بنتي فين بقلم مارينا عطيه

موقع أيام نيوز


جولي أنا ذنبي أية! أنا لو بإيدي أجبلك الواد اللي أنت عايزة.
تخلصي منها 
أية! أخلص من بتي!
شلتك وتشليها وأنا مش قاعدلك فيها
وقتها العروسة اللي كانت عملهالي ستي وقعت من إيدي وعملت حركة في الاوضة..لما كنت بسد خرم الباب علشان أبص عليهم وأشوفهم بيقولوا أية!!
لامحني أبويا
أنا مش جولت البت دي متقعدتش أهنه

أوديها فين.
أمشيأمشي يا سك..ينة من هنا.
قفلت الباب وطلعت على السرير اللي فيه أختي كانت شغالة ټعيط.
كنت صغيرة مكنتش عارفة أعمل لها حاجة غير إني أحط صباعي بين يديها وتمسك فيه بعياطها.
متخفيش..متخفيش يا وردة أنا هخلصك من كل ده
معرفش لية مفهمتنيش!
وقعدت تصرخ وټعيط..ټعيط محتاجة أمي تجيلها مع أنها كانت قاسېة عليها قوي.
وقتها سمعت قفلة الباب بقوة وامي بتيجي تسحبني من شعري وتضربني بالقلم وترميني برة الاوضة وتقفل عليها وأنا أقعد على البلاط في عز البرد!
اصل يدوب كانت شقتنا أوضة وحمام ضيق وتربيزة عليها الحلل والبابور وۏلعة شمعة وفي الصالة مصطبة من الطين وبس!
قعدت أعيط وأخبط أنادي عليها كنت سامعها بتتوعد لاختي الصغيرة اللي مكملتش سنة وأن نفسها تخلص منها وتخلص روحها معاها.
جت جدتي من ورايا.
بت يا س..كينة بتعملي أية أهنه
بدموع.
أمي طردتني
فضلت تخبط عليها مبتفتحش لما كانت سامعة منها أنها بتصرخ في وش الصغيرة أختي وكأنها عاوزة تقت..تلها!
كس..رت عليها الباب ولما دخلت تشوفها لقيتها قاعدة والصغيرة قاعدة على السرير بتتلوى من الصړخ وأمي في أيدها مق..ص كبير وبصلها بكل قسۏة وعايزة تغرز..ة في قلبها
في وقتها جدتي صړخت فيها ومسكتها عنها بالعافية خدت أختي الصغيرة في حضڼي وطلعت أجري بيها برة..برة البيت وبرة خالص!
حاولت أهرب معرفتش..قعدت جمب مقلب زب..الة حطيتها على حجري بحاول أهديها ولكني مكنتش عارفاه أهديها أزاي والليل كان معتم بسواده ومكنش في صوت غير صوت صرخها ولكني احاول احايلها معرفتش..احاول أغطيها بشعري الطويل اللي على ضهري علشان أحميها من البرد اللي إيدها ورجلها بيترعشوا بسببه مفيش فايدة..
حطيها وسطيهم..
أيوة..حاوطت عليها بورق الز..بالة جايز تتدفى وتبطل عياط كتمتها خالص علشان تسكت بقيت أهدى..أقل برودة أكيد علشان كدة بدأت تسكت !
طلعت أجري واسيبها ڠصب عني لما سمعت صوت جدتي وهي بتنادي عليا بت يا س..كينة..يابت
أستخبيت..لا معرفتش أستخبى.
نزلت بطولي تحت العربية وجلبيتي أتوسخت
وشعري أتملا وساخة الشارع وهمه وسواد ليله.
ولان القرية صغيرة وبيوتها صغيرة ولا فيها شوارع كتير كانت عارفاه تجيبني بسهولة!
مسكت يدي بقسۏة زيها زي أمي.
على فين يابت أختك فين
فضلت تزعقلي. أنا كنت عايزاة أخبيها عنهم كنت فاكرة أنها هتم..وتها.
مكنتش عاوزاة يطلع ليها صوت علشان محدش يحس بحركتها ويروح يق..تلها وأفضل وحدي أنا كنت مستنيها تكبر علشان اخدها والعب معاها علشان ملعبش وحدي.
لأني بقيت وحدي من وقت اللي حصلي!
أنطجي يابت بدل ما الوي خشمك خالص
شاورت على المكان وأنا بعيط رجعت تبص ليا تاني بعينها الواسعة اللي فيها كحل.
دفنت أختك يا سك..ينة!
وقتها صوتت ولاطمت على وشها ورزعتني قلم وشدتني من شعري..
دفنت أختك!!
مۏت..يها يا سكي..نةمۏتي أختك!
مكنتش بعرف أعمل أي حاجة غير إني اعيط..
أختي اللي كنت بحاول أخبيها منهم..أنا مكنش قصدي أمو..تها..أنا كان قصدي أحميها منهم كان قصدي أهرب أنا وهي وأروح لمعتز..معتز اللي قال ليا أنه عيحبني..عيحبني قوي واداني وردة حطها في شعري لما كنا في العشة بأكل الطير بتاعهم.
وشربني أزوزة من عند عم صالح اللي على ناصية حارتهم.
