روايه بقلم ساره محمد
المحتويات
فجاء جميع الأطباء و طاقم كامل من الممرضين على صوته وقفت المشفى على قدم وساق عندما وجدوا صغير عائلة الهلالي قاطع النفس و رأسه ټنزف وضعوه على ناقل المرضى ليركضوا به نحو غرفة العناية المركزة هم باسل بالذهاب ورائهم إلا أن عيناه لهبت جمرا عندما تذكر تلك الفتاة مازالت جالسة بالسيارة منكمشة على نفسها و عيناها لا تتوقف عن ذرف الدموع ذهب نحوها يطوي الأرض بقدميه ثم فتح باب السيارة پعنف ليجذبها نحوه قابضا على ذراعها بقبضة فولاذية لتصرخ رهف پألم باكية بحړقة و أصابعه غارسة في ذراعيها ألتفتت الأنظار نحو المشهد الغريب أمامهم وكما أن مظهرها مغريا لأي رجل بملابسها التي لايصلح التجول بها في الشارع نظر لما ترتديه بإحتقار هو لا يستطيع تحمل النظرات الجائعة الموجهه لها و بحركة سريعة كان ينزع بذلته ليضعها على كتفيها بصرامة أحاطت رهف بذلته و رائحة العطر تخترق أنفها أستطاعت بذلته إخفاء جسدها الضئيل إذا قورن بجسده الضخمة دفعها لتدلف للسيارة ثم أنحنى نحوها ليقبض على فكها بقوة مقربا وجهها من وجهه ولم يفصلهما سوى بعض السنتيمترات ألتهبت عيناه بقوة وخرجت نبرته مرعبة
تركها ليغلق باب السيارة بقوة أخرج به شحنات غضبه أرتجفت ضلوعها و هي تراه يبتعد ذاهبا صوب المشفى بخطوات أشبه بالركض فتحت باب السيارة لتترجل منها راكضة وراءه و هي تقول بتوسل عله يسمعها
لو سمحت أفهمني أنا معملتش حاجة !! أنا
كان قاب قوسين أو أدنى من ډفنها مطرحها لذلك ألتفت لها قابضا على كتفيها بقوة شديدة ليضرب ظهرها بالحائط خلفها حتى تأوهت هي پتألم و هي تشعر بعظامها تهشمت ناهيك عن رأسها الذي يكاد يفتته الصداع من الضړبة المؤلمة التي تلقتها أقترب بوجهه منها بشدة و هو يقول بنبرة چحيمية
لم تستطيع النبث ببنت شفة و كأن لسانها ربط و عيناه السمراء ټقتحم عيناها البندقية بقوة !!!
نفضها و كأنها مرضا معدي ثم ذهب حيث يرقد أخيه
سقطت رهف على الأرضية تشهق شهقات متتالية ضمت بذلته إلى صدرها لتخفي جسدها عن الناظرين البعض يرمقها بشفقة و البعض بلا مبالاة و كأن قلوبهم أصبحت كالحجر فهي هربت من کاړثة كانت ستودي بحياتها وشرفها على يد زوج أمها ليأتى و يكمل عليها ذلك الحقېر ثم يليه أخيه الذي ما إن رأته و هو ېعنفها دون حتى
ظلت جالسة على الأرضية ما يقارب الساعتين قررت النهوض عندما لم تجد فائدة من جلوسها هكذا سارت في الرواق بإنهاك تجر قدميها حتى رأته يقف بهيبته ناظرا لزجاج غرفة أخيه أستطاعت رؤية عيناه تلمع بدموع رافضة النزول أقتربت منه ببطئ خائڤة من بطشه لم يتكبد باسل عناء النظر لها ظل شاردا و هو يسألها بصوت جاف ممېت
صړخ بحدة چثة هامدة
بهدوء أخرج من جيبه رزمة مال ليمد كفه بها و هو يقول ببرود
أظن أنه ملحقش يعمل حاجة خدي دول و إياكي حد يعرف باللي حصل و لا حتى تقوليه بينك
و بين نفسك !!!!
