روايه فارس بقلم سلمى ناصر

موقع أيام نيوز


الفتاة التي قالت رحمه ونور ثم أقول في خجل انا مش عارف اشكرك ازاي يا شيخ حسن 
الناس لبعضها يا مدثر يا ابني بكره هتعرف انا عملت كده ليهركبنا وسيلة مواصلات عامة و كانت مكتظة بالبشر في ساعة قد اقتربت من السادسة مساء كان الليل قد حل علينا فنهار الشتاء قصير بدأت أشعر ببعض الراحة وأنا بجوار الشيخ فبمجرد النظر إلى وجهه أنسى كل ما حدث لقد وجدت القشة التي يتعلق بها الغريق و بدئت تتضح الرؤيا ارتسمت على وجهي بعض علامات القلق لأتشبث به هذه المرة عند نزولنا من علبه السردين تلك أساله هو احنا رايحين فين يا شيخ حسن يضحك وكأنه شعر بما في قلبي قائلا متخفش يا مدثر انا عارف انك عمرك ما جيت منطقه شعبيه زي ديأقول وما زلت أتعلق في عباءته

اه فعلاا اول مره علت الأصوات من الباعة المتجولين حولنا وكذالك الفئران المسماة ب التوك توك وهي وسيله مواصلات بثلاث عجلات منتشرة جدا في الهند وقد بدأ يذيع صيتها في مصر وخاصة المناطق الشعبية حيث يعمل عليها الشباب دون الثامنة عشر وفي بعض الأحيان قد يصل سائقها إلى خمسون عاما فهم يعتمدون عليها كوسيلة لكسب العيش ولكن ما يثير چنونك هو تلك الموسيقى الغريبة التي تصدر منها يسمونها المهرجانات.
يلقي التحية جميع المارة على الشيخ حسن فيرفع يده أيضا لإلقاء التحية فكنت أحتمي به من عيون الناس التي كانت ترمقني باستعجاب وكأنهم يقولون ماذا يفعل الغريب هنا بدأ صوتي فالارتفاع تدريجيا فقد زاد الضجيج من حولي حتى يسمع الشيخ حسن ما أقوله هو انا هعيش هنا يا عم الشيخ يرفع صوته هو الاخر قائلا اصبر يا بني متستعجلش دلوقتي هتعرف كل حاجه كنا قد ابتعدنا قليلا عن الصخب ودخلنا إحدى الحواري الضيقة كانت مليئة بالمحلات البسيطة منها بيع وإصلاح الهواتف المحمولة محلات البقالين والجزارين وورشة لإصلاح السيارات إلى أن توقفنا عند مقهى صغير ثم قام الشيخ بالنداء واد يا كنكه
ليأتي كنكه قائلا ايوه يا عم الشيخ تحت امرك اومال الحج طه فين سؤال الشيخ لكنكه الذي جاوبه كان هنا من شويه ومعرفش راح فين ثم يقول الشيخ من جديد طب خلاص روح انت واول ما يجي خليه يجيلي البيت ضروري اوعي تنسي.
اما انا فقد كنت اسمع صوت الراديو وكانت الست تصدح تفيد بأيه ايه يا ندم يا ندم وتعمل ايه يا عتاب طالت ليالي الالم واتفرقوا الاحباب واتفرقوا
وذهبنا قال الشيخ اسمع يابني فيه اوضه صغيره عند الحج طه فوق السطوح تعد فيها مؤقتا لحد ما نشوف هنعمل ايه احنا دلوقتي هنروح البيت عندي ناكل لقمه يكون الحج طه وصل انظر إليه مبتسما وأقول انا مش عارف اشكرك ازااي... ليقاطعني مفيش داعي للشكر يا بني انا برد الجميل وعاوز اطلب منك طلب لازم تغير اسمك وتشوفلك اسم تاني لم افهم شيء مما قال الشيخ عن أي جميل يتكلم ولماذا أغير اسمي فانا لست مطارد حتى ألان.
حين وصلنا إلى منزله وطرق الباب ظهر القمر بداخله رأيت وجها قد أبدع الخلاق في صنعه فقد سرحت في عينيها لثواني ولم اسمع الشيخ حسن عندما قال اتفضل يا بني اتفضل يا كريموقتها انتبهت فقد اختار اسما لي وحين دخلت وعرفني بها الشيخ حسن قائلا دي بقي حبيبه بنتي.
لأعرف وقتها اني سأبدأ باسم جديد وحبيبه جديدة
الجزء الثاني
