قلوب حائره الجزئين بقلم روز امين
المحتويات
وصاح بنبرة حادة أربكت الآخر وجعلته يلتهي ويصبح شغله الشاغل هو إرضاء غاليه وفقط
هو ده كل اللي لفت نظرك من كلامي يا بيه!
إنزعج حين رأي استياء والده وعلي عجالة أردف بايضاح
إهدي يا باشا أرجوك وانا هوضح لجنابك كل حاجة
پغضب عارم صاح قائلا
هتوضح لي بعد إيه
وتنيل لي يا باشابعد ما حسستني إني ماليش أي لزمة في حياتك ولا ليا الحق في إني أشاركك في مناقشة موضوع مصيري بيخص مستقبل حفيدتي
بنبرة هادئة ونظرات أسفة تحدث بإبانة
الموضوع مش كدة خالص يا باشاأنا هحكي لك اللي حصل كله ومتأكد من إن سعادتك هتقدر تفهمني
رمقه عز بنظرات حادة قابلها ياسين بأخري مستعطفة وترجاه بأن يجلس وأن يستدعي هدوئه كي يستطيع إيضاح الأمر لهبالفعل تحرك عز إلي الأريكة المتواجدة بمنتصف الحجرة وتجاورا الجلوس وبدأ ياسين بسرد جل ما حدث بالتفصيلبدءا من ملاحظته لنظرات الهلع علي الحبيب التي تبادلها كلا من العاشقان أثناء وقوع حاډثة الإغتيال مرورا بلهفة كارم وسؤاله المتشوق علي أيسل بعد إفاقته وخروجه من غرفة العمليات مباشرة وصولا إلي طلبه المباشر بالزواج من إبنته
أنا مش قادر أفهم ولا أستوعب سبب رفضك للموضوعالمفروض إنك أكتر واحد عارف ومقدر اللي هما فيهوواجب عليك إنك تحاول تساعدهم مش تحاربهم وتقتل إحساسهم!
ده انت أكتر حد إتوجع من بعد حبيبه عنه يا ياسين...نطقها بعيناي مټألمة لمست قلب الأخر الذي أردف باقناع جاد
وعلشان أنا زي ما حضرتك بتقول كدةمش عاوز بنتي تتوجع زيي ولا تدوق المر اللي أنا دوقته
وبعيناي مټألمة أكمل مسترسلا پذعر أب يخشي چرح صغيرته
قطب جبينه بعدم استيعاب لحديثه الغامض وتسائل مستفسرا
وهي إيه اللي هيطفيها لما تتجوز اللي بتحبه!
بصوت صارخ مټألما أردف بتأكيد
مش هتتجوزه يا باباكارم مش هيقبل بتجوز أيسل وهيرفضها زي ما حصل مع خطيبته الأولي
ضيق عز عيناه غير مدرك حديث نجله فاسترسل الأخر شارحا
أيسل وكارم زي الليل والنهار عمرهم في يوم ما هيتقابلوا
واستطرد مادحا
كارم شخصية ناضجة وقوية وحازم في قراراته وقد المسؤلية بجدوما بيقبلش غير بالكمال في حياتهراجل بجد وتربية أبوه
أرجع ظهره للخلف ثم استطرد بنبرة مهمومة
بنبرة هادئة تحدث بحصافة
خلاص محلولةخليهم هما اللي يقرروا ده بنفسهم ويعرفوا إنهم مش هيقدروا يكملوا ويسيبوا بعض بإرادتهم
واسترسل بايضاح
بدل ما يعيشوا عمرهم كله يحملوك ذنب بعدهم عن بعض
إتسعت عيناه وبدا علي ملامحه الهلع من مجرد تخيله للفكرة
عاوزني أجازف بقلب بنتي وادخلها تجربة وأنا متأكد من فشلها!
وإنت إيه اللي مخليك واثق قوي كدة من فشل قصتهم!
