روايه روعه بقلم رضوى جاويش الجزء الاول

موقع أيام نيوز

.. و تعجبت اكثر ان اخيها لم يذكر و لو لمرة واحدة اسم عفيف بيه او اخته .. هى على يقين انه لم يفعل و لم يذكرهما في حديثه و لو مرة
.. و الأعجب من ذلك انه قد تورط معهم بهذا الشكل .. لازالت لا تصدق انه فعلها .. لكن هناك هاتف داخلها يخبرها ان ما قرأته بخطاب ناهد أخت عفيف حقيقي و لا يمت للعبث بصلة .. و ان اخيها متورط معهم حتى النخاع و هذا ما دفعها للانصياع لمطالب عفيف بلا ق او شرط تاركة حياتها و كل ما يخصها خلف ظهرها مخافة ظهور اخيها في اى لحظة و حدوث ما لا يحمد عقباه .. عادت بنظرها لعفيف .. ألقت عليه نظرة خاطفة و اعادت نظرها مرة أخرى للنافذة جوارها و هي ت ان هؤلاء لا يمكن العبث معهم فيما يخص الكرامة و الشرف .. عندها ازدردت ريقها في صعوبة و سرحت بناظريها بعا حيث ذاك الجبل الغربي على مرمى البصر يحتل امتداد الطريق ي تارة و يبتعد أخرى .. و لأول مرة ت بالخۏف يزلزل أركان نفسها و هي تتجه لعالم اخر ابعد من مخيلتها .. لكن كل شيء يهون لأجل خاطر اخيها وسلامته ..
توقفت العربة بعد بضع ساعات امام احدى الاستراحات المنتشرة على الطريق .. هتف عفيف و هو يغض الطرف عنها متنحنحا فى ادب انزلي با داكتورة حركي رچلك شوية ..و تعالي نشربوا حاچة .. لساتها السكة طويلة .. 
اكدت فى هدوء انا مش تعبانة يا عفيف بيه .. ولو كمت وقفت عشان خاطري انا كويسة .. يا ريت نمشي عشان زي ما بتقول حضرتك السكة لسه طويلة و ده معناه ان الليل هخل علينا و احنا ع الطريق .. 
تنهد عفيف و ت من السيارة هاتفا براحتك يا داكتورة .. اني عن نفسي نازل 
ابتعد خطوات فى اتجاه الاستراحة و جلس على احدى الموائد الخشبية تحت مظلة ما عاد فى حاجة اليها و الوقت قارب على الغروب .. 
ت انه كان على حق بعدما احست بتيبس في عضلات كتفيها و ظهرها .. كان عليها ان تستمع لنصيحته و تنزل عن السيارة قليلا.. مرت دقائق اخذت تنازع فيها تلك الرغبة .. و اخيرا دفعت باب السيارة و تت منها في اتجاه طاولته .. ابتسم في هدوء عندما رأها قادمة تجاهه وتعمد ان لا يها بالحرج .. جلست على مائدته ولم يعقب هو بحرف .. لحظات و جاء النادل بكوب من الشاي .. ليهمس عفيف مخاطبا إياها تطلبى ايه يا داكتورة !.. 
تطلعت للنادل هاتفة متجاهلة اياه عايزة شاي بالنعناع لو سمحت .. 
زفر عفيف فى ضيق و تطلع في الاتجاه المعاكس في حنق .. و ما ان ابتعد النادل حتى هتف معاتبا فى لهجة حاول ان يسيطر فيها على انفعاله يا داكتورة .. لما يبجى معاك راچل جاعد .. جوليله اللي انت عوزاه و هو يطلبهولك .. مش تكلمي انت الچرسون و لا كني ليا لازمة ف الچاعدة دي ..
هتفت بحنق يا عفيف بيه الكلام ده تقوله لواحدة تخصك .. لكن انا واحدة غريبة عنك لا اعرف عاداتكم و لا تقالكم و لا ايه المفروض او مش المفروض بالنسبة لك .. و لا يهمنى اعرفه بالمناسبة لأني هنا ف مهمة محددة و باذن الله تخلص على خير.. مش موجودة عشان تعلمني ايه اللى يصح او ميصحش من وجهة نظر سيادتك .. عن اذنك .. 
و اندفعت فى اتجاه العربة و فتحت بابها و دلفت اليها و اغلقته خلفها فى عڼف .. 
لحظات و تبعها عفيف و تبعه مناع.. كانت هى تتطلع من النافذة لا تر ان تلق بالا لمن دخل او خرج من السيارة كأن الامر لا يعنيها.. 
لحظات و خرجت العربة للطريق مرة اخرى .. تنحنح عفيف و هو يمد كفه ببعض الاكياس و كوبا كرتونيا من الشاي .. 
هتف فى هدوء شايك اللى طلبتيه يا داكتورة .. و معاه شوية سندوتشات .. احنا مكلناش لجمة م الصبح .. اتفضلي .. 
مدت كفها تتناول كوب الشاي و الاكياس هامسة فى تحذير للسانها ان يلزم الصمت و لا يسبق عقلها في العمل كعادته .. لأنها بالفعل تتضور جوعا وذاك الطعام جاء بالوقت المناسب و كوب الشاي ذاك هو الأثمن على الإطلاق لعله يهدئ و لو قليلا من ذاك الصداع الذى اكتنف رأسها ولا سبيل لعلاجه .. 
تنبهت انه يتناول طعامه بالمثل و كذا مناع .. همست بنفسها .. ج انه لم ينس سائقه .. هناك بعض من رحمة في قلب ذاك ال .. 
مر بعض الوقت .. و الصمت هو اللغة السائدة داخل السيارة ..
تم نسخ الرابط