له ماتقدم من ذنبه وما تأخر
كررتها خلفة بتلقائية فعقد جبينه وقال بضيق مصطنع
لاء مينفعش أطلعى غيريها
رفعت حاجبيها وقالت بأعتراض
ليه دى جميلة اوى وواسعه أهى
ابتسمت وهى ممسكة بيده التى تداعبها وقالت بخجل
يالا بقى هتأخر كده
قال بحب
اتأخرى براحتك .. أنا اللى هديكى أول محاضرة يعنى هتروحى مع الدكتور
عقدت ذراعيها وهى تقول بعناد
انا بقى مبحبش الكوسة واصلا محدش هيعرف علاقتنا
علاقتنا ! هو انتى مش مراتى لا سمح الله
وضعت يدها على لحيته تمسح عليها وتخلل أصابعها برفق داخلها وهى تقول بشغف
أنا بحب أوى كلمة مراتى دى منك
تلاشت البسمة من وجهه وزاغت أنظاره وهو ينظر إليها شاعر
بأحاسيس قوية تجتاحه تجاهها قائلا بصوت رخيم
أنتى أتعلمتى الحركة دى من مين
أبلة عبير هى اللى علمتهالى وقالتلى انها هتعجبك
أبتلع ريقه وهو يقول بتماسك
كل اللى تقولك عليه ابقى اسمعى كلامها فيه ماشى
ضحكت وهى تقول
ليه بقى
أومأ براسه وهو يغمض عينيه قائلا بمرح
علشان أنا عارف أنها هتعلمك بضمير
بحث فارس عن مكان يصلح ليأجره ويبدأ فيه تأسيس مكتبه الخاص ويكون قريبا من شارعهم وأخيرا وجده على مسافة قريبة جدا منهم وبدأ فى تاسيسه وحاول البحث عن بعض الاثاث زهيد الثمن ولكنه فى
يوم من الايام تفاجأ بدخول مهرة عليه المكتب
وهى تقول بسعادة
يالا بسرعة يا فارس العربية واقفة تحت
نهض وهو ينظر إليها بدهشة وقال
عربية ايه يا مهرة اللى واقفة تحت
قالت على الفور وهى من يده
يالا بس الناس هتطلع الحاجه تعالى علشان تقف معاهم
وفجأة وجد بعض الرجال يدخلون عليه المكتب كل منهم يحمل قطعة أثاث خاصة بالمكتب وبدأوا فى وضعها فى الداخل
وهو واقف ينظر إليهم بدهشة .. من يدها إلى أحد الاركان وقال بجدية
فهمينى ايه ده وجبتى الحاجات دى منين وازاى متقوليليش
قالت بمرح طفولى
انا عندى واحده صاحبتى فى الجامعه باباها عنده محل اثاث صغير كده على قدهم
قولتلها مرة تجيبلى معاها كتالوج من المعرض ولما شفت الحاجات اللى فيه لقيتها حلوه ورخيصه شويه فنقيت واحد للمكتب هنا وادتها العنوان وبس ..
قال بحدة
أنتى عيله وبتتصرفى تصرفات عيال والفلوس هدفع فلوس الحاجات دى منين يا مهرة
تألمت من قبضته قليلا حول ذراعها وقالت بخفوت وهى مطرقة للأسفل
الفلوس ادفعت خلاص متخافش
أرخى قبضته عنها وعقد حاجبيه قائلا
جبتى الفلوس منين
قالت ببراءة
بعت الشبكة بتاعتى اللى جبتهالى
نظر إليها لا يعلم ماذا يقول هل يحتد عليها وعلى تصرفها التى قامت به دون الرجوع إليه أم يأخذها بين ذراعيه على تضحيتها بالذهب الوحيد الذى تملكه والذى كان عزيزا عليها فقال بنبرة معتذرة
بس الشبكة دى كانت غالية عندك أوى ليه عملتى كده
ظلت مطرقة برأسها
متابعة القراءة