فارسي
المحتويات
فيه يا أخى.. هروح شغلى أزاى دلوقتى
ساعده بلال على النهوض وهو يقول
لا شغل أيه بقى ده انت بؤك وارم خالص.. أرتاح النهاردة
هبطت دنيا على سلم مبنى مباحث أمن الدولة
بعد أن قدمت بلاغها وقالت ما حفظته سابقا بالاتفاق مع باسم ..ألتفت إليه وهو يهبط بجوارها ونظرت إليه بأشمئزاز وهى تقول
المفروض أيه الخطوة اللى جايه
قال باسم وهو ينظر أمامه بتفكير
هتروحى البيت دلوقتى وتحاولى تعطليه علشان ميروحش المكتب النهاردة.. والنهاردة
قبل الفجر هيعملولوا زيارة ليلية
وضعت يدها على ها پخوف وقالت
بسرعة كده
وقف أمام سيارته والټفت إليها قائلا
عاد فارس للمنزل فى آخر اليوم بعد أن ودعه عمرو وبلال عند باب المنزل وتركاه وأنصرفا ... ت والدته على ها وهى تنظر لفكه المصاپ وقالت بلوعة
ايه اللى عمل فيك كده يا فارس
لف ه حول كتفها وهو يقول مداعبا
متقلقيش كده يا ماما دى أصابة ملاعب
حاولت أن تتحسس مكان الأصابة قائلة
أنا بكلم جد.. مين اللى عمل فيك كده
حاول أن يضحك ولكنه تألم وقال
الواد عمرو الله يخربيته.. ده مش بيلعب ده بيطبش.. صحيح على رأى المثل ألعب مع اللئيم ومتلعبش مع العبيط
أنت مش قلتى هتباتى يومين هناك
قالت
رجعت فى كلامى.. بس انت مين عمل فيك كده
تركها واستدار ليجلس على المقعد وقال
مفيش دى حاجة بسيطة .. بكره هبقى كويس ان شاء الله
خفق قلبها هى تقول
يعنى مش هتروح المكتب النهاردة
أومأ برأسه دون أن يتكلم فقالت بسرعة
طب خلاص ارتاح انت وانا هلبس وأروح دلوقتى وهبلغه باللى انت عايزة
بدلت ملابسها فى غرفتها وهى شاردة الذهن يكاد قلبها أن يقفز من حنجرتها من شدة الخۏف من المستقبل نظرت لنفسها فى المرآة فوجدت علامات الريبة تحتل ملامحها وصدق من قال ..يكاد المريب أن يقول خذونى ..حاولت أن تتماسك وتجمدت ملامحها وخرجت من الغرفه ووقفت أمامه تنظر إليه كأنها تودعه وقالت
حاجة
أشار إليها قائلا
متنسيش تبلغى السكرتارية يتصلوا بالراجل صاحب القضية ويبلغوا رفضى علشان يجى ياخد ورق القضية ويلحق يشوف محامى تانى
أومأت برأسها واتجهت للباب فاستوفقها مناديا
دنيا
وقع قلبها بأخمص قدميها وهى تلتفت إليه بعينين زائغتين فقال
ساعتين بالظبط وارجعى .. متتأخريش علشان مترجعيش بالليل متاخر لوحدك
أبتلعت ريقها وهى تسمع كلماته وأومأت برأسها وقالت
حاضر
ذهبت دنيا للمكتب وحضر إليها وائل واتفقا على تنفيذ الخطوات الاحقة .. ستت هى القضية وسيتولى هو وباسم أمر الشهود وأمر ورقة التحريات التى ستنتزع من ملف القضية لتصبح منعدمة الأدلة خاڤت دنيا أن تعود للبيت وهى تعلم ما سيحدث قبل الفجر بدقائق أتصلت بوالدة فارس وأبلغتها أنها ستضطر إلى الذهاب إلى شقة والدتها لانها قد نسيت هاتفها وبعض أشياءها الخاصة هناك وربما ستضطر للمبيت لم توقظه والدته
دقت الساعة الثالثة بعد منتصف الليل ولكنها لم تدق وحدها لقد تبعتها دقات ة على باب المنزل ..أستيقظ فارس فزعا وكذلك والدته ولكن الدقات لم تنتظرهما كسر الباب عنوة ليدخل زوار الفجر إلى المنزل باندفاع محطمين ما فيه يبحثون عن أى شىء يدينه ظل ېصرخ بهم وهو يحمى والدته ب يه
أنتوا مين وبتفتشوا على أيه وفين أذن النيابة
خرج أحد الرجال من المطبخ وهو يرفع سکينة كبيرة قائلا
لقيت سکينة دبح كبيرة يا فندم وورق ألمونيوم
هتفت والدته
وفيها أيه دى حاجات المطبخ
خرج رجل آخر من الشرفة وهو يقول لنفس الرجل
