بنتي فين بقلم مارينا عطيه

موقع أيام نيوز


من الجواز ماټ.
فرحت..فرحت أنه ماتوسابني! سابني أخيرا لوحدي.
وقتها نزلت أدور على غم في كل حتة وكل مكان ملقتهاش أصل من وقت ما اتجوزني وهو خدني في مكان تاني..خدني مصر..مصر اللي كنا متفقين أنا وغم نروحوها من سمعنا عنها في التلفزيون بس لكن لا نعرفها ولا نعرف اللي برة أية..بس فهمنا أن دي بلد الهروب اللي نقدر نلاقي فيها النجاة!

نزلت أدور عليها معرفش أزاي فكرت في كدة وكأني بدور في كوم قش على إبرة.
أنا فرحت أنه ماټ فرحت قوي..
ويا فرحة ماتمت لما عرفت إني حامل!
في الليلة اللي عرفت فيها كنت بلطم من الحزن أنا مش عايزة عيال أنا جوايا ڼار هطفيها فيهم واللي هيجي ليا من الراجل ده هشربه المر والذل والقسۏة اللي أتربيت عليهم من صغري..
نزلت أدور في الشوارع على شغل..أتعلمت صنعة من نومة الشوارع وأكلها أتعلمت كيف أخيط وأشكل الهدوم كأني متعلمها في مدارس كبيرة اللي عمري ما شوفتها ولا حتى شميت ريحتها.
بس كل يوم بطني تكبر أكتر وتعجزني عن الحركة وآلم أول ولدة قاسې وظالم على الست لما ميكنش معاها زوج يطبطب عليها.
كنت متوقعة بعد كل ده أني هسقط ومش هيعيش أنا كل يوم كنت بجهد نفسي أني أتعب اكتر من اليوم اللي قابله علشان اللي في بطني ينزل مېت
كنت عاوزة أجمع فلوس كتيرة أحقق بيها حلمي اللي لسة بيبدأ علشان أتحرمت أني أنام بسلام أصلا مش أني أحلم حتى أنا الأحلام في بيتنا مكنش ليها طريق ليا.
كانت عندي أمنيتين أني القي غم وأني أسقط اللي في بطني.
وكأن المولد ده ماسك في الدنيا قوي كيف ما كنت ماسكة فيها أنا ومعانده فيها.
فكرني بنفسي! أنا هكون نسخة مني أتكون جوايا وسواس أني هشرب المر في تربيته.
مكنتش عوزاة بأي شكل..كنت بكره كل يوم وأنا شيفاه بيكبر جوايا وپتألم بسببه.
حاولت كتير أنزله حي للدنيا وېموت من برودة قساوتها عليه.
لكن فشلت..فشلت وفي يوم وليلة ليقتني پصرخ وبولد!
والجيران بيجوا يولدوني..
أتفزعت لما سمعت من اللي ولدتني
بنت..بنت زي القمر ربنا يخلهالك
وكأن الصورة بتتكرر تاني..
كأن كل شيء هيحصل كنت بتخيل كل يوم أبوي وأمي وهما بيجوا يضربوني تاني.
رغم أن من وقت ما أتجوزت وأنا معرفش حاجة عنهم معرفش أي حاجة عنهم ولا عايزة أعرف!
مسمتهاش..سبتها..كنت بتمنى تروح مطرح ما جاتت.
سمع صاحب الشغل اللي كنت فيه وقرر أنه يتجوزني.
معرفش كيف قرر يتجوز ست في إيدها طفلة! معرفش حاجة غير أنه قال أنه بيحبني.
وافقت..وافقت وكان بيحاول يراضيني بأي شكل ويوم بيوم..كبرنا أنا وهو في الشغل.
كنت بفرح كل يوم وأنا شيفانا بنكبر وقولت أهي هتفرج وتبقى حلوة والدنيا تضحك لينا.
ولكن كيف ما امي وجدتي وأبوي قالوا إني وش فقر وهعيش وأموت كدة.
كل حاجة راحت في يوم وليلة! كان واخد قروض كتيرة ومكنتش أعرف وكان عليه ديون.
ومقدرناش نسدها والمحكمة قررت تحكم على كل املاكه ونترمي في الشارع.
أنا وهو والبت..
وقتها حسيت قصتي بتتكرر البت طالعة زي! وش فقر زي أمها بصحيح
هي كدة خلفة البنات كلها وش فقر البنات مبتجبش الرزق أبدا عكس الولاد.
خصوصا إني كنت دايما بسمع من جيراني ومن اللي حواليا أن بعد اول خلفة للست لما بتكون ولد الست والراجل بيشوفوا عز مبيشفهوش في حياتهم.
ف اقتنعت بكدة ولسة مقتنعة بيه!
البنات مبتجلبش الرزق أبدا ويستاهلوا يتكوا بڼار.
