روايه بقلم ساره محمد
المحتويات
ثم أبتعد لنقطة بعيدة جدا وقف أمام مظهر يخطف الأنفاس جبال عالية أمامه يستطيع رؤية السيارات التي تسير بسرعات چنونية و المرء يسيرون بهدوء تام جلس هو على إحدى الصخور ظل ينفث عبق الكثير من لفافات التبغ يضيق بعيناه و كلماتها تتردد بأذنه يعلم أنها تتألم هو يعلم كل المعارك بداخلها يعلم عنها ما لا تدركه هي عن نفسها كل شئ ستقوله قبل أن يلفظ من شفتيها كل شئ ستفعله قبل أن تقوم به يعلم أدق تفاصيلها كل إنش بها يحفظه عن ظهر قلب فو رما رآها كان يود لو أن يأخذها بعناق لم ترى بقوته وحنانه معا من قبل كان يستطيع فعلها ولكنه لا يريد إرغامها على شئ يريد إجبارها على العودة معه ولكن بالوقت ذاته لا يريد أن تكرهه أكثر فما فعله بها أكبر خطأ أقترفه بحياته قضى أكثر من ثلاثة ساعات ينظر للاشئ لينهض و هو يزفر بقوة ثم أستقل مقعده لينطلق بسيارته!!!
سوداء لتظهر عيناه السمراء ذات البريق المميز سار في مطار القاهرة ليتجه إلى حقائبة ثم حملها كان سائقه الخاص ينتظره بإبتسامة هادئة تعلو شفتيه ليركض نحوه حاملا عنه الحقائب أتجه مازن إلى السيارة مستقلا في الأريكة الخلفية أغمض عيناه ليعود برأسه للخلف شعر أن روحه قد عادت له وهو يعلم أن ساعات قليلة و سيذهب لها سيراها وأخيرا بعد تلك الأشهر التي مرات عليه ك سنوات عديدة نظر إلى سائقه الذي نظر له منتظرا إخباره بوجهته ليهتف مازن بهدوء رزين
فتح باب شقته بهدوء تام ثم ألتفت ليفتح الأنوار كانت شقة يطغو عليها اللون الړصاصي و الأحمر القاتم للغاية أثاثها حديث ېصرخ بالفخامة نظيفة كما لو أنه زارها البارحة فهو قد أوصى البواب أن يجلب من ينظفها أسند حقائبه على الحائط ليدلف نازعا عنه حذائه ثم جلس على الأريكة يطالع جميع زوايا منزله بدقة حرر أزرار قميصه الأبيض ثم نزعه عنه
يوسف أنا نزلت مصر دلوقتي عايزك تاخد بالك وتحط عينك في وسط راسك وصفقة روسيا خليها ماشية زي م هي انا 5 أيام بالكتير وهبقى عندك!!!
هتف المدعو يوسف بصوته الرجولي قائلا بجدية
متقلقش يا مازن خد راحتك وانا هاخد بالي من كل حاجة!!!!!!
أغلق معه مازن لينهض ماسحا على خصلاته أنحنى يبحث عن أدويته في تلك الحقيبة الصغيرة المجاورة لحقيبته الضخمة ليمسك بعبوة بها حبوب بيضاء ثم أبتلع واحدة منها رمى بالعبوة المغلقة بعيدا بات يسأم من حاله أتجه إلى المرحاض لېصفع بابه پعنف وقف أمام مرآة الحمام العريضة مسح وجهه بكفيه مستندا بذراعيه على حوض الأغتسال يطالع ملامحه الوسيمة وعيناه التي تبرق ب بريق لا يفهمه إلا من عشق عيناه والتي لطالما كانت قاسېة لا روح فيها أصبحت تضج بالحياة وبفضلها كم هو متشوق لرؤيتها ومعانقتها وليتوقف الزمن عند تلك النقطة لا يريد شيئا آخر فقط يريد الوقوف أمامها والنظر إلى كل إنشا بها هو الذي لم يكل عن معرفة أخبارها يوميا هو الذي عشق كل شيئا صغيرا بها ولكنه سيصبر حتى تحبه هي الأخرى ف هو فعل بها الكثير من الأشياء التي لن تغفرها بسهولة فور رؤيته!!!
ليكي وحشة ياضنايا!!!
عانقتها رهف بشوق لټنفجر في بكاء يقطع نياط القلب حزنوا جميعا عليها ليدلف ظافر خارج الغرفة لكي يترك لهم مساحة من الحرية أحتضنتها ملاذ على الجانب الآخر و فريدة التي أمسكت بكفيها و أيضا ملك التي تربت عليها بحزن فركت رهف عيناها لتعتدل جالسة ثم هتفت وهي تراقب تعابير وجوههم
أعتلت الصدمة وجوههم لتجحظ عينان رقية بشدة وهي تقول تشعر وكأنها لكمت بوجهها بقوة
ليه تعملي أكده يابنتي ليه تكذبي على چوزك و علينا هو لو عرف آآآ!!!!