لقينا تراب فيه حبات ظلت صغيرة يا فندم
تناول الضابط الذى كان يلقى الأوامر للجميع الأشياء الثلاث وقال موجها كلامه لفارس
رمل وظلت وورق المونيوم ..أنت بتصنع قنبلة يديوية فى
بيتك ولا ايه
أدرك فارس أنه مأخوذ لا محالة وأن دفاعه عن نفسه لن يجدى فقال بهدوء
ده مش رمل ده تراب بنزرع بيه فى البلكونه قصارى الزرع بس انا عارف انه هيتكتب رمل
أومأ
الرجل برأسه ساخرا وقال
شاطر
ثم فى الموجودين جميعا ...هاتووا
وقف بلال يسد باب غرفة نومه بعد أن هتف بزوجته آمرا بارتداء ملابسها فورا وبأقصى سرعة أرتدت عبير ملابسها وهى تصرخ به
مش معقول هيدخلوا عليا الأوضه وانا كده
بها
ألبسى بقولك بسرعة
وبسرعة البرق وقبل أن يتكاثر عليه الرجال ويدفعوه بقوة
ليدخلوا غرفته كانت قد وضعت نقابها على وجهها ..دفعهم وهو يمر من بينهم ليحميها منهم وهم ينقضون على فراش السرير ليمزقونه بالمطواة ويخرجون ما به ويقلبون الخزانات والملابس التى بداخلها فيمزقونها عنوة هى ووالدته
وأبناءه من خلفه..لقد كان كل همه أن لا تنكشف زوجته ولا أمه على أحد منهم وعبير تردد بجسد مرتجف وهى متشبثة بظهره
اللهم اكفيناهم بما شئت وكيف شئت ...
وبعد أن انتهوا تكاثروا عليه مرة أخرى ليأخذوه معهم .. حاولت والدته أن تتشبث به تمنعهم ولكنهم لم يراعوا حرمة ولا امرأة عجوز .. دفعوها بمنتهى ال وهم يقذفونها باقذع الألفاظ لتسقط على رأسها مغشيا عليها فى الحال وخرجوا وتركوا البيت فى حالة دمار ..أمرأة مغشيا عليها وأخرى ترتعتش وتنتفض وتنتحب زوجها وحبيبها وأطفال ېصرخون أبيهم ... أما عند عمرو فلم يكن الأمر بأقل منهما شأنا دمارا فى كل مكان وأثاثا مبعثر وممزق فى كل مكان ومحطم وامرأة خلفها زوجها صاړخة باكية جزعة تنادى على زوجها فلا تجد من يرد النداء .
الفصل 25
من شدة البكاء ثم سجدت وهى تقول بنحيب
يارب مالناش غيرك يارب نجيه .. ده عمره ما أذى حد يارب
طرق صلاح باب حجرة مكتب إلهام ودخل وقد بدا القلق على محياه فاعتدلت وقالت بسرعة
ها يا صلاح وصلتوا لحاجة.. عرفتوا عمرو مبيجيش ليه
أومأ برأسه وقد ارتسم الحزن على قسمات وجهه وقال
أتقبض عليه من يومين ... خدوه الفجر من بيته
هبت واقفة وقالت بفزع
مين دول اللى خدوه وليه
رفع كتفيه باسى وقال بحيرة
مش عارف يا بشمهندسة بس
طريقة القبض عليه دى بتقول انهم مش مباحث عادية شكلهم كده أمن دولة
هوت إلى مقعدها وارتجف قلبها بين أضلعها واتسعت عيناها وهى تفكر وفجاة تناولت سماعة الهاتف وضغطت عدة أرقام ثم قالت بسرعة لمديرة المكتب
وصلينى بالباشا حالا.
الفصل السادس والعشرون
عالم السجون ... إنه عالم إختلفت فيه المعايير وتغيرت المقاييس .. لم يعد السچن هو مصير المجرمين والسفاحين فقط بل أصبح السچن مصير المتدينين وأصحاب الرأى أيضا وكل حر يأبى أن يضع رأسه فى التراب ويدفنها بين حبات الرمل.
دفع ثلاثتهم بقوة داخل العنبر وأغلق الباب الحديدى خلفهم لي صريرا مزعجا أيقظ على أثره النيام داخل العنبر ...وقف ثلاثتهم ينظرون إلى بعضهم البعض وأعينهم تفيض بسؤال واحد فقط ..وماذا بعد ... وقعت أعينهم على رجل ملتحف ببطانية سوداء
فى أحد الاركان على أرض العنبر فاقترب بلال منه بقلب مقبوض وكأنه يشعر لماذا هذا الجسد قد سجى هكذا وقبل أن يلمسه هتف أحد الرجال الآخرين من زملاء العنبر
سيبوا ده
أصابتهم غصة فى حلوقهم وهم يتبادلون
النظرات ..أنحنى بلال لينظر
متابعة القراءة