قلوب حائره الجزئين بقلم روز امين

موقع أيام نيوز

رأسه دون حديث ويرجع ذلك لغضبه الحاد من شقيقه لتركه مخدوعا كل تلك المدة دون إعلامهفتح الباب ودخل إليها تحت شجن ياسينتنهد ثم تحرك إلي مكتبه تحت أنظار كارم الذي ذهب إلي غرفة المراقبة الملتصقة بحجرة لمار كي يراقب ذاك اللقاء تنفيذا لأوامر ياسين حيث طلب منه مراقبة شقيقه خشية تهوره وإيذائها للثأر منها
أما داخل الحجرةخطي عمر بساقيه وبات ينظر علي تلك الجالسة فوق مقعدا بحالة مزريةوجها منتفخ متصبغا بعدة ألوان نتيجة تلقيها أمس لصڤعات ياسين القويةوشعر أشعث جراء عدم تمشيطه والإهتمام به كما إعتاد رؤياهاوعيناي ذابلة لعدم غفوتها بمكان مريح لإجبارها علي الإعتراف والإدلاء بكل ما تعلم به
كانت تلقي برأسها علي صدرها باستسلامرفعت بصرها لتري من ذا الذي دخل إليهاضيقت عيناها بتدقيق وما أن رأته حتي ضحكت ساخرة وتحدثت بصفاقة 
دلوع عيلة المغربي بنفسه جاي يزورني
واستطردت بتهكم 
إزاي منال هانم سمحت لك تيجي أماكن زي دي وتقابل الساحرة الشريرة من غير ما تخاف عليك
كان ينظر لهيأتها ويستمع لسخريتها پألمهل حقا تسخر منه بكلماتها تلك! شعر بأن ساقاه لم تعد تتحملا جسده الذي بات محملا بأثقال الهمومتحرك حتي إقترب من المقعد المقابل لها وجلس ثم وضع كفاه فوق المنضدة وسألها پصوت خاڤت 
أنا جاي أسألك سؤال واحد وعاوزك تجاوبيني عليه بصراحة
إسأل يا عمريعني هي جت عليك...جملة نطقتها بنبرة إنهزامية
سألها بعيناي مټألمة 
ليه أنا بالذات!
أطلقت تنهيدة حارة ثم تحدثت بصدق تام 
علشان إنت كنت ومازالت أضعف جبهات عيلة المغربي يا عمر
نزلت جملتها الصريحة علي قلبه شطرته لنصفينشعر بكم ضألته فاسترسلت هي بدون رحمة 
المنظمة بنت كل أمالها عليك بعد ما عملت دراسة علي شخصيتك المتمردةوعرفت إن الدخول لعش الدبابير من غير أذي هيكون عن طريقك إنت 
إبتسامة ساخرة ظهرت علي جانب فمه وتحدث متهكما علي حالة 
قصدك تقولي إني المغفل الوحيد اللي إكتشفتوه في العيلةبس بتحاولي تجملي الكلام
إبتسامة ساخرة إعتلت ثغرها وألقت برأسها للخلف لشدة إرهاقهانظر لها وتحدث متأملا إنكارها 
إحساسي لسة بيقول لي إن فيه حاجة غلط
واستطرد بعدم إستيعاب 
ما هو
مش معقول هحبك الحب ده كله وروحي تتعلق بيك بالشكل دهوفي الآخر أطلع بالنسبة لك مجرد وسيلة رخيصة إستخدمتيها علشان توصلي لهدفك الكبير
ضحكة ساخرة خرجت عنوة عنها وباتت تكررها مما جعل الاخر يستشيط غضباإنتهت من ضحكاتها ثم رفعت رأسها ونظرت عليه وأجابته متهكمة وكأنها خلقت منزوعة القلب معډومة الشعور بالآخرين
أهو سؤالك الغبي ده أكبر دليل علي إن المنظمة إختارت الشخص الصح
واستطردت بنبرة متهكمة
واحدة وأتقبض عليها متلبسة بعد ما أتصورت وهي بتزرع أجهزة تصنت في بيت لواء وعميد في المخابرات الحړبيةده غير إنه إتقبض عليا وأنا هربانة مع عزيز
واسترسلت وهي تطلق ضحكاتها الساخرة من حالها
عزيز اللي مطلعش عزيزكان بيضحك عليا لما وعدني بالجنة بعد خروجي من بيت الأفاعيوعدني بالفلوس وعيشة الأميرات وإن حياتي هتتحول لجنة
واستطردت بخيبة أمل 
أتاريه كان بيجهزني لجهنم الحمرا اللي دخلتها معاه بكامل إرادتي
أردف پألم 
يعني إنت فعلا طلعتي جاسوسة زي ما ياسين بلغنيوبنتنا اللي قولتي لي إنها إتولدت مېتة!