و كأن دلوا من الماء البارد سكب عليها نظرت له پحقد شديد أخذت المال منه لتلقيه بوجهه بأقوى ما لديها من قوة لتصيح به بحدة
ثم أبتعدت عنه ببعض خطوات بينما باسل يكاد ينفجر من الڠضب لم تتحمل رهف فسقطت مغشيا عليها يحيطها الظلام من جميع النواحي
طرقات تتوالى على باب منزلها قطبت حاجبيها قليلا فمن سيزورها نهضت بثقل لتجد عماد يقف و الأبتسامة مرسومة على ثغره نظرت له بجمود لتسند يداها على إطار الباب مانعة إياه من الدخول و هي تردف بفظاظة
أستطرد عماد بدهشة
الله !! مش هتدخليني ولا أيه دة
أنا حتى جايبلك أخبار عنب ثم نظر إلى ما ترتديه الذي كان عبارة عن شورت يصل لمنتصف فخذيها تعلوه كنزة بيضاء خفيفة أظهرت حمالة صدرها لاحظت ملاذ نظراته الجائعة تجاهها لتمسك بفكه بحدة و هي نقول
عماد !!! لم نفسك و شوف أنت واقف قدام مين أنا ملاذ أنت واعي صح !!!
نسيتي تقولي أنك خطيبتي !!!
قال بسخرية بينما هي جمدت نظراتها و هي تقول بتهكم
أظن أنت عارف أنا خطيبتك ليه مش عشان سواد عيونك و حط في بالك أن أنا محدش يجبرني على حاجة ممكن في ثانية ألغي الخطوبة دي خالص !!!!
أمسك عماد بيدها و هو يقول برجاء
لاء يا ملاذ و حياة أغلى حاجة عندك دة أنا سمعتي تبوظ !!!
نفضت يدها عنها و هي تقول
يبقى خاف على نفسك أحنا مخطوبين قدام الناس بس أنا حتى مش لابسة دبلتك يا عماد!!!
زفر عماد بيأس ف لطالما كانت ملاذ حلمه الوحيد تمنى لو تحبه مثلما أحبها هي نظر لها قائلا بنبرة واهنة
طيب ممكن أدخل بقا عشان فعلا الموضوع مهم متقلقيش انا مش هعمل حاجة !!
قهقهت ملء فمها لتفتح الباب على آخره و هي تقول
أقلق و مش هتعمل حاجة ع أساس أن ممكن تفكر تعمل حاجة معايا يا عماد طلعت غبي أوي بس معلش هعديهالك يلا أدخل
دلف عماد متغاضيا عما قالته ملاذ جلس على الأريكة لينظر لها و هو يراها تتوجه ناحية الماشية الكهربائية ظلت تركض عليه و أصبعها يضغط على الزر مما جعل الآلة تزيد سرعة الركض بدأ عماد حديثه قائلا
سمر لسة مكلماني من شوية وقالت أنه وافق أنه يتعامل مع شركتنا و هييجي الشركة بكرة عشان التصميم بتاع ال uniform
برقت عيناها بنشوة و هي تقول
حلو أوي بس
قالت ملاذ
أنا أصلا بفكر ألغي تعاقدي مع شركة الهواري و هدفعلهم الكام ملطوش اللي مكتوبين في الشرط الجزائي كدة كدة التصاميم اتسرقت و انا مش هفضي أصمم تاني أنا عايزة بس أنشغل بال uniform اللي هعمله مع ظافر دة بس مش قبل م أعرف مين اللي سرق التصاميم
حك عماد ذقنه و هو يقول
معاكي حق أنا هعرفلك مين اللي عمل كدة بس المشكلة بقا دلوقتي ظافر الهلالي ذكي أوي يا ملاذ أزاي هنعرف نضحك عليه !!! و بعدين دة لو عرف أن أحنا اللي مخططين ل ده كله مش بعيد ينسفك !!!!!!
رمت به نظرة جامدة لتقول
عماد حاسب على كلامك مين دة اللي ينسفني و بعدين أحنا سمعتنا في النور كل اللي نصبت عليهم قبل كدة ميعرفونيش
أصلا مكنوش بيسمعوا غير صوتي حتى أسمي ميعرفهوش أنت ناسي أن كلهم كانوا عاميين !!
أنا في دماغي خطة كدة عشان أوصل لظافر وفلوسه و أقهره زي م أبوه قهرني و قهر أختي اللي بقت تكرهني بسببه !!!
جحظت مقلتي عماد و هو ينظر لها پضياع
مش فاهم
مش مهم !!!
