روايه مدثر بقلم محمد محسن حافظ

موقع أيام نيوز


رأيت العرق يتصبب من جبيني وقد بدأ يؤلمني چرحي كثيرا إلا أنني لم أتوقف وقبل أن اشعر بالتعب النهائي سمعت غناء احد العمال كنت احمل وقتها كيسا من الرمل لأتركها واقف وأسمعه وهو يقول
شايلوك الهم بدري
شايلوك هموم كتير
بس نسيوا يا ولدي
انك لسه صغير
بس ماتنساش ان ربك
كبير
دول باعوك ودول خانوك
وعلشان انت طيب كنت
فاكر انهم مش هيسبوك

وف الاخر اهم راموك
واللي اولها معلش
يبقي نهايتها غش
كنت اشعر انه يتحدث معي ولكن كلماته البسيطة هزت أعماق قلبي لأعود واحمل الهموم فوق كتفي ولكنها متجسدة في رمال انتبهت حين قال مسعد وقت الراحة جلست بعيدا عن الجميع لأشعل سېجارة انفخ في تعبي وبعد لحظات وجدت شخصا يقترب ولكن هيأته مختلفة يرتدي سروال جينز ازرق و كنزة بلوڤر بوني كالون حذائه الشمواه نظر إلي في دهشة وقال في تردد واضح وهو يشير بأصبعه انت مدثر الحسيني أهز رأسي بالنفي وأنا أحاول أن أتذكره ليقول من جديد انت متاكد لأرد عليه هذه المرة ايوه متأكد مش انا اللي بتقول عليه يضحك ويقول طب ممكن اقول يخلق من الشبه اربعين لكن من الصوت كمان مستحيل و يعيدها انت مدثر الحسيني ليه بتنكر انت مش عارفني انا وائل اللي قبلتك في ايطاليا وادتني فلوس وانا كنت من غير شغل وساعدتني هناك اني اقف علي رجلي لما شغلتني ولما نزلت مصر وقفت مع اهلي
عاوزني أنساك ازاااي تذكرته الآن لأنظر إليه وأقول ازيك يا وائل يقترب ثم يحتضنني ويقول الحمدلله يا أونر انت بتعمل ايه هنا ضحكت وأنا أقول انا بشتغل هنا لتطهر على وجهه علامات التعجب ويقول انت بتقول ايه أهز رأسي وأقول دي حكايه طويله نسمع وقتها صوت ضجيج وتعالت الأصوات استطعت تمييز صوت الكبير فنهضت مسرعا واتي معي وائل لأجد الكبير يمسك مسعد من جلبابه ويكيل على وجهه بالكفوف أحاول أنا وائل أن ننقذ مسعد من يد الكبير الذي كان يقول لمسعد انا عارف انك حمار ومش بتفهم دي الامانه اللي وصيت عليها يا غبي خلاص معندكش تميز انا قولتلك خلي بالك منه مش ينام في الطل وتشغله في الفاعل وقتها تأكدت أن مسعد قد تصرف من رأسه ينظر لي الكبير وهو يجد وائل بجواري ويقول انا اسف يا كريم ياولدي يتعجب وائل ويقول مين كريم لاقترب من الكبير هامسا ثم أقول له وائل عارف كل حاجه انا اعرفه من زمان ليفاجئني الكبير ويقول وائل صاحب المشروع السكني ده وانا شريكه.
نجلس جميعا ونضحك ونعيد الذكريات القديمة بينما جلس مسعد بجوارنا لأقول
هتديني سبعين جنيه وتزودهم عشره يبقوا خمسه وسبعين يا مسعد.
محل شريف
ازيك يا شريف
يقف صامتا وهو يرفع يده كتمثال من الشمع غير مصدق ليقول
ححححححححبيبه
تبتسم وتقول ايوه حبيبه مالك فيه ايه يندهش أكثر ويقول خخخير يا حححبيبه ففيه ححاجه لتقول وقد تورد وجهها جيت اشوفك فيها حاجه
كڈب أذناه ليقول ااانتي بتتقولي اايه لتعيد حبيبه ما قالته من جديد
وتكمل بص يا شريف انا عاوزه اقعد اتكلم معاك بس بره الحارة وأبويا شيخ واخويا صاحبك وهما عارفين اني جيالك ممكن تيجي البيت عندنا النهارده ونتكلم شويه يبتسم شريف ويقول في فرحه تتطاير من عينيه
ااكككيد طبععا أأنا مسستني الييوم ده
ولكن حذرته حبيبه حين قالت بس خالي بالك انا مش موافقه لحد دلوقتي انا هديك فرصه واحده حافظ عليها.
ليتذكر ويقول
ممدثثر.
مكتب رئيس النيابة