مش يمكن يكونوا بيحبوا بعض بجد وتكون بقرارك المتعسف برفضه بتقضي علي قلوبهم
عقب بتأكيد
أنا متأكد من إن أيسل ما بتحبهوش
إبتسامة ساخرة خرجت من جانب فمه وتحدث بما أشعل روح ذاك الغيور
طب إيه رأيك إن بنتك بذات نفسها اللي طلبت إني أتدخل وأتوسط له عندك علشان توافق علي الخطوبة
بمداعبة استطرد بإبانة
بنتك بتحب يا باشاالواد قدر في وقت قصير يوصل لقلبها ويملكه لدرجة إنها تخرج عن المألوف وتتخلي عن خجلها وتلجئ للي يتوسط له عندنا
إشټعل قلبه بڼار الغيرة علي صغيرته جراء حديث والده ثم جحظت عيناه وتحدث وهو يجز علي أنيابه
حضرتك متأكد من الكلام ده يا باشا
أيسل فعلا جت لها الجرأة وأتكلمت في الموضوع ده
أرجع عز رأسه للخلف وأنطلق مقهقها وهو يتطلع علي وجه إبنه المحتقن بڼار الغيرةأما ياسين فكان ينظر عليه بغيظحاول كظم ضحكاته قدر الإمكان كي لا يثير حفيظتهوبصعوبة أردف مستفسرا بعدما استطاع بالأخير السيطرة علي حالة
هو الباشا غيران علي بنته ولا إيه
بعيناي متأثرة أردف مترجيا
يا باشا حاول تفهم وتقدر خۏفي علي بنتيأيسل لسة صغيرة
بنبرة متعجبة صاح عز بابانة
يادي صغيرة اللي إنت ماسك لنا فيها دي كمان بنتك
________________________________________
داخلة علي إتنين وعشرين سنة يا ياسينيعني بقت أنثي مكتملة وتقدر تختار بعقلها قبل قلبها الإنسان اللي هي شيفاه مناسب علشان تكمل معاه حياتها
نظرة إنهزامية سكنت عين ياسين لمحها عز فأمسك كفه وتحدث بحصافة لإزالة ألمه وتشتت عقله
أنا فاهم خۏفك وقلقك علي بنتك لأني مريت بنفس إحساسك لما حسام إتقدم لشيرين أختكإحساس صعب أنا عارفبس هي دي سنة الحياة ولازم نتبعها
بنبرة خاڤتة أردف بانهزامية مما جعل قلب عز يتوجع لأجل صغيره
حضرتك ليه مش قادر تفهمنيسيلا لسة ما استقرتش نفسيا يا بابا وده اللي راعبني
شدد من مسكة يداه واردف بابتسامة حنون مؤازرا صغيره الأقرب إلي قلبه
مين بس اللي قال لك الكلام ده يا حبيبيصدقني يا ابني كل دي هواجس جواك مش أكتر
واستطرد موضحا برصانة
ما تغالطش نفسك يا ياسينبنتك معنوياتها مؤخرا بقت مرتفعة وفي السماوكلنا ملاحظين رجوع سيلا بتاعت زمان
واستطرد موصيا إياه بتعقل
روح أقعد مع
الدكتور بتاع بنتك وأتكلم معاه وأفهم منه قبل ما تخاف وتحكم علي بنتك وتظلمها
واسترسل بإرشاد بنبرة حنون
خليك سند لبنتك وروح أقعد معاهاخدها في حضنك وأسألها وأفهمها يا ياسين وما تنساش إنها فقدت أمهايعني سيادتك لازم تقوم معاها بدور الأب والأم مع بعض
أغمض عيناه وبات يهز رأسه تطابقا مع رؤية حديث والده العقلانيضيق عز عيناه بتدبر ثم أردف بدهاء متبعا سياسة الأمر الواقع كي لا يعطي الفرصة ل نجله بالتملص
أطلب لي الدكتور فيديو كول حالا علشان نكلمه ونتطمن منه علي حالة البنت
بعدين يا باشا...نطقها بعيناي متهربة فتحدث الأخر بإصرار واضعا إياه تحت الإجبار
خير البر عاجله يا حبيبيإتصل إتصل
كظم غيظه وبقلب مستشاط أمسك هاتفه وقام باجراء مكالمة عبر تطبيق مكالمات الفيديووبدأ عز بطرح الأسئلة عليه سؤالا يلو الآخر حتي تأكدا كلاهما أن الفتاة أصبحت بحالة رائعة وبلا حاجة إلي زيارة الطبيب من جديدأغلق ياسين بعدما شكر الطبيب وأثني علي مجهوده في المساعدة لإعادة إبنته إلي طبيعتها
إبتسامة خبيثة ظهرت فوق ثغر ذاك الذي رفع كفاه في الهواء وتحدث بمشاكسة
أظن كدة إطمنت واتأكدت إنها بتحبه بجد
واستطرد بتكليف
كلم الرائد وقول له إنك راجعت نفسك وخليه ييجي يطلبها رسمي.
