فارسي
المحتويات
ليه يابنى تحط نفسك فى الفتن دى كلها وتشق على نفسك بالشكل ده ده الرسول عليه الصلاة والسلام قال ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.
أنت بقى بتحط نفسك فى الفتنه بأيدك يا فارس وترجع تقول انا مبعملش معاها حاجه غلط طب ازاى
أطرق فارس وقد شعر بكل كلمه قالها بلال ورغم صعوبتها الا إنها وضعته على بداية الطريق الصحيح فقال معاك حق يا بلال ..لكن
قاطعه بلال لكن بتحبها ومش عارف تعمل ايه
أومأ فارس برأسه موافقا وقال بالظبط كده اعمل ايه
أبتسم بلال وهو يربط على يده قائلا كلمها بصراحه وقولها انك مش هتخلف وعدك معاها لكن فى نفس الوقت مش هينفع تغضب ربنا بالحب ده
بلال الحل أنها تبقى زميلتك فى المكتب وبس لحد ما ربنا يكرمك وتتقدملها وتعقد عليها وتبقى مراتك
وأشار له محذرا وانا بكررها تانى يا فارس وتعقد عليها ..يعنى تكتب كتابك عليها مش تروح تلبسها دبله وتقول خطيبتى بقى أخرج و اعمل اللى كنت بعمله لا يا فارس الخطوبه دى كأنها لسه غريبه بالظبط
أومأ فارس برأسه فى سكون وصمت وهو يستعر المعان الايمانيه التى دخلت قلبه لتوها ولم تغادره وسمع بلال يقول له مرة أخرى سيبها مؤقتا وعرفها انت هتسيبها لامتى وهتسيبها ليه ..سيبها علشان يكرمك بيها فى الحلال يا فارس بدل ما ربنا يغضب عليكم ويحرمكم من بعض طول العمر..ده
تخيل يا فارس لو ت وهى قاعده جنبك بتغضب ربنا هتروح تقول لربنا ايه ولو انت مت وانت قاعد جنبها وماسك ايدها هتروح تقول لربنا ايه هتقوله كنت بتغضبه ليه وعشان ايه
هو حد ضامن عمره هيخلص أمتى يا فارس
دخل فارس
المكتب بعد صلاة المغرب وألقى التحيه على الجميع ثم توجه الى حجرة مكتبه هو وزملائه وجد دنيا ونورا يتحدثان ويتعرفان الى بعضهما البعض وسمع دنيا تسأل نورا عن باسم قائله وأستاذ باسم متجوز من زمان ولا لسه قريب
...
نورا لا من زمان وعنده ولد وبنت
بمجرد أن رأته نورا نهضت واقفه بأبتسامه قائله حمدلله على السلامه ازيك يا استاذ فارس
نورا الله يسلمك
أقتربت دنيا خطوات منه قائله ايه مفيش أزيك يا دنيا ولا ايه
وضع عينيه فى الاوراق وهو يقول ازيك يا أستاذه دنيا
أتكأت على المكتب وهى تقول بخفوت انت عارف انى مبقدرش على زعلك انا اسفه يا سيدى فكها بقى
هز راسه نفيا وهو يقول مش زعلان من حاجه وياريت نأجل الكلام ده لبعدين
قالت بدلال تبقى لسه زعلان
وضع القلم على الاوراق بعصبيه وحاول خفض صوته وهو يقول دنيا من فضلك أجلى اى كلام دلوقتى واحنا مروحين هنتكلم زى ما انتى عاوزه لانى عاوزك فى موضوع مهم جدا ..محتاج أتكلم معاكى فيه ضرورى
نهض فارس واقفا پحده وقال لها لما تدخلى متقفليش الباب وراكى
تركتهم دنيا ودخلت حجرة مكتب باسم وتركت الباب كما أمرها فارس فنظرت نورا اليه قائله مالك يا استاذ فارس فى حاجه مضايقاك قلقان من حاجه
هز راسه نفيا وهو يقول ابدا يا أستاذه مفيش حاجه دنيا خطيبتى وانا محبش يتقفل عليها باب أوضه مع اى حد حتى مع الدكتور حمدى نفسه
ابتسمت قائله هى برضه لسه كانت بتحكيلى عنك وعن غيرتك عليها .. ربنا يتتملكم على خير يارب
أخذ فارس يقلب الصفحات فى شرود تام لا يدرى من اين يبدأ
معها...... وكيف سيكون وقع كلماته عليها ......وهل ستتقبل هذا الامر بسهوله أم ستظن انه يتملص من زواجه منها بهذا القرار المفاجىء.......
