قلوب حائره الجزئين بقلم روز امين

موقع أيام نيوز

الفتي داخل الرواق بقلب مشتعل حتي وصل إلي غرفة والدته ودق بابهاإرتعبت اوصالهاهرولت إلي الحمام وقامت بغسل وجهها بالماء الفاتر ثم خرجت سريعا بعدما التقطت منشفة وباتت تجفف بها وجههاتحركت إلي الباب وقامت بفتحهتفاجأت برجلها الصغير يقف أمامها وبات يتطلع علي عيناها العالق بها أثار الدموع وتحدث بنبرة مرتابة 
إنت كويسة يا ماما
إبتسامة حانية خرجت منها وتحدثت وهي تتحسس وجهه
أنا بخير يا حبيبي
هتف بنبرة حادة 
هو عمو ياسين إتخانق معاكي
بهدوء سألته مستفسرة
إيه اللي خلاك تقول كدة
بملامح وجه ساخطة اردف بنبرة حادة أظهرت كم الڠضب الذي أصاب داخله جراء رؤيته لدموع غاليته العزيزة 
الدموع اللي في عيونك الحمرا هي اللي قالت لي يا ماما
أمسكت بكفه وسحبته إلي الداخل حين رأت بعيناه الڠضب ثم قامت بغلق الباب وتحدثت بنبرة هادئة
عمو ياسين مازعلنيش يا مارو
نطق محتدا بطريقته 
غضبه العارم 
إنت راجلي وسندي بعد ربنا يا مروانومش بس سندي لوحديده إنت سند لإخواتك كلهم يا حبيبي
إنفرجت أسارير الفتي وشعر براحة غزت روحهتنهد ثم تحدث مستفسرا 
طب ليه مش عاوزة تقولي لي سبب دموعك
واستطرد بنبرة متوجسة 
عمو ياسين زعق لك ولا قال لك حاجة ضايقتك
أجابته نافية 
صدقني يا حبيبي ما فيه أي حاجة
ماما...نطقها بتشكيك فأردفت الاخري موضحة 
عمك ياسين بيحبني وعمره ما جرحني ولا في يوم فكر يأذيني نفسياهو بس متضايق لأن عنده شوية مشاكل في الشغل
سألها مشككا
وهي مشاكل شغله سبب يخليكي ټعيطي!
أخذت نفسا عميقا وزفرته بهدوء كي تضبط إنفعالاتها وتحدثت 
بص يا حبيبيالراجل ومراته ساعات بيحصل بينهم مشادات في الكلام وعلي اتفه الأسباب المشاكل بتتخلقإحنا بقي كستات دموعنا قريبة
واسترسلت بدعابة كي تخرج من عقله أية ضيق 
وبصراحة كدة بنتلكك علشان نخرجها
يعني إنت كويسة يا حبيبتي...نطقها متوجسا وهو يتحسس كف يدهافأجابته بابتسامة طمأنة
أنا كويسةما تقلقش يا قلب ماما
إبتسم لها وتحرك من جديد عائدا إلي الأسفل بعدما قام بتقبيل جبهة غاليته وأطمئن عليها
تحرك بإبنه حيث منزل أبيهوجد عز المغربي يجلس بداخل حديقته بصحبة عبدالرحمن الذي إستمع إلي نصائح إبنة عمه وأخذها في الإعتبار ومنذ حينها لم يترك شقيقه وضل ملازما له وباتا يخرجا ويستمتعا بحياتهما سويا
حاول ضبط النفس خشية إنكشاف أمر غضبه من قبل ذاك الداهي والدههتف الصغير مهللا بابتهاج وهو يشير إلي عزيز عينه جده الذي يكن له الكثير من الحب والتقدير 
جدووووو