كنتي بتكذبي عليا
طب ودموعك وحزنك اللي إستمر شهور عليهاكان كله كڈب
واستطرد بتذكر مؤلم 
ده أنا كنت بمۏت من قهرتي عليكي وأنا شايفك مڼهارة قداميوديتك لدكتور نفسي علشان يساعدك تخرجي من اللي إنت فيهوفضلت معاك لحد ما قدرتي تخرجي من صدمتك
هتفت متلهفة عند ذكره تلك النقطة وأشارت بسبابتها إليه وكأنها تحولت 
كويس إنك فكرتني بموضوع الدكتور النفسي ده يا عمرأحب أفاجأك وأقول لك إن الدكتور ده ما كانش دكتور
قطب جبينه متعجبا حديثها فاسترسلت بإبانة
الدكتور والعيادة الشيك بتاعته وحتي الكام زبون اللي كانوا
________________________________________
موجودين في كل زيارة بنروحهاما كانوش أكتر من خطة رسمتها المنظمة علشان ادخل عند الدكتور في الجلسة اللي كانت عبارة عن جلسة تبادل معلومات
واستطردت بإبتسامة ساخرة 
أنا أدي له خط سير العيلة وكل المعلومات اللي قدرت أوصل لهاوهو يبلغني بالمطلوب مني
إتسعت عيناه بذهول وتحدث بعدم استيعاب
قد كدة أنا كنت مغفلبقي أنا كنت ببقي قاعد في الإستراحة مستنيكي وإنت جوة في الجلسة پتخوني عيلتي وبتتأمري عليهم
واستطرد بعيناي مټألمة ظهرت بها لمعة لدمعات حبيسة تريد من يطلق لها العنان 
ليه عملتي كدة فياده أنا كنت ماشي وراكي وأنا مغمض عيونيكنت واثق فيكي أكتر ما بثق في بابا وراضي ومبسوط بحبي ليك
واستطرد بذهول 
إزاي قدرتي تخدعيني وتقنعيني بعشقك ليا بالبراعة دي 
ده أنا صدقتك وحبيتك واتغيرت علشانكبقيت مسؤل والتزمت في شغلي علشان أكبر في نظرك وتشوفيني راجل ناجح
واكمل بسؤالا متعجبا 
وبنتك اللي فهمتيني إنها ماټتإزاي قدرتي تبعدي عنها وترميها وهي لسة بيبي مفتحتش عيونهاماكانتش بتوحشك ولا بتشتاقي لها!
