ولكن تحت سقف واحد

موقع أيام نيوز

علشان كده يا عين أمه مخرجش من أوضته من ساعة ما رجع وقاعد في البلكونة من ساعتها حتى مرضيش يتعشا.
ثم نظرت له فجأة بانتباه وكأنها انتهبت لحديثه في التو وقالت يعنى أيه أنت كمان عاوز كده يا حاج
قال مبتسما يعنى هي خططت علشان تقرب مريم من يوسف وتشغلها معاه وأنت عارفة يا عفاف أنى عاوز ولاد أخويا ع. المهم عندى أن مريم تحب يوسف مش تبقى عاوزه تتجوزوا علشان تنفذ خطت أمها وخلاص
أستندت عفاف إلى قبضتها وهي تقول بتفكير وتفتكر مريم متفقة مع أمها يعنى.
قال بشرود مش متأكد يا عفاف لما كانت متحمسة في الأول علشان تشتغل معاه كان ممكن أقول اه عارفة. لكن بعد المشاكل اللى حصلت بينها وبين يوسف مبقتش متأكد. لأنها لو كانت بتنفذ كلام أمها كان زمانها بتسمع كلامه وأنت عارفة يوسف بيتبسط من الست اللى بتسمع الكلام وأكيد أحلام وصلت المعلومة دى لمريم. وطالما مريم منفذتهاش يبقى اللى أنا حسيته أمبارح في المكتب وهما بيتخانقوا قدامى كان صح.
ألتفتت إليه عفاف بتسائل وقالت أيه اللى أنت حسيته وهي أحلام يعنى بتعمل كل ده ليه
قال حسين بلا مبالاة مش مهم دلوقتى. أهم حاجة عندى دلوقتى عبد الرحمن. عاوزه يخرج من الحالة دى قلبى وجعنى أوى عليه. الله يكون في عونه. مش سهل عليه اللى حصل ده.
كانت هند تجلس في فراشها وتبكى بشدة وقد تورمت عيناها من كثرة البكاء بينما جلست أختها علا بجوارها ومسحت على ذراعها وحاولت أن تهدئها لكن هند نفضت يد أختها في قوة هاتفة اول منشور فى صفحتى 
أبعدى عنى. أنت السبب. أنت السبب.
وقفت علا ووضعت يديها في خصرها قائلة نعم يا ماما أنا السبب ازاى يعنى. أنا بس شجعتك أنك توصلى الجواب وتاخدى الفلوس لكن مقلولتلكيش تقوليلها أخبار أخو خطيبك يا هانم. وأنت أصلا غبية. لو كنتى قلتيلى كنت هقولك لاء. لأن اللى ترسم على واحد ممكن أوى ترسم على أخوه وتطلعى أنت من المولد بلا حمص وأهو ده اللى حصل يا ناصحة.
قالت هند برجاء لا لا عبد الرحمن مضعش مني. هو بس مصډوم وعاوز فرصة يهدى وبعدين مش هيقدر يبعد عني أنا متأكدة. متأكدة
علا وأنت فاكرة أن أبوه هيسمحلك تدخلى عيلتهم بعد اللى عرفه. والله أنا لو منك انتقم منه ده أنت تعرفى عنهم بلاوى
قالت هند بشرود لا الحاج حسين نقلنى بس علشان ميحصلش صدام بينى وبين عبد الرحمن لكن أنا متأكدة أنه مش هيعارض لو عبد الرحمن عاوزنى. ليه أروح أعاديه وأخسره للأبد.
علا وتفتكرى يعنى اللى أسمها أحلام دى وبنتها هيفوتوا الفرصة. دى أكيد هيستغلوا بعدك عنه ويفضلوا وراه لحد ما يتجوزها
نظرت لها هند نظرات شاردة وقالت خاليها بس تحاول تاخده مني. وأنا هوريكى هند ممكن تعمل ايه في شركتهم دى.
كان عبد الرحمن يجلس على مقعده الخاص به في الشرفة مغمض العينين يستعيد كل ذكرياته مع هند كل كلمة حب قالها لها وكل نبضة قفز بها قلبه لأجلها فتح عينيه ببطء لينظر إلى الحديقة المظلمة وكأنه ينظر إلى الظلام المحيط بقلبه فلقد انطفأت شمس حبه فجأة وبدون رجعة!
رأى الرياح تعبث ببعض أوراق الشجر فتقاوم بعضها ويستسلم البعض الآخر فتسقطها أرضا نعم من يستسلم للرياح يسقط فيصبح جزءا من الأرض ليداس بالأقدام كما تداس الأرض التي سقط إليها راضيا لمعت عيناه وقاتلت الدموع بضراوة من أجل أن تهبط إلى مجراها لتروى ظمأ محنته ولكنها وجدته مقاتل من الدرجة الأولى لم يسمح لها وسجنها في محبسها ليحتفظ بها ويجعلها مدادا لحياته القادمة والتي قرر أن تكون بلا حب وبلا مشاعر وبلا قلب. المعنى الحقيقى للجمود.
11 الفصل الحادي عشر إلى التاسع عشر
دخلت مريم صباحا إلى مكتبها فوجدت حركة غير طبيعية في مكتب يوسف ثم سمعته ېصرخ في بعضهم من الداخل قائلا 
الملف ده لو ضاع هتبقى کاړثة
أطلت برأسها إلى الداخل لترى ما يحدث فوجدت أثنين من الموظفين يقفان أمامه وهو منفعل بشدة في الحديث و عندما رآها فجأة نظر لها نظرة حادة وقال بعصبية 
تعالى هنا يا هانم في ملف ضايع وحضرتك لسه واصله
قال الموظف الأول يافندم حضرتك مضيت الملف ده أمبارح.
قال الاخر وقلت حضرتك هتبعته للحاج إبراهيم يمضيه ويراجعه
قال في عصبية أتفضلوا انتوا دلوقتى
ثم استدار لها وهي تقول ملف أيه بس وأحنا ندور عليه
هتف يوسف بعصبية لسه بتسألى. الملف اللى أخدتيه امبارح قبل ما نمشى وقلتى هتبعتيه للحاج إبراهيم
ارتبكت مريم وهي تفكر بصوت عالى فاكرة. طيب استنى أفتكر.
أنفعل أكثر قائلا الملف ضاع وأنت لسه هتفكرى. أكيد نسيتى تبعتيه اتفضلى يالا دورى عليه في مكتبك وفي الدولاب. أقلبى الدنيامش عليه
خرجت مريم في اضطراب شديد تبحث بتوتر وسرعة لم تجد شيئا ولا تذكر أيضا شكل الملف خرج إليها بعد دقائق وهو مازال يهتف بصوته الجهورى 
systemcode ad autoadsأيه لسه
تم نسخ الرابط