فارسي
المحتويات
بس أنت مش ملاحظ أنك مكبر الموضوع شويه يا فارس
توقف فجأة والټفت اليها وضغط على أسنانه پغضب وهو يقول يعنى انتى مش شايف انك عملتى حاجه غلط
ارتبكت وقالت بتلعثم يعنى كنت أقوله ايه هو اللى سلم وفضل ماسك ايدى
حاول كتم غضبه بقوة وهو يقول يلا علشان أوصلك انا مش عاوز اتنرفز فى الشارع وصوتى يعلى ...ثم نظر لها پحده قائلا خلى بالك انتى مبتراعيش مشاعرى ولا وجودى خالص وانا مش هستحمل كده كتير
حاولت ان تدافع عن نفسها مرة أخرى ولكنه لم يعطيها الفرصه وأوقف سيارة أجرة لتستقلها لمنزلها
فى اليوم التالى صباحا كان ينتظرها عند باب المحكمة رافقته فى رحلته اليوميه من المحكمه للشهر العقارى فى صمت ...لم تحاول التحدث الا بالقيل وهو لم يتحدث إلا فى العمل فقط ..وهو يشرح لها وهى تحاول حفظ لاجراءات وأماكن المكاتب وأدوارها حتى يسهل عليها التوجه لها مباشرة عندما تقوم بالعمل بمفردها
المحاماه وخصوصا فى بداية الطريق ...فالنهار ينقضى هكذا
تحت وطأ درجة الحراره الشديده فى الصيف بين التنقل بين المحاكم واقسام الشرطه والشهر العقارى وغيرهم......... وفى الليل خلف مكاتبهم يبحثون الاوراق ويدققون بها
بالاضافه
الى كتابة المرافعات والمذكرات وغيرها......
علمت ان العمل ليس بسهل او يسير على الاطلاق فهى ليست موظفه
عاديه كما كانت تظن ...علمت الان لماذا كان يقول لها دائما هذا العمل غير مناسب للنساء ..عندما كان يقول لها ذلك كانت تشعر بالاستياء وبأنه يهمش دورها ويقلل من شأنها ولكن بعد ان رأت بعينيها علمت انه كان محقا ...فهل تعود الى بيتها وتقبع به الى ان يتم تحديد مصيرها مع فارس!
كان فى طريقه إلى المنزل شاردا غارقا فى تفكيرة لا يجد حصى أمام قدميه إلا وركلها يمينا أو يسارا وكأنها كرى يسددها فى أحضان مرماها ...المشوار طويل والجهد ليس قليل ..يا ترى يا فتاتى هل تستطيعى الصبر .....ماذا سيكون مذاقه على ك..... هل سيحلو لكى أم ستنفرى منه ومني.....
سأقدم لكى ما تريدى ولكن أنتظرينى فقط ...فأنتى تعلمى أننى لست برجل كسول أو قليل الطموح ولا آبه بالمصاعب ....بل تحلو لي وأتسلقها فى هدوء دائما وثبات حتى أصل لمرادى ...ولكن عندما أصل إلى القمه هل سأجدك فى أنتظارى ...هل تعشقينى بما يكفى لتتنتظرى....
مر بالمنعطف المؤدى الى بيته وأتجه إليه فى بطء وهو يحاول أخفاء مشاعره حتى لا تقرأها والدته فى عينيه فهى تجيد ذلك...ولكنه لم يلاحظ الفتاة التى كانت تقف فى نافذة حجرتها الصغيرة ترمقه وتتفحصه .....وكأنها كانت تنتظره وقد جفاها النوم وأستعصى عليها ورفض التسلسل إلى عينيها حتى تطمئن بعودته.....
.تنهدت فى قوة وهى تراه يلج باب منزله وألتفتت للداخل لتطمئن أن أختها مازالت غارقه فى نومها كما كانت تظن ....فأغلقت نافذتها وأسدلت أستارها ....وأتجهت لفراشها وما أن سكنت راسها إلى وسادتها وأغمضت عيينيها حتى سمعت أختها تقول بخفوت خلاص أطمنتى أنه رجع....
نهضت عبير وفتحت المصباح الصغير والذى ينبعث منه أضاءة ضعيفه..... وضعت الوساده على رجليها واستندت إليها وقالت أنتى بتعذبى نفسك على الفاضى وهو ولا هو هنا.......
