بنتي فين بقلم مارينا عطيه
المحتويات
الف في مكاني وأكرر كلامها.
_ بنت..هو اللي سمها..كنت بتكرهيها وفرقتي بينهم بسبب الغيرة..كنت عاوزة
أيوو ة أيوة صح..انا فاكرة مرة أنه قالي هو اللي سماني..هو!
أنا لا يمكن أنسى الجملة دي.
علشان كدة..علشان كدة دايما ساكت! كنت تقولي له
جميلة.
زعقت بعلو صوتي.
_ كنت تقولي له أنها مش بنتك! مش بنتك
عشان كدة كان ساكت..مكنش بيتكلم ولا بينطق..
مكنتش بترد عليا كنت بزعق بدموع بس هي مبتردش.
لغاية ما تليفونها رد وأنتبهت له.
ردت عليه واللي فهمت أنه سليم اتحجز في مستشفى.
كانت لسه هتنزل وتروح له.
مكنتش مصدقة أنها بعد كل اللي حكته ده ولسة القسۏة جواها لسة مش حنينة عليا.
مسكت إيدي وأنا بعيط.
جميلة.
نطرت إيدها بعيد..
_ كفاية..كفاية بقى..
حضنها قاسې وبارد مفهوش أي طعم من طعم الحنية مفهوش حاجة تخليني أكون عاوزة أحضنها أكتر.
سبت حضنها وأنا بمسح دموعي من الصدمة مش عارفة أصرخ.
طلبت مني أروح معاها المستشفى..
معرفش أزاي قولت لها موافقة بحسرة وبكسرة وبحزن.
وكأني ناوية أواجهم..ناوية من الليلة دي أمشي من هناك ومرجعش تاني أبدا.
أنه لازم يتحجز في مصحة نفسية!
وقتها الدموع نزلت من عنيا مش آلما عليه ولكن قهرة عليا..وعلى حالي.
ولما بابا..اللي هو سماني..اللي أحن منها عليا.
لاف إيده عليا علشان يطبطب عليا نطرتها نطرتها ورفضت حضنه.
جميلة..جميلة!
لقيت روان في وشي كنت ناسية أصلا أني بعت لها مسدج باسم المستشفى اللي ډخلها سليم قبل ما كل ده يحصل.
أنا جيت لك لما لاقيتك مبترديش قولت في حاجة.
مكنتش عارفة أرد عليها.
كنت مستغربة أزاي طبطبة ربنا سريعة أوي كدة معايا! أزاي بيسمعني بسرعة كدة.
آدم عاوز يقابلك.
أترميت في حضنها ووقعت من العياط.
يتبع.
جميلة..جميلة.
كانت بتصرخ وهي بتناديني.
كنت حاسة بيها حاسة بيها أنها بتحاول ترفعني وتقومني من الأرض
بس أقعدي هنا.
كنت حاسة بدوخة وعيني مزغللة كانت الصورة بتبهت قدامي شوية بشوية.
سندت على كتفتها علشان تريح راسي لأني كنت حاسة أنها تقيلة وحاسة بصداع رهيب!
هي الركن المريح اللي بسند عليه وبيريح قلبي وروحي من التعب!
محسبتش وقت قد أية وأنا في الحالة دي..كنت موقفة تفكيري نهائي ومغمضة عينا ومحتاجة علاج يعالج قلبي.
طبطبت على كتفي.
يلا طايب نخرج من هنا.
حاولت أستجمع قوتي وأقوم معاها ترفع روحي بحنانها وإيدي بإيدها وقلبي المتك..سر بقلبها الحنين الصافي الهادي.
سندت عليها كأنها العصايا اللي بسند عليها من شيخوخة جسمي.
مش هتقولي لهم طايب
هزيت راسي ب أنه لا.
طايب خلاص يلا تعالي.
منقذي منقذي من ثعلب الصحراء دايما.
وبتحميني من الثعابين اللي بتحوم حول رقبتي.
كانت الطف طريقة في التعبير دلوقتي عن خۏفي تجاه أي موضوع حتى لو لسه محكتش ليها أنها هي اللي تتكلم وتحضن وتطبطب وأنا اسمع بكل هدوء وسكوت مني نهائي عن أي رد فعل طبيعي تجاها.
عن الحضن..حضنها!
المكان اللي بروح فيه مدوشة ومصدعة وبرجع خافة من كل ۏجعي وآلمي.
حابة تحكي
بصيت ليها وسكت مردتش أتكلم ف فهمت أني مش حابة أتكلم.
ودي الطف مراحل العلاقة..أن اللي قدامك يكون مستحمل صمتك حتى لو صمتك طول لفترات طويلة يفضل محترم المساحة اللي حطتها للحظة دي بالتحديد..وميتخطهاش ڠصب عنك.
