روايه جميله وكامله الكاتبه سمر عمر
المحتويات
ترحب بها فدخلت تنظر حولها بمقلتيها فقط فيما اغلقت أم أحمد الباب وأشارت إلى الاريكة أن تجلس عليها حتى تنادي أحمد خرج والدها توفيق من الشرفة فتوقفت ديما عن السير فور رؤيته وشعرت انه والدها بينما لم يتعجب الوالد كثيرا فهو يعلم جيدا أن تلك الجميلة ابنته التي كان يراقبها دائما عن بعد ورفض الاڼتقام لابنته الراحلة من أجل ابنته ديما التي علم انها متزوجة من المچرم ..
ڠصب عني يا بنتي بعدت عنك .. بس كنت طول الوقت بشوفك من بعيد
هتفت بشغف
المهم اني شفتك يا بابا .. مهما قابلت ناس حنينة مفيش أحن من الأب ..
لو حضرتك كنت معايا كان في حاجات كتير أوي اتغيرت في حياتي .. كنت هتخاف عليه
هتحتويني
ربت على كتفها برقه ثم قبلها على رأسها بحنان ثم ضمھا إليه مجددا تقدمت زوجته منهم و وقفت تعرفها على نفسها لتبتعد ديما عنه وتصافحها بابتسامة واسعة ثم أخذها والدها وخرجوا إلى الشرفة وقصت عليه كل شيء حدث معها حتى تم القبض على فريد ليشعر بالارتياح فالقانون سيأخذ حق ابنته ليلى ..
هو أحمد يبقى أخويا
تعجب ورد عليها بسؤال
تعرفي أحمد منين !
وجدت نفسها تبتسم ثم أطرقت عيناها قائلة
موضوع طويل يا بابا
عقب انتهاء حديثها خرج أحمد الشرفة و وقف أمام الباب ينظر إلى ديما التي نظرت إليه بجمود ثم نهضت واقفة فيما نهض والدها وقام بوضع راحته على كتف أحمد قائلا
ثم دخل وتركهم يتحدثون أشار أحمد إليها أن تجلس وهو يتقدم نحو السور ليقف أمامه لم تجلس و وقفت بجواره وطرحت عليه نفس السؤال ليبتسم ساخرا ثم نظر إليها متسائلا
يهمك في أي ! .. ما خلاص الحكاية خلصت
لاء مخلصتش .. كله تمام يا أحمد أنا اطلقت
والمفروض استنى شهور العدة تخلص عشان اجوزك ! ..
ميل بشفتيه جانبا ثم تابع بحنق
قلتلك يا ديما الحكاية خلصت .. شرفتينا يا مدام
ثم التفتت متجه نحو الباب لتجد نفسها تقول مسرعة
أنا أنسه مش مدام
توقف عن السير معقد حاجبيه والټفت برأسه لينظر إليها متعجبا وجاء يتحدث قاطعته غادة شقيقته التي جاءت فجأة وصافحت ديما بسعادة فيما تركهم أحمد ودخل ضمتها غادة إليها وهي تقول بشغف
بابا حكالي عنك كتير .. والحمد لله شفتك
شددت ديما في العناق وأخبرتها انها سعيدة بوجودها الأن معها ثم ابتعدت عنها لتتطلع إلى وجهها باشتياق ثم تساءلت عن أحمد اذا كان شقيقها هو ايضا أم لا لتجيب غادة
لاء هو يبقى أخويا من أمي .. لكن ميبقاش أخوكي
أخذ غرفته ذهابا وإيابا منتظر عودة نهال من عند منزل والدها ليتحدث معها كيف كان أحمق بهذه الطريقة ولم يعطي لتلك المسكينة أي فرصة لتقرب منه ! ولم يعطي لنفسه ايضا فرصة ولكن تغلب القلب الأحمق على العقل لابد أن تتعمق في التفكير قبل فعل أي شيء حتى لا ټندم على ما تفعله استغل عقلك في التفكير وقلبك في المشاعر الحقيقة ..