زفرت عزة بضيق وهى تقول بطلى الاوهام اللى فى دماغك دى يا عبير أنا مكنتش مستنيه حد..انتى عارفه أنى مش بستحمل
الحر وكنت واقفه بتهوى شويه فى الشباك
شبكت عبير أصابع
كفيها وقالت
على فكرة أنا أختك ها...... يعنى مش عدوتك ولا حاجه يعنى هترتاحى لما تتكلمى معايا
نهضت عزة وأغلقت المصباح الصغير وعادت لفراشها وهى تقولنامى يا عبير نامى وياريت تشيلى الاوهام دى من دماغك
وضعت عبير وسادتها مكانها وأسترخت على فراشها وهى تقول بهمسياريت يا عزة تكون أوهام فعلا
فى الصباح وهو فى عمله أكتفى بأن يتحدث معها فى العمل فقط ولكنه مازال صادا لها..وقفت فى الطريق فجأة وقالت بإجهاد خلاص مش قادره تعبانه أوى
ألتفت إليها بقلق قائلاأ ستنى أوقفلك تاكسى واروحك وابقى ارجع انا اكمل الشغل
وقبل ان يشير لسيارة أجره أستوقفته بيدها وهى تقول استنى بس انت ايه معندكش تفاهم هتشاور للتاكسى على طول كده
نظر إليها يتفحصها فى صمت ثم مط شفتيه قائلا بتمثلى يا دنيا عامله فيها تعبانه
أبتسمت وهى تقول أعمل ايه بقى ما أنت مخاصمنى ومش عاوز تدينى ريق حلو خالص
حاول أن يخفى ابتسامه ظهرت على شفتيه بصعوبه ثم تنحنح ليخفيها وقال بجديه خلاص يبقى يلا نكمل الشغل اللى ورانا
وقالت طب انا عطشانه ممكن تشربنى الاول
أشاح بوجهه عنها وأخذ يتلفت حوله الا ان قال تعالى نعدى الشارع
عبرا الطريق وإذا به يدخلها أحد المحال ثم ابتاع كوبين من العصير وقدم لها واحدا قائلاأتفضلى
نظرت الى الكوب بيده ثم نظرت اليه قائلاايه ده
نظر اليها بدهشه قائلاايه مش عارفاه...عصير قصب
قالت بأستنكار منا عارفه أنه عصير قصب..بس انا بقولك تعبانه وعطشانه تقوم تجيبلى عصير قصب..... ثم تابعت بحنق كنت فاكراك هتقعدنى فى مكان هادى استريح فيه شويه مش تدخلنى محل عصير قصب
ظهر الحزن فى عينيه ونطقت به ملامح وجهه وقال بيأس هو ده
اللى عندى يا دنيا
مطت شفتيها بإمتعاض وتناولت منه الكوب وشربت منه قليلا لتروى ظمأها فقط
نظر اليها نظره طويله وكأنها يحاول الغوص فى أعماقها ولكنه لم يفلح فهى اصبحت متمرده أكثر من ذى قبل وافعالها متناقضه من وجهة
نظره بعض الشىء مع مشاعرها تجاهه
أنهى اليوم بصعوبه وهو يحاول تجنبها قدر المستطاع حتى رحل كل منهم الى مسكنه محمل بالكثير من التساؤلات
وصل فارس الشارع الذى يقطن به وقت أذان الظهر فغير وجهته الى المسجد الذى يبعد قليلا عن منزله ....توضأ ووقف يصلى السنن وبعد أن أنتهى وجد شخصا يربت على كتفه ب قائلا
ايه يا عم انت مخاصمنا ولا ايه
الټفت فارس الى صاحب الصوت والابتسامه تعلو شفتيه ليصطدم بأحب الوجوه إلى قلبه منذ سنوات كثيرة فهو صديق قديم له وهو من أيده الله تعالى لفارس ليجعله مداوما
على صلاته منذ ان كان فى الثانويه العامه ....
صافحه بحراره مرددا مش معقول شيخ بلال واحشنى جدا ...
نهض الرجلين وت ا طويلا ثم قال فارس بشغف انت كنت فين كل ده يا
شيخ ده انا روحت سألت عليك فى بيتك الوالده قالتلى انك مسافر
أنحنى بلال على أذنه قائلا بمرح كنت فى ألمانيا
أتسعت عينيى فارس لبرهه فضحك بلال بصوت خفيض قائلا ايه مالك اټخضيت كده ليه
أقترب منه فارس هامسا ليه يا شيخ بلال ده انت يا أما فى المسجد يا أما فى شغلك يا أما فى البيت ياخدوك ليه
رفع بلال كتفيه قائلا ما انت عارف
بقى أخوانا البعدا يا فارس طالما ملتحى وبتخطب فى مسجد لازم يتحط تحتيك مليون خط أحمر ويبقى ليك ملف عندهم
قطب فارس جبينه وهو يقول حسبى الله ونعم الوكيل بياخدوا عاطل على باطل كده
ابتسم الشيخ بلال وهو يقول سيبك مني انا خلاص جسمى نحس ...ها قولى بقى انا سمعت أنك أتخرجت ...اولا ألف
متابعة القراءة