قلوب حائره الجزئين بقلم روز امين
المحتويات
حدث معه
تجربة خايبة!
التجربة الخايبة اللي بتتكلم عنها دي حولتني لمسخ دميمده غير إنها خلتني مسخرة الإسكندرانية كلهم
ثم استرسل بمرارة ظهرت بنبرات صوته
الموضوع عدي عليه أكثر من سنة ومع ذلك الناس لسة ما نسيتهوشأي مكان بډخله بشوف في عيونهم نظرات وكأنهم بيضحكوا بينهم وبين نفسهم وهما شايفين الاهبل اللي إتختم علي قفاه من حتة بت ما تسواش
واستطرد ضاحكا بطريقة ساخرة من حاله
لا وكمان طلعت له بنت عمرها سنتين ونص والمغفل ولا حاسس بأي حاجةشفت عار أكتر من كدة
عقب علي حديثه بإبانة
اللي حصل لك ماكنتش إنت المقصود بيه يا عمر ده غير إنه اتخطط له من جهات أكبر من قدراتك وكان صعب عليك تكتشف المؤامرة
نفسا عميقا ثم استرسل بنبرة مريرة
ولو فيه حد هيحس بالعاړ فالحد ده هو أنا وأبوكومع ذلك تخطينا الموضوع
أخرج تنهيدة حارة من اعماقه ثم استطرد للتخفيف من وطأة حزن شقيقه
إنسي يا عمرإنسي وحاول تكمل حياتك طبيعي علشان ليزاإفتح قلبك ولو دق إسمع له وطاوعه
ثم استرسل وهو يضرب وجنته بخفة مشاكسا إياه
بس ياريت تحكم عقلك وإنت بتختار وتستنضف المرة دي
إبتسم بخفوت لدعابة أخاهأردف ياسين وهو ينسحب إلي الخارج
تصبح علي خير يا عمر
وإنت من أهله يا ياسين...نطقها وعلي الفور ذهب ياسين تاركا خلفه ذاك الذي نفخ بضيق ثم رفع كفه واضعا إياه فوق شعر رأسه وقام بجذبه إلي الخلف حتي كاد أن يقتلعه من جذورة
حمدالله على السلامة يا باشا
عقب بنبرة هادئة
الله يسلمك يا مني
ثم استرسل متسائلا باستفسار وهو يتلفت من حوله
البيت فاضي كدة ليه
عمتي ومليكة فين!
أجابته بصوتها الحماسي كالعادة وباستفاضة تصل إلي الثرثرة
أصل الست يسرا والست نرمين والباشمهندس سليم وسيادة العقيد سراج جم إتعشوا هنا هما وعيالهم وكملوا السهرةبس الست ثريا السكر علي عليها شوية علشان أكلت من البسبوسة اللي الباشمهندس سليم كان جايبها معاهف حست إنها تعبت شويةف الست مليكة إديتها علاجها ودخلتها هي والست يسرا وفضلوا جنبها لحد ما أرتاحت ونامتوبعدها الكل مشي والست مليكة اخدت مسك وطلعت أوضتها بعد ما اطمنت علي الولاد
إعملي لي فنجان قهوة واعملي عصير فريش لمدام مليكة وهاتي معاهم حاجة حلوة وطلعيهم علي فوق
تحت أمرك يا سعادة الباشا...نطقتها بنبرة حماسية ثم تحركت إلي المطبخ فور صعود ياسين إلي الاعلي
خطي بساقيه إلي جناحهوجد مليكة تقف بالشرفة وما أن رأته حتي تحركت إليهسحبها إلي داخل أحضانه وتحدث بصوت حنون
عاملة إيه يا حبيبي
الحمدلله...نطقتها بهدوء ثم إبتعدت قليلا وتساءلت بهدوء
بنبرة هادئة أجابها بإبانة
معلش يا حبيبيكنت قاعد مع الباشا والكلام أخدنا لحد ما جهزوا العشا فأكلت مع الأولاد
تبسمت وأومأت له ثم أردفت بهدوء
بألف هنا يا حبيبي
داعب أنفها بين أصابع يده ثم حول بصره يتطلع علي ملاكه النائم وتحدث بنبرة تحمل الكثير من الحنين إلي صغيرته وهو يخطو نحو مهدها
اللي خاطفة قلب ياسين ومستحوذة عليه نامت!