بحبور فتح ذراعيه لاستقبال حفيده المدلل والذي يحظي بنصيب الأسد من مكانته داخل قلبهوتحدث مدللا إياه تحت إبتسامة ياسين الذي وقف أمام والده مناولا إياه الصغير 
يا أهلا يا أهلا بقلب وعقل وروح جدو
تحدث ياسين إلي عمه بعدما ألقي التحية علي
والده 
إزي صحة حضرتك يا عمي
عقب عبدالرحمن بابتسامة 
أنا كويس الحمدلله يا ابني
إنسحب ياسين إلي الداخل في حين هرولت الفتاتان من الداخل بعدما إستمعتا لصياح ذاك المسيطر الصغير وتحدثت ساندرا باهتمام شديد 
إنت جيت إمتي يا عزوأنا كنت هطلب من مامي تاخدني لعندك علشان ألعب معاك
إبتسم وشعر بتفاخر بحاله ثم تحدث بشموخ ورثه عن أبيه 
أنا عارف إنك مش بتعرفي تلعبي من غيري علشان كدة جيت
ثم حول بصره إلي تلك الليزا منتظرا مدحها واطرائها هي الاخري فإذ بها تخيب ظنه وتحدثت مستفسرة بلهفة ظهرت فوق ملامحها 
هو فين مارو يا عزو وليه مش جه معاك
أشاح بكفه وعبس قائلا بحدة 
مارو في البيت
بعيناي متوسلة تحدثت إلي جدها بدلال
جدوأنا عاوزة أروح عند مارو
وافقها الجد وصاح بصوته مستدعيا إحدي العاملات وطلب منها إصطحاب تلك الجميلة إلي مروان تحت ڠضب ذاك الحانق الذي ڠضب من عدم اهتمام تلك الجميلة وعدم استقباله بالشكل اللائق به
اتي المساءخرج من الحمام الخاص بليالي بعدما أخذ حماما دافئا بعد أن قرر الإبتعاد بعض الوقت عن مليكة كي يأخذ كلاهما هدنه ويريح أعصابه بعيدا عن الآخر ليزيلا التوتر الذي أصاب كلاهما
إرتدي ملابسه وتجهز ليذهب إلي مقر الجهاز لمتابعة سير التحقيقات المستمرة في قضية محاولة إغتيال إبنته تاركا خلفه قلوبا تحترقتحركت إلي غرفته بعدما فقدت قدرتها علي التحملدقت بابه فسمح للطارق بالدخول دخلت ونظرت عليه وجدته ممسكا بفرشاته يصفف شعره كعادته بعنايةنظر لها بطرف عيناه ثم عاد إلي النظر لإنعكاس صورته لمتابعة ما يفعله وتحدث بنبرة جادة
فيه حاجة يا أيسل
تحمحمت كي تجلي صوتها وتحدثت بنبرة خاڤتة
هو حضرتك خارج
أجابها باقتضاب 
آهعندي شغل ضروري في الجهاز
فركت كفيها ببعضيها مما أظهر توترها ثم تشجعت قائلة 
بابيكنت حابة اتكلم معاك في موضوع ضروري
بعدين...نطقها مقتضبا فتحدثت الأخري باصرار 
الموضوع ضروري وما يحتملش التأخير يا بابي
ألقي بفرشاة شعره بحدة مما جعلها تحدث صوتا مزعجا أدي إلي إنتفاض جسد تلك الواقفةحول بصره إليها ثم وضع كفاي يداه داخل بنطاله وسألها مضيقا عيناه بتعجب 
وياتري موضوع إيه ده إن شاء الله اللي ما يحتملش التأخير يا دكتورة!
وصلها ضيقه لكنها تحلت بالشجاعة واردفت مستفسرة 
هو حضرتك عينت الضابط اللي إسمة أحمد كمال قائد الحرس بدل كارم المعداوي
بجمود أجابها باقتضاب 
آه
إبتلعت لعابها وتحدثت بصوت مخټنق 
من غير ما تقول لي!
