روايه الاكثر روعه مزرعه الدموع بقلم منى سلامه

موقع أيام نيوز


وهو ابن مين .. وعنده ايه .. وان بنات كتير أوى يتمنوه .. ومش أى بنات .. بنات لهم حسب ونسب .. يعني بنات متتعيبش .. ومن نفس مستواه المادى والإجتماعى .. انتى بأه شايفه انك هتكونى زوجه مناسبه لواحد زى عمر .. يعني شايفه نفسك زوجك يتشرف بيها وهو بيقدمها للناس .. ولا يتكسف منها ومن عيلتها
اڼفجرت الډماء فى أوردة ياسمين فصار وجهها مثل الجمرة المشتعله .. كانت تشعر ببركان ثار بداخلها لوقع تلك الكلمات عليها .. لكنها راعت أنها تتحدث الى سيدة فى عمر والدتها رحمها الله .. فقالت بصوت حاولت أن تجعله هادئا بقدر الإمكان 

أنا مش شايفه حاجه تعيبنى أو تعيب عيلتى .. والانسان اللى هتجوزه لو محسش انى أشرفه .. يبقى ميلزمنيش أصلا
ابتسمت مدام ثريا بسخريه .. ثم قالت 
طبعا انتى عارفه ان عمر كان خاطب قبل كده
أومأت ياسمين برأسها فى صمت .. فأكملت قائله 
هى وأهلها كانوا طمعانين فى عمر .. وفضلت البنت تلف عليه وتعمل المستحيل عشان الجوازه دى تتم لحد ما كشفها على حقيقتها .. وفسخ الخطوبه 
أخرجتها مدام ثريا من حيرتها عندما أخبرتها بسبب فسخ الخطوبة .. لأن هذا الأمر ظلت تفكر فيه كثيرا .. أكملت مدام ثريا قائله بشئ من الكبر 
عشان كده لازم المرة دى لما ييجى يختار .. يختار صح .. وكلنا لازم نشاركه الاختيار ده .. لان البنت اللى هيتجوزها هتشيل اسم عيلتنا اللى طول عمرها فى السما
نظرت اليها ياسمين بشفقه .. نعم بشفقه فلقد تذكرت حديث النبي صلى الله عليه وسلم لن يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذره من كبر .. أكملت مدام ثريا قائله 
اللى عايزه أقوله .. انى شايفه انك اخر واحده ممكن تكونى مناسبه لعيلة الألفى .. انتى واحدة كويسة وأكيد هتلاقى انسان كويس زيك له نفس ظروفك ومن نفس مستواكى 
شعرت ياسمين بالعبرات تحاول أن تجد الطريق لعينيها .. لكنها أوقفتها بحزم .. لن تسمع لتلك المرأة المتغطرسة أن ترى تأثير كلماتها المسمۏمة عليها .. قالت ياسمين بصوت مرتجف 
أنا لسه مدتش قرار فى الموضوع ده 
قالت ثريا بسخرية 
هو فى واحده عاقله تقول ل عمر لأ 
شعرت ياسمين بمزيد من الحنق .. فأكملت ثريا 
أنا بس حبيت أنصحك .. الفرق بينك وبين عمر هيدمر حياتكوا بعد كده .. هو ممكن يكون بيحبك دلوقتى .. بس بعد الجواز الحب بيضيع والحاجات التانية هى اللى بتظهر .. ساعتها هيندم على اختياره .. وعلى تسرعه .. وهيعرف انكوا مش مناسبين لبعض .. أنا بقولك الكلام ده لان أكيد انتى مش عايزه تكونى مطلقة للمرة التانية
شعرت ياسمين وكأنها تلقت صڤعة قوية على وجهها .. الآن لم تعد تستطيع كبح جماح عبراتها التى أخذت تتجمع فى عينيها مهدده بالسقوط فى أى لحظه .. علمت مدام ثريا أنها لمست وترا حساسا .. فأكملت بقسۏة 
هو ده اللى هيحصل بعد ما يفوق من النزوة اللى هو فيها .. ويقارن بينك وبين البنات اللى حوليه .. زي بنتى ايناس مثلا .. هى جايه المزرعة بعد شوية لما تشوفيها هتعرفى نوعية البنات اللى فعلا مناسبه ل عمر 
صمتت قليلا ثم قالت بإبتسامه مصطنعه 
انتى شكلك بنت طيبة وتستاهلى كل خير .. بس عشان مترجعيش تندمى لازم تفكرى كويس .. وشكلك كمان عاقلة وعشان كده أنا واثقه انك مش هتجيبى سيره ل عمر عن كلامى معاكى .. انا اتكلمت عشان مصلحتكوا انتوا الاتنين .. ولو احتجتى حاجه فى أى وقت عرفيني
أنهت كلامها ثم استدارت وانصرفت .. شعرت ياسمين بالألم يغزو قلبها .. وبنفسها يضيق ..

وسمحت لدموعها أخيرا بالسقوط .. لم تتعرض لمثل هذه الإهانه من قبل .. شعرت وكأنها كانت تقف أمام تلك المرأة عاريه كيوم ولدتها أمها .. شعرت بأن هذه المرأة توجه الى قلبها وروحها طعنات حاده غير مباليه بتأثير تلك الطعنات عليها .. شعرت بأنها تختنق .. أخذت نفسا عميقا تحاول به ايصال الهواء الى رئتيها .. لكن هيهات .. مازالت تشعر أن الدنيا تضيق وتضيق حتى أطبقت على أنفاسها .. أخرجها صوت ولاء من شرودها 
ياسمين مالك
نظرت اليها ياسمين والكلمات محپوسه فى حلقها
قالت لها ولاء بلهفه 
ايه مالك .. تعالى اعدى جوه طيب .. هى عمت عمر قالتلك ايه ضايقك كده
تركتها ياسمين ومشت فى طريقها وصلت الى حيث يعمل والدها فنادته .. أقبل والدها .. فقالت له بحزم 
قول للبشمهندس عمر انى رفضته
بهت عبد الحميد وقال 
ليه يا بنتى كده ده راجل كويس ميتعيبش
قالت ياسمين بصوت متهدج 
أرجوك يا بابا متضغطش عليا
ثم تساقطت عبرة من عينيها وهى تنظر اليها قائله 
ولا هتغصبنى عليه زى مصطفى 
بدا التأثر على وجه عبد الحميد وقال 
لما الولاد بيغلطوا الأب بيسامح .. لكن لما الأب بيغلط ولاده بيكونوا فاكرين غلطته ومبينسوهاش أبدا 
نظرت الى والدها بتأثر قائله 
أنا آسفه يا بابا مكنش قصدى
 

تم نسخ الرابط