بنتي فين بقلم مارينا عطيه

موقع أيام نيوز


أرجع في قراري إيا كانت نتيجته ايه.
اللي مقتنعة بيه دلوقتي أني بجد عايزة أحاول أني اسامح.
_ متأكدة من الخطوة دي!
_ أكتر حاجة متأكدة منها هي الخطوة دي في الوقت ده بالذات.
_ أشمعنا 
_ لأني محتاجة أدور على علاجي بنفسي مش هستنى حد يعلاجني.
كنت بكلم نفسي قصادي المرايا وبرد عليها مكنتش لاقيه حاجة أقولها لنفسي ولا أني أطمنها أزاي.

بس كل اللي فهمته أن بعد كل الحر..وب اللي عديت بيها دي وبعد كل المعاناة اللي قطع..ت قلبي من الالم كده ف أنا شخص قوي شخص مبيعرفش يستسلم بسرعة ولا بيحب الاستسلام كنت فاكرة نفسي شخص ضعيف أوي على كونه أنه يصارع الحياة لوحده بس طلع قلبي قائد لجيوش عظيمة مظهرتش غير لما وقعت..وقومتني تاني!
طب هقول لهم روحت لوحدي لية
عادي المهم إني روحت.
سألت طقم التمريض اللي برة عنه وقالوا ليا
الزيارة عنده بمعاد
اتضايقت..يعني مش هعرف أدخله! بعد كل الكلام اللي في دماغي ده مش هعرف!
لما كنت واقفة بتسأل على حالته وهما مكنوش عارفين أيه هي بالظبط لأنهم مش اللي متابعين حالته قابلني دكتور وجه سألني ليه بسأل عليه 
فطلبت منه أني محتاجه أشوفه وأتكلم معاه.
عرفني بنفسه وأنه الدكتور المشرف على حالته! والمتابع ليها بشكل يومي وأنا لسه كان عنده في الأوضة وسمع الحوار اللي دار بيني وبين الممرضة فجه علشان يشوف لأنه كان متأكد أنه أكيد حد من أهله اللي جاي يسأل عليه.
أتفضلي
طلبت منه أفهم حالته ماشية أزاي وأيه الحاجات اللي ممكن توصل لكده.
فعزمني على كوباية قهوة في مكتبه
مشفتكيش معاهم قبل كدة!
هزيت راسي بأبتسامة.
_ اه..يعني..يعني مكنتش قادرة أشوفه كدة بس.
هقوله أني مش قادرة أشوفه علشان أذاني! هقوله أنه أذى قلبي وعقلي و روحي..مكنش ينفع! رغم أني كنت محتاجة أتكلم وأعبر عن اللي جوايا.
الحالة اللي فيها أخوك حالة صعبة ومتأخرة ولكن أحنا بنحاول نشتغل عليها بحيث أنها متوصلش للاسوأ من كدة
_ هو ممكن يكون في اسوأ
العلاج النفسي صعب ومعقد ومش كل الحالات شبه بعض أخوك مدم..ن مخدر..ات ودي مش حاجة سهلة يا أستاذة جميلة
_ طب هو أنا ممكن أعرف أيه ممكن تكون أسبابه
يعني أيه مش فاهم..وضحي قصدك!
_ قصدي يعني أيه اللي يوصل الأنسان أنه يعمل كدة في نفسه.
لا ده سؤال منفتح أوي لأنه مش بيشمل حاجة معينة دي حاجات كتير..يعني ساعات البيئة..ساعات ميول الانسان نفسه أحيانا مشاكل في الطفولة والمراهقة وأحيانا الوضوع بيوصل لحاجة أبسط من كدة..انه مش حاسس بنفسه! يعني مثلا متلم على شويه أصحاب كل ما بيشوفه بيحيوه ببرشامه ولا بس..جاره متبرشمه فهو بياخدها تحية كده أو قبول منهم ومرة في مرة وصل للشم..والبودرة وبقى مدم..ن للحاجات دي وأنه يوصل أنه يعمل حاجات مش حاسس بنفسه بيها علشان بس يمتع نفسه بالإدمان..أنه يشرب يعني أو غيره
سرحت في كلام الدكتور كنت محتاجة أتكلم عنه أكتر أحكي أنه عاش رفهية في الطفولة فبرضه لية يوصل لكده!
_ بس سليم عاش طفولة كويسة أوي سليم كان متدلع!
قولتها بشكل يخليه يرجع يرد نفس رده من تاني وكأني مكنتش سامعة.
ما أنا قولت لحضرتك أنه مش شرط طفولة!
عموما أحنا بدأنا معاه مراحل العلاج ويعني هتاخد شوية وقت ولكن أن شاء الله يتم الشفاء العاجل
_ هو أنا ممكن أشوفه!
ااه..طبعا بس حاليا ممنوع عنه الزيارة ممكن تجي له زي أنهاردة الاسبوع الجاي
_ متشكرة.