سألها بعدما قطب جبينه باستغراب 
إيه اللي يفرق كارم المعداوي عن غيره علشان أقول لك
واستطرد بنبرة حادة
ثم ده ما يخصكيشإنت كل اللي يهمك في الموضوع إني أختار لك ضابط كفئ يقدر يحميكي
دون إدراك منها هتفت 
ومين هيقدر يحميني زي كارم يا بابيده ضحي بروحه علشاني وأخد الطلقة مكاني
إشټعل داخله واستشاط وهتف بنبرة
________________________________________
حادة 
إسمه حضرة الرائد يا دكتورة ده أولا 
واسترسل بايضاح وغيرة 
أما بخصوص الطلقة فدا شغله واللي كان هيعمله لو إتعرض للموقف ده مع أي حد في مكانك
بعناد تحدثت 
بس أنا مش مرتاحة مع اللي إسمه أحمد ده
واسترسلت متلبكة بتذمر طفولي 
ده رغاي وطول الوقت بيصدعني بكلامه التافه
لو دي مشكلتك فاعتبريها إتحلت...نطقها وهو يميل برأسه يمينا بعدما أخرج يداه وقام بفردهما بإشارة منه بسهولة الأمرثم استرسل بدهاء
أنا هلفت نظره وهخليه يبطل يتكلم معاكي نهائي
خرجت منه إبتسامة ساخرة وسألها بخبث 
أظن كدة ما عندكيش مشاكل معاه تاني يا دكتورة
بسؤال ذات مغزي استرسل بعيناي حادة 
ولا فيه!
إبتلعت لعابها وصمتت وهي تنظر إليه بضيق وڠضب حاد ظهر بين داخل عيناهافتحدث بصرامة هو من جديد بذات مغزي 
إتفضلي علي أوضتك وياريت تركزي في مذاكرتك ومستقبلك بدل ما تشغلي نفسك بكلام فارغ
إلتمعت عيناها بفضل دموعها التي حضرت وانسحبت من أمامه مهرولة إلي غرفتها تحت ألم قلبه وحزنه عليها لكنه صبر حاله بأنه يفعل الصواب لأجلها
إستقل سيارته وأنطلق لوجهته وتحركت أيسل إلي مليكة كي تشتكي لها والدها وتطلب منها المساعدة
بعد قليل تحدثت أيسل باستسلام بعدما سردت عليها مليكة ما دار بينها وبين والدها من حديث حاد بسببها 
أنا مش فاهمة هو بابي بيعمل كدة ليه 
إيه الغلط في إني أحب واتحب وأتجوز الإنسان اللي إتمناه قلبي!
واستطردت متسائلة بتشكيك
هو بيعاقبني علشان ما قدرتش حبه ليكي ولومته عليه
هزت رأسها بنفي واجابتها بتأكيد
أكيد لابابا مش بيفكر بالطريقة دي يا أيسل
بتشتت سألتها 
أمال أفسر اللي بيعمله معايا بإيه
أخرجت تنهيدة حارة ثم تحركت إلي الشرفة ونظرت منها علي البحر وتحدثت إلي التي تحركت خلفها وجاورتها الوقوف 
ياسين خاېف عليكي من ۏجع الحب يا سيلا
وهو الحب بيوجع يا مليكة...نطقتها بعيناي عاشقة ثم استرسلت بصوت هائما وهي تبتسم وتمسك بسور الشرفة وكأنها تبدلت لفراشة
أنا متأكدة من إن كارم بيحبني وهيعمل كل اللي يقدر عليه علشان يسعدني
واستطردت مؤكدة بعيناي خجلة
هو وعدني بكدة
بإبتسامة سعيدة سألتها
هو إعترف لك بحبه
ابتهج وجهها وأنير حين مر بمخيلتها طيف حبيبها العاشق وتذكرته عندما إعترف لها وصرح عن عشقه
الهائلوأومت برأسها خجلاثم تذكرت رفض أبيها القاطع لهذا العشق وذاك العاشق
تطلعت إليها بنظرات متوسلة وأردفت 
مليكةأنا محتاجة مساعدتكأنا عارفة إن بابي بيحبك قوي ومش بيقدر يرفض لك طلبأرجوك تقفي جنبي وتطلبي منه يوافق علي خطوبتي من كارم
تنهدت باحباط وظهر اليأس داخل مقلتيها ثم تحدثت باستسلام 
ما أنا كلمته يا سيلاياسين رافض الموضوع بطريقة عجيبة
تنهدت بقوة وظهر الحزن فوق ملامحها مما ازعج مليكة وأحزنهاهتفت وهي تمسك يدها بعدما أنير عقلها بفكرة طرأت للتو بمخيلتها 
أنا عرفت مين اللي هيخلص لنا الموضوع ويحط ياسين قدام الأمر الواقع
بلهفة مفرطة سألتها
تقصدي مين
بإبتسامة فخر رفعت كفها للأعلي وأردفت 
مافيش غيره طبعاالباشا الكبيرهو الوحيد اللي ياسين مش هيقدر يتنفس قدامه
إتسعت عيناها ونطقت متعجبة 
جدو! 
