فارسي
المحتويات
ده يا فارس
هربت الكلمات منه حاول جمع شتاتها مرة أخرى وقال بصدق
دنيا ...أنا عاوز ربنا يبقى راضى عن علاقتنا.. وانا عرفت ان علاقتنا بالشكل ده تغضب ربنا وممكن يعاقبنا ويحرمنا من بعض بسبب الحاجات الحړام اللى بتحصل.. أنا عرفت أن نظرى ليكى وكلامى معاكى حرام .. وعلشان متفهميش غلط .. أنا عاوز اتقدم رسمى ونكتب الكتاب على طول
أتسعت عينيها بدهشة وقالت
أفندم تكتب الكتاب.. بس احنا متفقين تستنى لما نشوف التعين بتاع النيابة وبعدين نتخطب
زفر بضيق وهو يقول
بصى بقى أنا مش عارف انت عاوزانى انا ولا عاوزه فارس
وكيل النيابة ..لو بتحبينى وعاوزانا نكمل مع بعض باقى حياتنا زى ما بتقولى دايما توافقى انى اتقدم دلوقتى وقدامك أختيارين.. يأما نتخطب بس وده لحد ما تيجى تعينات النيابة ومش هينفع برضة لا نتكلم ونخرج مع بعض ولا أى حاجة من اللى كانت بتحصل.. يا أما أتقدم ونكتب الكتاب على طول وساعتها مش هيبقى فى حاجة حرام فى علاقتنا وفى كل الأحوال هنستنى النيابة .. خلى بالك دلوقتى الكورة
أربكها لا تستطيع أن تختار ثالثا لأنه لم يكن هناك ثالث إن كانت تريد الإبقاء عليه لكن بالتأكيد هناك أختيارمنهما ستكون فيه الخسائر أقل حاولت أن تماطل ولكن هيهات لم يكن هناك مجالا هو يريد معرفة رأيها فى الحال تنفست بعمق وهى تحاول رسم السعادة على وجهها وقالت
طب ممكن يا حبيبى تستنى لما أخد رأى ماما .. مش دى الأصول برضة.
قال وبجدية
هستناكى تردى عليا النهاردة.. مش هنام غير لما تكلمينى ..ولو متكلمتيش النهاردة هعرف انك مش عاوزانى أصلا.
رأت الجدية والحسم فى عينيه وهو يتحدث تعلمه جيدا إنه لا يحب المزاح فى الأمور الجدية ولا يخلط بينهما وهذا ما يزيده رهبة فى عينيها وهو يتحدث بمثل هذا الحسم
حاضر ..هتكلم مع ماما وهرد عليك النهاردة
قال وهو يشير لسيارة الأجرة
مش هنام ..هستناكى ان شاالله للفجر
ت والدتها كفا بكف وهى تقول پغضب
وبعد سنة يجى يقولك عاوز اكتب الكتاب ويمكن عاوز نعمل دخلة وتروحى تقعدى فى الحارة مع امه مش كده.. وساعتها برضة هتعملى زى دلوقتى وتقوليلى هعمل ايه يا ماما ماهو مش سايبلى اختيارات تانية
عقدت دنيا يها وقالت بحنق
طب قوليلى اعمل ايه ..وقبل ما تقولى أى حاجة لازم تعملى حسابك انى بحبه ومش ناوية اسيبه .. أنا بس كنت بأجل لما ياخد وضعه مش أكتر
تفحصتها والدتها برهة ثم قالت
رفضت دنيا حديث والدتها بشدة وقالت
لا يا ماما .. أنا بحبه وعارفة طموحه كويس ممكن يوصله لفين.. وانا عاوزه أوصل معاه يا ماما للى هيوصله .. ومش عاوزه أخسره وبعدين دى خطوبة ولا هتقدم ولا هتأخر
قالت والدتها بحنق
وبعدين خلاص تبقى خطيبته وتدخلوا وتخرجوا مع بعض وأى حد أحسن منه تعجبيه يقول بس يا خسارة دى مخطوبة خلاص.. وسوقك يقف على كده ..صح
ابتسمت بسخرية وقالت
لا متقلقيش ولا خروج ولا دخول هو أصلا مش عاوز كده.. ده داخلى فى موال حلال وحرام .. ومينفعش ابصلك ومينفعش اقابلك والكلام ده .. هو بس عاوز يطمن انى عاوزاه وموافقة
زفرت والدتها بضيق وهى تقول
استغفر الله العظيم ..أعملى
اللى انت عاوزاه
كان يقف فى شرفته الصغيرة يحتسى القهوة ببطء ويدور فى عقله ألف سؤال وسؤال حين سمع رنين الهاتف ورأى والدته تخرج من غرفتها فقال على الفور
خليكى يا ماما التليفون ده ليا
وقفت والدته أمام باب غرفتها وهى تراه يلتقط سماعة الهاتف بلهفة ويجيبها صمت قليلا وأرتسمت على وجهه ابتسامة صغيرة وهو يقول
يعنى والدتك وافقت على الخطوبة بس
كانت دنيا على الطرف الآخر تنظر لوالدتها وهى
تقول له عبر الهاتف
ايوا يا حبيبى معلش بقى حاولت معاها كتير توافق على كتب الكتاب بس رفضت جدا وقالت لاء خطوبة بس فى الأول كده زى كل الناس وبعدين بقى لما نجهز نبقى نكتب الكتاب
أبتسم فارس وهو يقول
خلاص نعمل الخطوبة زى ما كنا متفقين قبل كده..
