قلوب حائره الجزئين بقلم روز امين
المحتويات
في البيت ده يقدر يتنفس ولا ياخد قرار من غير ما
________________________________________
يحصل علي ختم الموافقة عليه منك
ضحكت بثينة ثم أردفت وهي ترفع انفها للأعلي بنوع من المشاكسة لزوجها
أيوة كدة إظبط كلامك يا دكتور
إتسعت عيناي أيسل إعجابا بتلك ال بثينة ثم هتفت بإطراء بنبرة حماسية
الله يا طنط علي شخصية حضرتكحبيت قوتك علي فكرة
تبادل هؤلاء الثلاثة النظرات بينهم ثم وبدون مقدمات أطلقوا العنان لضحكاتهم الساخرة المتهكمة من سذاجة تلك التي باتت تتطلع علي وجوههم باستغراب
ترك كارم ما بيده وقام بمحاوطة كتف تلك المجاورة له ثم تحدث من بين ضحكاته الهيستيرية
ضيقت عيناها بتعجب غير مدركة لمعني حديثه فاسترسل شارحا بإبانة
بصي يا روحيإحنا عيلة شرقية أصيلة بحتة
واستطرد وهو يشير بكف يده إلي والده المبجل
يعني الكلمة الأولي والاخيرة هنا للدكتور
ثم استطرد شارحا
آه بنحاول نكون ديمقراطيين إلي حد ما والكل بيحاول يقترح ويقول أرائه في إدارة شؤون البيتبس في الأخر لو الرأي ده ما توافقش مع مبادئ ورؤي دكتور جمالساعتها بنضطر نقفل باب المناقشة في الموضوع ونعتبره ما اتفتحش من الأساس
بإبانة أردفت بثينة بنبرة حكيمة تليق بعدد سنون عمرها
واستطردت معللة
لأن في الأخر البيت ده ماشي بإدارة دكتور جمال وهو المسؤول قدامنا لو لاقدر الله إختل توازن الأسرةوزي المثل الشعبي ما بيقولالمركب اللي ليها ريسين بټغرق
كانت تنظر إليها متعجبة حديثهافذاك الجمال لا يظهر عليه شخصية الديكتاتور مطلقا وللحق هو ليس كذالك بالظبطتحدث جمال بنبرة هادئة للتوضيح
علي فكرة يا بثينة أيسل شكلها كدة
فهمت كلامك غلط واختلط عليها الأمر
ثم استرسل موجها حديثه لزوجته وولده في مداعبة منه ل زوجة نجله
أردف كارم بدعابة
حبيبتي ذكية وأكيد فاهمة إن أبويا مش هيتدخل في حلة البامية اللي أمي هتعملها ويقرر يحولها لقلقاس مثلا
ضحك الجميع علي طرفته ثم تحدثت أيسل بذكاء ورثته عن ابيها
ما تقلقش يا أنكلأنا فاهمة كلام طنط كويس
وبإبتسامة ساخرة من حالها استرسلت شارحة
ما أنكرش إن في أول الكلام إختلط عليا الأمر وفهمت إن الكلمة الأولي والاخيرة لحضرتك في كل ما يخص البيت بس بعد ما بصيت لطنط ولراحة ملامحها تأكدت إن حضرتك تقصد القرارات المصيرية اللي لازم لها حسم وقوة وتفكير عميق ودراسةزي كدة قرارات الحكومة الحاسمة اللي بتتعمل لصالح الشعوب
برافوا عليك يا دكتورةتفكيرك حكيم برغم صغر سنك
عقبت بإبتسامة مشرقة
ميرسي يا أنكل
أما ذاك العاشق فقد حاوط كتفها وتحدث وهو يضمها عليه باحتواء تحت خجلها الشديد
هو أنا حبيتها من شوية يا دكتور
بمشاكسة لنجلها وزوجته تحدثت بنبرة دعابية
ما تلم نفسك شوية يا ولامن ساعة ما قعدنا علي السفرة وإنت قاعد تحضن وتسبل لها ولا عامل أي حساب لوجودي أنا وأبوك
أردف قائلا بثقة
مراتيمش حضرتك لسة قايلاها بنفسك من شوية
ثم توجه بنظره إلي أيسل واستطرد وهو يتعمق بعيناها
يعني أنا ما بعملش حاجة غلطبالعكسده أنا بأكد علي اللي الشرع وصاني بيه
ضحك الجميع وتابعوا تناولهم للطعام حتي إنتهواإنتقل جمال إلي غرفته لينال قسطا من الراحة كعادته الملازمة لهوانتقلت بثينة إلي المطبخ كي تباشر العاملة التي لملمت سفرة الطعام وبدأت بجلي الصحونجاورتها وباشرت بصنع مشروبا باردا كي تقدمه لنجلها وزوجته
إنتهت ثم قامت بصب العصير داخل الكؤوس وحملتهما فوق صينية وتحركت باتجاه شرفة المنزل المتواجدة داخل البهو
