روايه فارس بقلم سلمى ناصر
المحتويات
المقدمه ويليها الفصل الأول
..................
حين تسير احلامنا عكس الاتجاه. ١٧من ديسمبر ٢٠١٦
.. تجاوزت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل بدقائق تكاد شوارع القاهرة تخلو من المارة البرد قارص جدا هذه الليلة تتساقط دموعي مع الأمطار الخفيفة التي تقذفها السماء فيختلط كلاهما على وجهي لا تستطيع التميز بين دمعة و قطرة مطر وما أدراكم أنتم بدموع رجل لم يتعدى الأربعين من عمره.
أنا مدثر الحسيني أيها السادة الاونر كما يلقبني الجميعأنا الذي فاقت ثروته المليار جنيه. لا أحمل في جيبي اليوم جنيها واحد اشعر پاختناق يملأ صدري أريد أن اصړخ باكيا و أول كلماتي ياااااارب.. أضع يدي على وجهي في اڼهيار تام فلم أعد أستطيع السيطرة على نفسي من شدة البكاء والأنين أزيح يدي من على وجهي باحثا عن مكان أجلس فيه لا أستطيع التحمل أكثر لقد وجدته وجدت ما أريد أحد الأرصفة في شارع ضيق لا أعلم اسمه و من يكترث لأمرهأنا لا اعرف كيف أتيت إلى هذا المكان أصلا أختبئ وراء السيارات المركونة وقد بدأ حقدي في التشكل نحوها أحقد عليها لأنها وجدت من يحميها بغطاء من البرد والأمطار اجلس معانقا ركبتاي وادفن رأسي بينهما.
لقد أخذت القرار بالذهاب إلى أمي وكان الطريق يحتاج ساعتين من السير علي قدمي. بعد أن تغلبت على تعبي وانكساري ها أنا أقترب أراه إنه هو منزلها. لأفتح الباب وعندما رأيتها أخرجت الصرخات المكتومة من صدري بكل قوة
الجزء الاول
السلام عليكم ورحمة الله
القي التحية رجل يرتدي عباءة و تحتها جلبابا أبيض مضيء مثل وجهه تماما بابتسامة مشرقة يتجه نحوي حاملا في يده سبحة زرقاء تتلألأ مع أشعة الشمس. كان في فمي آخر ما أهدتني الفتاة من طعام وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لأرد التحية و أنا انهض من مكاني احتراما له ثم يقول لي ولا تزال الابتسامة على وجهه خليك مرتاح يا بني انا هقعد جنبك بس انا اول مره اشوفك هنا انت تعرف المرحومة! انا مدثر ابنها بس حضرتك تعرفها منين.
يندهش لجوابي وقد بدا السرور واضحا على وجهه ثم يضع يده على قدمي كأنه يتحسسها قائلاياااااااه يا ابني انا نفسي اشوفك من زمان يعني انا قاعد قدام الاونر مدثر الحسيني دلوقت... انا الشيخ حسن المقرئ هنا ابتسمت في سخريه قائلا كنت يا عم الشيخ كنت... وايه اللي حصل يا ابني. سألني باهتمام واضح و كانت لي أيضا الرغبة في الحديث ففتحت قلبي له لأجده أول شخص يهتم بي كنت أتكلم پألم وتسقط دموعي دون أن أشعر ليخرج منديلا من جيبه ويمسح دموعي في حنان واضح و قد اغرورقت عيناه بدمع عند انتهائي سكت قليلا ثم قال وهو ينظر لسبحته ما دايم الا وجه الله يا مدثر يا ابني اصبر ده ابتلاء من ربنا عاوز يشوف قوة ايمانك يا شيخ حسن انا مش زعلان على الفلوس انا زعلان على عمري اللي ضاع... علي اقرب ناس ليا كنت فاكرهم اعز و اغلى الناس....
نهض من مكانه و هو يستند بيديه على الأرض وحين اعتدل مد يديه إلي قائلا
تعالى معي يا ابني انا مش هسيبك لوحدك اندهشت لما قال و أقف أنا أيضا أمامه لا أصدق ما سمعت ثم سحبني من يدي وكأني طفل صغير في يد أبيه لا يعرف إلى أين هو ذاهب لكنه مطمئن و يشعر بأمان العالم كنت أنا هذا الطفل في تلك اللحظة في لحظة خروجنا من المقاپر راودني فضولي لأساله بعد سكوت دام طويلا هو احنا رايحين فين يا شيخ حسن نظر إلي ثم وضع يده على كتفي وقال انا اقل حاجه اعملهالك اني اشوفلك حته تنام فيها عندي واحد صحبي عنده بيت ملك فيه اوضه فوق السطوح انا هخدك تقعد فيها احسن من هنا الجو برد عليك...
استعجبت لما قال فلم أكن أتوقع هذا الكلام منه لأقول له متشكر اووي يا شيخ حسن بس ليه تعمل كل ده مع واحد متعرفوش... رد قائلا ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء أفكر فيما قال إذن هذا يوم الرحمة لأتذكر
متابعة القراءة