إتسعت عيناه بذهول وتحدث باعتراض مستاء
كلام إيه اللي بتقوله ده يا باشا!
حضرتك عاوزني اتصل بيه وأقوله هات أبوك وتعالي أخطب بنتي!
واستطرد متهكما بنبرة حادة
ما أتأسف له بالمرة وأترجاه يسامحني
إتكأ عز بساعده علي حافة الأريكة ثم ضيق عيناه وبات يتطلع إلي ولده مدققا النظر داخل مقلتاهتنفس ياسين بانهزام وازاح بصره منسحبا بعيناه ثم تحدث متهربا
لو بيحبها بجد هيرجع يفاتحني تاني في الموضوعوساعتها هبقي أبلغه بموافقتي المبدئية
واستطرد بنبرة حزينة
السناوية بتاعت ليالي الله يرحمها بعد عشر أياموكدة كدة مكانش هينفع نعمل خطوبة اوي اي حاجة قبل مرور سنة علي ۏفاة أمها
تنهد عز ثم تحدث مستفسرا كي يطمئن عليه
مالك يا ياسينفيه حاجة تانية مضايقاك غير موضوع سيلا
أخرج من صدره تنهيدة حارة أوحت إلي كم الهموم التي يحملها داخل صدرهثم نظر إلي أبيه وكأنه كان ينتظر سؤاله كي يخرج ما يضيق به صدره عله يشعر ولو ببعضا من الراحة
إتخانقت أنا ومليكة بسبب أيسل وقولت لها كلام ما كانش ينفع أقوله
رفع منكبيه باستكانه وبنبرة تقطر ندما تحدث شارحا
في لحظة غباء وتهور مني خرجت فيها كل ڠضبي لدرجة إني إتهمتها إن مصلحة أيسل ماتهمهاشوإنها مجرد مرات أب لأولادي
بقلب حزين كان يستمع إلي صرخات قلبه لا فقط لكلماتهتحدث بنبرة هادئة ليبث داخل روحه الطمأنينة
مليكة بنت أصول وبتحبكوأكيد هتعذر خۏفك علي أيسل
واستطرد بابانة
هات لها بوكية ورد شيك وروح إعتذر لها وحب علي راسها وراضيهاوهي أكيد هتسامحك
هز رأسه واردف بيأس
مش قابلة مني أي كلام يا باشا وقافلة دماغها علي الآخر
واستطرد بايضاح
أول مرة تعاملني وتقسي عليا بالطريقة دي
واسترسل بعيناي حائرة
دي هددتني لو قربت منها هتسبني وتروح تنام في أوضة الأولاد
بإبتسامة ساخرة تحدث
بنت سالم عثمان رفعت عليك راية العصيان يا باشاقابل بقي وأشرب يا حبيبي
سأله مترقبا رده بتشوق
دبرني يا باشاأحلها إزاي معاليك
غمز له وتحدث
أنا بردوا اللي هدبرك يا روميو عصرك
تنهد ثم أرجع رأسه ساندا إياها للوراء ثم أغمض عيناهبسط عز يده باتجاه ولده وربت علي كتفه واسترسل ليبث داخله السكون
كل حاجة بتتحل وتتعالج
مع الوقت