حدديلى معاد مع باباكي
أغلق الهاتف وقد علت وجهه ابتسامة رضا كبيرة والټفت ليجد والدته تقف خلفه تنظر له بحزن وقالت
برضة هتخطبها يا فارس
تغيرت ملامحه وقد شعر بحزن والدته الذى يطل من عينيها قائلا بخفوت
والله يا ماما دنيا بتحبنى مش زى ما انت فاكره .. وبكره تعرفى كده لما تلاقينى سعيد معاها
أومأت برأسها باستسلام وهى تقول
خلاص يابنى اللى يريحك
وهو يقول برجاء
مفيش حاجة هتنفع من غير رضاكى يا ماما
حاولت أن تبتسم لكنها فشلت
وقالت
أنا عمرى ما ڠضبت عليك وانت
عارف كده .. وربنا يوفقك فى حياتك ويخلف ظنى يارب
فى ه برفق وهو يدعو لها بطول العمر ووافر الصحة والعافية
فى اليوم التالى طرقت دنيا باب غرفة والدها دخلت وانتظرته حتى ينهى صلاة العصر وما أن انتهى من صلاته حتى ابتسم لها وهو ينهض فقال وهو ينظر إليها بابتسامة حانية
والدتك قالتلى على حكاية العريس ..هو محامى ولا وكيل نيابة ولا ايه بالظبط
قاطعهم دخول والدتها تدعوهما لتناول الغذاء ألتف ثلاثتهم حول مائدة
الغذاء حيث قال والدها
ها أحكيلى بقى
وضعت دنيا الملعقة وهى تقول
هو بيشتغل فى مكتب الأستاذ حمدى مهران من قبل ما نتخرج وان شاء الله سنة ويبقى وكيل نيابة
أومأ برأسه وهو يقول
ممتاز .. يعنى شاب مكافح
قاطعته والدتها وهى توجه حديثها لزوجها
بقولك أيه أحنا معندناش غيرها.. يعنى مش هنرميها كده وخلاص..عاوزاك تشد عليه شوية لما يقابلك وتطلب براحتك .. أحنا بنتنا حلوة وألف مين يتمناها
ألتفت إلى زوجته وقال
الموضوع مش موضوع حلاوة .. أنا بدور لبنتى على
راجل يشيل مسؤليتها وابقى مطمن عليها معاه.. ولو الولد جد ومكافح وأخلاقه كويسة زى ما سمعت يبقى الطلبات دى تيجى بعدين وعلى مهلة
قالت پغضب
يعنى ايه الكلام ده .. أنت ناوى تتساهل معاه ولا أيه
تدخلت دنيا وقالت على الفور
يا ماما مش أحنا اتفقنا هتبقى خطوبة بس كده .. لما نشوف هنعمل ايه
نظر إليها والدها بتساؤل
يعنى ايه الكلام ده .. يعنى ايه خطوبة بس كده
ارتبكت دنيا وقالت
قصدى يعنى يا بابا هنعمل خطوبة لحد ما يكون نفسه يعنى مش أكتر
هز رأسه وقال وهو يكمل طعامه
خلاص خليه يجى بكره بعد العصر .. اللى فيه الخير يقدمه ربنا
بعد الغذاء هاتفته وأبلغته بميعاد مقابلة والدها تلقى منها الخبر بسعادة كبيرة وهو يشعر بمشاعر مختلفه بين القلق والسعادة رفضت والدته الذهاب معه ولكنه أصر بشدة أن تصحبه فى هذه الزيارة.. وقد كان
توقفت والدته تحت البناية التى تسكن بها دنيا ووقفت تنظر حولها وتقول
تصدق انا كنت فاكرة ان فى فرق كبير بينكم ..طريقة كلامها لما شوفتها أول مرة خلتنى افتكر انهم ياما هنا ياماهناك .. لكن طلعوا أهو ناس عادية
أبتسم فارس وهو يحثها على دخول البناية وقال
شوفتى بقى علشان تعرفى انها مش هتتكبر عليا زى ما كنت فاكره
متابعة القراءة