بيت العوانس
المحتويات
بالضبط ...وانتي يا زينه طبعا اشطر وافضل منها الف مرة.. احنا فكرنا ندبرامورنا وهنعمل جمعية بمبلغ الفين جنيه شهريا علشان يسدد الدين اللي عليه..وانتي هتمسكى ميزانية البيت ...هتاخدى باقي الفلوس من ناصر ...وطبعا انتي تختلف ظروفك عن سمر ...هيفضل معاكي مبلغ محترم ....والجمعية هستلمها منك انتي شخصيا اول كل شهر ...لأني هقبض ناصر الأول ...علشان يسدد الدين اللي عليه
وأكمل بنبرة ذات مغزى
ولما نشوف مين الأشطر في عمل ميزانية ممتازة وتيسير أمور البيت
ورفع عينيه لي كأنه يطلب دعمي وأكمل ضاغطا علي كلماته انتي ولا سمر
المقارنة دى طبعا مش منصفه لزينة...طول عمري أعرف اعمل ميزانية كويس جدا...يعني أنا دايما هكون نمبر وان عليها
طبعا مثل أي امرأة في الدنيا اخذتها الجلالة وهتفت بدون وعي
انتي بتقولي ايه يا سمرلاء طبعا انا قدها وأكبر منها كمان
وأضافت پغضب شديد
ويعني ايه هتكوني نمبر وان دى...لا يا ماما اصحي....اصلا ناصر عمره ما سابلي مرتبه كامل وقلي اصرفي. ...وهو بطبعه مسرف جدا جدا...لكن أنا هتشوفي هقسمها ازاي!!!
ابتسم ياسين بخبث واكمل هاتفا
اكيد ومؤكد انتي أفضل من سمر...بس زي ما قلتلك انتي المسئولة قدامي عن فلوس الجمعية...لو مش تقدري ...انسحبي من الأول واعترفي انك مش تقدري علي المسئولية دى..
انسحب ....انسي ..ولا انت مش عاوز اخوك يعمل زيك ويديني المرتب هي سمر أحسن مني ولا مثلا تكون احسن منى
دخل مازن يجري لغرفه اخته ويهتف بصياح شديد
يا منيرة ....يا منيرة
ليصمت مرة واحدة....وېصرخ يا ماما ...يا ماما ..الحقيني ..منيرة سړقت الدقيق اللي في البيت وخبزته عل وشها
لتقفز منيرة وتمسك بمازن وتهتف به
هششش....ڤضحتنا يا حمار ..دا ماسك مش دقيق ...ايه العيلة دى امتي ربنا هيتوب عليا من شكلك اللطيف الظريف ده
ابتسم مازن بمكر هاتفا
شكله هيتوب عليكي قريب اوي اوي...تعرفي مين برا
ردت منيرة بعدم تصديق
اياك تقول الدكتور........
هو بعينه ..بغباوته...ورجع تاني برجليه علشان يدخل القفص... ومع مين ..الغوريلا ذات نفسها ..الله يكون في عونه
أمسكت منيرة أقرب شئ بجوارها لټضرب أخاها بشدة لتأتي بمنتصف جبهته مباشرة فېصرخ قائلا
يا مچنونة ..طب هروح أوضح للدكتور المصېبة اللي ناوي يتجوزها...دا عليها نيشان مش بيخيب أبدا....اووووف
لتصرخ منيره في وجهه
امشي يا مازن من وشي دلوقتي ....
وصمتت تفكر في نفسها بمكر انثوى
أخرج ازاي دلوقتي اخسرالماسك مثلا!! يلا نخسر مصعب وخلاص
دخلت مريم بيتها في هدوء تام ..لتفاجأ بوجود زوجها وبجواره ابنها الصغير ذو الأربع سنوات...ليعلو صوت عماد زوجها غاضبا
لتقارعه مريم بصوت أكثر حدة وعلوا
ايه في ايه يا عماد ..خرجت شويه ارتاح من جو البيت والخنقه....لازم كل ما أخرج تعمل مشكله كبيرة!!!...أكل وموجود بزيادة في الثلاجه...والبيت ونظيف...والأولاد وكانوا نايمين....عاوز ايه أكتر من كدا مني
رد عليها عماد بصوت يقطر مرارة وحزن
علي رأيك هعوز ايه أكتر من كدا بلاش أنا ...طب وابنك اللي عندة نسبة توحد ومحتاج منك كل رعايتك واهتمامك..مش بيصعب عليكي...المفروض أنك عارفه مسئوليه طفل زى كدامحتاج رعاية مختلفة...
لتزداد نبرات مريم حدة وعصبية وتهتف صاړخة
كل شوية ابنك عنده توحد ...انت بتذلني...المفروض اتسجن واتحرم من الخروج...ممنوع أخرج أشم نفسي شوية...ربنا أراد بكدا ...واخته أكبر منه بسنه مش حصلها توحد ولا حاجة لأنك دايما بتتهمني أن التقصير في رعايته هو السبب اللي وصله للتوحد
رد عليها عماد بهجوم شديد وحده وأقرار لذنب اقترفته يداها
انتي فعلا السبب...بنتك طلعت طبيعية يا هانم ..لأن حماتي الله يرحمها هي اللي كانت مربياها...بتكلمها وتغنيلها ومهتمه بيها ...لكن حضرتك احب ما علي قلبك تسيبيهم قدام التليفزيون والتاب....اهو تريحي دماغك من ناحيتهم....اتفضلي يا هانم ابنك رافض ياكل وعاوز يلعب عالتاب ودا طبعا ممنوع....اتصرفي معاه زى أي أم يهمها مصلحة أولادها
سلام قولا من رب رحيم.....مين دي يا جماعة فين منيرة
نطقها مصعب بړعب وهو ينظر لوجهي وبقايا الماسك مازالت عليه...ضحكت وهتفت بدلال
أنا منيرة والله يا دكتور...معلش فاضل عشر دقايق بالضبط وبعد كده اغسل وجهي...مش يرضيك طبعا نصف ساعة وأنا حاطة الماسك واشيله قبل ما يستوي
نظر الي بقرف شديد ...آه والله تخيلوا بقرف..ثم ضحك بصخب وسعادة ولم يعقب على حديثى والټفت ليتحدث لوالدى
يا عمي أنا يسعدني ويشرفني اطلب أيد بنتك منيرة وانا عارف ومتأكد ان أي حد في كامل قواه العقلية مستحيل يتمم الجوازه دى ...لكن أنا حقيقي فيا حاجة مش طبيعية اليومين دول...وياريت حضرتك توافق الجواز يكون بعد أسبوعين.. وانا جاهز لأي طلبات
ارتسمت السعادة علي وجه والدى وقال ضاحكا
يابني...ما تفكر مرة تانية ..يمكن ربنا يهديك ويبعد عنك الجوازة دى وتفضل بعقلك..انا بحذرك منيرة هتكمل علي اللي باقي من عقلك....واياك تشتكي منها....انا نبهت عليك...اللهم بلغت اللهم فاشهد
ابتسم مصعب وهو ينظر لأبي قائلا
كفاية أنك هتكون والدى وماما ست الكل هتكون أكتر من أم ليا ...واثق من كدا
دمعت عينا امي وقالت
ربنا يبارك فيك يا بني
متابعة القراءة