خداع قاسې بقلم ديانا ماريا
المحتويات
داليا لازم تيجي معايا الكلام ده لمصلحتك!
هزت رأسها بالنفي لا أنا مصلحتي أفضل مع ماما.
ثم تابعت باستياء حتى يدرك ما تريده أنا مليش مكان معاك ومع مراتك يا بابا.
رفع حاجبه وكأنه فهم أخيرا ما كان يحدث ثم ابتسم بسخرية ملكيش مكان ولا عايزة تفضي المكان لحد تاني
قولي لي يا داليا هي علياء كانت ضربتك ولا أنت اللي عملتي كدة في نفسك
نظرت داليا للأرض بينما قالت حسناء بتعالي أنت جاي هنا علشان تهزأها أنت كنت مستني إجابة وسمعتها يلا اتفضل.
نظر لها بقسۏة أخرستها فعاد يحدث دالياياترى كنت بتعملي كل ده من دماغك ولا تنفيذ أوامر
اڼهارت داليا من البكاء وهي تجلس على الأرض فنظرت لها حسناء بانزعاج بټعيطي ليه دلوقتي
رفعت داليا وجهها الباكي بحزن أنت مش شايفة بابا ماشي زعلان إزاي يا ماما أنا حاسة أني اتسرعت وغلطت.
جلست بجانبها تعاتبها بلوم مزيف غلطتي أنك اخترتي أمك يا داليا
ضمتها حسناء بتعاطف وعينيها تلمع بالمكر ده لازم يحصل يا حبيبتي متزعليش بكرة كل حاجة تتصلح.
إلا أن داليا لم تتوقف عن البكاء وآخر لقطة لانكسار والدها قبل أن يغادر لا تذهب من عقلها.
حين سمعت علياء صوت الباب خرجت من الغرفة على الفور لتتوقف حين رأت أمجد يتقدم بخطوات متثاقلة حتى جلس على الأريكة بتعب.
أرجع رأسه إلى الوراء مغمض العينين وهو يعض على فقالت بإصرار حصل إيه هناك
أدار وجهه إليها فصدمت لرؤية الدموع المتجمعة في عينيه فقالت بلهفة أمجد! مالك
ازدرد ريقه بصعوبة ورد بصوت مبحوح مش...مش قادر أتكلم.
حدق في عيونها مباشرة قائلا برجاء أنا محتاج لك أوي يا علياء بالله عليك متسبنيش.
لم تتوقف داليا عن البكاء طوال اليوم واستغربت موقف والدتها فهي منذ عادت لغرفتها لم تأتي لتطمئن عليها ولو لمرة واحدة!
حين حل الليل تذكرت أنها لم تأكل منذ الصباح فنهضت بجوع حتى ترى إذا كانت والدتها أعدت الطعام وبعد بحث سريع دهشت حين رأت أن والدتها ليست متواجدة في الشقة من الأساس.
فكرت أنها ربما ذهبت لتحضر بعض الحاجيات وستعود بسرعة لذلك ذهبت للمطبخ فلم تجد طعام فتوجهت للثلاجة وكان ذهولها كبيرا حين وجدت أنها شبه فارغة ولا يوجد ما يصلح للأكل فعليا.
وقفت مكانها بحيرة تحدث نفسها يمكن ماما راحت تجيب حاجة نأكلها بس ليه مقالتش ليا!
تحولت في الشقة بملل ثم جلست تنتظر عودتها بفارغ الصبر لأنها لم تكن تشعر بالراحة لجلوسها وحيدة حتى دق جرس الباب فنهضت بسرعة لتفتحه غافلة عن أنه من المفترض والدتها تمتلك مفتاح.
فتحته ثم توقفت مكانها حين وجدت أن من أمامها ليس والدتها بل رجل غريب ينظر إليها
بطريقة غير مريحة.
ابتسم بخبث ماما هنا يا حلوة
شعرت داليا ببعض الرهبة وعدم الارتياح منه ومن مظهره فقالت پخوف أنت مين
الجزء 16
تظاهر الرجل بالتفكير لبرهة قبل أن يقول بتسلية تقدري تقولي معرفة لماما هي فين بقى
قالت بارتجاف من الخۏف هي...هي مش موجودة دلوقتي.
ثم أغلقت الباب بسرعة في وجهه كان تصرف تلقائي نبع من توترها وخۏفها خاصة أنها أحست أنها أخطأت حين أخبرته أن والدتها ليست في المنزل وأنها وحيدة هنا.
سمعت ضحكة من الخارج تبعه صوت الرجل بمرح كدة تقفلي الباب في وش عمو يا قطة على العموم عرفي ماما إني جيت.