بإبتسامة سعيدة أجابت ذاك الذي يتأمل بوجه صغيرته مبهرة الجمال وكأنه مسحورا
نامت من حوالي ساعةبعد ما غلبتني وفضلت تزن وتنطق إسمك
تطلع عليها بنظرات لائمة وهمس بصوت خاڤت لكي لا يزعج ملاكه
إخص عليك يا مليكةطب ليه ما كلمتنيش في التليفون وأنا كنت جيت لها
أجابته بخفوت
كنت هكلمك يا حبيبيبس لما أنس قال لي إنك قاعد مع أيسل
________________________________________
حضر كارم إلي منزل سيادة اللواء عز المغربي في زيارة عائليةجلس بصحبة العائلة في مناخ هادئ ملئ بالاحاديث المسمرة التي نالت استحسان الجميع وجعلتهم يشعرون بالأولفةفي حضور مليكة التي أصبحت تتواجد باستمرار داخل منزل زوجها بناءا علي رغبة ياسين ومنال أيضا التي لاحظت فرقا شاسعا في نفسية أيسل بعد أن بدأت مليكة بالتردد علي المنزل ومشاركتها لكل ما يخصها وبدأتا بدخولهما معا إلي المطبخ لتعليم مليكة ل أيسل صنع بعض الاكلات كي تستطيع إستقطاب قلب زوجها أكثر عندما يراها تهتم بجل ما يسعده ويرضيه
بمنتهي الدهاء كان يسترق النظرات إلي حبيبته دون أن يلاحظه ياسينبعد مرور بعض الوقت أردف مستأذنا من ياسين باحترام
بعد إذن حضرتك يا عميكنت حابب أعزم أيسل علي العشا بكرة ونقضي السهرة مع بعض.
طب وليه تتعشوا برة لوحدكم نطقها بلامبالاة ثم استرسل موجها حديثه إلي زوجته ببرود قاټل إستفز داخل ذاك ال كارم
حبيبيعاوزك تعملي لنا أحلا سفرة عشا في الجنينة عند عمتي بكرةوأنا هبلغ عمي عبدالرحمن وعيلته علشان نتجمع كلنا علي شرف سيادة الرائد
رفع عز المغربي أحد حاجبيه مستنكرا ردة فعل نجله الغير لائقةأما كارم فضيق عيناه متعجبا طريقة ذاك المتسلط وبطريقة رسمية ونبرة قوية حاسما أمره وكأنه الأمر الناهي بذاك الموضوع أردف بما فاجأ ياسين بذاته
متشكر لاهتمامك يا سيادة العميدبس ما فيش داعي نتعب مدام مليكة معانا لأن أنا وأيسل إتفقنا خلاص إننا هنتعشي برة
بكثيرا من برود الأعصاب والصرامة تحدث عكس ما يدور بداخله من اشتعال لروحه
مش هينفع يا كارمأيسل عندها مذاكرة وبتنام بدري علشان ميعاد كليتها
إشټعل داخل كارم من تحكات ياسين به فيما يخص أيسل بالرغم من أنها زوجته شرعاوبثقة عالية أردف بنبرة جادة لائما إياه
هو حضرتك ليه بتعاملني علي إني خطيب بنتك المراهق أو ذئب مفترس وسيادتك خاېف عليها منه!
ثم استطرد بإيضاح بنبرة جادة
أيسل مراتي يا أ فندم لو مش
واخد بالك
وأنا سبق وقولت لك إن كتب الكتاب عندي ما يفرقش اي حاجة عن الخطوبة...نطقها بصرامة وملامح وجه جادة جعلت من ملامح كارم تحتد ڠضبا وكاد أن يتحدث أوقفه صوت عز المغربي الذي إنتوي التدخل وفض ذاك الإشتباك قبل أن يتطور
إهدي يا ياسين إنت وكارم وحاولوا تتناقشوا في الموضوع بهدوء علشان تتفاهموا وتقدروا توصلوا لحل وسط يرضي الطرفين
عقب ياسين علي حديث والده قائلا بنبرة باردة وكأن الأمر عاديا
ومين قال بس يا باشا إننا مش متفاهمين!
وبفرض سياسة الآمر الواقع استطرد وهو ينظر إلي كارم
أنا وكارم إتفقنا علي وضع أساسيات علاقته ب أيسل من الأول ورسمنا شكلها
واستطرد متسائلا بنبرة جادة
ولا إيه يا كارم
قطب جبينه باستغراب ثم أجابه بثقة تامة
حضرتك قولت لي إن طول ما أيسل لسة في بيتك يبقي هنتعامل مع كتب الكتاب علي إنه خطوبةوأنا مع سيادتك في الرأي ده والاصول ما تزعلش حد
ثم استطرد معترضا تحت إرتعاب قلب أيسل من حدة المناقشة الدائرة بين عزيزاها
لكن اللي أنا مش موافق عليه ولا مقبول حضرتك هو إني أقعد أربع سنين ما أقدرش فيهم حتي أخرج أتعشي أنا وخطيبتي اللي هي شرعا مراتي
هو ده اللي عندي يا كارم وماعنديش كلام غيره...نطقها بتعنت أشعل داخل الآخر مما جعله يهب واقفا من جلسته ثم تحدث بنبرة جاهد في إخراجها بشكل هادئ وهو ينظر إلي عز المغربي مع انحناءة بسيطة دلالة علي توقيره لشخصه
