روايه اشرقت بقلبه بقلم ډفنا عمر

موقع أيام نيوز

كتير بتحصل مش عجباني قررت ابعد لأني أضعف من إني اغيركم ويمكن معنديش حتي رغبة أعمل ده أنا هابدأ حياة جديدة في مكان تاني هشتغل واتكفل بنفسي واوعدك مش هقصر معاكي وابعتلك اللي ربنا يقدرني عليه ادعيلي أنا برضه ابنك حتى لو اختارت ابعد عنكم
صوت ابنها الغائب يسري بعقلها وكلمات وداعه الأخيرة لا تزال تمزقها ليته ظل معهم ربما كان عكازها الذي تستند عليه
قلبها ېنزف كما ټنزف عيناها دمعا حارقا وقمر ترحمها أخيرا وهي تمنحها شربة ماء آبت ان تتقبلها لم تعد تريد من تلك الجاحدة شيء فلټموت عطشا أكرم لها.
غادرت قمر لغرفتها دون اكتراث برفضها للماء عيناها تدور ببطء علي تفاصيل الغرفة تنظر للأرض التي تشربت دمائها حين ضبطها عزت بجرمها المشهود الأختناق تملك منها وكأن سکينه لا يزال مغروزا بها تشعر انها تحتضر حتى سعلت بقوة ثم ارتشفت بعض الماء وهي تلهث لتقع عينيها علي نافذتها الخبيثة لعالم ضرغام ذاك الحاسوب الذي شهد علي تجردها من كرامتها وأخلاقها فتحته لتتعجب بحق وهي تراه تبخر من صفحتها ومن قائمة أصدقائها التي لم تكن تضم سواه أين أحاديثهما كيف أختفي هكذا الأن أدركت أن المحقق لم يكشف أمر ضرغام ومع هذا استشعرت ريبته الشديدة كتبت أسمه المستعار الذي تعرفه وبحثت عنه فعثرت أخيرا عليه لتبدأ بمراسلته.
_ضرغام أنا قمر يا ضرغام.
أنا لسه عايشة ولا فاكرني مت وخلصت مني يا و ا ط ي
أوعي تفتكر اني لسه عبيطة وساذجة أنا عندي اللي أهددك بيه لو مش رجعتلي فلوسي اللي اخدتها مني يا إما مش هسيبك في حالك وهتبقا غبي لو استقليت بيا أنا خلاص واحدة معندهاش حاجة تخسرها.
تجلي لديها أنه شاهد كل رسائلها ومع هذا لا يجيبها ظلت تكتب له وهو يرى تساؤلاتها تارة وتهديداتها تارة اخري وتصف كيف تخلي عنها وهي تنعته بالحقېر الذي غرر بها لم يجيبها ليصله أخيرا سبابها قبل أن تنطفيء العلامة الخضراء جوار أسمها وتغادر المحادثة نهائيا.
هنا أغلق حاسوبه وعيناه الغائمة تبرق بنظرة مشټعلة وهزيانها لم يستطع قط تجاهله تراها تمتلك حقا ما يدينه أم هي مجرد كاذبة حمقاء. خبرته وحدسه يخبرانه انه ليس مجرد ټهديد فارغ ولديها ما تستقوي به أمامه.
فتح حاسوبه من جديد وأعاد الكره للمرة الثانية بسلاسة ماحيا محادثتها معه قبل ان يمنحها حظرا كفيلا بجعلها لا تصل إليه مرة أخرى بهذا العالم الافتراضي ثم أستقام بظهره وابتسامة ساخرة تظلل شفتيه مع همسه الخاڤت 
أهلا بيكي يا قطة في عالم ضرغام من جديد. 
_رفعت كنت عايزة اطلب منك طلب. 
أومأ لها وهو منشغلا بملاطفة الصغير 
اتفضلي يا ماما أؤمريني. 
تبسمت بحنان ما يأمرش عليك ظالم يا ابني. 
وواصلت ببعض التردد كنت عايزة اروح لأخوك يومين. 
رغما عنه جاءت نبرته حادة من جديد وهو يصيح عليها 
_ماما مش شايفة ان زيارتك لاسكندرية بقيت زيادة عن اللزوم الفترة لازمته ايه تروحي تاني
أطرقت برأسها شاردة وصوت عقلها يهمس لها
هل هناك سبيل
غير ذلك لتمضي بخطتها 
هي وحدها من ستصنع الجسور بينه وبين مودة لتفرضها عليه كي يراها لن تنضب لديها الحجج لتذهب دائما حتي يتحقق مرادها وتأتي مودة إلي هنا عروسا له لن تتراجع عن تلك الأمنية.
ظن صمتها ڠضبا منه فاعتذر بحنان أنا أسف يا ماما مش قصدي ازعقلك. 
رمقته بعتاب مقصود قائلة خلاص يا ابني بلاش اروح مادام هتزعل. 
ابتسم وهو ينهض نحوها ملثما رأسها بحنان غمرها به مع قوله لا يا حبيبنيمش هزعل خلاص أخر الأسبوع نسافر.
_ وتبات معايا يومين عشان خاطري يا رفعت أفضل معايا يومين كده كده عندك أجازتك أخر الأسبوع
_ يا ماما بلاش اضايق مرات اخويا في بيتها وجودي غير وجودك. 
_ والله ابدا دي نجوى بتفرح لما بتيجي وبيت أخوك واسع ما شاء الله روح معايا الخميس ويوم السبت أمشي قلت ايه
لم يريد خذل نظرتها الراجية وربما هو يحتاج حقا لهذا التغير ولو لساعات قليلة حسنا لا يضر المكوث معها يومان ويعود بعدها لعمله.
_ عيد ميلاد رفعت!
هكذا أخبرتها نجوي عبر الهاتف مسترسلة أيوة حماتي مرتبة المفاجأة دي معايا من بدري بتقول عشان الفترة اللي فاتت رفعت انشغل في مشكلة طليقته وكان مضغوط نفسيا وحبت تفرحه شوية وفعلا جاية معاه أخر الأسبوع همتك معايا بقا يا فنانة محدش هيعمل تورتة العيد ميلاد غيرك. 
كأنها تعطيها ألف مبرر لتغضب وهي تصيح عليها أنا تورتة ايه مين قالك أصلا اني جاية يا نجوى
عاتبتها كده برضه يعني عايزة تزعلي حماتي وتكسفي اختك اللي اتباهت بيكي قصاد حماتها وانا بقولها ازاي انك أشطر واحدة تعمل التورت وهي اللي طلبت مني انك تعمليها بنفسك.
حدثتها بضيق ليه كده بتدبسيني في قصة مش بتاعتي عيد ميلاد اخو جوزك أنا مالي ما تشتروا تورتة جاهزة.
_ لأ أنا عايزاكي تعمليها بنفسك عشان خاطري ولا هتزعلي اختك
_ معلش مش هقدر.
_ يعني ده اخر كلام عندك يا
تم نسخ الرابط