أحني رأسه بإيماءة بسيطة وهب واقفا واستأذن والده وصعد إلي الأعلىخلع عنه ثيابه وحصل علي حماما دافئا أزال به بعضا من عناء يومه وأرقه وتحرك حتي وصل لتخته وقام بإلقاء جسده المنهك عليه وبغصون عدة دقائق كان يغط في سبات عميق وكأنه يريد الهرب بالتوغل بالنوم
داخل الكافيتريا المتواجدة بجامعة القاهرة
جلس يحتسي قهوته منتظرا حضور من أصبحت تستحوذ علي لبه لتأتي إليه بعد إنتهاء محاضرتهارأته مايان حيث كانت تدخل المكان بصحبة صديقتيها لتناول بعض الشطائر الخفيفة والمشروبات الغازيةإرتجف قلبها فرحا حين رأته جالسا حول إحدي الطاولات وعلي الفور إعتذرت من صديقتيها وهرولت منطلقة إليهوقفت أمامه تتطلع عليه بنظرات ولهة لعاشقة صغيرة وتحدثت بحبور
كارمإيه المفاجأة الحلوة دي
رفع قامته ناظرا عليها وأردف بإبتسامته الساحرة
إزيك يا مايا
أنا ببقي كويسة لما بشوفك...نطقتها بإبتسامة سعيدة وقلب يتراقص مما أحزن قلب هذا الفارس الذي طالما ما رأها إلا ك شقيقته ويكن لها شعورا طيبا بداخل قلبه
إبتسم لها بهدوء ثم أردفت هي باستئذان متلهفا
ممكن لو ما فيهاش إزعاج أقعد معاك
وبرغم عدم رغبته بجلوسها تجنبا لإثارة غيرة حبيبته المتمردة عليهإلا أنه عقب علي حديثها قائلا بترحاب كي لا يحزنها
أكيد طبعاإنت بتستأذني!
بلهفة سحبت مقعدها وجلست وأشار هو بيده يستدعي النادل الذي حضر علي الفور وتحدث بإيماءة بسيطة
تحت أمرك يا أفندم
حول بصره إليها وتحدث متسائلا باحترام
تاخدي إيه يا مايا
وضعت سبابتها علي طرف فكها وضيقت عيناها بتفكر ثم أردفت تملي طلباتها إلي النادل بنبرة حماسية
عاوزة ساندوتش برجر بالبيض ومعاه كولا لايت
مال بعيناه في إشارة منه إلي النادل بجلب ما طلبت فاسترسلت متسائلة بدلال
إنت مش هتاكل معايا
أكلت وأنا جاي في الطريق...نطقها بهدوء كي لا تحزن فابتسمت وباتت تتحدث إليه بحماسة إلي أن جلب لها النادل شطيرتها وبدأت بتناولها تحت سعادتها وفتح أحاديثا تستقطب بها إهتمام ذاك الذي يمتلك قلبها ودائما ما تسعي إلي أن يمتلك هو الآخر خاصتها
دخلت تلك الحالمة من البوابة تتطلع بقلب شغوف وعيناي عاشقة علي من ملك الفؤاد وتملكتسمرت بمكانها عندما وجدته يجلس بصحبة تلك الغليظةإستشاط داخلها وكادت أن تتحرك لتعود إلى الخارج لولا ذاك الذي لمحها وبسرعة تحرك إليها وتحدث بنبرة حنون لعيناي هائمة
رايحة فين يا
متابعة القراءة