قلوب حائره الجزئين بقلم روز امين

موقع أيام نيوز

بالله 
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل الرابع والثلاثون 
_قلوب حائرةالجزء الثاني بقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين 
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية 
__________________________
بأمل جديد أشرقت شمس الصباح لتزهو وتعلن للعالم أجمع أن لا ليل يدوم ولابد من زوال الظلام مهما طالتراقصت الورود لتنثر عبيرها الطيب بكل مكانزقزقت العصافير وغردت البلابل في دعوة للتفاؤل وكأنها تبث رسالة طمأنة داخل القلوب الجريحة
كان يغفو فوق الأريكة المتواجدة داخل الغرفة بجسد مرهق لعدة أسبابإنتفض بنومته واړتعب قلبه حين وصلت تأوهاتها إلي مسامعهفتح عيناه وهب منتفضا وبسرعة البرق كان يجاور تختهانظر عليها وجدها تتألم بشدة بفضل سهير التي تقف بجانبها وتجبرها علي النزول من تختها كي تتحرك بالغرفة لتتفادي حدوث الجلطات الدموية حسب ما أبلغهم الطبيب
بنبرة مرتبكة بفضل هلعه تحدث إليها بقلب ملتاع 
مالك يا حبيبي
بملامح متعبة ووجه شاحب تحدثت بنبرة خاڤتة 
تعبانة يا ياسينالچرح شادد قوي ومش قادرة أحط رجلي علي الأرض.
بصوت رؤوفة عقب علي حديثها قائلا بحنو 
خلاص يا قلبي نامي وما تمشيش
هتفت سهير شارحة له الوضع باعتراض
لازم تتمشي علشان تتفادي لا قدر الله الجلطاتالدكتورة منى هي اللي منبهة علينا بكدة يا ياسين
أمسك يدها وحاول مساندتها وتحدث إلي سهير 
تمام يا ماما إرتاحي حضرتك وأنا همشيها
واسترسل إلي غاليته بنبرة حنون 
حاولي تقومي بالراحة وأنا معاكي ومش هسيبك
في تلك الأثناء دق الباب ودلف منه الطبيبتحرك إليهم وتحدث وهو ينظر إلي مليكة بتمعن ليستكشف ملامحها وإن كانت بخير أم مازالت متعبة 
طمنيني يا مدام مليكةعاملة إيه النهاردة
بملامح وجه شاحبة أجابته بصوت خاڤت مرهق
تعبانة قوي يا دكتورمش قادرة أحط رجلي علي الأرض وحاسة إن الچرح هيتفتح
بنبرة جادة تحدث بإبانة 
طب ما هو ده الشعور الطبيعي لما تقعدي فترة ما تتحركيش بعد العملية
واسترسل مؤنبا إياها ليحثها علي الصمود 
هو انت أول مرة تولدي ولا إيه!
واسترسل وهو يلوح بجهاز قياس الضغط المتواجد بيده 
خليني أقيس لك الضغط الأول علشان نطمن
قام ياسين بمساعدته لقياس الضغط دون كشف ذراعها وبعد الإنتهاء سأله مستفسرا
طمني يا دكتور
أجابه بإبتسامة هادئة 
ده إحنا بقينا عال خالص النهاردةالضغط قرب يوصل لمعدلاته الطبيعية وده مؤشر هايل الحمدلله
تهلل وجه ياسين وسهير التي تحدثت بحمد 
الحمدلله يا دكتور
بقلب ملتاع سألته تلك المكلومة
أنا عاوزة أشوف بنتي يا دكتور
مفيش مشكلةخدها للحضانة يا سيادة العميد وخليها تشوفها...نطقها بنبرة جادة ثم إسترسل بتوضيح كي يهيأها نفسيا لما ستراه وليبث بداخلها روح الأمل كي لا تصدم من هيئة طفلتها الضعيفة
بس قبل ما تشوفيها عاوز أقول لك علي حاجة 
نظرت له بتمعن فاسترسل بتبيان 
مش عاوزك تقلقي أو تضايقي لما تشوفي البنت
قطبت جبينها متعجبة حديثه فاستطرد الطبيب موضحا
البنت ضعيفة وجسمها مكرمش وعيونها غريبة شوية
وعلي عجالة أكمل حين رأي فزعها الذي سكن روحها وظهر علي ملامحها
بس مش عاوزك تقلقيكلها إسبوع أو عشر أيام بالكتير وهتبقي زي الفلإحنا متابعينها بالأدوية
جاورها الجلوس واحاط كتفها برعاية عندما شعر بإنشقاق روحها وتحدث إلي أحمد بتأكيد لطمأنتها 
إن شاء الله يا دكتور.
