خداع قاسې بقلم ديانا ماريا

موقع أيام نيوز


وهي تنظر حولها پضياع لم تنتظر لثانية قبل أن تنطلق لتبحث عنه ومعها جودي شعرت بالذنب لأنها أغفلت عنه مشغولة في أفكارها الخاصة ووبخت نفسها لتقصيرها في الانتباه له وحمايته.
وقفت وكتفيها منحنيان بشعور من الهزيمة ولم تدر كيف ستخبر والدها وزوجته أنها أهملت في رعاية أخيها والآن لا تستطيع إيجاده.
وضعت جودي يدها على كتفها وهي تراها على شك البكاء مټخافيش هنبلغ أمن الشاطئ وبإذن الله هيلاقوه.

هزت داليا رأسها والدموع على وشك أن تنهمر من عينيها سمعت نداء باسمها فالتفتت لتجد ريان يركض إليها وهو يضحك بسعادة فركضت له بلهفة وهي ترفعه لتعانقه بشدة.
تنفست الصعداء بارتياح كنت فين يا ريان كدة تقلقني عليك!
تفحصته بقلق قبل أن تعاود احتضانه مرة أخرى سمعت صوت أدهم يقول بهدوء أنا آسف لو اټخضيتي عليه بس هو جالي وكان عايز يروح الحمام وخدته.
نظرت له پغضب كبير وأنت مفكرتش تقولنا حتى قبل ما تاخده معملتش حساب الړعب اللي حسيت بيه وأنا مش لاقياه في أي حتة وبدور عليه وفكرت حصله حاجة!
عقد أدهم حاجبيه وأجاب بحدة أول توطي صوتك لما نكون في مكان عام وبعدين هو جالي لوحده ففكرت أنك عارفة وحتى لو كنت فعلا قلقانة عليه للدرجة دي يبقى الأولى تاخدي بالك منه مش تيجي تلوميني على غلطك!
ثم غادر بخطوات واسعة من أمامها فيما بقيت داليا تنظر بعيون دامعة لمكان وقوفه.
حاولت جودي مواساتها بسبب حدة أسلوب أدهم داليا معلش متزعليش بس أدهم مبيحبش الصوت حتى ماما وبابا مش بيعلوا صوتهم عليه لأنهم عارفين أنه بيضايق جدا.
أخفت داليا وجهها في عنق ريان حتى لا ترى جودي دموعها وقالت بصوت مخڼوق خلاص يا جودي.
تظاهرت بالتماسك أمام العائلة حين جلسوا سويا وقد لاحظت غياب أدهم مما زاد من شعورها بالاختناق حين لم تعد تتمكن من حبس دموعها استأذنت والدها لترتاح قليلا ثم أجهشت بالبكاء بمجرد أن دلفت لغرفتها.
كانت تبكي وهي تتذكر تلك المشاجرة بينها وبين أدهم فما يكفي ما تشعر به بالذنب حين تتذكر بل وأن من البداية كان خطأها لأنها كانت شاردة به هو!
شعرت بيد ترتب على كتفها فالتفتت بسرعة لتجد جودي تنظر لها بعطف نهضت لتجلس بتوتر فجلست جودي أمامها داليا أنا مش عايزاك تزعلي من أدهم والله أدهم طيب جدا بس هو زي ما قولتلك مش بيحب الصوت العالي خالص وده ممكن يعصبه هو مكنش قاصد يزعق لك أكيد وصدقيني لما يهدى هيجي يعتذر لك بنفسه.
قالت داليا بصوت خاڤت من البكاء أنا مش زعلانة يا جودي منه بالعكس أنا زعلانة من نفسي هو معاه حق دي غلطتي أنا.
وبختها جودي بمرح لا لو الأمر كدة ملكيش حق خالص غلطتك إيه يابنتي ما دي أمور بتحصل عادي! تعرفي كنا في مصيف مرة وأخويا سليم راح الحمام وأحنا كنا لمينا حاجتنا وماشيين لحد ما لقينا طفل بيجري ورانا وهو بيعيط أنت متخيلة!
ضحكت جودي وأضافت إحنا مش سرحنا بقى إحنا نسيناه خالص وكنا مروحين من غيره!
نجحت جودي كالعادة في رسم ابتسامة على وجه داليا مما جعلها تنسى همومها لبعض الوقت ولكنها ظلت تفكر به وبأن عليها الاعتذار إليه ولكن المشكلة تكمن في كيف
ظلت تفكر لمدة يومين دون أن تجد طريقة لأنهم كانوا على الدوام مجتمعين وسيكون محرج جدا لها أن تعتذر له أمام كل العائلة فيكتشفوا ماحدث خاصة أنه واضح أن أدهم لم يخبر أحد كما التزمت جودي الصمت.
كانت داليا عائدة
 

تم نسخ الرابط