منكرش أني فكرت في الهروب للمرة اللي مش عارفة كام علشان أخلص من حياتي ومنكرش أني فكرت في قتل البنت زي وأخلص من فقرها اللي حاوطتني بيه وحاوطت راجل مش أبوها وافق أنه يتجوز أمها ويشيلها ويكتبها باسمه وكمان يسميها هو
كنت بشوف في عيونه أنه زعلان ووحيد علشان اللي حصله كنت بشوفني وش فقر عليه أنا وبنتي وكنت عاوزة أهمل البلد كلها وأهرب مش عايزة أقعد ويااه وأشوفه بعيني كدة!
قولت يمكن لما أجيب له الواد يبقى كويس! كلمته في الموضوع وكان رد غريب قوي.
ميفرقش معايا يا سك..ينة المهم أنك أنت معايا
كنت بستعجب من حبه الفظيع اللي بالشكل ده! هو في حد ممكن يحب حد بالشكل ده خصوصا أنه مش بيديه أي مقابل
بس هو كان أحسن..بس دايما ساكت..حزين ومهموم
وأهو في حالة وفي غمضة عين قاسېة قرر أنه يسيب كل حاجة ويمشي..ويمشي خالص ويسيب كل حاجة بنها ويتنازل عن كل حاجة للبنك ويمشي بيا أنا وهو والبت اللي مكملتش سنتين.
ومشيت لبلد جديدة
الأيام عدت..الشهور.
وأنا كل ما بشوفها قصاد عيني كل يوم أتخنق أكتر وأبقى عاوزة أخلص من حياتها وحياتي.
لغاية ما في يوم لقيتني حامل تاني.
كان طاير من الفرحة خصوصا أن ده ابنه هو مش ابن هيتكتب على اسمه.
كنت خاېفة ومړعوپة لتكون بنت برضه ! هيعمل فيا أية هيعمل فيا زي ما ابوي عمل! هيطردني في الشارع ولا ھڨتلها بإيدي قبل ما تتولد.
لكن لحسن حظه..وحظي
جبت ولد!
ولد زي القمر..طار بيه من الفرحة كان هيتجنن من الفرحة اللي حس بيها.
وبعد ايام وشهور بدأت الدنيا توسع في رزقها وكأنه هو سبب الرزق أقتنعت أكتر أن هما البنات كدة هما الفقر..رغم أنه كان بيقولي كلام غريب معرفش كيف أقتنعت بيه رغم أن اللي شافه معايا مش قليل.
كان يقولي.
لا ياس..كينة الرزق ده بتاع ربنا وكلها نعم من إيده هو وأحنا ملناش دخل بيها ولا نعرف كيف بيرتبها..وأنا عمري ماحسيت بفرق بين بنتك وابني لأن كنت دايما بحس أنها بنتي يا سك..ينة متخلقيش جوايا الفرق ده أرجوك وسبيني أربيها معاك ده أنا اللي شلتها على إيدي وأنا اللي ربتها وأنا اللي كنت بغير ليها وبعدين هي وش السعد عليا علشان عرفتني عليك وخلتني أحبك
مكنتش برد على كلامه كنت ببص وبسكت ومبصدقهوش كنت بحسه راجل من كوكب تاني أصلا! هو في راجل كدة..
بس حسيت بالفرق لما حصلت مواقف قدامي..
لما كان يشيل ابنه على رجله بس لما كنت بسأله كان يقولي أن البت نايمة جوه يا س..كينة مش هعرف أصحيها ورغم أن حتى في الالعاب مكنش يفرق ولا في كل حاجة بس كنت بحس أنه بيفرق جايز علشان أتربيت أن مفيش راجل حقيقي بيكون كدة! أنا مشفتش ده بعنيا قبل كدة..دي عيشة جديدة عليا أول مرة أعيشها..
ورغم كل ده كنت باخد البنت منه وأقوله دي بنتي..بنتي أنا مش بنتك
ولما كنت ادخل ملاقهاش اسأله بنتي فين
كنت بحس بن..ار جوايا هو كيف يعاملها حلو كدة وهي مش بنته أزاي يحبها الحب ده وهي مش بنته
الشيطان وسوس ليا بحاجات أكبر خصوصا أن البنت بدأت تكبر قدامه.
منعتها..منعتها أن تيجي في وشه ولا في وش أبنه.
كنت قاعدة مصډومة من اللي بتحكيه مكنتش لسه مستوعباة ولا مصدقاه.
يعني أية!
القصة وجعت قلبي قوي.
كنت محتاجة أفهم هي دي قصة مين قصتها ولا قصة مين بالظبط.
قطعتها في كلامها اللي كله ۏجع لقلبي.
_ ماما!
سكتت وردت عليا.
أرتاحتي كدة يا جميلة! أرتاحتي لما عرفت الحقيقة كلها!
قمت من مكاني وبصيت ليها بإستغراب.
_ أنا البنت دي! أنا مش كدة!! أنا هي!
سكتت ومردتش ترد.
_ لا ردي علياأنا هي! صح..
فضلت
 

تم نسخ الرابط