عشقت جواد ثائر بقلم دينا الفخراني

موقع أيام نيوز

بشده فى التمييز بينهما فهما متماثلان لحد كبير 
تركه حازم راكضا نحو الجد .. ليقف قبالته نور قائلا 
_ خلاص يا بابا .. انت ماشى 
نظر له الأب بإبتسامه ودوده وهو يحمل الصغير بين يديه
_ خلاص يا بنى جهزت كل حاجه .. 
حمل الحقيبه .. قائلا وهو يتجه للخارج 
_ هحطهالك تحت فى العربيه .. ويلا عشان هوصلك بنفسى 
خرج حاملا الحقائب .. من خلفه ابيه وقد تعلق بيديه الأطفال ليقول حازم 
_ هو ليه جدو بيسيبنى ويمشى 
حمزه مجيبا 
_ روح .. بنته 
حازم مفكرا 
_ طب بابى ليه مش يروح معاه 
حمزه معترضا 
_ بابى .. سبنا.. لا 
لعب الجد بشعرالصغير قبل أن يودعهم .. هم وسهيله التى قامت تتكئ على الحائط لتودعه قبل ذهابه .. نزل الابن معه والده وبعقل كل واحد منهم ذكريات كلما قرر النسيان هاجمته كعدو غليظ يأبى الإستسلام 
يمر بداخل الأب ذكريات ولت .. فهو لا زال يذكر كيف عاقب ابنه الوحيد على خطأ لم يقصده .. عاقبه پقسوه دون ان يترك مجال للرحمه .. على الرغم من أنه دلل ابنته بشده فقد كان يرى فيها امها بجمالها .. لكنها قطعا لم تصبح مثلها 
لقد كانت اخرى .. مسخ لا يدرى متى انجبه .. جل همها كان الأموال .. بريق الذهب لديها اقوى واشد من بريق العلاقات فلكم أذت وجرحت لتصل الى مبتغاها 
وعندما علم هو بذلك لم يستطع ان يغض الطرف .. فقد علم بعد فوات الأوان .. 
أما نور فأخذته ذاكرته لذلك اليوم .. الذى ركب سيارته متجها لبيت سهيله .. ليأتيه صوت اخته المستغيث ترجوه المساعده .. كاد يذهب لولا ذلك الإتصال الذى أجراه لحارس الفيلا خاصتهم يسأله عنها .. ليخبره أنها تجلس فى الحديقه ولا يحيط بها أى خطړ من أى نوع .. تسائل كثيرا عن الذى ودت فعله فى ذلك اليوم لكنه لم يجد له اجابه .. ولا حتى هى يمكنها اعطائه اجابه 
فذلك المړض الذى أصابها فى الأعصاب تركها هزيله ضعيفه لا تقو على الحركه ولا النطق ولا الكلام .. لم يتخل عنها فى وقتها ولا حتى الأن فلقد عرضها على الكثير من الأطباء فى البلاد وخارجها لتكون اجابتهم .. مرض لم يعرفوه من قبل 
وانتهى بها المطاف فى احدى المصحات فى دوله اوروبيه .. أما الوالد فلقد اختار العيش معه على أن يذهب كل فتره لزيارة فتاته الصغيره .. 
أوصل والده .. وعانقه قبل ذهابه متمنيا له السلامه .. وهذه المره كما مثيلاتها يسأل قلبه نفس السؤال .. من أين وجدت تلك القوه على الغفران !

ركضت اليه صغيرته ليتلقاها بأذرع مفتوحه .. قائلا وهو يحملها طابعا قبله على وجنتها الرقيقه 
_ وحشتينى اوى 
لفت ذراعيها حوله 
_ بابى .. حواوه 
أنزلها مخرجا من جيبه حلواها المفضله قائلا وهو

يمدها لها 
_ اتفضلى يا ستى .. احلى حلاوه لأحلى عنود فى الدنيا دى كلها 
وزع انظاره فى المكان عل نظره يقع عليها صدفه .. لينظر لساعته اخيرا قائلا وهو يمط شفتيه بضيق 
_ هى مامى لسه مجتش .. يا عنوده 
ببرائه نظرت له .. ليعرف الإجابه مسبقا .. نادى المربيه لتأخذ الصغيره عند هكذا اتفقوا على تسميتها عملا بأكثر شئ مشترك بينهما 
بينما تلاعبت يده بالهاتف مفكرا أيتصل ليطمئن عليها أم لا .. صوت بداخله أتاه يقول 
_ دا على أساس انها بتتصل تقولك انها هتتأخر .. متسألش فيها زى هى مبتسألش فيك 
وكما العاده إنصاع لهكذا صوت .. وقد أعلن الغرور سطوته فوق رقابهما معا .. 
بعد وقت ليس بالقليل أتت هى لتجده يجلس أمام التلفاز وقد غشيه الملل .. تجاهلها على الرغم من عينه التى كادت تعصيه وتنظر لها رغما عنه .. قالت وهى تجلس يبدو عليها الإرهاق الشديد 
_ مساء الخير .. هى عند فين 
_ نامت 
أومأت برأسها بإرهاق واضح .. فقال كمن لا يهمه الأمر 
_ باين عليكى تعبانه 
دلكت عنقها وقالت 
_ فعلا .. كان عندنا شغل كتيرالنهارده 
ترك الدعوى على المنضده بقصد لتراها هى .. فقالت وهو يقوم 
_ انت ناوى تروح فرح وليد 
استدار ناظرا لها يحاول فهم ما يدور بخلدها 
_ مش هينفع اروح من غيرك 
زفرت بضيق فهى لا تود الخنوع تحت اى سبب كان .. لتقول بلا مبالاه 
_ انا كمان عاوزه اروح .. وبالمره اغير جو وارتاح شويه من ضغط الشغل 
التمعت عيناه فجأه .. فربما تكون هذه خطوه نحو الأفضل لكنها خيبت أماله عندما أكملت 
_ عن اذنك انا داخله انام 
تتبعها بنظره ليراها قد ولجت لغرفتها .. غرفتها هى .. التى اتخذتها منذ اكثر من عام مأوى لها .. فعندما تصدعت علاقتهم واضحت على وشك الإنتهاء كابر كلاهما واتخذا ابنتهما درعا لحماية مشاعرهم 
اقتنع كلا منهما بحتمية وجودهما معا تحت سقف واحد .. ولكن تحت ذلك السطح لا يوجد مسمى لعلاقتهم .. أزواج منفصلين كلا منهما فى غرفه .. أحبه مفترقين كلا منهما فى فكر لا يدركه الأخر 
وظلا هكذا هو قاټل
تم نسخ الرابط