كان يجاور حبيبته الوقوفتحرك سريعا بعد أن شعر بقدوم والدتهقام بحمل الصينية عنها ثم تحدث وهو يضعها فوق تلك المنضدة المستديرة المتواجدة بمنتصف الشرقة
جايبة العصير بنفسك يا ماماليه ما خلتيش عزيزة تطلعه
بهدوء أجابته
عزيزة بتغسل المواعين يا حبيبيوبعدين هو أنا هتعب لأعز منكم
تطوعت أيسل بالحديث وبرغم عدم خبرتها بأعمال المنزل إلا أنها عرضت المساعدة قائلة بنبرة جادة
أنا ممكن أساعد حضرتك في أي حاجة
شعرت بصدق عرضها وأسعدها كثيرا شعورها بالإنتماء وعرض المساعدةوضعت كفها تتلمس به وجنة أيسل بحنان ثم تحدثت بإبتسامة واسعة اظهرت استحسانها للموقف
تسلمي يا بنتيخليك مع جوزك وأنا وعزيزة قربنا نخلص أصلا
نطقت كلماتها وانسحبت إلي الداخل لتركهما بمفرديهماأمسك كأس المشروب وناولها إياه ثم أردف تحت إبتسامته
علي فكرةإنت لازم تكوني فخورة بنفسك لأن ماما حبتك قوي وده نادرا لما بيحصل
ثم استرسل شارحا قصده
ماما من الشخصيات الحذرة جدا في علاقتها مع الناس ومش سهل تحب إنسان وتقربه منهاوده حصل معاك وفي وقت قياسي كمان
نطقت بجملة يشوبها الغرور المصطنع
طب وهو أنا أي حد بردوا
ثم استطردت بتواضع جديد عليها مما أشعل داخل هذا العاشق
ده كفاية إن كارم باشا المعداوي إختارني من وسط كل بنات الدنيا علشان أكون حبيبته
تنهيدة حارة خرجت من صدره المولع وتحدث بتأكيد وهو يقترب عليها
حبيبتي ومراتي ونور عيوني وأم أولادي إن شاء الله
خجلت من نظراته الجريئة التي تتفحص جل ما بها فتحدثت بنبرة تنبيهية
خلي بالك إحنا في البلكونة
إبتسم وبالفعل إتخذ خطوتان إلي الخلف بعدما وعي علي حالهرفع كأس المشروب وارتشف منه القليل ثم تحدث بصوت مهموم
بدأت أتخنق من تحكمات سيادة العميد في علاقتنا يا أيسل
تنفست بصوت مسموع ثم أردفت في محاولة منها لمراضاته
أنا عارفة إن من حقك تزعلبس كمان لازم تعذر بابي في خوفه عليا
بنبرة صارمة قاطعها معقبا
أنا جوزك مش خطيبك علشان ېخاف عليك مني بالشكل المبالغ فيه دهمن يوم ما كتبت كتابي عليك وإنت بقيتي عرضي وسمعتك بقت تخصني أكتر ما تخصه
ثم استرسل معترضا بنبرة حادة
والمفروض إنه معاشرني من زمان وعارف مين هو كارم المعداوي ومتأكد من أخلاقي كويس
واستطرد متسائلا باعتراض
طب أمال فين الثقة اللي المفروض موجودة بينا أصلا
عقبت بنبرة هادئة كي تمتص غضبه الذي اعتراه وظهر بين فوق ملامح وجهه
يا حبيبي الموضوع مالوش أي علاقة بثقة بابي فيكدي طبيعة شخصيته بعيدا عن مدي وثوقه في أخلاقك من عدمها
تنهد بثقل وتراجعت حدته وهو يحتوي كف يدها الممسك بسور الشرفة قائلا
أنا عارف ومقدر والله
واسترسل وهو يتعمق بزرقاويتاها
بس أنا نفسي أخرج معاك لوحدنا علشان يكون لينا ذكريات نفتكرها بعدين
ثم استرسل ساخرا
يا مؤمنة ده المرتين اللي خرجناهم من يوم ما كتبنا الكتاب مرة منهم بعت معانا حمزة ومروان والمرة الثانية هو بنفسه اللي جه معانا هو ومدام مليكةوفضل كاتم علي نفسنا طول السهرة
ضحكت وتحدثت بتفاخر
بابي ده ألذ راجل
في الدنيا كلها
رفع حاجبه مستنكرا حديثها ثم أردف لائما إياها
لا واللهده الموضوع جاي علي هواك بقي يا أستاذة
ضحكة واسعة خرجت من ثغر تلك السعيدة أنارت وجهها وأسعدت قلب عاشقهاقطعت خلوتهما بثينة حيث تحدثت بإبتسامة
بابا صحي يا كارمهات أيسل وتعالي علشان تشربوا معاه القهوة في الرسيبشن
إنسحب ثلاثتهم إلي الداخل وانضموا لذاك الجالس ثم بات الجميع يتبادلون الاحاديث فيما بينهم وهم يتناولون بعض أصناف الحلوي بجانب المشروبات الباردة والساخنة أيضا
مر اليوم سريعا وقبل أن تتخطي الساعة العاشرة مساءا تحرك كارم مصطحبا جميلته واستقلا السيارة في طريقهما للعودة إلي منزل أبيها لكي