قاطعتها رهف ممسكة كفيها ثم هتفت
أنا هقوله يا ماما والله بس بعد م نطلق هو لو عرف دلوقتي مش هيطلقني عشان خاطري أنتوا كلكوا ساعدتوني في الأول متتخلوش عني دلوقتي!!!!!
تنهدت رقية بقلة حيلة لتردف ملاذ و هي تزم شفتيها بيأس
يعني مصممة على الطلاق يا رهف!!!!!
نظرت لها رهف سريعا ثم هتفت بصوت مهتز
أيوا يا ملاذ!!!!!
أسرعت ملك قائلة محاولة إقناعها بشتى الطرق
سامحيه يارهف صدقيني باسل بيحبك و كلنا بنغلط أحنا بشړ بنغلط عشان نرجع لربنا و نتوب أديله فرصة
تانية يا حبيبتي!!!!
قبضت على ذهنها تفركه بقوة لتهتف پغضب
أنت بتقولي كدا عشان هو أخوكي يا ملك باسل مكنش مجرد جوزي دة كان أبويا وأخويا وصاحبي و حبيبي وكل حاجة ليا يا ملك مكنتش أتخيل حتى انه يعمل فيا كدا!!! دة حتى مسمعنيش مدانيش فرصه أفهمه بس عارفة أخوكي أداني درس عمري م هنساه عرفني يعني أيه أن الطعڼة تجيلك من أقرب حد ليك و أني مينفعش أثق في حد زيادة عن اللزوم حتى لو كان جوزي بس أنا مسامحاه رغم كل دة مش زعلانه منه والله لأن كان في بينا ذكريات كتير أوي حلوة مش هقدر أنساها لكن هو هنساه و هربي أبني اللي جاي!!!!
صمتت ملك و صمتوا جميعا فهي محقة ب كل شئ قالته نظرت لها فريدة بشرود فهي أكثر شخص يستطيع فهمها فقد عانت فريدة ما يشابه بمعاناة رفيقتها خرجت من الغرفة لشعورها بالإختناق لتجلس على المقعد بمفردها أخرجت هاتفها من حقيبتها لتضغط على شاشته ثم وضعته على أذنها لتأتي صوت مربية يزيد بالقصر فهتفت فريدة بلهفة
أزيك يا دادة و يزيد عامل أيه!!!!!
أتى صوت المربية على الطرف الآخر مبتسمة
أنا و يزيد
بخير ياست هانم هو أكل و نام أهو يا حبة عيني!!!
هتفت فريدة بلطف
أنا بجد مش عارفة أقولك أيه يا دادة أنا أهملت فيه شوية عشان شغلي بس أنا بفكر أخد أجازة يومين كدا و أقعد معاه!!!
لاء ياست هانم لا تعب ولا حاچة يزيد هادي و مش بيتعبني واصل خليكي أنت في شغلك يا هانم و هو في عيني والله!!!!
تنهدت فريدة قائلة
إن شاء الله!!!!
أغلقت معها لتجلس مكتفة ذراعيها أمام صدرها تنظر للفراغ بشرود لتشعر بمن أقترب ليجلس جوارها بالضبط أنتفضت فريدة بهلع لتنظر إلى أياد الذي أبتسم لها بعذوبة ثم هتف قائلا بلطف
طمنيني يارهف قريبتك دي لسة تعبانه !!!
نظرت له فريدة مبتسمة بتكلف وهي تقول بخفوت
لاء بقت كويسة الحمدلله!!!!
أومأ أياد لينظر لها متأملا ملامحها الرقيقة لتتورد وجنتيها بخجل وضيق معا عندما وجدت أنظاره مثبتة عليها أبتعدت عنه قليلا وقد بدأ نظراته ترهبها ليفاجأها بسؤال لم تتوقعه
هو أزاي مازن يسافر ويسيبك!!!!!
ألتفتت له فريدة پصدمة قائلة بنبرة متثاقلة
أنت عرفت أزاي!!!!!
أبتسم بسخرية على سذاجتها ليردف ببرود
عيلة الهلالي أخبارهم بتنزل على النت أول بأول يا فريدة يعني سهل أعرف كل حاجة خصوصا أني دكتور في المستشفى دي و الغريبة أن مرات مازن الهلالي ممرضة هنا!!!!