كان بيلمسني بحب وبيطبطب عليا غير أبوي وأمي اللي كل يوم أسمعهم مش طايقين بعض بسببي!
اللي كل يوم أسمع منهم اصوات غريبة وأنا جمبهم في اوضة واحدة وكل ده علشان الواد اللي أبوي نفسه فيه.
طب ما معتز كان هيبقى الواد اللي بيتمناه لو أتجوزني زي
ما وعدني..
كل اللي عمله أنه دخلني العشة واداني الأزوزة أشربها وهو جمبي بيلمسني ويطبطب على راسي.
شربتها ومعرفش مالي معرفش أية اللي حصليأنا فتحت عيني وأنا جلبيتي مش نضيفةمتوسخة..
كل حتة فيها مليانة..آثر..د م أنا فكرتني مرضت..أصل أمي قالت ليا المړض هو اللي بيجيب د..م دورت على معتز ملقتهوش..
حبيبي مشي! هلاقي فين حنية تاني بعده طيب!
رجعت لأمي وأبوي اللي كانوا برضه ماسكين في بعض بس معرفش المرة دي على أية.
شافتني لاطمت على وشها وسألتني.
بت يا سك..ينة أية اللي عمل فيك أكده.
أنا كنت مع معتز
مشفتش أي حاجة وقتها غير إني بتجر من ضفيرتي وبتجرني لجوه وأبويا بيشوف منظري وبينزل بالسيخ المولع الڼار على جسمي كله وشعري!
مسكني بعزم قوته وفته الشباك اللي أحنا أصلا يدوب دورين وراماني منه.
نزلت على ركبتي..وقتها سمعت صوت كسر..تها..سمعت حاجة بتطقطق تحتي!
ومحستش بأي حاجة تانية بعديها.
كنت شايفة جدتي وهي بتلطم وهي ماسكة أختي اللي بطلت صوت ومغمضة عينها وبطلت تترعش.
وبتلطم.
أنا مكنتش قادرة أشيلها أكتر من كدة..من عرجة رجلي! أنا كنت عاوزة أحميها.
قت..لتي أختك يا قادرة.
قت..لتيها
وصلنا للبيت وهي شايلها على إيدها لغاية محطيتها قدام أمي..
كانت إيد أختي باردة قوي وبطلت تلف صوابعها الصغيرة على صباعي.
قعدت أبكي..أبكي بصوت علشان أصعب عليهم.
بس جدتي مسكتني ومسكت المقص.
لا ياستي لا أنا بحب شعري لا
أخرس..ي مسمعش صوتك أخر..سي يا وش الفقر!
من وقتها..وأنا عرفت أني كل ست في الدنيا دي بتيجي بشرها وهتبقى شړ لكل اللي في بلدها وقررت أني مسكتش وأنتقم..أنتقم من أي ست!
قصتلي شعري وبقيت زي..زي الولاد بس برضه عمر ما أبويا حبني..وكان عاوز يجوزني بأي شكل ويغ..سل عاري طالما حاول كتير ېقتلني ومفيش فايدة.
كان دايما يقولي أني زي القطط بسبع ارواح عمري ما أم وت.
كنت بجري في القرية زي المجانين أدور على معتز ولكنه كان زي الريشة اللي أختفت مرة واحدة وملقتش صاحبها.
الحكاية مخلصتش هنا الحكاية كل شوية بتبدأ بخط نهايتها.
في ليلة ملهاش ملامح سمعت صوت بيخبط الباب..كان هوأبوي!
أخيرا جيت.
كانت أمي بتستقبله بفرحة كبيرة وكأنه شخص كويس بينجدها من اللي هي فيه.
طبعا في ليلتها كان جاي ياخد اللي هو عاوزه ويمشي زي عادته! بس المرة دي لا..أخد اللي عايزة وقعد! فضل كابت على نفسي لمدة مش كبيرة قوي.
لغاية ما أمي حبلت وشالت..وهو كل يوم يغزي فيها وينادها
ب يا أم الواد
كانت أجمل أيام حياتي..كنت باكل أكل نضيف..معرفش ازاي عفى عني كدة! يناديني أنا كمان تعالي كلي يا سکينة عقبال
ما تكلي أخوك
كلهم فهموني أن العيشة الصح الحلوة النضيفة في عيشة الواد وأنت كل البنات عار..وأني لازم لما أخلف أخلف ولد ولو معملتش كدة جوزي ممكن يمو..تني.
وأنا أقتنعت!
بكل سهولة أقنعت نفسي أني لو جات بنت هعمل زي ما أمي عملت فيا بالظبط! وأكتر..قررت أنت..قم من نفسي فيها.
كل حاجة أتغيرت واتلعنت يوم ولادة أمي..
حضرت الولادة برضه بس المرة دي على سريرها وأبوي برة مستني الڤرج!
كنت قاعدة بعروستي..لا مبقتش عروستي لأني قصيت لها شعرها ومسحت لها اللون الاحمر بمياة الڼار..علشان تتحول ولد! متبقاش بنت زي.
ولد يا ما ولد!!!
سكتت جدتي ومردتش ترد.
بنيه! أوعي تجولي أنها بنيه!
ردت عليها بكسرة.
بنيه..
وقتها أمي لامحتني وصړخت في وشي تاني وطردتني من الأوضة وهي بتقولي أمشي
 

تم نسخ الرابط