شكرته وخرجت كنت حاسة بقبضة قلب و دلوقتي هديت.
مكنتش عارفه أحكي مع مين! ولا أخرج غض بي على مين مكنتش عارفة ولا قادرة أش وه صورة أهلي أكتر من كدة بس مكنتش قادرة أني متكلمش.
ف كلمت روان وحكيت لها اللي حصل ليا وحكيت لها عن كلام الدكتور..
أصل من وقتها وهي مسألتنيش مالي ولا فيا أيه من وقت
ما جت تاخدني من المستشفى وكأنها عارفه كل حاجة من طريقتي وأسلوبي بس مش عايزة تقولي مش عايزة تج رحني ولا تضايقني بكلامها.
مكنتش لاقية أي تحليل ولا مبرر لأنه يوصل للمرحلة دي.
مش كل التربية بتوصل لنفسية صح يا جميلة!
_ يعني أية مش فاهمة.
يعني اااه سليم معاش اللي أنت عشيته اااه متعذبش زيك..ااه معملش أي حاجة ولا حس ب آلم زيك لكن جايز يكون اسلوب التربية نفسه مكنش مرتاح له مكنش راضي عنه..مكنش عايزاه يعني أنا معرفش الصراحة أيه اللي يوصله لكده بس أكيد كل حاجة ليها سبب..حتى لو مفيش سبب ف دلوقتي أنت عايزاه أيه هو ذنبه أيه في العقد دي!
سكت ومعرفتش أرد عليها ولما شافتني ساكتة حاولت تغير الموضوع.
طايب ياستي بصي أستعدي خلاص لأن الندوة بكرة.
_ هحاول.
البيت كان غم أوي البيت كان زي ما يكون فيه م..يت كله صامت مش بيتكلم كله سكوت..
حتى بعد أعتراف أمي ليا مفيش حاجة أتغيرت لسه زي ما هي ولسه بتحبه أكتر مني وبتفرق مني معتقدتش تكون أعترفت ليا علشان هي أتغيرت..هي أعترفت ليا علشان الموقف اللي عملته معاها..علشان أحساسها بالذنب ناحية التربية واللي وصلنا له بسببها!
جهزت نفسي لليوم.
نزلت عادي زيه زي أي يوم كالعادة معايا روان..
لقيت آدم بيبعت لي الصبح وبيصبح عليا.
شافتني روان ف غمزت ليا
ياسيدي
_ هو أنت على طول كدة
كدة أزاي يعني
_ على طول رخمة كدة.
اااه على طول رخمة كدة.
شدت الشنطة الكبيرة اللي فيها الأكل وأحنا واقفين مستيين الاتوبيس.
صحيح عملت حسابي في مربى
_ روان محدش في الدنيا بياكل مربى غيرك بجد!
ضحكت.
ممكن آدم يكون بيحبها.
_ لا آدم بيحب السمك.
غمزت تاني..
وأنت عرفت أزاي بقى أنه بيحب السمك
_ ها! لا عادي يعني لقيته منزل بوست..
وأنت جبتي له سمك بقى 
_ لا جبت له سلطة تونة.
الله وأنا
ضړبتها.
_ هتخلصي كل الأكل بطلي!
أنت حبيبي وأكيد عملت حسابي في بطاطس محمرة صح
شديت الشنطة على كتفي
_ في حياتي ياشيخة ما شوفت حد بيغمز البطاطس في المربى!
ضحكت.
مش أنا عملت كدة يبقى فيه!
الأتوبيس وصل وركبنا رنيت عليه قالي لي أنه وصل الكلية وفي ناس كتيرة حاضرين!
رغم قلقي من اليوم بس كنت عاملة حسابي أن مفيش حد كتير هيكون موجود يعني علشان محدش ليه في الحاجات دي أصلا في السن ده وفعلا كل أهتمامتهم زي ما المعيد قال.
بس لما وصلت ودخلت لقيت فعلا في عدد كبير من الطلاب وناس كتير منهم بتيجي تتصور معايا وتتكلم معايا في مشاكلها مكنتش متوقعة أن ممكن في يوم يجي حد يحكي ليا مشكلته وأسمعه لأني كنت مستحملة نفسي بالعافية أصلا!
مكنتش متوقعة أن هيجي اليوم اللي أشتاق فيه إني أسمع كل حد عنده مشكلة وأطبطب عليه كدة.
خلص الجزء الأول من الندوة.
كانت لطيفة ومفيدة وكان في حاجات كتيرة بكتبها ناوية أعمل عليها دراسة.
كان في كاميرات كتيرة وواضح أنه كان بث مباشر لبعض القنوات علشان يتكلموا عن تأثير الحياة النفسية في الحياة الجامعية وأن مش لازم كل أهتمام الجامعة أو المدارس يكون على الدرجات والدراسة وبس والأصح أنهم يهتموا بيهم بحياتهم
 

تم نسخ الرابط