يسحب عمر هاتفه من جيبه ليكلم عمه ويخبره بالخطة الجديدة ليجيب عليه براڤو عليك يا سياده المستشار خلينا نعيش حياتنا اللي اخوك بوظها ليجيب عمر متقولش اخويا ويغلق الخط ويطلب رمزي الذي رحب هو الأخر ثم يأمر بإدخال المتهم وحين يدخل يقول عمر اسمك وسنك وعنوان يجيب المتهم أقواله عمر من جديد ضړبت اخوك ليه ليرد المتهم ولا حاجه انا اخوه الكبير كبرته وعلمته لحد لما بقي دكتور الظروف لما بقت صعبه عليه روحتله العياده اقوله ممعيش اجيب اكل لولادي اللي انت عمهم طردني وانا خارج البنت اللي بتشتغل عنده شفتني وانا بعيط قالتلي مالك ودتني مېت جنيه من جبها الشخصي بعديها بيومين طلبته في التليفون ابني كان عيان قفل السكه في وشي الواد ربنا أفتكره محستش بنفسي غير وانا نازل فيه ضړب.
يسكت عمر وقتها ولم يتكلم
المجمع السكني من جديد
بعد أن انتهينا من الحديث نحن الثلاثة أعطاني الكبير مفاتيح شقة مجهزة كان يعتقد أن مسعد سيفهم ولكن لم يكون عند حسن ظنه كانت مجهزة تماما وعلم وائل بقصتي وعرض علي ألمساعدة في أي شيء ونبه الكبير مسعد للمرة الخيرة قائلا تشوف طلباته مو كافه شيء اي حاجه يحتاجها تجبهالوا ولو طلب لبن العصفور ليقول مسعد خلاص فهمت يا كبير وهشيله فوق دماغيفأضاف الكبير قبل أن ينصرف سبعين وعشره يبقوا تمانين يا غبي مش خمسه وسبعين ليذهب معه وائل وقد طلبت منه شاحن للهاتف ليقول طبعا معايا واحد في العربيه هبعتهولك مع مسعد انا هروح اجيب غدا ونتغدي مع بعض كانت الساعة على مشارف السادسة افتح هاتفي وأنا جالس على مقعدي المريح لأجد اتصالات ورسائل عديدة وليد شريف فريده طارق مريمو لإقراء الأخير وكانت الرسالة كالأتي
ايه رائيك تمام لأرد تمام الله ينور عليك ثم يرد سريعا اي خدمه يا اونر اول لما قولتلي انك نزلت جيت علي طول ولما عرفت انك عند عبد الحميد الراوي اطمنت عليك فأجبت جميلك ده مش هنساه ابداا بسرعة رد علي ده انت جمايلك مغرقاني كفايه انك نقلتني المكان ده لأرد اشكرك جددا يا هشام بيه ليكتب هو الأخر
بكره ترجع اقوي وأحسن يا مدثر باشا بس مين اللي بلغ عني يا هشام
ليكتب ده واد مرشد كان شغال مع ياسر اسمه اشرف عيل حشاش
لارد
تمام كده يا هشام استني مني تعليمات جديده
ليكتب اومرك يا باشا
مدثر الجزء الثالث عشر
انتهيت مع هشام ورددت على جميع الرسائل المتبقية شعرت بالفرحة من خطوة حبيبه اتجاه شريف الذي حكا لي بالتفصيل الممل ووليد الذي عرضت عليه أن يأتي ليتناول معي الطعام وكذالك فريدة ومريم الذين علموا من ابيهم اني تركت الحارة إلا أنهم يجهلون مكاني ولكن فريدة طلبت مني أن نتقابل في اقرب فرصة قبلت عرضها بشرط أن تكون مريم حاضرة أيضا وهو ما جعلها ترسل ايموشن اندهاش وقبلت في النهاية تركت هاتفي وذهبت إلى الحمام لأفتح المياه فوق رأسي بعدما أزلت الرباط الذي يحيط كتفي لأقف نصف ساعة كاملة تضاربت خلالها الذكريات في راسي فاختلطت بالمياه احدهما تشعل راسي بالنيران و الأخرى تطفئها...
وعندما انتهيت ألقيت نفسي فوق الأريكة الكبيرة مستشعرا الراحة التي تمنعت عني منذ فترة طويلة أضع يدي فوق راسي الفارغة من الشعر والمليئة بالأفكار أتذكر نفسي حينما كنت أصحو من نومي وأتناول فنجان القهوة النيسبرسوا الفاخرة فوق سريري أتصفح الفيس بوك لمعرفة الإخبار ثم افتح احد المواقع لمعرفة أخبار البورصة ثم ادخل حمامي الفاخر واجلس بداخل حوض الچاكوزي لربع ساعة وأرتدي ثيابي السينيه
 

تم نسخ الرابط