تحدث الطبيب إليها من جديد 
بس إنت كمان لازم تساعدينا وترضعيها
واسترسل بإيضاح 
حاولي كل كام ساعة تروحي لها الحضانة لأن الرضاعة الطبيعية هتفرق جدا وتسرع من نموها
واستطرد بنصح وإرشاد تحت إستشاطة ياسين وغيرته العمياء 
قربيها من حضنك وحاولي تخليها تلمس جلدك وتشم ريحتككل ده هيفرق جدا معاها ويحسن من حالتها
أومأت له بخفوت بعدما إعتراها الألموتحدثت سهير مؤكدة علي حديثه 
عندك حق يا دكتورمفيش زي لبن الأم للطفل
أما ذاك العاشق فقد وضع شعور الغيرة جانبا بعدما إعتراه وسيطر عليه شعورا بالحزن فور أحساسه پتألم حبيبته والذي تعمق من قلبها وظهر فوق ملامحها فحولها لمهمومةأردف قائلا بنبرة حنون وهو يحثها علي الوقوف
يلا يا حبيبي علشان نروح نشوفها
بصعوبة تحركت بجانبه متوجعة بفضل الألم الناتج عن إجراء العملية الجراحية
داخل منزل رائف المغربيتجلس تلك الثريا تترأس طاولة الإفطار ويجاورها طفلاي غاليها الراحل وعز الصغير الذي حضر للتو مع العاملة حيث أخذه عز للمبيت
معه ليلة أمس كي لا يشعر بغياب والديه عنه
والصغيرة ليزا التي ما عادت تفارق مروان وكأنها وجدت ملاذها الذي طالما كان ينقصها وظهر علي هيأة مرون فتشبثت به وما عادت تتنازل عنه مهما حدث
تحدث مروان وهو يضع الطعام بداخل صحن شقيقه الصغير 
كل يا حبيبي علشان أوديك عند ماما ونشوف النونو الجديدة
بملامح وجه مكفهرة هتف بسخط أظهر كم إستيائه من تلقيه لذاك الخبر السئ بالنسبة له
عزو مش عاوز يشوف حدهو أحنا ناقصينكل شوية حد جديد ييجي يقعد عندنا 
واستطرد بحنق وهو يرمق الصغيرة بنظرات حادة 
مش كفاية الرخمة اللي قاعدة دي
ثم حول بصره إلي ثريا التي إبتسمت علي ذاك المشاكس واسترسل بإمتعاض 
كدة مش هنلاقي مكان نقعد فيه يا نانا
ضحكة خاڤتة خرجت من تلك الثريا التي مازالت متأثرة جراء ما أصابها بالأمس وتحدثت من بين ضحكاتها 
أنا مش عارفة بتجيب الكلام ده منين يا شبر ونص إنت
واستطردت لطمأنة غيرته 
ما تخافش يا حبيبيالبيت كبير وواسعوبعدين النونو دي أختك ولازم تحبها وتخاف عليها وتحميها كمان
باستنكار أجابها 
عزو مش بيعرف يحمي نفسه أصلا عشان يحميهاأنوس حبيبي بيحمينيومروان كمان وحمزة
واستطرد وهو يرمق تلك الليزا التي تجاور مروان بالجلوس وتتناول طعامها بشهية مفتوحة وصمت تام
بس لما البنت دي جت هناومروان مبقاش يحمي عزو
يا حبيبي ليه بتقول كدةإنت أهم حد عندنا كلنا...نطقها مروان وهو يبسط كفه للمقابل ليضع كفه علي شعر رأس ذاك الجالس بقبالته ويمسح بكف يده عليه
أشاح بكف يده باستياء وقطع حديثهم دخول منى التي تحدثت علي عجالة 
عز باشا واقف برة وبيستأذن علشان يدخل يا ست هانم