من صدمتي مكنتش عارفة أتكلم ولا أعبر عن اللي جوايا ولا حتى أقول اللي حصل..
هحكي أقول أية! هحكي عن خذلاني!
بس أية..واضح أن آدم قلقان أوي عليك يا نجم يا نونو أنت.
قالت الجملة وغمزت ليا.
فڠصب عني أبتسمت وبصيت ليها بعدم فهم على اساس تكمل كلامها.
أصله كلمني تقريبا كلمك كتير وأنت مردتيش ف قالك أية بقى يطمن على الجميل أزاي غير بيا
ضحكت وحسيت إني محتاجة أسمع الباقي منها.
المهم يعني قعد يقول ليا..بقى عاملة أية روان أخبارك أية روان بس في الحقيقة أية بقى
سكت ومستنية أسمع منها باقي الكلام.
حطت إيدها على خدها وسندتها على التربيزة.
وغمزلتي.
_ أية
يافرج الله أخيرا نطقت ده باين له سره باتع.
_ وقته هزار ده وقته!
ضړبتها في إيدها.
خلاص شوفي مين يقول لك باقي الحكاية.
_ يلا يا روان.
اللي يشوفك من شوية
قطعتها في الكلام.
_ يووه.
خلاص متزعليش.
زي أحساس العطشان في طريق صحراوي ومش لاقي بق مياة وما صدق يشوف قزازة مياة..فيجري عليها ويشرب منها بسرعة علشان يبل ريقه وشفايفه اللي قشفت من كتر الجفا!
كنت مستنية منها سؤاله عني سأل قال أية وعمل أية! وطريقته كانت أزاي.
لما فتحت تليفوني علشان أشوف رناته لقيته رانن كتير وباعت مسدجات أكتر.
حد كدة لما تختفي ېخرب عليك الدنيا لحد ما يلاقيك ده الاحساس اللي حسيته برد فعله.
عرفت أنه لما قلق سأل..كان بيتحج بقى بأنه يشكرها على وقفتنا جنبه بس هو في الحقيقة كان بيدور عليا.
وكنت فاهمة ده.
خلصت كلامها وسألتني.
ها هتكلميه
شربت بص مياة بعد ما قلبي أستريح شوية.
_ لا.
وشك أحمر وعينك لامعت يا جميلة.
أستغربت كلامها.
_ ايه
بتحبيه.
عقدت حواجبي بالنفي.
سيرته بس غيرت ملامح وشك للأحسن يا جميلة
أنت محتاجه حبه.
ودي كانت أكتر جملة أتقالت صح في موقف غلط.
أنا فعلا محتاجة لدة..محتاجة أحس بحبه..واحس بالحب جوايا.
هتكلميه
غمزتلي.
_ تفتكري!
جدا.
_ بس أنا محتاجة أروح..محتاجة أرتاح.
وصلتني لغاية البيت ما أصرتش عليا أننا نتكلم ولا أفضفض ليها..
أحترمت خصوصتي أني مش قادرة أتكلم..
رجعت البيت ملقتش حد!
الليلة دي كانت خفيفة على قلبي بشكل.
عدت الساعة 12 بليل ومحدش جه.
فتحت الاب توب شغلت أغنية بحبها.
لابست فستان أبيض وفلت شعري حطيت برفيوم ولبست حلق كبير دهبي وروج أحمر وماسكرا لرموشي الطويلة وكحله بيضاء ب زرقاء.
كان الفستان قصير تحت الركبة كان هدية من روان وشلته ومعرفتش البسه.
لبست كعب علشان الطقم يكمل.
وقفت قدام المرايا وأخدت صورة..بصيت فيها كانت قمر! أنا كنت حلوة قوي.
شغلت اللاب توب وشغلت الأغنية اللي بحبها ورقصت.
كنت حاسة أني بتحرر من سج..ني وأنا لوحدي.
كنت حاسة أني كدة كويسة! أنا دلوقتي حرة ومبسوطة وسعيدة.
مسكت التليفون بصيت في الواتس لقيت في مسدج منه.
طب هتفضلي مش راده عليا كدة
بعت له إيموجي حزين.
أنت كويسة!
رديت بسرعة.
_ لا..لا أنا مش كويسة.
أكلمك
مردتش.
هو الوقت متأخر بس أنا عاوز أطمن عليك.
لقيته بيرن فعلا وأول ما رد.
أنت خلتيني أكسر القاعدة أنهاردة.
_ أية ده لية
علشان كلمتك دلوقتي وأنا في عادتي مش بعمل كدة.
رديت وأنا وشي مبتسم.
_ طب وأنت عملت كدة دلوقتي لية
علشان أطمن عليك.
_ طب وأنت تطمن عليا لية
علشيعني قصدي أقولك أشكرك.
سكت.
كنت عاوز أقولك صحيح اني خرجت من المستشفى.
فرحت.
_
متابعة القراءة