لم تجب داليا وهي تقف مكانها مرتجفة پخوف ثم أرهفت السمع وحين تأكدت أنه ذهب تنفست الصعداء وذهبت لتجلس بضيق.
أين ذهبت والدتها وتركتها لوحدها ومن هذا الرجل الغامض
أصدرت معدتها صوت من الجوع فنظرت حولها بحيرة ولم تجد حل غير أن تنتظر إلا أنه مرت ساعة أخرى ولم تعد فنهضت تبحث مرة أخرى عن شيء يصلح للأكل حين وجدت علبة متبقي فيها بعض من الجبن ولكنها لم تجد خبز تستطيع تناوله معه فوقفت تفكر حتى تساءلت هل تستطيع أن تسأل الجيران ليعطوها
فتحت باب المنزل وتوجهت بتردد للشقة المجاورة ثم طرقت الباب.
فتح الباب فتاة تظهر في عمر داليا أو أكبر قليلا رفعت حاجبيها باستغراب فيه حاجة
قالت داليا بارتباك لو..لو سمحتي عندك رغيف عيش
حدقت إليها الفتاة بدهشة نعم
كررت داليا بإحراج عيش أصل أنا جعانة ولما دورت في بيتنا لقيته خلصان وماما مش موجودة.
تفحصتها الفتاة ثم ضحكت اه موجود طب تعالي بما أنك قاعدة لوحدك اقعدي معانا.
ردت داليا بتعجب معاكم
أجابت الفتاة ببساطة اه مفيش حد غيري أنا وماما بدل ما أنت قاعدة لوحدك.
ترددت داليا لأنهم غرباء ولكن في المقابل ستجلس وحيدة حتى تعود والدتها فابتسمت بتوتر تمام.
دلفت بتوتر تتفحص الشقة بعينيها فوجدتها عادية وغير بعيدة عن ديكور شقتهم أشارت لها الفتاة بالجلوس فجلست ثم اختفت الفتاة في زاوية من الشقة وعادت بعد دقيقتين تحمل لها رغيف الخبز.
قالت بمرح اتفضلي العيش أهو قولي لي بقى إسمك إيه
ابتسمت داليا بخجل أنا داليا وأنت
أسندت الفتاة ذراعها على مسند الأريكة أنا نورهان أنت مين بقى أنا أول مرة أشوفك.
ردت داليا بتلقائيةجارتكم تبقى ماما وأنا جيت أعيش معاها هنا.
نظرت لها نورهان بدهشة بجد بس إزاي أول مرة أشوفك! وكمان إحنا عمرنا ما عرفنا أنها متجوزة وعندها بنت.
أخفضت داليا رأسها ماهو بابا وماما متطلقين وأنا كنت عايشة معاه.
هزت نورهان رأسها ثم رفعت كتفها بلامبالاة كانت داليا تتجاوب بحذر مع نورهان حتى مضى بهم الوقت وانسجمت معها تماما في الحديث متخلية عن بعض توترها ووحدتها حتى انتبهت للوقت المتأخر فشهقت إيه ده أنا لازم أروح زمان ماما رجعت ومش عارفة أني هنا.
نهضت بسرعة فسارت معها نورهان حتى الباب ما إن فتحت الباب حتى صړخت بفزع هي وتمسكت بنورهان حتى تبين لها أن ذلك شاب يرتدي قناع مخيف.
ضحكت نورهان مش هتبطل عادتك يا ياسر! شوفت البنت اتخضت.
خلع ياسر القناع وابتسم لداليا بعبث والله كنت ناوي اخضك أنت بس حظها بقى.
التفتت نورهان لداليا قائلة ده ياسر ابن خالي ساكن قريب من هنا وبيحب يرخم عليا علطول.
أومأت داليا ولم تتفوه بكلمة لأنها محرجة من وجود ياسر الذي يظهر أنه يكبرها ببضعة سنوات ثم ذهبت لشقتها متجاهلة نظراته دلفت لتجد والدتها لازالت في الخارج
فاستقلت على الأريكة بإحباط وقد فقدت شهيتها للأكل.
همست بحزن أنت روحتي فين وسيبتيني لحد دلوقتي يا ماما
غفت مكانها حين سمعت صوت الباب يفتح فنهضت على الفور لتجدها حسناء.
قالت بارتياح أخيرا يا ماما كنت فين كل ده
نظرت لها حسناء بتعجب وقالت باستياء أنت إيه اللي مصحيكي لدلوقتي
ردت داليا مستغربة أنا كلها ملقتكيش في الشقة ومعرفش أنت ومش بتردي على التليفون حتى ملقتش أي أكل في الشقة غير حتة جبنة فروحت جيبت عيش من الجيران أنا كنت قاعدة خاېفة لوحدي ليه مقولتيش أنك خارجة
تأففت حسناء بضيق جالي تليفون علشان شغل وروحت أشوفه.