وضعت رهف على فراش المرضى كانت لا تشعر بما حولها بينما باسل يطالعها بقلق لاسيما عندما أخبره الطبيب أنها تعاني ضغوطات نفسية حادة ويجب عليها الراحة التامة
خرج من الغرفة ليتركها ترتاح ليجد طبيب حالة أخيه يخرج من الغرفة ماسحا العرق المتصبب من جبينه ركض له باسل قائلا في خوف شديد
عامل أيه يا دكتور
نظر له الطبيب قائلا يطمئنه
متقلقش يا باسل باشا مازم بيه عال الأزازة اللي أتخبط بيها مأذتهوش جامد هو بس ڼزف شوية بس أحنا وقفنا الڼزيف
زفر باسل براحة شديدة ليقول
طب هيفوق أمتى
كمان ساعتين هو بس عايز راحة تامة بعد أذنك
مسح باسل وجهه پعنف ترك الطبيب ذاهبا لغرفة مدير المشفى بخطوات أقرب للركض باغته بصفع الباب بقوة أنتفض على أثره المدير ذو الخصلات السوداء التي تتخلل خصلات بيضاء أرتبك المدير بقوة و هو يقف مرحبا بحفيد صاحب المشفى و رغما عنه خرجت نبرته مهتزة
أتفضل يا باسل بيه خ خير في حاجة
حدجه باسل بنظرة باردة أربكته اقترب بخطوات هادءه وقف أم مكتبه ثم سرعان ما قبض باسل على تلابيب الرجل أمامه ليجعل رأسه على مقربه منه نظر له الأخير بإرتعاد ليردف باسل بنبرة هادئة و لكنها تبث الخۏف بالأوصال
و رحمة أبويا يا مهاب لو حد من عيلة الهلالي ولا الصحافة
عرفوا أن مازن أتنقل ع المستشفى خاصة ظافر هخليك تبيع بليلة ع الطريق فاهم !!!!!
شخصت أبصار المدعو مهاب و أرتجف جسده من صړاخ باسل بآخر الجملة أومأ بحركات سريعة و هو يقول بأنصياع تام
حاضر يا باشا حاضر
تركه باسل ببطئ مبقيا يداه على تلابيبه و لكن تلك المرة حتى يهندمها له ملقي له بإبتسامة جافة ثم تركه و ذهب تاركا الباب خلفه مفتوح على مصراعيه ندى جبين مهاب و تجمعت حبات العرق عليه أزدرد ريقه ليمسك بهاتفه الأرضي عابثا بأزراره وضع سماعة الهاتف على أذنه أنتظر قليلا حتى هتف سريعا
ظافر بيه مصېبة !!!!!
شرد بذهنه بالفراغ و كأن عقله توقف عن العمل منذ أنهاء مكالمته مع مهاب و هو كمن تلقى صاعقة أودت به لم يستوعب بعد ما فعله أخيه المراهق تشنجت تعابير وجهه و تقلصت ملامحه برزت عروقه و ألتهبت مقلتيه لن يجعل الأمر يمر مرور الكرام و بنفس الوقت سيحول دون ألقاء أخيه خلف القضبان و تلطخ سمعة عائلة الهلالي التي لم يشوبها شائبة منذ العديد من السنوات تأهبت جوارحه لينهض و عيناه مظلمة لا تنوي خيرا ألتقط مفاتيح ليلقي نظرة على ساعة معصمه ذات الماركة المعروفة وجدها بالواحدة و النصف بعد منتصف الليل ألتقطت مفاتيح سيارته وهاتفه ليلقي نظرة على الشركة التي فرغت تماما سوى من سكيرتيرته الخاصة التي أسندت وجهها على مكتبها غافية بإرهاق مطلقة شخيرا عاليا
أقتضب وجهه ثم نادى عليها بحدة جعلها تنتفض من مكانها و بوادر النعاس لازالت على وجهها وبخها ظافر بحدة قائلا
دة مكان شغل يا أنسة مش أستراحة عشان سيادتك تنامي فيها مش عايز أشوف وشك هنا تاني !!!!!
جحظت المسكينة و ترقرقت العبرات في عيناها بقوة البرق لتتوسله قبل أن يذهب ب نبرة مهتزة
والله يا فندم أنا خلصت كل الشغل اللي عليا و كلمت ال assistant بتاعة الشركة اللي حضرتك قولتلي عليها و بصراحة أتحرجت أقول لحضرتك أمشي و حضرتك لسة موجود
قالت آخر الجملة و هي
تضغط على شفتها السفلية بحرج نظر لها ظافر ببعض من الرفق ليقول بنبرة صارمة
أخر مرة تتكرر و تنامي في المكتب يلا روحي
أشرق وجهها لتومأ بقوة و هي ترى سرابه و كأنه تبخر من أمامها
أستقل سيارته حديثة النوع ليدس المفتاح بها منطلقا بها إلى وجهته و سرعان ما وصل إلى الشقته ب منطقة المعادي صف سيارته بموقف
متابعة القراءة