عشقت جواد ثائر بقلم دينا الفخراني

موقع أيام نيوز

فاهمه حاجه خالص كده 
خرجت وقد عقدت العزم على معرفة ما يجول بخاطره .. بحثت عنه حتى وجدته فى البلكون ذهبت اليه تسأله كمن لا يهمه الأمر 
_ كنت عاوز تقول ايه 
رفع حاجبه متعجبا منها .. ولم يمنع نفسه من التساؤل هذه المره 
_ هو انتى امتى بتاخدى القرار عشان ترجعى فيه مره تانيه 
حاولت الإحتفاظ بملامح الجديه على وجهها .. وقالت بتحفظ 
_ مش دا سؤالى ... فياريت تجاوبنى 
زفر بهدؤ وأعاد النظر أمامه .. وقال بقلب أثقله الهموم 
_ عارفه الطور اللى بيدور فى ساقيه .. تقريبا انا كده 
ابتسمت بتهكم .. وقالت بسخريه 
_ لا يا جدع .. متقولش على نفسك كده .. امال انا اقول على نفسى ايه لما انت طور بيدور فى ساقيه .. ابقى انا الطوره 
ضحك بصخب وهو يتسأل 
_ ايه الطوره دى 
قالت مبرره 
_ انثى الطور 
حاول التحكم فى ضحكاته .. وقال من بينها 
_ هى الطوره انثى الطور .. ما علينا .. سؤال بقى مش انتى قولتى انك مش هتصدقينى .. جايه تسألى دلوقتى ليه 
نطقت بسرعه كمن مل الصمت 
_ لأنى تعبت .. عاوزه افهم انا ايه بالنسبالك وايه سبب وجودى فى حياتك .. عاوزه اعرف حكايتنا دى نهايتها ايه .. فى نظر كل الناس احنا اتنين متجوزين عادى .. بس

انا بالنسبالك مش اكتر من زوجه على ورق .. ياترى الوضع ده هيستمر كتير 
التمعت عينيه بخبث .. واقترب 
_ عندك حق ... ايه رأيك نخليها اكتر من زوجه على ورق 
ابتلعت ريقها بصعوبه .. وتضرجت وجنتها بالأحمر بينما ظلت تعض على فى توتر ملحوظ .. وبداخلها ألاف التسؤلات أهمهم بماذا يفكر هذا الرجل 
ظل ينظر لها بتسليه .. قبل ان يكمل كلامه 
_ نبقى صحاب .. صداقه بريئه .. ايه رأيك 
جحظت عيناها پصدمه .. ونظرت له مطولا .. وبتساءل من لا يعى شيئا سألت 
_ صحاب!! .. كل ده عشان نبقى صحاب .. انت بتتكلم جد 
ابتعد عنها يحاول كتم ضحكاته .. وقال بمكر 
_ ايوه صحاب .. امال انتى كنتى فاكره ايه .. لا اوعى تفهمينى صح 
قررت انهاء الحديث معه ..فقالت وهى تستدير لتذهب 
_ انا من رأيى تستشير دكتور نفسى .. لأنى بجد متأكده انك مچنون 
امسك يدها يمنعها الذهاب 
_ اهدى بس .. في ايه لكل ده 
بتعجب أكملت 
_ ولسه بتسأل .. المفروض انى جايه اتكلم معاك فى قرارات مصيريه عشان اعرف حياتنا سوا هتكون نهايتها ايه .. وحضرتك بكل بساطه بتهزر 
قال محاولا ان يجعلها تهدأ 
_ طب تعالى اقعدى بس وانا هفهمك 
جلست أمامه فى ترقب لما سيقول .. نظرت فلمحت شئ استعجبته فعينه كانت تلمع ببريق غريب .. لأول مره تراه وما الفائده فى أن تراه .. فهى لو مهما حدث لن تفهمه .. لو كانت تفهم ما تحكيه العيون لما كانت الأن فى هذه المأساه 
اقترب منها قائلا بشرح 
_ ماهو انتى لو تشوفى نفسك وانتى بتحاولى تتكلمى جد بيكون عامل ازاى كنتى عزرتينى .. بس يالا خلينا نتكلم جد شويه 
يا ستى انا من رأيى نكون صحاب .. على الأقل دلوقتى لحد ما نعرف هتكون ايه نهاية علاقتنا دى .. لأنى عن نفسى مش عارف والصداقه هتكون صفه تانيه لعلاقتنا سوا .. ايه رأيك 
شردت تفكر فى عرضه .. كيف يمكنها تغيير تلك النبضات بداخلها من عاشقه تهتف بأسمه .. لأخرى تدعى صداقه .. وكما يريد هو صداقه بريئه 
أما هو فشرد فى ملامحها ينتظر منها الإجابه .. موقنا ان بداخله الجزء الأجمل من الحكايه .. وهو قادر على أن يجعلها تعيشه 
حاولت تغيير مجرى الحديث وإدارته لصالحها .. فقالت كمن تذكر شيئا 
_ انت كل ده ومقولتليش .. انت كنت عاوز تقول ايه واحنا جوا اكيد ما كنش العرض المغرى ده 
ظلت تنتظر الإجابه .. بينما هو وضع رأسه بين يديه وأغمض عينه بقوه كمن يجاهد ليخرج الكلمات وبصعوبه نطق 
_ بصى يا سلمى .. انتى معاكى حق ..انا ماتجوزتكيش عشان حنين ترجع ولا عشان اقبض على محمود .. انا ماسك قضية محمود من زمان وصدقينى مكنتش محتاجك فيها عشان كده يمكن ادهم وحنين مقتنعين ان جوازنا حقيقى .. ومالوش اى علاقه باللى حصل .. ومن كده عاوزك تقتنعى بحاجه واحده بس .. انى لما اتجوزتك اتجوزتك لذاتك اتجوزتك عشان عاوز اتجوزك مش عشان اى مبرر تانى .. صدقينى 
حاولت اقناع عقلها بذلك .. فمازال هو فى تبرم .. يلوم القلب على عشقه ... وان اقتنع القلب دون العقل ستندلع حربا ضاريه بين اثنتيهم.. فهم بفضله أضحوا مختلفين فى كل ما يخصه 
لاحظ شرودها فاقترب ممسكا بكفوفها بين يديه .. ولصغر حجم يديها شعرت أن كفيها يغوصان فى يديه .. شعرت بإحتوائه لهما 
نفضت رأسها من تلك الأفكار .. فمازال قلبها يحاول تطيب جراحا خلفها هو بتجاهله وبروده .. تسائلت وهى تخشى الإجابه 
_ طب جانا .. مش المفروض انك بتحبها 
نظر لها مؤكدا 
_
تم نسخ الرابط