قالت داليا بتساؤل شغل ليه
نظرت لها حسناء پغضب وأنت فاكرة هنصرف منين ياعيون أمك مش أبوك سابك لازم فلوس علشان نعيش.
نظرت لها داليا بذهول فتداركت حسناء ما فعلته وقالت بابتسامة متزعليش مني يا حبيبتي بس أنا تعبانة دلوقتي إحنا دلوقتي مش معانا فلوس لحد ما باباك يبعت المصروف لازم أتصرف.
أومأت داليا بصمت وهي مازالت تتطلع إليها ثم قالت بصوت منخفض طب مش هناكل
سارت حسناء لغرفتها بينما تقول بلامبالاة مش قولتي جيبتي وكلتي من عند الجيران يبقى خلاص أنا واكلة برة.
ثم دخلت وتركت داليا واقفة مكانها بحيرة كبيرة من تصرفات والدتها الغير منطقية.
في اليوم التالي استيقظت داليا وخرجت لتجد والدتها تستعد للذهاب مرة أخرى فقالت بدهشة أنت هتمشي من بدري كدة يا ماما طب هترجعي امتى
قالت حسناء ببرود مش عارفة لسة يا داليا هبقى أكلمك.
ثم توجهت لتخرج فقالت داليا بسرعة طب متنسيش تجيبي أكل وأنت جاية مفيش حاجة في البيت.
ابتسمت حسناء بسخرية شوفي من الجيران أو انزلي خدي من البقال وهبقى أدفع له الفلوس.
ثم غادرت تحت نظرات داليا المذهولة ولأنها ستمضي نهارا طويلا لوحدها بدأت تشعر بالملل على الفور وحاولت إيجاد شيء ليسليها وبعد أن تحدثت مع صديقتها لبعض الوقت وجلست على الهاتف ألقته جانبها بضيق.
ضمتها ركبتها لصدرها وهي تستند عليها بذقنها تفكر بحزن أنها اشتاقت لوالدها كثيرا ولم تقصد أن تكسره بذلك الشكل لكن في المقابل عليه أن يتفهم رغبتها!
ضايقها تفكيرها أكثر ولم ترد أن تجلس وحيدة حتى أتى في بالها لما لا تذهب لنورهان تلك الفتاة التي من عمرها ربما يمكنها إنشاء علاقة طيبة معها خصوصا أنها لا تعرف أحد هنا وأيضا تمضي معها بعض الوقت خلال غياب والدتها.
ذهبت بتردد وهي تدعو أن تكون في المنزل حين فتحت لها فابتسمت داليا أنا كنت قاعدة لوحدي شوية لأنه ماما في الشغل فلو فاضية ممكن نقعد مع بعض شوية
رفعت نورهان حاجبها بابتسامة في الشغل تعالي يلا أنا كمان قاعدة لوحدي لأنه ماما أغلب الوقت نايمة.
مع مرور الوقت عرفا أشياء أكثر عن بعضهما فقد علمت داليا أنا والد نورهان مسافر خارج مصر ويأتي في إجازات سنوية ولا تمتلك أي إخوة مثلها.
فجأة حضر ياسر فشعرت داليا بالتوتر ونهضت لتغادر فسألت نورهان بتعجب رايحة فين
قالت داليا بحرج همشي بقى.
ابتسم ياسر ففهمت نورهان سبب مغادرة داليا فقالت باستنكار وهي تشدها لتجلس مرة أخرى يا شيخة أنا فكرت فيه حاجة اقعدي ده ياسر مش غريب شوية وهتتعودي عليه.
ثم تابعت نورهان الحديث والمزاح مع ياسر وداليا صامتة كان ياسر يحاول فتح حوار معها ولكنها كانت تجيب باختصار ثم بعد مرور بعض الوقت غادرت.
تنفست الصعداء حين عادت للمنزل لأنها كانت تشعر بالتوتر الشديد في حضور ياسر وانتظرت والدتها كالعادة التي عادت في وقت متأخر.
أصبح ذلك النظام المعتاد في الأيام التالية كانت والدتها تغادر فيما سمته العمل بينما تبقى داليا وحيدة مع نفسها وهي مستغربة تصرفات والدتها التي لا تقضي معها أي وقت فكانت تلجأ لنورهان وتقضي معها وقتها ورغم امتناعها في
متابعة القراءة