بنتي فين بقلم مارينا عطيه

موقع أيام نيوز


شبر واحد ولا حتى نص شبر وتشوفه بعينه بيدوس بالقصد عليك علشان يسمع منك صړاخ كلمة اااه وفي الأخر يرد بكل البرود اللي في الدنيا ويقول لك أية ده هي بټوجعك
سوري..اسف..مكنش قصدي..اصل مكنتش شايف..اصل أنت اللي جيت في وشي..معلش دلوقتي تخف بقى متعملش حوار أنشف كدة شوية ومتبقاش طري!
وكأنه لا حاسس بوجعك ولا بيحبك تشوف مستريح فبيدوس عليك أكتر علشان تكمل حياتك في آلم.

مكنتش عارفة أرد..هرد أقول اية!
ما هو أصعب حاجة في الحياة شعور الخذلان من أقرب الناس لينا من أهلنا.
أعتقد أن مرضه ميتدواش.
أنا عارف أنك أستحملت كتير وشيلت كتير و
قاطعته في الكلام.
_ ده مش وقته..ولا اوانه.
أنا حاسس إني بخسر كتير..مش عاوز أكون خسړت كل حاجة قبل ما أم..وت
يمكن علشان سيرة المۏت نفسها بتوترني بتخيل حياة الشخص دي بعد ما يفارق حياته هيكون فين وبتخيل حياة أهله والناس القريبين منه هيعملوا أية من غيره خصوصا لو كان شخص طيب ورحيم بحياة الناس اللي حواليا.
أنا مكنش عندي مشكلة معاه بحد ذاته زي أمي يعني مفتكرش مرة أنه مد إيده عليا ولا جرحني بكلمة ولا حتى بصلي بصة مش كويسة ! كل اللي وجعني منه أن وجوده كان زي عدمه كان موجود بس مكنش بيدافع عني وكان ساكت طول الوقت كل حاجة ۏجعاني كان ممكن هو يوقفها لو بس مخفش أني أعرف أنه مش ابويا..
وأية المشكلة الاب هو اللي ربى مش اللي خلف! بس المهم يربي كويس وبحسن نية وبحنية!
أنا مش عايز تكوني زعلانة مني ولا واخدة على خاطرك مني
عنده مشكله من زمان أنه مبيتكلمش كتير ولما بيتكلم مبيعرفش يوصل اللي قدامه اللي عايز يقوله ولا بيعرف يفهم اللي جواه علشان يعرف يقوله برضه.
أنا عارفأنك
دمع! دموعه نزلت قدامي وأنا قصاده قاعدة بسمعه كنت مستنية أنه هو يحضني أكيد هيكون حضنه أخف وأهدأ منها أكيد مش هحس بقسا..وة حضنه.
وأنا نقطة ضعفي بقيت أني أشوف حد مك..سور زي!
فقمت أنا وطبطبت عليه.
بكا
بكااا بحړقة وجعت قلبي قوي مكنتش أتوقع أن عنده كم المشاعر ده!
مكنتش أتوقع أنه شايل كل المشاعر دي في قلبه وساكت.
أنا مش عايزك تضيعي مني..سامحيني سامحيني يابنتي!
كان مشهد حزين بسيط مكون من دقايق أو أكتر من كونه أنه دقايق بس أنا محستش بنفسي غير وأنا بقوم أحضنه وأطبطب عليه وأمسح دموعه والقيه بيحضني وأعيط معاه وصوتنا يعلى في العياط بالشكل ده كأنه أخر زمن هعيط فيه!
مقالش حاجة تشفي قلبي مقالش حاجة تانية غير أنه قالي سامحيني بدون دخول في أي تفاصيل..بس هو بيقولي
يا بنتي!
منكرش أني حسيت بلطفة أكتر منها وحسيت أن قلبي مطمن.
وقتها فضلت جمبه حبه حلوين علشان يكون أحسن وأخف..
حسيت أني أنا اللي محتاجة يفضل جمبي.
كنت محتاجة أقول له أنه مش محتاج يثبت لنفسه أنه غلطان في نظري ومحتاج مسامحة لأني حطيت له عذر وبدأت أتقبل خوفه اللي كان وبدأت أحس أني قربت اسامحه! رغم كل الصراعات اللي كانت جوايا.
بس اتحديت نفسي أنه برضه بيحبني! هو مكنش بيعمل اي حاجة غير أنه كان بيحاول يخليها متض..ربنيش وهي دايما تقول له أسكت أنت.
فضلنا نحكي معرفش في أية فضلت كمان أطمنه وأقول له أنه سليم هيكون كويس وأنه ميقلقش.
كان بيسمعني ب أهتمام قوي بصراحة مشفتهوش فيهم عن قبل.
بس أخر الحوار بنا قال ليا حاجة غريبة قوي.
طريقتك حلوة في الكلام يا جميلة بتعرفي تقنعي وتطمني اللي قدامك!