وكيف سيستمر يراها ويتعامل معها وهى زميلته فقط .......وكيف سيستطيع كتم مشاعره تجاهها ......وهل سيقدر على ذلك كله ....هل
ستكون تلك المشاعر مثل الامواج الثائرة التى تتحطم عند ارتطامها بصخرة الحلال والحرام .....هل سيستطيع الصبر عليها وكبح جماحها ام ستتفلت منه ومن بين اصابعه دون ان يدرى لتندفع الى منسوبها الاول كما كانت بل واقوى.......
كانت كل تلك التساؤلات تموج بها راسه پعنف ويخفق قلبه لها بقوة ولم تتركه الا وعينيه كانت تنطق بالحيره فى وجوم تام تنتظر ما سيحدث ولا تملك غير ذلك وفقط..أيها الانتظار لو كنت رجلا ل تك.
.
الفصل الرابع
أشار باسم إلى دنيا بالجلوس فى المقعد المقابل له دون أن ينظر إليها وهو يتأمل الورقة فى يده ثم مد يده بها إلى دنيا وهو مازال ينظر للورقة ويقول باهتمام
عاوزك تقرأى المذكرة دى كويس وتكتبيلى ملحوظاتك عليها
وهى تقول
أيوا بس أنا لسه ..
بترت عبارتها وهو يبتسم لها بهدوء وكأنه شىء عادى تلعثمت حروفها ولم تتكلم ألتفتت إليه فوجدته يتفحصها ويتأمل ردود أفعالها الصامتة على محاولته التى كانت عينة اختبار لها ليس إلا والنتيجة كانت مشجعة فنهض واقفا ودار حول مكتبه وهو يقول
معلش كل حاجة فى الأول صعبة.. بكره تتعلمى
أستدرك قائلا
هو الأستاذ فارس خطيبك فعلا زى ما سمعت .. مش شايفك يعنى لابسه دبلة
تنحنحت وقد زاد توترها وهى تقول
أيوا أحنا مخطوبين بس لسه ملبسناش دبل
رفع حاجبيه فى تصنع وقال بسخرية
مممم يعنى لسه مش رسمى
ثم أردف بمكر
يا شيخة سيبك .. جواز أيه وبتاع أيه
رفعت رأسها إليه وقالت
ليه بقى هو حضرتك مش متجوز برضة وعندك أولاد
أتسعت ابتسامته وكاد أن يضحك وهو يقول
أيه ده وكمان متابعة أخبارى
قالت على الفور
أنا عرفت صدفة
ثم تناولت الأوراق وهى تقول
طيب حضرتك انا هقرأها وهحاول افهم الموضوع
سحبها منها ببطء وهو ينظر لعينيها بجرأة قائلا
لا خلاص خليها بعدين
زاغ بصرها وقالت وهى تتجه نحو الباب
طب عن أذن حضرتك
شعرت بنظراته تخترق ظهرها وهى تدلف للخارج فهى مثلها مثل كل أنثى تستطيع أن تشعر بنظرات الرجل وتلميحاته والأمر يعود إليها إما تصده بقوة وإما أن تعطيه الضوء الأخضر ! .
أما هو فقد علم طبيعة الفتاة التى أعجب بجمالها هى مرتبطة عاطفيا ورغم ذلك لا تريد أن ترسم حدودا قوية لا يتعداها الرجال معها
تمسك العصا من منتصفها وكأنها تبحث عن فرصة أخرى أيسر وأفضل .
جلست خلف مكتبها وهى تختطف نظرات شعواء بين الحين
والآخر إلى فارس القابع خلف مكتبه فى شرود تام وقبل انتهاء العمل بحوالى الساعة استأذن فارس لينصرف مبكرا هو ودنيا خرج معها من المكتب وسارت بجواره
فى سكون وكأنها تشعر أنه رآها ورأى ردود فعلها المتهاونة مع باسم وانتظرته ليتحدث.
صمت قليلا ليستجمع كلماته والمنطق الذى سيتحدث به كان لا يريد فقدها أبدا لذلك فكر فى تأجيل الحديث فيما بعد ولكنه استجاب لطبيعته التى تكره التسويف والتأجيل فى الأمور الحاسمة فقال قبل أن يتراجع
دنيا عاوز اتكلم معاكى فى موضوع مهم
ألتفتت إليه وقد أنتشلها من شرودها قائلة
موضوع أيه
أخذ نفسا عميقا وقال
تفتكرى ربنا راضى عن علاقتنا بالشكل ده كده
توقفت فجأة عن
السير وكأنه أفرغ عليها دلو من المياة الباردة شعرت بمشاعر مختلطة بين الحيرة ومحاولة الإستنتاج وقالت
تقصد ايه بالكلام
متابعة القراءة