شعرت بتلبك أصاب جسدها وأربك روحهالما عاد يسأل عليها ويزورها ومن جديد 
ألم يبتعد كما طلبت وجنبها ضغطه المرهق والذي كان يؤرق نفسها ويشعرها بالذنب طيلة الوقتلقد عادت أيضا عيناه تلومها وتستحلفها بأن ترحمه من ذاك العڈاب وتنهي بيدها هذا الإبتعاد
هتفت بتلبك ظهر بصوتها وهي تشير إلي الحجاب الموضوع جانبا 
هاتي لي الطرحة من عندك بسرعة وخليه يتفضل
وقف مروان وتحدث إلي جدته 
إلبسي طرحتك وأنا هطلع أستقبله وادخله يا تيتا
ربنا يبارك فيك يا حبيبي...نطقتها باستجواد ثم تحرك مروان وقام بإستدعاء جده الذي دخل بجانبه وهو يحتوي كتفه بحناننظر عليها بعيناي مشتاقة متفحصة لكل إنش بوجهها كي يطمأن علي حالها ويتأكد أنها أصبحت بخيروتحدث بعدما ألقي عليها تحية الصباح 
عاملة إيه الوقت يا ثريا
تلبكت بفضل نظراته المكشوفة لكنها إدعت الثبات وتحدثت بنبرة هادئة وابتسامة شاكرة 
بخير الحمدلله يا سيادة اللوا
هتف الصغير إلى غاليه 
تعالي كل مع عزو يا جدو
أجابه بنبرة هادئة 
أنا فطرت الحمد لله يا حبيبيأنا جيت علشان أطمن علي نانا وأشوف لو هتروحوا
________________________________________
عند ماما أوديكم
بعيناي شاكرة اردفت ثريا 
يبقي كتر خيرك لو تاخدهم معاكهما لابسين وجاهزين وأنا كنت لسة هكلم طارق علشان ييجي يوصلهم
سألها متلهفا 
وإنت مش هتيجي معايا
إبتلعت لعابها أثر نظراته الهائمة التي تربكها برغم عشقها الهائل ووفائها لحبيبها الراحلتحدثت وهي تسحب بصرها عنه وتمسك محرمة ورقية لتنظف بها فم الصغير 
مش قادرة أخرج من البيت النهاردةحاسة نفسي لسة تعبانةإن شاء الله هروح لها بكرة
أومأ لها وتحرك إلي الصغيرة وقام بتقبيل وجنتها الناعمة تحت قبولها وتحدث بنبرة حنون 
ازيك يا ليزا
إبتسمت له دون رد فتحدث هو من جديد إلي مروان 
هي لسة بردوا ما بتفهمش عربي
أجابه مروان بإبانة
بدأت تفهم بعض الكلام البسيط زي ماية واكلبس مع الوقت هتتعود وتتعلم إن شاء الله
واسترسل ضاحكا 
المشكلة إنها إرتبطت بيا إرتباط مرضيلدرجة إن طول ما ببقي في المدرسة بترفض الأكل والكلام وحتي اللعب لحد ما أرجعوكأنها بتعلن عصيانها وأحتجاجها علي بعدي عنها
وكأن الصغيرة شعرت بأنه يتحدث عنها فنظرت له وابتسمت ونطقت إسمه بعيناي سعيدة
مارو
إبتسم لها وأقترب عليها وبدأ يتلمس شعر رأسها بحنان تحت استحسان عزفي حين تحدثت ثريا بتأكيد وأسي 
عمر لازم يشوفها ويقعد معاها يا سيادة اللواء ربنا يعلم أنا والأولاد وحتي يسرا بنعاملها إزاي بس برغم إهتمامنا بيها بتصعب عليا ودايما بحسها مکسورةالبنت لازم تعرف أبوها وياخدها في حضنه علشان تستقوي بيه
أومأ لها بأسي وتحدث بايضاح 
أنا هقعد معاه النهاردة وأفاتحه في الموضوع دهولو إني عارف ومتأكد إنه هيرفض وجودها في حياته علي الأقل في الوقت الحالي