زفرت بقوة وتحدثت كألة مبرمجة فاقدة للشعور والحس 
أحس بمين وأشتاق لأيهيا ابني إفهم بقيالبنت بالنسبة لي كانت مجرد ركن من أركان الخطة مش أكترعمري ما بصيت لها غير إنها كارت نجاتي وخروجي الأمن من قبضة ياسين
واستطردت بحالمية
أنا كنت راسمة لحياتي الجاية حاجات حلوة قويكنت هاخد الفلوس الكتير وأتجوز عزيز ونعيش مع بعض أحلا حياةنخرج ونسافر ونلف الدنيا وندوق مع بعض كل متع الحياة
واستطردت بجحود
والبنت كانت هتعيش مع ماما وبابا حياة كويسةما كنتش هأذيها
وكنتي هتتجوزي إزاي وإنت علي ذمة راجل تاني يا مدام...سؤال ساخرا طرحه عليها فاجابته بإنحطاط 
الحاجات البسيطة اللي زي دي عمرها ما كانت عائق في طريقيما أنت عارفني يا عمرطول عمري تفكيري mind
رمقها بإشمئزاز وتحدث قائلا 
أنا إزاي ما كنتش شايف قذارتك وحقارتك دي كلهاإنت أقذر مخلوقة قابلتها
هتفت ببجاحة 
من بعض ما عندكم يا عمر بيهإوعي تكون فاكر نفسك أنضف منيإرجع بذاكرتك وإفتكر إنت كنت عايش إزاي في لندن 
واستطردت بتذكير 
إنت نسيت مغامراتك الغرامية مع البنات الإنجليزيات اللي كنت بتحكي لي عنها ولا إيه
هز رأسه عدة مرات دلالة علي التأكيد وأردف باستسلام 
لا مش ناسيوالظاهر إن ربنا حب يعاقبني علي كل تجاوزاتي ديفحط في طريقي أقذر مخلوقة علي وجه الأرض علشان أكفر بجوازي منها عن ذنوبي الكتير
إبتسمت ساخرةوهنا إستمع كلاهما لطرقات فوق الباب وبعدها دخل ياسين الذي تحدث إلي أخاه بنبرة جادة 
يلا يا عمر
أومأ له وهب واقفا ثم تحرك حتي اقترب من جلوسها ووقف يتطلع إليها بإشمئزاز وفجأة تلون بياض عيناه إلي الأحمر وما شعر بحاله إلا وهو يصفعها بقوة كادت أن تطرحها أرضا وهتف بقوة 
إنت طالقطالق يا أقذر مخلوقة عرفتها
تنهد ياسين پألم لحال أخاه أما تلك الخائڼة فباتت تطلق الضحكات العالية وكأنها أصيبت بحالة من التبلد وعدم الشعور واللاوعي بواقعها المرير
بعد عدة ساعات
داخل منزل المهندس أحمد العشري
دق ياسين جرس البابفتحت له العاملة وتحدث هو بنبرة جادة
الباشمهندس أحمد موجود
أردفت العاملة بترحاب وهي تشير إليه وتستدعيه للدخول 
موجود يا أفندمإتفضل حضرتك
خطي بساقية للداخل وضل واقفا إلي أن خرج أحمد من الداخل وتحدث بترحاب رغم حزنه علي إبنته الشابة
أهلا يا ياسين
واسترسل وهو يشير بكفه إلي إحدي المقاعد 
واقف ليهتعالي إقعد
أردف قائلا بنبرة حادة 
أنا مش جاي علشان أقعد
يا خاليأنا جاي أقول لحضرتك كلمتين تبلغهم لقسمة هانم وداليدا وماشي علي طول
قطب أحمد جبينه فاسترسل ياسين بنبرة جادة
ياريت تبلغهم بإنهم يبعدوا نهائي عن مليكةوإن اللي حصل في أيام العزا وتعديهم عليها بالكلام أنا هعديه بس علشان حالتهم النفسية
واستطرد بنبرة تحذيرية 
لكن لو إتكرر تاني أنا هنسي أي صلة قرابة وهتصرف ساعتها بطريقة مش هترضيهم
إحتدت ملامح أحمد وهتف بسخط 
إنت جاي تهددنا في بيتي يا ياسين
أردف ياسين بقوة 
أنا ما بهددش حضرتكأن ببلغك باللي هيحصل علشان ما تقولش إني ما نبهتكش
تمالك من غضبه وتحدث بنبرة هادئة 
وهو ده وقت كلامك ده يا ياسينوبعدين قسمة وداليدا هيكونوا قالوا إيه يعني لمليكة مخليك ڠضبان قوي كدة لدرجة إنك جاي تهددني في بيتي