نظرت له بضيق لتنتصب واقفة ثم هتفت بحدة شديدة
عن إذنك!!!!
تركها تدلف للغرفة ليحدق بأثرها و ثغره يلتوي بإبتسامة خبيثة قائلا بمكر
أهربي يافريدة هييجي اليوم و مش هسيبك غير و أنت ملكي أنا.. و أبقي وريني هتهربي أزاي!!!!!
ذهب ظافر إلى شركته ليتابع أعماله مع جواد الذي سأل بلهفة على زوجته طمأنه ظافر عليها ثم جلس على مقعده ذو الجلد الوثير ليهتف بصلابة
عاملين أيه مع بعض!!
أومأ جواد و هو ينظر للأوراق أمامه
كويسين الحمدلله!!!!
نهض ظافر ليجلس على المقعد أمامه ثم عقد كفيها معا ليثنى بجزعه العلوي ينظر له بشررات تطاير من عيناه ثم هتف قائلا
أقسم بالله يا جواد لو زعلتها هتشوف مني وش تاني خالص مش معني أني مشغول ومبسألش كتير عليها يعني أني سايبهالك كدا تعمل فيها اللي أنت عاوزه أنا عارف أنك عصبي بس لو عصبيتك دي طلعت عليها هتخسرها و هتخسرني!!!!
ترك جواد الأوراق جانبا ليوجه له نظرات باردة ثم هتف مشددا على حروف كلماته
أنا مش هرد عليك يا ظافر بس تهديداتك دي متفرقش معايا ملك مراتي ومش هأذيها أبدا عشان هي حبيبتي مش عشان كلامك دة أنا مبتهددش ياصاحبي!!!!
حلت على وجهه أبتسامة منتصرة زينت ثغره فصديقه أثبت له وبجداره أنه يستحق شقيقته الوحيدة ليعود مستندا بظهره على المقعد بإرتياح قائلا بجدية
عايزين نخلص من تجارة السلاح في أقرب وقت!!!!
دهش جواد من تغير حال صديقة مائة وثمانون درجة في دقيقتين فهو توقع أن يغضب أو يزمجر لحديثه معه لذلك تأهب لمعركة حديثية بينهما ولكنه تفاجأ ببروده الشديد ليضرب كفا بأخر ثم أخذ يفرك ذهنه بتشتت قائلا
عارف
أديني يومين وكله هيخلص يا ظافر لأن أنا كمان مش حابب ملك تعرف أن جوزها و أخوها تجار سلاح!!!!!
أومأ ظافر مؤكدا صدق حديثه لينظر للأوراق بيده يتفرسها بهدوء بارد!!!
خطى خطوات رزينة في ممر المشفى الفارغ ليتجه لغرفتها ثم أمسك بالمقبض ليديره ببطئ وجدها نائمة على الفراش مغمضة عيناها غارقة في سبات عميق والجميع حولها متجمهرون دلف ببطئ ثم أغلق الباب خلفه بحذر لينظر لوالدته قائلا بلطف
أمي أنت تعبتي النهاردة أنا هبعت السواق يوديكوا القصر ومعاكي ملك وملاذ وفريدة!!!!
ربتت رقية على كتفه لتقول بحنو
و الله يابني أنا مش رايدة أتركها لحالها بس أنا عارفة أنك هتراعيها زين ولو أحتچت حاچة كلمني!!!!
أومأ باسل بإبتسامة صفراء لتعترض ملاذ قائلة
أنا بقول أكلم ظافر يروحنا أنا و ملك و أكيد
جواد هيبقى معاه!!!!
نظر لها باسل قائلا بهدوء رزين
لاء أنا هكلم ظافر وجواد ييجوا على القصر و بكرة اعملوا اللي أنتوا عايزينه!!!!
بعث باسل السائق لكي يقلهما للقصر بالصعيد ثم أمر ذلك الطبيب بأن يضع فراش جوارها له وبالفعل دلف لغرفتها ليجد فراش أبيض صغير ملتصق بفراشها أغلق الباب بهدوء ليمضي نحوها بتأن مال نحوها ليمسح على خصلاتها المفترشة جوارها وهو ينظر لشفتيها أبتسم و هو يحمد ربه أنها أخذت منوم من قبل الممرضة قبل قليل لتسنح له الفرصة في مراقبتها دون ضيق أو تذمر منها
خرج مازن من المرحاض محاوط جزعه العلوي بمنشفة سوداء وقطرات المياه تتساقط على جسده هادرة بالإضافة إلى خصلاته البنية الساقطة على وجهه والتي تقطر أيضا بالمياة أرتدى بنطال باللون الړصاصي تعلوه
متابعة القراءة