...........................
هو انا لازم اعورك يااض فين تمن الحاجه اللي أخدتها وأما انت مش قد تمن الشرب بتشرب ليه يا اشرف والله يا معلم اخر مره سبني بس اشتغل ساعتين وانا هديك حقك يا معلم عنتر يعني يا اشرف اخلي السلاح ده يزغرط علي وشك انا محدش يأكل عليا حقي.
لا حول ولا قوه الا بالله قالها الشيخ حسن قبل أن ينهض من مكانه ويفتح الشباك القديم ليكمل في ايه يابني انت وهو عاملين دوشه ليه وفي هذه الأثناء دخلت حبيبه حاملة صينية و بها الشاي وسكرية تضع كل شيء على المنضدة القريبة قائلة كام معلقه سكر يا كريم انظر حولي فقد نسيت أنني تحولت من مدثر لكريم ثم أتدارك سريعا وأقول معلقين انظر إليها وهي تضع السكر في الشاي بطرف عيني وقد أنساني جمالها جميع المصائب التي حلت بي أتأمل وجهها طبيعي الخالي من أي إضافات ليست كسائر النبات في عمرها لم أرى شعرها فقط أتخيله من خلف الحجاب المحيط بوجه دائري كالقمر عيناها بلون أسود تتسع للعالم كما الليل الحالك بعد ضوء النهار فهي أشد ساعات الليل ظلمة انفها صغير جدا لا أعرف كيف يكون الهواء وهو يتنشق عبره وشفتيها بلون الكرز... ثم أفيق لأجدها تحمل الكوب وتعطيني إياه في يدي قائلة اتفضل أخطف نظرة لعينيها وأمد يدي بلمسة لأصبعها وأقول بابتسامة تسلم ايدك فجأة سمعت صوتا يقترب من داخل المنزل قائلة اهلا وسهلا يا بني كانت السيدة رافعة يدها لرأسها تربط غطاء الرأس المزين بالورود الملونة وقد ظهر عليها أنها استقضت للتو من النوم كانت سمينة بعض الشيء وجه بشوش في أوائل الخمسينات ثم أنزلت يدها باتجاهي كتحية لأمد يدي إليها لتقول خطوه عزيزه يا بني حقيقة لا أعرف ماذا أقول عندما أسمع خطوة عزيزة لم أجد سوى كلمة شكرا جلست بجواري لتكمل انا ام وليد ابتسم في خجل فأنا لم انتهي من عزيزة لأجد أم وليد كانت لحبيبه سرعة بديهة فرمت بعينيها إلى الشباك لتقول أقفل الشباك يا ابو وليد الدنيا برد عليك ابتسمت شاكرا لحبيبه فقد أخرجتني من المأزق بذكاء ثم انظر إلى أم وليد بإظلام اتشرفت بحضرتك.
يغلق الشيخ الشباك قائلا استغفر الله العظيم ثم ينظر إلى حبيبه ويقول ايه يا بنتي فين العشا انا وكريم على لحم بطننا من الصبح تبتسم وتقول بس كده يا مولانا من عيوني حالا يكون جاهز استني اقوم أسعدك قالتها ام وليد ولكن سرعان ما قاطعها الشيخ لا استني انا عاوزك واضعا يده على يدها تنصرف حبيبه لتعد الطعام يسكت الشيخ وهو ينظر لي والى زوجته وكأنه يفكر قبل أن يتكلم اتخذ قراره ونهض من مكانه وصار خطوتين وقال قوموا تعالوا ندخل اوضه الضيوف تركت كوب الشاي من يدي ولكنه قال هاتوا معاك كانت علامات الدهشة تكسو وجه زوجته فتح الباب ولحظة دخولي تقابلني صورة لأمي و زوجته في عناق ليسقط الكوب من يدي اثر المفاجأة. دارت تبادرت العديد من الأسئلة في ذهني سمعت الشيخ حسن يقول خدت الشړ وراحت انا عارف يا بني وحاسس بيك ثم نظر إلى زوجته التي بدا عليها الانزعاج من سقوط الكوب فقد كانت السجادة المفروشة في غاية النظافة نظرت إلي في اشمئزاز ولكني لم أبالي. وضع الشيخ حسن يده على كتف زوجته مبتسما وقد لاحظت اقترابي من الصورة جدا قائلا عارفه ده مين يا ام وليد تندهش و وجهها
 

تم نسخ الرابط