واسترسل بنبرة مټألمة حزنا علي صغيره 
اللي حصل له علي إيد أمها ماكانش قليل يا ثريا
هزت رأسها بأسيدلفت يسرا من الخارج وما أن رأت عمها حتي إنفرجت أساريرها وتحدثت بترحاب عال 
منور الدنيا كلها يا عمو
الدنيا منورة بوجودك فيها يا يسرا...هكذا رد تحيتها بعد أن سحبها داخل أحضانه
عودة إلي المشفي
كانت تقف أمام الحضانة بعدما أرتدت ثيابا معقمة هي وحبيبها الذي أسندها عندما شعر بإهتزاز جسدها فور رؤيتها لإبنتها ضعيفة البنية
إعترتها حسرة حين شاهدت صغيرتها ورأت صغر حجمهابنبرة صوت مخټنقة بفضل دموعها التي حضرت تحدثت إليه 
دي
صغيرة قوي يا ياسينهي كدة ممكن تعيش
ربت فوق كتفها الذي يحتويه وتحدث لطمأنتها رغم قلقه عليها 
إن شاء الله هتعيش وهتبقي كويسة
أومأت بملامح مهمومة والألم يعتصر داخلهاأسندها حتي جلست فوق ذاك المقعد الجانبي وأخرجت الممرضة الصغيرة وتحركت بها إلي ياسين الذي علي الفور تلقفها بلهفة وقربها من صدره
وهو ينظر لها بعيناي متشوقة لرؤية كل أنش بوجههاوبرغم حزنه وقلقه عليها إلا أن شعورا هائلا بالإبتهاج قد تغلغل داخله بمجرد رؤيته لوجه صغيرته الناعمة وهو يحملها بين ساعديه
أردف بكلمات خرجت من أعماقه وهو ينظر لوجهها بعيناي حنون
أميرتي النايمةحمدالله علي سلامتك يا عمري
واسترسل متشوقا 
يلا يا حبيبي فتحي عيونك علشان تنوري دنية بابي
إبتسم ثم قربها من حبيبته التي وما أن رأتها حتي شعرت بقشعريرة سرت بكامل جسدهاثبتها هو داخل أحضانها بعدما أخرجت إحدي نهديها لتضع بدايته بفم تلك الصغيرة التي بصعوبة شديدة بدأت بسحب حليب والدتها وبدأت بامتصاصه رويدا رويدا بمساعدة ياسين والممرضةكانت تنظر عليها بحنين
أمسكت كفها الصغير للغاية وقامت بتقبيله وعندها تملكتها مشاعر من نوع خاص تجاة تلك الصغيرةإنه لشعورا هائلا أن يصبح لها فتاة صغيرة ولطالما تمنتهوها هو الأن حلمها قد تحقق ولكن يراودها شعورا مريبا يحدثها ويحثها علي عدم الإفراط بمسرة حضور تلك الجميلة ويوشي لها بوجود إحتمالية خسارتها عن القريب مما جعل داخلها مشتتا وحزين
أخذت الممرضة الصغيرة وأعادتها داخل ذاك الصندوق الزجاجي المعد لتلك الحالاتوقف ساندا إياها باحتواء وباتا ينظران لها وهما يأملان بأن يساعدها الله علي إجتياز تلك المرحلة الصعبة ويتحسن وضعها وتعود معهما إلي منزلهمابصوت حنون همس إليها قائلا بنبرة يملؤها الأمل 
قلبي بيقول لي إنها هتعيشإن شاءالله هتعيش
بتمني أجابته متلهفة
يارب يا ياسينيارب تبقي كويسة وأقدر أخودها في حضڼي 
مال علي وجنتها وقام بوضع قبلة حنون ثم باتا ينظران إليها بقلوب متطلعةفاقا من شرودها علي صوت
تم نسخ الرابط