روايه روعه بقلم رضوى جاويش الجزء الاول

موقع أيام نيوز

في ايه!.. انت فاكرة انك ف المصېبة دي لوحدك .. مش حاسة بحد الا بنفسك و بس .. مش حاسة بالبنى آدم اللي معاك ف الکاړثة دي و اللي من اول ما حصل اللى حصل و هو مفتحتش بقه بكلمة تأذيك او ټجرح مشاعرك .. انا معاك في اللي بيحصل و تعبان زيك و مستحمل عشان خاطرك .. يبقى جزاءي التعامل ده منك ..!!.. 
ثم تنهد في ضيق و قد بدأت تخف حدة نبرته عندما رأى ملامح الړعب تت بصدق على محياها و بدأت الدموع تطفق من ها فابتعد قليلا ليهمس انا عارف ان اللى حصل مش سهل عليك .. و لا سهل عليا .. و ده اللى مخليني مستحمل ردات فعلك اللى ضاغطة على أعصابي اكتر ما هي مضغوطة .. لو سمحتي .. نستحمل بعض لأننا ف مركب واحدة .. يا ټغرق و نغرق معاها .. يا نقدر نلحقها سوا ..عن إذنك .. 
ثم ابتعد فجأة و اندفع لداخل حجرته صافقا الباب خلفه بقوة أودعها كل ما يعتمل بداخله من ڠضب جعلها تنتفض مكانها و أخيرا تحركت في اتجاه غرفتها لتغلق بابها خلفها في بطء و هي تلقى بنظرات شاردة على باب غرفته التي غاب خلفها .. 
تمددت على ها منذ مدة و لا بوادر لنوم تلوح في الأفق .. ها شاخصة معلقة بسقف الغرفة البع تصلها انفاس الخالة وسيلة المنتظمة و المؤكدة على غرقها في نوم عميق .. تنهدت في سأم و هي تتقلب ذات اليمين و ذات الشمال .. لتعود مرة أخرى لتتطلع لنفس ذات السقف المزخرف بتلك النق الغريبة و المتداخلة مرة أخرى .. ما عاد يبرح مخيلتها ما حدث منذ عدة ليال بينها و بين عفيف في الردهة السفلى .. تلك اللحظات العجيبة و الصاډمة لكليهما .. مشاعرها و أحاسيسها المبعثرة من وقتها لا تجد لها مدلولا و لا تفسير يستسيغه عقلها الواعي الان بكل شاردة و واردة و الذي كان في حالة إجازة مؤقتة لحظتها و غياب لاأرادى عن القيام بما هو مفروض وواجب .. 
منذ تلك الليلة و هي تتحاشاه و يبدو انه يتحاشاها بالمثل فهى لم تقابله من حينها و تجنبت قدر استطاعتها التواجد معه في أوقات الوجبات و حتى كشوفاتها الصباحية كانت تؤديها سريعا حتى تعود لتغلق باب غرفة الكشف بأحكام .. ذاك الباب الذى دخل منه ليلتها و كأنه الريح العاصف لكل ثباتها و تعقلها الفطري لتعود يومها لحجرتها متعللة بالإرهاق فتطلب من الخالة وسيلة الطعام لتتناوله وحة في غرفتها و بعدها تكمل الليلة امام التلفاز الذى لا يحمل اى جد بقنواته المحدودة ليهاجمها الملل من جد لكنها لن تجرؤ على النزول مرة أخرى للردهة السفلية .. فمرة واحدة من ذاك اللقاء العاصف مع ذاك ايطر كافية و زيادة ..
تنهدت من جد ستجن حتما ان لم تجد ما يشغل وقتها في ذاك البيت.. تذكرت عندما سمعت صوت موسيقى هامس يتناهى امعها منذ بضعة ايام و قبل اللقاء الدامى بالأسفل و سألت الخالة وسيلة من أين يتسلل ذاك الصوت و تتهادى تلك الأنغام لتخبرها ان عفيف بيه يجلس في مكتبه في بعض الأحيان ليقرأ.. 
هل لو تسللت الان لذاك المكتب ستجد ما يمكنها قراءته ليقضي على بعض من ذاك الملل الذى يكاد يجهز عليها زاهقا روحها .. 
لم تفكر للحظة و خاصة ان صوت الموسيقى التي عرفت انه يشغلها عادة عندما

يكون بداخل المكتب يقرأ لا تتناهى لسمعها كالمعتاد و ذاك يعنى شيء واحد لا غير .. انه ليس هناك بالتأك .. فليست فكرة سيئة على ايه حال ان تذهب لتستطلع سريعا و تقفل عائدة ربما تفوز بما يمكنها من الانتصار على ذاك السأم الاحمق .. 
كانت بالفعل الان امام باب المكتب من ناحية المندرة مدت كفها لمقبض الباب و ضربات قلبها كالمطارق في ساحة صدرها .. تنهدت في عمق تستمد قوة تدعى امتلاكها و هي تتأكد هذه المرة ان مئزرها على رداء نومها يحيط بقدها في إحكام .. و غطاء رأسها موضوع على هامتها مربوط حول رقبتها .. 
فتحت الباب في وجل و ببطء .. تطلعت للداخل مجيلة نظراتها بالمكان لتقف مبهورة و قد فغرت فاها شاهقة في صدمة .. 
اندفعت داخل الغرفة و قد نسيت حذرها السابق تماما لتقف في منتصف الغرفة بالضبط و اها كى طفل وجد نفسه فجأة بمحل الألعاب و الحلوى و هي تتطلع بإعجاب لتلك المكتبة الضخمة التي تحتل ذاك الجدار الواسع خلف ذاك المكتب الأبنوسي القيم و الفخم الذى يتوسط الغرفة تقريبا ..
الان فقط ستقول لذاك الملل وداعا بلا رجعة .. فمن لديه مكتبة كهذه و ي يوما بالملل .. و ابتسمت في فخر
تم نسخ الرابط