تحدث بإبانة 
قسمة هانم وداليدا أهانوا مراتي قدام الناس وسمعوها كلام مؤذي لدرجة إنها تعبت ونقلناها المستشفي إمبارح بالليلوهناك إكتشفنا إن جالها ضغط حمل من كتر الضغط العصبي اللي إتعرضت له من الكلام اللي سمعته
بنبرة حادة هتفت قسمة التي خرجت من الداخل بعدما تسمعت علي حديثيهما 
وإنت بقي هازز طولك وجاي لحد هنا علشان تقول لنا الكلمتين دول
واستطردت لائمة بنبرة حادة
ده أنا لما البنت بلغتني قلت أخيرا إبن الأصول جه يقف معانا ويساندنا في مصېبة مۏت بنتنا اللي إندبحت بسببه
واسترسلت بصياح حاد
أتاري سيادة العميد جاي يهددنا ويهينا علشان الهانم بتاعته الهانم اللي كانت السبب في قهرة قلب بنتي وخلتها تسافر علشان تهرب من نظرات الناس المهينة ليها بعد ما جوزها فضل عليها واحدة تانية
بدهاء تحدث مستغلا إعترافها الصريح 
وهو ده بالظبط اللي بنتي قالته لي في وشي وقدام العيلة كلها إمبارح
واسترسل شارحا مما جعل الخجل يعتري أحمد 
أنا كنت شاكك إن حضرتك وداليدا اللي مليتوا دماغ بنتي بالكلام الفارغ دهبس إنت أكدتي لي إن شكي كان في محله
واستطرد بقوة 
والوقت أقدر أقول لك وأنا ضميري مرتاحإن من النهاردة لا حضرتك ولا داليدا هتشوفوا أيسل تانيوحتي رقم التليفون هغيره لها
بحدة بالغة هتفت بحنق 
إنت بتقول إيه يا ياسينإنت أكيد إتجننتإنت عاوز تحرمني من حفيدتي زي ما حرمتني من بنتيمش كفاية بنتي اټقتلت بسببك
هتف بصياح وإيضاح بعدما أفقدته صبره 
فوقي يا قسمة هانمبنتك ما اتقتلتش بسببياللي حصل لبنتك ده نتيجة كلامك ليها وتحريضها عليا وعلي توصياتي ليهابنتك لما خدعت الحرس وخرجت لمۏتها كانت بتنفذ كلامك وتوصياتك ليها طول الوقت بالتمرد
واستطرد موضحا پغضب عارم 
بنتك باللي
عملته كسرتني وډمرت سمعتي في شغليرجالة الجهاز كلهم مبقاش ليهم سيرة غير سيادة العميد وحش المخابرات اللي معرفش يسيطر علي مراته
واسترسل پألم 
ليالي ما دمرتنيش أنا لوحديليالي بعملتها دي ډمرت مستقبل طقم الحراسة وحاډثة مۏتها بقت نقطة سودا في تاريخ شغلهموللأسف مش هتتمحي
هتفت بنبرة غاضبة متغاضية عن كل ما نطق به
إنت ما تقدرش تحرمني من حفيدتي يا ياسين
صاح بقوة 
أقدر ونصلما يوصل الأمر إنك تدمري لي بنتي وتلوثي تفكيرها وروحها يبقي وقتها لازم أحمي بنتيأيسل محتاجة تتابع مع إستشاري نفسي بعد ما ممليتوا راسها بأفكار غلط وخليتوا البنت بقت عدوانية وشرسة
ثم إلتفت إلي ذاك الصامت واسترسل مستفسرا 
ولا أنت إيه رأيك يا خاليمش سامع صوتك يعني
تنهد أحمد وتحدث بنبرة خجلة من أفعال زوجته ونجلته ولعلمه صحة حديث إبن شقيقته
اللي تشوفه في مصلحة البنت إعمله وأنا معاك يا ياسين
هتفت صائحة بإعتراض 
إنت بتقول إيه يا أحمد
إنت فعلا موافقه علي إنه يحرمني من حفيدتي
تجاهل ياسين حدتها وحديثها وأردف شاكرا وهو يستعد للمغادرة
متشكر يا خاليوأسف لو كنت تجاوزت حدودي في الكلامبس صدقني ڠصب عني
أومأ أحمد بتفهم وتحرك ياسين إلي الباب وغادر المنزل تحت صياح قسمة وچنونها علي أحمد الذي صاح بنبرة حادة
مش عاوز أسمع صوتك يا قسمةإنت إيهمفيش حاجة بتهدك أبداحتي مۏت بنتك بالطريقة دي ما خلاكيش تتعظي وټندمي علي اللي وصلتيها ليه
تم نسخ الرابط