عن العشق والهوى بقلم نونا المصري
عينيها على التيشرت الرمادية التي كانت ملتصقة بصدره العريض وفتحتهما أكثر لترتفع بنظرها الى عنقه ثم ذقنه حتى توقفت اخيرا عند وجه حيث كان نائما بعمق وهو يحتضنها .
كتمت شهقتها بيدها بينما كاد قلبها يفر هاربا من بين ضلوعها لشدة تسارع نبضاته حيث بدأ صدرها يعلو ويهبط جراء تنفسها الغير منتظم واخذت تحدق به بغير تصديق ارادت ان تنهض بسرعة ولكن سرعان ما لفتت نظرها السلسلة الفضية التي كانت معلقة حول عنقه فرمشت عدة مرات ثم استجمعت شجاعتها وحركت يدها ببطء شديد وامسكت السلسلة بينما كانت عيونها تراقب وجهه بترقب وحذر شديدين .
وما ان اصبحت بيدها واخرجتها من تحت التيشرت حتى تغيرت ملامح وجهها واتسعت عيناها وعقدت حاجبيها وسرعان ما فتحت القلادة الملتسقة بها لتصبح صډمتها اكبر حيث ظهرت امامها صورتها هي وشقيقتها مرام عندما كانتا اصغر سنا فتجمدت حركتها تماما وشل لسانها عن الكلام محاولة ان تستوعب ما الذي تفعله قلادتها حول عنق ادهم عزام السيوفي فهي فقدتها منذ خمس سنوات تقريبا حتى انها نسيت امرها تماما لذا حركت نظرها نحو ذلك الرجل الذي كان يعانقها وهو نائم بهدوء واخذت تحدق به وعلامات الاستفهام تعلو وجهها ولكن ليس لوقت طويل فهو تحرك اثناء نومه وابعد يده التي كانت تحتجزها وسرعان ما فتح عيناه ببطء ليجدها جالسة بجانبه على السرير تحدق به پصدمة واضحة الامر الذي جعله يرسم ابتسامة صغيرة على شفتيه وقال : صباح الخير .
ثم ابعد الغطاء عنه وانتصب واقفا بينما كانت هي تلاحقه بنظراتها بصمت مرعب وهو يتوجه نحو الحمام وسرعان ما انتفضت من مكانها كما لو ان افعى سامة قد لدغتها ثم لحقت به ووقفت امام باب الحمام بينما كان هو يغسل وجهه ودون أي مقدمات سألته : ايه اللي جاب السلسة بتاعتي لرقبتك يا ادهم
في تلك اللحظة توقف ادهم عن غسيل وجهه لمدة ثواني ولكن سرعان ما تابع فعل ذلك دون ان يعلق اما هي فقالت مجددا : انا سألتك سؤال يبقى جاوب عليه بسرعة !
اغلق ادهم صنبور المياه ثم امسك بالمنشفة الصغيرة ونشف وجهه وبعدها الټفت اليها وقال بهدوء : دي بقالها معايا تقريبا خمس سنين وعمري ما شلتها عن رقبتي ابدا .
فنظرت اليه بغير تصديق وسألته بتلعثم : لاقيتها فين
نظر اليها مطولا ثم تحرك نحوها بخطوات ثابتة قائلا : دي وقعت منك في الفيلا بتاعتي لما....
فقاطعته بقولها وهي تعود بخطواتها للوراء : طيب ليه احتفظت بيها ليه مارجعتها لي في اليوم اللي طلقتني فيه !
اجابها وهو يتقدم نحوها بخطوات بطيئة قائلا بصوت ينبعث منه ألم الحنين والأشتياق : لاني كنت عايز حاجة تفكرني فيكي على طول .
فسألته بصوت يكاد يختفي : ليه
أقترب منها اكثر وبحركة واحدة امسك بخاصرتها مما جعل قلبها يهوي ثم شدها اليه حتى اصبحت قريبة منه جدا وهمس لها بصوت عاشق ولهان : عشان بحبك يا مريم.
في تلك اللحظة اتسعت عيناها بشدة واخذت البرودة تسري في جسدها بالرغم من دفء المكان وشعور مخيف تسلل الى اعماق قلبها عندما سمعت ما قاله فسبب لها دوار شديد وبالكاد حملتها اقدامها مما جعلها تمسك بالتيشرت التي كان يرتديها وعيونها المصډومة لا تفارق عيناه فقالت بصوت كاد ان يختفي : ق.. قولت... ايه !
لم يعلق بل امسك وجهها بكلتا يديه وجذبها نحوه دون ادنى اعتراض منها ووضع شفتيه على شفتيها مقبلا اياها في عناق طويل وكل ما شعرت به بعد ذلك رعشة عڼيفة ضړبت اوصال جسدها وكأن الڼار اشتعلت فيها فحاولت ابعاده عنها ولكنه امسك بمؤخرة رأسها وغرس اصابعه بين خصلات شعرها الطويل ثم تابع تقبل شفتيها بتملك اوهنها واضعف ساقيها وكأنه عطشان منذ سنوات وجد ضالته اخيرا ليرتوي من شهد شفتيها دون توقف في تلك اللحظة اغمضت عيناها بشدة ونزلت دموعها ثم سمحت لمشاعر الحب ان تتحكم بها لذا ضغطت بيدها على التيشرت التي كان يرتديها بقوة ولولا حاجتهما للأوكسجين لما حرر شفتيها فابتعد عنها قليلا ليعطيها مجالا للتنفس بينما كان صدره يعلو ويهبط بسرعة بينما احنت رأسها بصمت واخذت الدموعها تنساب على وجنتيها فامسك بذقنها ثم رفع رأسها لتنظر اليه ومسح دموعها قائلا بهمس : بحبك يا مريم... مش بس بحبك وانما بمۏت فيكي والكلام دا مش من دلوقتي ...انا حبيتك من اول مرة شفتك فيها وعارف انك طاهرة و بريئة وانك عملتي كل حاجة علشان تنقذي اختك الله يرحمها وكنت هقولك اني بحبك بس انتي سافرتي من غير ماتقوليش اي حاجة .
فاستمرت دموع مريم بالانهمار غزيرة وهي تنظر إلى عيناه وتستمع الى كلامه فقالت بصوت مبحوح : بتحبي امال ليه چرحتني يا ادهم ... ليه عاملتني بقسۏة وسبت چرح كبير في قلبي
فعانقها بقوة كادت ان تسحق عظامها