بعد إذن سعادتك يا باشا
أردف عز المغربي باهتمام
رايح فين يا كارم
هروح يا أفندمكدة حلو قوي...نطقها بنبرة جادة فتحدثت مليكة كي تهدئ من وطأة غضبه وتلطف الأجواء بينه وبين زوجها بعدما رأت نظرات الحزن والألم ظهرت بينة بعيناي تلك العاشقة الصغيرة
إنت ليه أخدت كلام ياسين علي إنه جد يا سيادة الرائدياسين بيهزر معاك وبينكشك مش أكتر
أردف بنبرة صارمة وهو يرمقها بنظرات ثاقبة
المواضيع دي مافيهاش هزار يا مدام
واستطرد بنبرة صارمة
دي ثوابت عندي وما فيهاش نقاش
الكلام ما يبقاش كدة يا ياسين...نطقها عز بجدية فانطلق كارم بوجه غاضب متجها إلي الخارج بعدما تحدث بنبرة حادة توحي لمدي غضبه
بعد إذنكم
وقفت أيسل وباتت تتطلع علي والدها بنظرات لائمة حزينة ثم هرولت إلي الدرج وصعدته بسرعة كبيرةأردفت مليكة بصوت لائم
ليه عملت كدة يا ياسين
واستطردت بنبرة جادة أثارت حنق زوجها
إتصل بيه وقول له إنك موافق علي العشا برة علشان خاطر سيلا
إستشاط داخله من حديثها ثم هتف بنبرة عالية محذرا إياها بسبابته
مليكةخدي لك ساتر الساعة دي وبلاش تدخلي نفسك في الموضوع ده بالذات علشان ما تسمعيش كلام يزعلك
ثم استطرد باتهام بنبرة أكثر حدة
ما هو إنت بردوا اللي فضلتي تزني عليا علشان
أوافق إنها تروح تتغدي في بيتهوادي النتيجة يا هانم
نطقها بحدة واسترسل راميا كامل اللوم عليها وكأنه وجد بها الشخص الذي سيفرغ به جل ما أصابه من ڠضب جراء طلب كارم الجرئ بالنسبة له
البيه إتجرأ وبقي كل يومين عاوز يخرج معاها وكأنه بقي حق مكتسب ليه
إتسعت عيناها وهي تتطلع إليه باندهاش من الطريقة الحادة التي عاملها بها أمام والداه وطارق والتي ولأول مرة تحدث منذ أن حقق حلمه وتزوج بها
ألقت عليه نظرة لوم قبل أن تنطلق بخطوات متعجلة إلي الخارج في طريقها إلي منزلهازفر بقوة ثم قام بوضع كفه فوق شعره ليسحبه إلي الخلف بطريقة عڼيفة كادت أن تقتلع جذورهمما أوحي إلي ندمه وتعنيفه لحاله
إبتسامة جانبية خرجت من فاه عز الذي أردف بطريقة ساخرة بعدما استشف تكبيت نجله لحاله فور خروج زوجته
قابل بقي اللي هيجري لك يا باشاقدامك إسبوع بحاله هتشرب فيه جرعة نكد أورجانك
تنهد بضيق في حين تحدث طارق لائما شقيقه
مالكش حق في الكلام اللي قولته لها يا ياسينإنت أحرجتها قدامنا كلنا
أردفت منال بنبرة تعقلية
زعل مليكة مقدور عليه يا طارقياسين يبقي يراضيها بعدين
واستطردت بنبرة غاضبة بعدما فاض بها الكيل من أفعال وتعنت نجلها مع زوج حفيدتها الأقرب لقلبها
خلينا في كارم اللي مشي وهو زعلان والبنت اللي طلعت مقهورة علي اوضتها بسبب أخوك وتحكماته الفاضية
نظر علي والدته ثم
________________________________________
أردف معترضا
ماما أرجوك
هتفت بحدة وسخط ظهر بعيناها
بلا ماما بلا باباأنا مش فاهمة إنت بتعمل كل ده ليههو أنت أول واحد بنته تتخطب يا ياسين!
زفر بقوة في حين أردف عز بنبرة جادة بعد صمت أرغم حاله عليه كي يري تصرف نجله إلي أين سيصل به
إتصل بكارم وراضية يا سيادة العميدوحاول تتعود علي وضع بنتك الجديد
واستطرد بنصح وارشاد
وياريت ما تنساش إن كارم يبقي جوزها ومن أبسط حقوقه إنه يخرج معاها لوحدهموإحمد ربنا إن الولد مؤدب وإبن عيلة.
بوجه صارم يختبئ خلفه خجله الذي أصابه بعدما رأي معارضة الجميع له وتأكد من سوء تصرفه ويرجع ذلك إلي حبه وخوفه المبالغ به لصغيرة أبيها التي مهما
بلغت من العمر سيضل يراها صغيرته الواجب عليه حمايتها حتي من حالهاأردف بتراجع عن موقفه موجها حديثه الى والده
إتصل بيه حضرتك يا باشا أو خلي طارق يكلمه
إبتسامة محبطة إرتسمت فوق ثغر عز الذي تضايق من وصول والده لذاك المستويأما ياسين فانطلق مسرعا نحو الباب الخارجي ليلحق بتلك التي خرجت بقلب منكسر
متابعة القراءة