روايه رائعه وكامله بقلم منى سلامه
المحتويات
تانى أبدا مهما حصل .. لو توبتى بجد هتحسي ان نارك بردت شويه .. عارفه ان اللى حصل مش سهل .. بس انتى غلطتى يا سهى والغلط له تمن .. وغلطتك كبيرة وعشان كدة تمنها غالى .. بس اخلصى التوبة وخليكي مع ربنا .. وهو مش هيضيعك لو كنتى فعلا معاه بقلبك وبكل جوارحك .. ربنا كبير ورحيم .. بس لازم تكونى صادقة فى توبتك .. وصادقة فى لجوئك له .. وصادقة فى ندمك وفى دموعك وفى دعائك
الأمور تمام
أومأت برأسها فقال برقه وهو يتطلع الى عينيها بنظرة جعلت وجنتيها تحمران خجلا وتهرب بعينيها
اقفلى الباب زى ما كان
أغلقت باب السيارة من الداخل .. وتابعته بعيناها الى أن اختفى عن أنظارها .. أفاقت من شرودها على سهى تقول
قالت مريم بحنان
ربنا كبير أوى يا سهى وبيسامح ويغفر .. تعرفى ان ربنا بيتجلى فى السماء الدنيا وبينادى فى الثلث الأخير من الليل ويقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له .. متخيله ده .. متخيله ان ربنا سبحانه وتعالى هو اللى بيسأل مين عايز يستغفرنى
لفت مريم أحد الأغطيه حول سهى والغطاء الآخر حولها .. كانت أسنانها تصطك ببعضها من شدة البرد وهى الجالسه فى السيارة .. أخذت تفكر رغما عنها فى مراد الواقف فى هذا البرد وملابسه مبتله تماما .. حاولت أن تبحث عنه بعينيها لكنها لم تكن تراه من مكان جلوسها فى السيارة .. فجأة وجدت سهى تقول پخوف
تتبعت مريم نظرات سهى التى كانت مصوبة على سامر الذى أوقف سيارته على مقربه من سيارة مراد وأسرع الخطى الى داخل المرفأ.
اقترب سامر من مراد قائلا فى لوعة
ايه اللى حصل يا مراد
نظر سامر مصډوما الى اللانش المحترق والذى خمدت ناره بمساعدة مراد و الحرس .. فهتف فى الحرس پغضب
مين اللى عمل كده .. ازاى يبقى اللانش فى حراتكوا ويحصل كده .. اتصلولى حالا بالمدير بتاعكوا .. أنا هوديكوا كلكوا فى ستين داهية
سامر ملوش داعى الكلام ده
جذبه مراد من ذراعه ليبتعد عن أسماع الرجال فقال سامر پغضب
أنا هوديهم كلهم فى ستين
داهية
قال مراد بصرامة
سهى هى اللى حړقت اللانش
نظر سامر الى مراد بدهشة وقال
سهى
قال مراد پحده
أيوة ولعت فى اللانش وهى جواه
نظر اليه سامر مصډوما وقد ألجم لسانه .. فقال مراد پعنف
قال سامر ببرود
دى حياتى وأنا حر فيها
قال مراد پحده
اتفضل انهى الموضوع مع الحرس .. مش معقول هتعملها مشاكل ويحبسوها
أخذ سامر ينظر الى لانشه المحترق بغيظ شديد وهو يقول
استفادت ايه دلوقتى لما حرقته .. غبية
عاد مراد الى السيارة وركب خلف المقود .. وانطلق بسيارته .. سألته مريم
ايه اللى حصل
نظر اليها فى مرآة السيارة قائلا
قولت ل سامر انها هى اللى حرقته
وكانت عايزه ټنتحر .. وهو هيحل المشكلة مع الأمن
كانت سهى قد هدأت تماما وألقت رأسها للخلف وقد خارت قواها .. مسحت مريم على شعرها فى حنان .. التفتت لترى عيني مراد مركزتان عليها فى المرآة .. شعرت بالخجل الشديد وهى تتذكر عناقهما منذ قليل .. قال مراد
على فين
نظرت مريم الى سهى بشفقه وقالت
تحبي نروحك البيت يا سهى
قالت سهى بضعف
أيوة ياريت تروحونى
قالت مريم بإهتمام
وهتقولى لأهلك ايه وهدومك مبلوله كده
قالت سهى بإبتسامه ساخرة حزينه
ده لو خدوا بالهم منى أصلا .. زمانهم دلوقتى فى سابع نومه وفاكرين انى نايمه فى أوضتى
شعرت مريم بالأسى عليها .. أوصلها مراد الى بيتها .. فقالت لها مريم محذره
مش عايزة تصرفات مچنونة تانى يا سهى فكرى فى كلامنا كويس
قالت سهى بضعف
متخفيش .. ومعلش تبعتك معايا يا مريم
ثم نظرت الى مراد قائله
آسفه على تعبك يا أستاذ مراد
أومأ مراد برأسه .. نزلت سهى من السيارة ودخلت بيتها .. ونزلت مريم لتركب بجوار مراد وتركت الغطاء بالخلف .. فجذبه مراد ولفه على كتفيها .. شعرت بالحرج وتحاشت النظر اليه .. وصلا الى البيت .. كانت مريم تشعر بالتعب والإرهاق .. كان الجميع نيام .. صعدا الى الغرفة فحملت مريم ملابسها وهمت بأن تتوجه الى الحمام بالخارج فأوقفها مراد قائلا
لا خليكي انتى هنا
فى الصباح استيقظ مراد وهو يشعر بنغزات كالأشواك فى حلقة وظل يعطس كثيرا .. كانت مريم مازالت تغط فى النوم .. اقترب منها وأخذ ينظر اليها طويلا ثم ارتدى ملابسه وتوجه الى الخارج
متابعة القراءة