جراج الشوق يعذبني (كامله)
المحتويات
الأيام التي كان فبها الخۏف هو المسيطر الوحيد عليه عدم ثقته فيها ليئتمنها على ولديه الآن يخجل من نفسه على ذلك التفكير فقد كانت لهم الأم الحنون يكفيه تلك النظرات التي تنظر بها لصغيريه لم يرى السعادة قط في تلك العينين الحزينتين دائما سوى مع ولديه يشعر أنها تحتضنهم بعينيها فابتسم وأجاب ابنه الماثل أمامه على الكرسي وقال غصون كمان ماما يا يزيد
أومأ ياسر برأسه برضا فقفز يزيد من على الكرسي يصيح يزن يزن بابا قال نقول لغصون ياماما
ابتسم ياسر وبداخله بعض الراحة أقل حقوقها بعد ما منحته لثلاثتهم أن ينادوها ب ماما ليته يستطيع تقديم لها أكثر من ذلك ليكافئها على عطائها السخي لهم وبالفعل راودته فكرة بالطبع ستدخل السرور إلى قلبها.
ردت اللي هقوله مش هيعجبك بس هقوله مكنتش عارفة إن البت اتمكنت منك وم العيال كده فكرتها عجبتك ونزوة وهتاخد وقتها وتزهق بس أنت تبت فيها
هبط برأسه قليلا يقول بصوت منخفض والله ياأمي غصون دي ما في أغلب منها ف الدنيا
ابتسم بسخرية وقال ياريتها تعمل يمكن ارتاح ثم صمت قليلا وقال وهو ينظر للسماء أمامه غصون ياأمي دخلت حياتي وأنا وولادي لاجئين عندك يوم وعند ياسمين يوم كنت بروح شغلي وانا القلق بېقتلني لأني عارف ان كل واحد فيكم له حياته وولادي هيكونوا الضحېة أما ياسمين اقترحت عليا إن غصون تكون مربية لأولادي خۏفي زاد وقولت لنفسي إذا كان أهلي مهتموش يبقى واحدة غريبة هتحبهم وتخاف عليهم وكنت غلطان لأن ولادي محسوش بفقدان أمهم وغصون معاهم من حنان و إهتمام ورعاية وأنا كمان شوفت ولادي مرتاحين قد إيه معاها لدرجة ان بخرج وانا مطمن انهم هيكونوا ف أحسن حال عارفة يا أمي الإنسانة دي منحتنا إيه.. منحتنا السلام النفسي كأسرة بيتي رجع نور تانيالشمس رجعت تدخله ريحة أكل البيت بقت تملاه وقت الظهر الزرع أزهر من تاني خلت للحياة معنى من تاني ياأمي
نظر لها ورد عليها بخنوع عشان اللي زيي مكتبش له السعادة ياأمي
رق قلبها على إبنها الذي يبدو عليه الحزن وقالت ليه يا حبيبي بعيد الشړ عنك متقولش كده أنت تستاهل سعادة الدنيا كلها
أعاد نظره للفضاء أمامه مرة أخرى ورد بحزن ادعيلي يا أمي مش محتاج غير دعائك وأرجوكي بلاش نظرتك دي لغصون البنت متستاهلش غير خير والله
بحث بعينيه عنها فلم يجدها علم أنها لابد في غرفتها في الطابق العلوي فوضع مابيده على طاولة السفرة ودخل المطبخ بهدوء يعد بعض الأشياء ثم وقف وبجواره ولديه يناديها غصون غصون
لم يرد عليها الولدين ونظر كل منهما للآخر بإبتسامة فتعجبت ولكنها نزلت حتى أصبحت أمامهما وانحنت وعندما نهضت يزيد من يدها حتى اوصلها لطاولة السفرة فحمل ياسر يزن وتبعهما.
وقفت تتأمل الكعكة الكبيرة بإبتسامة وتنظر لما مكتوب عليها كل سنة وأنتي طيبة يا أمي فإمتلأت عينيها بالدموع ولكن ما فجأها صوت يزيد كل سنة وأنتي طيبة يا ماما
ثم تبعه يزن كل سنة وأنتي أحلى ماما
نظرت لياسر
وهي غير مصدقة فابتسم لها ابتسامة تؤكد ماسمعته تسمعها لأول مرة في
حياتها بعد ما ظنت أنها لن تسمعها أبدا بل وتشعر بها بكل حواسها انحنت تحتضن يزيد بحب ولكن دموعها خانتها في هذه اللحظة ثم مالت تحمل يزن وهي تقول أنتوا اللي حاجة حصلت لي ف حياتي ربنا ما يحرمني منكم أبدا
في هذه اللحظة ياسر وهي تحمل يزن وهو يقول وأنتي أحسن ام ف الدنيا هما اللي محظوظين بكي.. ثم تركها وأخرج من جيب سترته علبة على هيئة قلب من القطيفة السوداء وفتحها وقدمها لها وقال هدية يزيد ويزن
نظرت لما في العلبة وجدت قلادة من الذهب على شكل كلمة أحبك يا ماما ذهلت مما رأت ونظرت لياسر بحرج وقالت كده كتير عليا اوي
رد عليها ياسر مفيش حاجة تغلى عليكي يا غصون دي حاجة بسيطة
ابتسمت لهم بسعادة لا تجزم أن اليوم هو أسعد أيام حياتها.
قال يزيد بحماس ياللا ياماما قطعي التورتة وأنت يابابا صورها
ابتسم له ياسر ومد يده في جيب سترته يخرج هاتفه ويقول اطلعوا اقفوا جمبها عشان نوثق اللحظة دي
وبالفعل صعد كل منهما على كرسي حتى أصبحا على جانبيها هي السکين
متابعة القراءة