ولكن تحت سقف واحد

موقع أيام نيوز

صلاة الفجر وأثناء سيره شاهد فرحة أعدت أدوات الرسم الخاصة بها وبدأت في رسم منظر شروق الشمس
أتخذت فرحة موقعا مميزا وهي تضع لماستها الفنية لأشعة الشمس وهي تنتشر وتتخلل بين أغصان الشجر وبين أحواض الزهور وبتناغم بين الألوان وباستخدام دقيق لدرجاتها جسدت خيوط الضوء وهي تتسلل غير مبالية من خلف خيوط الظلام لتتكون لوحة فنية رائعة تشعر معها بالدفىء.
لم يشعر إيهاب بنفسه إلا وهو واقف يتأمل هذه اللوحة المعبرة قائلا الله
تفاجأت فرحة بوجوده في هذا الوقت واستدارت في سرعة كادت أن توقعها هي وأدواتها تراجع هو خطوة إلى الوراء وهو يشير لها أن تهدأ قليلا وهو يقول
أنا آسف والله مقصدش أخضك كده
وضعت فرحة يدها على قلبها من أثر انتفاضتها وقالت أنا اللى آسفه معلش أصلى كنت مركزة أوى.
تمعن إيهاب في اللوحة مرة أخرى عن قرب قائلا حقيقى أنت موهوبة يا آنسه فرحة
أبتسمت فرحة بسعادة وقالت بجد. حقيقى والله
أومأ إيهاب برأسه مؤكدا حديثه وهو يقول إلا حقيقى ده أنا حسيت بالدفىء وأنا ببص على اللوحة كأن أشعة الشمس وصلانى منها
راقب خجلها وهي تقول متشكره أوى. الحقيقة دى شهادة أعتز بيها جدا
ثم رفعت رأسها متسائلة هو انت كنت فين دلوقتى
كنت بصلى الفجر وقعدت شوية في المسجد أقرأ الورد بتاعى بعد الصلاة
أبتسمت وقالت تعرف

أنك شبه إيمان أوى. انتوا حقيقى توأم
أبتسم وهو يقول بمزاح أيوا توأم بس مش شبه بعض. وعلى فكرة انا نزلت قبلها بخمس دقايق
كانت مريم تقف في الشرفة تراقب هذا الحديث بابتسامة مرسومة على شفتيها حين دخلت إيمان الشرفة وهي تقول
أيه ده أيه اللى مصحيكى بدرى كده أيه النشاط ده كله!
أشارت مريم بعينيها إلى إيهاب وفرحة قائلة شايفة منسجمين أزاى
ضحكت إيمان ضحكة رقيقة ثم قالت والله أنت دماغك مريحاكى. مرة تقوليلى أنت وعبد الرحمن لايقين على بعض. ومرة تقوليلى إيهاب وفرحة منسجمين. أيه ناوية تسيبى السياحة وتشتغلى خاطبة!
التفتت مريم إليها وأمسكتها من ذقنها بخفة وقالت لا يا أموره. ناوية أشتغل في شركة عمى. أنت ناسية ولا أيه.
خطت مريم أول خطواتها داخل مكتب الحاج حسين وهي منبهرة بما ترى من أمكانيات فلم تكن تتوقع أن تكون الشركة بكل هذه الضخامة وخصيصا أنها علمت أنها تعمل في أكثر من أتجاه وليس في أتجاه المقاولات فقط.
رحبت بها هند بشدة وأدخلتها داخل مكتب الحاج حسين الذي ارتسمت علامات السرور على وجهه وأشار لها بالجلوس قائلا بترحاب
تعالى يا مريم نورتى شركتك يا بنتى ها تشربى أيه.
قالت بخجل شكرا يا عمى أفضل نبدأ في الشغل على طول
رفع حاجبيه متعجبا وقال لالا ده أنا كنت فاكرك دلوعة طلعتى بتاعة شغل أهو
قالت بمرح طبعا يا عمى ده أنا أعجبك برضة
ضحك لداعباتها واتصل على يوسف وطلب منه أن يأتى إليه في الحال
بعد لحظات طرق يوسف الباب ودخل وأغلق الباب خلفه وهو ينظر إلى مريم متعجبا من وجودها في هذا التوقيت المبكر أشار له والده ليجلس ثم قال له وهو يشير إلى مريم.
أحب أقدملك مديرة مكتبك الجديدة
نظر إليها يوسف غير مصدق ثم نظر إلى أبيه وأخيرا تكلم قائلا أزاى يعنى يا بابا مش فاهم
حسين مش أنت مديرة مكتبك أتنقلت مكان تانى. أنا بقى قلت بدل ما نضيع وقت في الأعلانات ونطلب مديرة مكتب جديدة أهو عندنا مديرة مكتب نشيطة وزى القمر.
نهض يوسف معترضا وقال أيوا يا بابا بس أنا مبحبش أشتغل مع حريم. أنا مصدقت البنت اللى كانت شغالة مشيت أنا بصراحة عاوز راجل يمسكلى السكرتارية
قام حسين من مكانه وأتكأ على مكتبه ونظر إلى يوسف نظرة جعلته يشعر أنه يخترق تلافيف عقله ليحذره من الرفض مجددا وقال
بس مريم هتفهم الشغل بسرعة ومش هتضايقك. انا متأكد
كان يوسف يشعر بالحنق والڠضب ولكنه لم يستطع الرفض بعد تلك النظرة من أبيه فقال زى ما تحب يا بابا.
ثم نظر لها وقال تحبى تبدأى شغلك أمتى
نهضت مريم في نشاط وانتصار وقالت دلوقتى لو حضرتك معندكش مانع
أومأ برأسه وأشار إليها أن تسبقه وذهب خلفها وهو يشير ل هند أن تتبعهما
قضت معها هند بعض الوقت تشرح لها طبيعة العمل التي فهمته مريم في سرعة ثم تركتها هند وانصرفت إلى مكتبها وبدأت مريم تضع أول لمساتها في مكتبها الخاص.
بذلت مريم مجهودا شاقا من أول يوم عمل لها حتى تكون دقيقة وسريعة وحتى تستوعب كل شىء في أقل وقت ممكن جاء وقت الراحة في منتصف اليوم وخرج يوسف من مكتبه ولكنه فتح الباب بقوة فأصدر صوتها عاليا مما جعل مريم تنتفض وتصرخ صړخة خفيفة.
لم يكن الموقف يحتمل أى مداعبات ولكنه وجد نفسه يبتسم رغما عنه فلقد صړخت صړخة طفولية جدا وهي تغطى فمها بيدها وضعت يدها
على رأسها وقد شعرت بالدوار نتيجة ما حدث وجلست على مقعدها بوجه شاحب أقترب منها بضع خطوات وقال
أنت كويسة أجيبلك مية
قالت مريم بإعياء لالا
تم نسخ الرابط