________________________________________
لا يستدعا ڠضب ذاك الغيور علي إبنته
بعد مرور يومان
داخل الشركة التي يعمل بها عمر المغربي
كان يتحرك داخل الرواق في طريقه إلي مكتب مدير الشركة بعد أن استدعاه كي يتحدث معه بأحد الموضوعات الهامة الخاصة بالعملوأثناء سيره وجدها تأتي عليه بالطريق المقابلإنتفض قلبه وارتبك حين إلتقت عيناه بخاصتهالم يعد يدري ما الذي يحدث له مؤخرا عندما يراهاجل ما كان يجول بخاطره بتلك اللحظة هو الهروب والنأي بحاله كما دوما يحدثه به قلبه ودائما يذكره بما حدث معه بالماضي الأليم
إقتربت عليه وبابتسامة ساحرة وعلي غير عادتها أردفت بنبرة خرجت رقيقة رغما عنها
إزيك يا باشمهندس
الحمدلله...نطقها بجمود وأكمل طريقه متخطيا إياها دون تكليف حاله عناء النظر لها بعد أن تهرب من نظرات عيناها وكأنها طوفان يحتمي منه لينجو بروحه من الهلاك المحتم
غصة مرة وقفت بحلقها جراء شعورها بالإهانة والذي أصابها بفضل معاملته الجافة والتي لا تعلم سببهاحزن داخلها لأجل إصراره الدائم علي تجاهلهاأحبتهنعم فقد إنجذبت إلي شخصيته الغامضة التي تتسم بالجمود والضبابيةنعملقد أغرمت به
منذ أن تشاركت معه بمشروعها الأول بالشركةلكنه دائم التهرب منها وما كان يزيدها هذا التهرب إلا إصرارا علي التقرب منه وإزاحة الستار عن أسبابه وراء صدها بتلك الطريقة العڼيفة
أما هو فكان بين نارينڼار الإستماع إلي قلبه الذي شعر بها وبات يلح عليه بأن يتبعه ليتذوقا معا الطعم الحقيقي للعشق الصادقوبين ڼار عقله الذي يصيح معنفا إياه ويحثه علي عدم إنخراط مشاعره وإنخداعه للمرة الثانية علي يد إحداهنوبرغم أن عقله استشف الصدق بعيناها إلا أن مرارة التجربة السابقة مازالت عالقة بحلقه وهذا ما جعل عقله ېعنفه رافضا للفكرة شكلا وموضوعا
ليلا
بعدما إطمئن علي أيسل وحمزة تحرك بطريقه إلي منزل رائف وأثناء مروره بحديقة والدهوجد ذاك الحائر يتحرك بعقل شارد وروحا أهلكتها كثرة الظنونخطي بساقيه لحتي إقترب منه ثم تحدث باكتراث وهو يضع كفه فوق كتفه بحنان
إيه يا بطلواقف لوحدك ليه
تنهيدة حارة تحمل الكثير من الارتياب وعدم الراحة خرجت من أعماق صدر ذاك الحائر الذي عقب علي تساؤل شقيقه قائلا بنبرة خرجت مهمومة
مافيشكنت قاعد مخڼوق جوة قولت أخرج أتمشي شوية في الجنينة واشم شوية هوا
كان يستمع إليه مدققا بعيناه مراقبا لتعبيرات وجهه مما جعله يستشف ضجيج داخل ذاك المبعثر الكياننظر بعيناه ثم باغته متسائلا بدهاء
إنت فيه واحدة في حياتك يا عمر
إرتبك بوقفته وعلي عجالة سحب عنه عيناه ونظر إلي الجهة الأخرى متهربا من ذاك الداهي ثم تحدث بصوت خرج مهزوز ليؤكد للاخر صحة حدسه
كلام إيه الفارغ اللي بتقوله ده يا ياسينواحدة مين وزفت مين اللي تكون في حياتي
وبلحظة تغيرت معالم وجهه إلي غاضبة حين تذكر ما تعرض له علي يد تلك الحقېرة وكأن شريط حياته معها مر أمام عيناهثم استرسل بنبرة حادة
ما حدش بيقع في مستنقع قذارة مرتين غير الغبيوأنا من ساعة اللي حصل قررت أكون إبن اللوا عز المغربي وأمشي علي خطاهمن الآخر كدة قررت أبعد عن جنس حوا كله وأعيش لبنتي وبس
تنهد پألم لأجل ما وصل إليه شقيقه بفضل تلك التجربة القاسېةفي محاولة منه بإزالة تلك الأفكار التي تملكت من عقله واستوطنت فجعلته مظلما وحولت حياته إلي صحراء تحدث بنبرة حاول بها إستفزازه
إنت لو إبن سيادة اللوا عز المغربي بجد ما تخليش تجربة خايبة زي دي توقف لك حياتك وتتحكم في شكل اللي جاى من عمرك
هتف بنبرة حادة معترضا علي تقليل اخيه من شأن ما
متابعة القراءة