دخلت أوضتي وحاولت انام وفي الليلة دي الوحيدة اللي مكنتش عارفة أحدد مشاعري إذا كنت مخڼوقة ولا فرحانة ولا عايزة أعيط ولا عايزة أقوم أرقص.
أحساس أن لما تحس بضيقة دايما وتحس أنك تايهه وفجأة شخص يكلمك يرتب لك كل كركبتك وأحساسك المتلغبط ده مبيحصلش كتير ولا بيحصل مع ناس كتير بس دايما كان آدم بيظهر في المواقف دي.
رن عليا رديت.
لقيتك مسألتيش أنهاردة فقولت اكلمك.
استغربت.
_ أية ده هو مفروض أسأل كل يوم 
ما هو أنا مكس..ور! ااااه يا رجلي.
_ لا ولله!
اه والله!
سكتنا شوية.
مش عارف لية حسيتك تايهه في شبر مياة فقولت أكلمك بقى أنقذك.
ضحكت على طريقته الغريبة.
_ وأنت عرفت منين بقى ده
عادي حسيت هو حرام أحس
_ لا مش قصدي بس
يعني حسيت صوتك تايهه شوية كدة من أول المكالمة.
_ أية هو باين قوي كدة
اللي يعرفك ويحبك يبان اه انما اللي ميعرفكيش فهو لا.
قلبي دق..
هو أكيد بيحبني صح! أكيد مكنش قال ليا الجملة دي يعني.
حكيت له العرض اللي أتعرض عليا من عميد الكلية ورحب جدا بالفكرة وشجعني وقال ليا أني لازم اقوم بيها وأني هقدر ومخفش.
وأنه هو كمان هيكون جمبي!
عادي كانت عادية من روان مش عادية بالمعنى الحرفي ليها بس عادية أنها صاحبتي الوحيدة ولازم تقول ليا كدة أنما هو! مكنش عادي أنه يقول ليا كدة في الحقيقة.
كان غريب عليا أني اسمع منه.
مټخافيش طول ما أنا معاك
غريبة مش كدة! لكنها لطيفة أوي في الحقيقة لطف الجملة مخلنيش أعرف انام الليل كله لغاية ما قابلت روان الصبح.
هو قال لك كدة!
_ والله أيوة.
اااه ولعبت يا زهر.
قرصتها.
_ خفي هزار.
أقط..ع دراعي انه هيجي يطلبك مني وأنا مش هوافق.
ضحكت.
_ يسلام!
اااه طبعا هديك ليه كدة بالساهل مش لازم أطلع عينه!
_ طب امشي ياروان..امشي.
وصلنا الكلية وبدأت أعمل اللي اتطلب مني.
مكنتش بوزع الدعوة كدة وخلاص بالعكس كنت بتكلم مع كل حد بدهالها وبشرح له الفكرة بأجمل طريقة ممكنه حصلت!
شباب وبنات بقى كله.
وفي منهم كتير كان بيعجبهم كلامي لدرجة أنهم بيخرجوا موبيلهم علشان يصوروا اللي بقوله.
واضح أني كنت بقول كذا حاجة بتيجي على الج..رح علشان كدا كانت بتعجبهم!
لامحت روان بتعمل زيهم.
خلصت كل الكروت اللي معايا وعلى بليل لقيتني متضافة في جروب على الواتساب.
لما دخلت لقيته مغلق ومبعوت فيه فيديوهات ليا من روان.
ومكتوب.
ده جروب علشان الندوة ياريت اللينك يتنزل على جروب العام للكلية وندخل فيه كلنا يا جماعة
وعملتني أدمن.
بصيت عليه لقيت فيه آدم!
لقيته بيرن بعدها بشوية!
أنا مبهور بيك.
_ بجد
قولتها بفرحة.
والله بجد أنت مبهرة يا جميلة..مبهره وحلوة حلوة أوي.
يلهوي!
طب وقلبي اللي دق دلوقتي وفرح ذنبه أيه!
كل كلماته كانت تشجيع وسألني سؤال غريب.
هو ينفع حد يحضر من برة الكلية 
فجاوبته أني هشوف العميد وأرد عليه.
لما قفلت معاه لقيت أن الجروب في ناس كتيرة قوي بقيت فيه! بصيت على الفيس لقيت روان نزلت اللينك وناس كتير معلقة ودخلت فيه.
من ضمنهم كان عميد الكلية بنفسه ! كتب مسدج أنه يشكرني قدام الدفعة على الجروب.
ف أستغليت الموضوع ورديت بالعفو على شكره وسؤال
الدعوة عامة للجميع صح حتى من برة الكلية 
ورد بالفعل في نفس الوقت ب الموافقة.
وقتها روان دخلت تبعت ليا على خاص غمزة
فرجعت أرد على آدم بالموافقة.
أنا لما بفرح بحس بالجوع.
فنزلت أجيب أي حاجة حلوة من تحت.
وطولت شوية علشان قررت أتمشى وأنا مبسوطة لأول مرة.
خلصت حاجاتي وقربت من البيت بتاعنا.
لقيتها بتقرب مني.
أمي..
جاية وتحت عينها
 

تم نسخ الرابط