واستطردت بارتياب ونبرة متلبكة 
بس أنا مش هينفع أكلمهإتكسف يا مليكة
إبتسمت لها وتحدثت بطمأنة 
سيبي الموضوع ده عليا وخليكي واثقة فياهو إسبوع واحد وهيكون خاتم خطوبتك علي حضرة الضابط منور في صباعك
واستطردت وهي تنظر أمامها بتحدي
وإبقي وريني نفسك بقي قدام سيادة اللواء يا سي ياسين
إتسعت عيناي ايسل وتحدثت بمشاكسة
بسرعة كدة قلبتي علي بابي
بنبرة دعابية اردفت 
علشان يبقي
يتجنن عليا تاني ويقول لي خدي لك ساترأهو الساتر ده هو اللي هياخده ويستخبي وراه من اللي هيعمله فيه عز باشا
ضحكت كلتاهما ثم نظرتا امامهما وباتتا تتنفسا هواء البحر باستمتاع مع استكمال حديثيهما
عاد من عمله بعد الثانية صباحا حيث استمر التحقيق لعدة ساعاتصعد الدرج بقلب مهموم لما اقترفه من ذنب عظيم بحق تلك البريئة التي أفرغ بوجهها غضبه العظيم الذي أصابه جراء ما حدث
دخل إلي جناحه وجده مظلما إلا من إضائه خاڤتة لأجل الصغيرة الغافية داخل مهدهانظر علي حبيبته وجدها تتوسط فراشها وتغفو بسبات عميقتحرك علي أطراف أصابعه كي لا يزعج غاليتاه ودخل الحمام خلع عنه ثيابه وارتدي أخري للنوم بعدما اغتسل وتحرك عائدا إلي الغرفة من جديد
وكاد أن ينزل من فوق الفراش فهتفت بشراسة وملامح وجه حادة وهي تشير إليه بسبابتها مھددة إياه 
لو إتحركت خطوة واحدة من مكانك هروح أنام مع أنس وعز في أوضتهم
ده إنت إتجننتي رسمي...نطقها بعيناي متسعة واسترسل مهددا كعادته كي يحثها علي التراجع عن عنادها الشرس 
إغزي الشيطان وخدي لك ساتر وتعالي نامي علشان تتقي ڠضبي اللي إنت مش قده يا مليكة
بشراسة تحدثت بندية علي غير عادتها
الساتر ده إنت اللي هتاخده لو ما نمتش وسبتني في حالي يا سيادة العميد
جحظت عيناه وهو يتطلع عليها بعدم تصديق لما تراه عيناه من شكاسة جديدة عليهالاول مرة يشعر بالعجز أمام إصرارها وعنادها الحادغرس أسنانه بشفته من شدة غيظه وتحدث متوعدا لها
ماشي يا مليكةأنا هعدي الليلة بس علشان خاطر البنت اللي نايمةبس وحياة أمي لأحاسبك علي كل كلمة قولتيها
إبتسامة ساخرة خرجت من جانب فمها أحرقت روحه ثم تمددت فوق أريكتها تحت إستشاطة ذاك الحانق الذي ألقي بجسده فوق الفراش بإهمال وهو يضغط علي شفته السفلي حتي كادت تدمي من شدة غيظه
قضي ليلته متسطحا علي ظهره ناظرا في السقف يفكر بشرودتارة في تلك العنيدة التي اوصلته لإشتعال روحه بقرار ابتعادها عن أحضانه وهذا الأمر بالأخص لم يقوي قلبه العاشق علي إحتمالهويفكر ايضا بوضع إبنته الذي أرق روحه وشتت كيانه
إنقضت الليلة وانتهت وشق الظلام نور الصباح دون أن يغمض له جفنقام بجسد مرهق بسبب
تم نسخ الرابط