استمع إلى صوت الباب فانتظر لدقائق قليلة ثم خرج مغلقا الباب خلفه ثم وقف أمام باب غرفة نهال ودق الباب بعد لحظات قامت بفتح الباب فدخل دون أن تصرح إليه وأغلق الباب حدقت به متعجبة فيما وقف مصطفى معقد ذراعيه أمام صدره وقال
بطلب منك فرصة تانية .. ربنا بيسامح أنت مش هتسمحي !
تساءلت بعدم فهم
اديك فرصة بناء عن أي ! .. أنت مبتحبنيش أصلا
عقد حاجبيه قليلا يفكر في أخر كلمات نطقت بها للتو وشعر بسراع بين عقلة وقلبة جعله يتوقف عن التفكير ويحتار بين مشاعرة ليجد نفسه يقول
يمكن أحبك
أطرقت عيناها لبرهه ثم نظرت إليه بعينين لامعتين من الدموع ثم قالت بنبرة بكاء
يمكن .. وأنا مش هستنى يمكن .. اتفضل اطلع بره
توقف ذاك التسارع اللعېن وأمسك بيدها وقال كما أخبره قلبة
أنت أحسن من أحسن أي واحده على الكوكب .. خليكي معايا و أوعدك ..
قاطعت حديثه بقولها الحاد
متوعدش .. عشان مفيش وعود بتكمل الأيام دي
سحب يدها إليه ليضمها إلى صدره وأحاط خسرها وباليد الأخرى كتفها وشدد عليها بقوة كاد أن يخترقها بين ضلوعه بينما حركت نهال مقلتيها في دهشة وشعرت بيده تمسح على شعرها برقة ويستنشق عطرها ليشعر بالنشوة داخل صدرة وليخبره قلبه كم هو أحمق ليترك ذاك العطر الرائع ويذهب إلى عطر أخر لعين كسره وضعت يدها على صدره محاولة دفعة للخلف ليبتعد عنها ولكن بلا جدوى وضمھا إليه أكثر وأكثر حتى شعر پألم داخل ضلوعه وهي ايضا وهذا العناق الذي كان يريده كان يريد أن يعانقها حتى تتألم ضلوعه بل يخترقها إلى قلبه ..
قالت من بين اسنانها بغيظ
أبعد عني لو سمحت و كفاية كده
قال بحسم
مش هبعد غير لما تسامحيني وتديني فرصة تانية
ازدردت لعابها بصوت مستمع
ثم اومأت برأسها موافقة فابتعد عنها ليرخي عضلاته ويتنفس بهدوء فيما وضعت نهال يدها على صدرها تلتقط أنفاسها فقد كاد أن ېقتلها بين يديه ثم نظرت إلى عيناه التي تنظر إليها في ندم واضح وايضا حنين لها لتشعر انه تغير وندم حقا ستعطي له فرصة أخيره فكل انسان يخطأ ولكن القوي الذي يخطأ ويندم على خطأه
استيقظت بوجه عابس على صوت رنين الهاتف المزعجة ثم مدت يدها لتضيء المصباح المجاور للفراش الذي ينبعث منه ضوء هادئ ثم رفعت ظهرها وتناولت الهاتف لتنظر إلى شاشته التي تضيء باسم علاء تعجبت من اتصاله في ذاك الوقت المتأخر من الليل ثم أجابت عليه لتستمع إلى حديثه
من غير سلام قوليلي بلكونتك اللي على الشارع
اتسع فاها في دهشة من حديثه لتجيب عليه وهي لم تفهم شيئا
أيوه .. بتسأل ليه
طلب منها أن تخرج إلى الشرفة فنظرت إلى الشرفة ثم تناولت طرحه كبيرة وضعتها على كتفها وخرجت لتفزع من بالون كبير على شكل قلب مكتوب عليه بحبك اتسعت عيناها وفزعت مره أخرى من بالون أخر صعد مكتوب عليه موافقة تتجوزيني وقفت أمام السور لتنظر إلى أسفل رأته جالسا فوق سيارته واضعا الهاتف على أذنيه فقالت
أنت مچنون ولا أنا عبيط !
الاتنين
متابعة القراءة