روايه رائعه وكامله بقلم منى سلامه

موقع أيام نيوز

عشان أحبطك .. لا أنا بقولك كدة عشان أعرفك الوضع
عامل ازاى .. عشان تتصرف على الأساس ده
ظل مراد محتفظا بصمته فنهض طارق قائلا 
يلا أسيبك تخلص اللى وراك .. ومتقلقش سافر وانت مطمن أنا هبقى هنا فى الشركة
ابتسم له مراد قائلا 
تسلم يا طارق
خرج طارق وترك مراد ومشاعر كثيرة متضاربة تعتمل داخل صدره .. وحيرة كبيرة وخوف أكبر بداخله
انطلق مراد بهم فى طريقهم الى العين الساخنة .. وصلوا الجميع الى الفندق الذى حجز فيه مراد لمبيتهم .. كانت مريم سعيدة للغاية وهى تتطلع الى الطبيعة الساحرة حولها .. فلم يسبق لها أن غادرت القاهرة يوما الا عندما ذهبت الى أهل والدها فى الصعيد .. لم تكن سارة و نرمين أقل سعادة من مريم .. حجز مراد حجرة للفتاتان وحجرة لوالدته وحجرة له ول مريم .. ودت مريم ألبقاء مع الفتاتان لكنها لم تستطع البوح بذلك
صعد الجميع الى غرفهم اتفقوا أن يستريحوا من عناء السفر قليلا ثم ينزلون لتناول طعامهم فى مطعم الفندق .. دخلت مريم الغرفة والتى كانت تحتوى على فراشان .. وتوجهت الى الشرفة كانت تنظر الى ما حولها وهى تردد 
ما شاء الله .. سبحان الله
وقف مراد خلفها يتطلع اليها الى أن انتبهت والتفتت فأشاح بوجهه عنها بسرعة .. ووقف على بعد خطوات منها يطالع المشهد بدوره .. الټفت اليها قائلا 
جيتي هنا قبل كدة 
قالت مريم مبتسمه 
أنا مخرجتش من القاهرة الا عشان أروح الصعيد
قال وهو بنظر أمامه 
البلد هنا هتعجبك أوى فيها أماكن خطېرة
هشوف ماما والبنات هينزلوا امتى
توجه الجميع الى مطعم الفندق .. كانت نرمين تتطلع الى مراد بحزن وهى تتمنى اذابة الجليد بينهما .. أنهى الجميع تناول طعامه وقرروا التنزه فى القرية والتمتع بجمال وسحر الطبيعة ليلا
فى صباح اليوم التالى .. استيقظ مراد ونظر الى فراش مريم ليجده فارغا ومرتبا .. نهض ليجدها فى الشرفة .. وقفت مريم تستمتع بجمال المنظر فى الصباح .. دخل مراد الشرفة بعدما ارتدى ملابسه وسمعته يقول 
صباح الخير
التفتت تنظر اليه وهى تشعر بالدهشة فهذه هى المرة الأولى التى يلقى عليها تحية
الصباح .. تمتمت بخفوت 
صباح النور
دخل الشرفة ووقف على بعد خطوات منها واستند الى سور الشرفة .. شعرت بالحرج فهمت بالدخول .. أوقفها قائلا 
مريم
راودها شعور غريب وهى تستمع الى اسمها بصوته الرخيم .. وقفت تتحاشى النظر اليه فقال 
بخصوص الحملة الإعلانية بتاعة شركتنا .. كان المفروض أتكلم معاكى فى الموضوع ده من فترة بس كل شوية تحصل حاجات تخلينى أأجل الكلام .. بس احنا فعلا مستعجلين جدا .. فياريت أول ما نرجع القاهرة تبتدى فيها
نظرت اليه مريم قائله بجديه 
مفيش مشكلة .. عرفنى ايه اللى محتاجه بالظبط وأنا أبتدى في الشغل أول ما ارجع
قال لها 
تمام .. طيب تحبي أتكلم مع مديرك .. ولا الاتفاق بيكون معاكى انتى
قالت مريم بإستغراب 
مديري .. ليه 
قال مراد 
عشان تكاليف الحملة
قالت مريم بجدية 
لا طبعا مش هاخد فلوس على شغلى
نظر اليها مراد قائلا 
ازاى يعني مش هتاخدى فلوس على شغلك
قالت مريم 
انا أعدة فى بيتك وانت متكفل بمصاريف أكلى وشربي واقامتى .. ازاى عايزنى آخد منك فلوس تمن شغلى فى حملتك
قال مراد بحزم 
دى حاجة ودى حاجة .. متدخليش الأمور فى بعض .. أنتى ملزمة منى طالما انتى على ذمتى .. أى ان كان سبب جوازنا .. انتى مراتى وكل حاجة تخصك ملزمة منى أنا
شعرت مريم بشعور غريب يغمرها وهى تستمع الى كلماته .. تجاهلت شعورها تماما وقالت بهدوء 
برده مش هينفع آخد فلوس على شغلى
قال
مراد 
تمام يبأه هتكلم مع مديرك وهو اللى هيوصلك فلوسك عن طريق البنك زى ما اتفق معاكى
قالت مريم وهى تتطلع اليه 
انت ليه عنيد كده
نظر فى عينيها بثبات قائلا 
انتى اللى عنيده
ظلا ينظرات الى بعضهما للحظات .. بدا وكأن كل منهما يحاول أن يسبر أغوار الآخر .. ويغوص فى أعماقه ليستكشفه .. أشاحت مريم بوجهها فجأة وقالت 
هشوف البنات صحيوا ولا لسه
نزل الجميع لتناول الفطار .. بدأووا فى التنزهة بالقرية وعلى شاطئ البحر استنشقت مريم النسمات المنعشة التى تهب من البحر فى اتجاهها فى سعادة .. كانت القرية شبه خاليه فى هذا التوقيت من العام .. فشعرت مريم بالراحة أكثر وهى تقف أمام البحر والسماء وكأنه لا
يوجد شئ فى الدنيا سواهما .. شعرت بالسکينة تغمرها .. خلعت حذائها لټضرب مياة البحر أقدامها برقه .. ابتسمت وهى تستمتع بمداعبة الماء بقدميها .. كانت سارة و نرمين تسيران معا على الشاطئ .. وناهد جالسه بجوار مراد .. التفتت لتتطلع اليه لتجد أنظاره معلقة ب مريم .. شعرت بالأسى وهى تنظر اليه فى صمت .. ثم قالت له بحنان 
أنا حبتها أوى يا مراد
الټفت مراد اليها پحده وقال بإستغراب 
تقصدى مين 
قالت أمه 
مريم
نظر مراد الى البحر صامتا .. فأكملت أمه 
البنت كويسة فعلا .. ليه متحاولش انك ....
قاطعها مراد وعلامات الضيق على وجهه 
ماما لو سمحتى .. ياريت متفتحيش
تم نسخ الرابط