روايه اشرقت بقلبه بقلم ډفنا عمر
المحتويات
ومش زعلانين منك خلاص
لتهتف الصغيرة ببراءة خلاص أنا هقول لربنا لما أصلي اني مش زعلانة منك ساعتها أكيد مش هيعاقبك
غمستها أشرقت بصدرها ملثمة رأسها بحنان وكل يوم يمضي تتعلم من تلك الصغيرة درس جديد بل والأكثر من ذلك انها كلما
أختبرت أخلاق الصغار تحب رضا أكثر هما أخذوا نفحة من روحه هما خلاصة رقته وحنانه وطيبته وإنسانيته
هكذا صاحت رحمة لتوقظ شقيقها الذي استجاب بصعوبة وهو يفرك عيناه لتتلقفه أشرقت بعناق مقبلة خده الثمين هاتفة صباح الخير يا ميزو يلا صحصح كده عشان تفطر وتستعد لمدرستك
ثم صاحت بحماس مش انهاردة الخميس ايه رأيكم نعمل كيك وبيتزا سوا لما ترجعوا
تفاعلوا معها بذات الحماس ومازن يصيح أيوة انا بحبهم وعايز الكيك بالشيكولاتة
ضحكت تغمرها السعادة لتفاعلهم معها قائلة ماتقلقوش هنعمل الاتنين والبيتزا هنتعشى بيها كلنا
لتنهض وتحفزهم هاتفة يلا بقا قوموا استعدوا وانا هصحي آبيه رضا وبعدين أحط الأكل على السفرة
ولجت غرفتها لتجده لا يزال نائم أرضا متلحف بغطاء خفيف ظلت تطالعه بحزن مشفقة عليه من نومة متعبة كهذه ربما تؤلمه عظامه أو يصيبه البرد دنت إليه وجلست أمامه كالقرفصاء ومدت يدها تربت علي خده هامسة
بدأ يستجيب قليلا وهو يعتدل وعيناه لا تزال مقفولة ثم ابتسمت وهي تراه يستسلم للنوم ثانيا فانحنت تلثم جانب وجهه هامسة بأذنيه رضا يلا أصحى الولاد هتتأخر علي مدرستها
قرب أنفاسها وعبقها مع قبلتها الناعمة أخترق مداركه سريعا ليفتح عيناه بنظرة كاملة شمل بها تفاصيل وجهها القريب تفرسها مليا برمقة مطولة وهي بهذا القرب مما أغراها بالأمل أنه سيفعل شيئا لتتفاجأ به يبتعد عنها ثم راقبته وهو يقف ويرفع طبقات الفراش الذي كان ينام عليه ثم طواها وأقحمها في الخزانة و ألتقط له غيار داخلي ودلف لمرحاض غرفته دون أن يحدثها او يلتفت لها
انتهي من صلاته وغادر غرفته ليجد طاولة الطعام عامرة ومكتظة بالخيراتوصغاره ينتظرونه معها كي يتناولوا إفطاوهمالشكل يفتح الشهية حقا ومع هذا أعرض عنه و لم يشأ حتى لمسه
ألقي تحيته للصغار دونها
ردوا الصغار تحيته ليصيح مازن يلا يا آبيه عشان أنا جعان
رحمة أيوة مستنينك من بدري
جلس معهم متجنبا المقعد الذي يجاورها لتبتلع هي غصتها وتتجاهل ضيقها بصبر لاحظت أنه لا يأكل شيئا فقط سكب لنفسه كوب شاي بالحليب وراح يرتشفه وهو يتصفح هاتفه باهتمام
تسائلت ليجيبها وعيناه لا تحيد عن الهاتف
مش جعان هاكل بعدين
عزوفه عن تناول طعامها أثار حنقها فنهضت محدثة الصغار كملوا فطاركم يا ولاد ومتنسوش تاخدوا السندويتشات بتاعتكم
أومأت لها الصغيرة حاضر يا طنط
توجهت لغرفتها بعبوس دون أن تنظر نحوه وداخلها يهتف بسخط ما دخل الطعام في الخصام و الڠضب لما لا يأكل طعامها حسنا سوف تحذوا حذوه لن تتناول شيء
شخصت عيناه بعبوس وهو يراها تترك المائدة دون تناول إفطارها رغم انه حذرها ألا تهمل في صحتها لأجل طفله خاصتا مع ضعفها الكبير الذي أشارت له الطبيبة
_أحنا خلاص فطرنا يا آبيه
الټفت للصغيرة وبقايا الشرود تسكن عيناه طيب يا رحمة روحي هاتي شنطتك انتي واخوكي وحطي أكلكم فيها علي ما اجي
قالها وهو يلتقط بعض الطعام من المائدة ويرصها بصينية صغيرة متوجها لغرفة زوجته دلف ليجدها جالسة عاقدة ذراعيها النحيلة حول ركبتيها تنظر للفراغ بعبوس شارد اقترب ووضع صينية الطعام جوارها أمرا إياها ببرود أفطري عشان تاخدي علاجك والفيتامين بتاعك
رفعت عيناها نحوه ترمقه بحزن ثم عادت تتجاهله وتنظر بعيدا ليعيد عليها قوله بفظاظة أظن أحنا اتفقنا تهتمي بصحتك ودواكي عشان اللي في بطنك
هنا رفعت وجهها نحوه ليري عيناها المغرورقة تعاتبه وتشكوه قسوته أين حنانه أين رقته وملاطفته لها وهو يحدثها صار يصب كل أهتمامه علي طفله الذي بأحشائها فقط دون أن يمنحها أي شيءهل حقا نضبت خزائنه من حبها وفقدت كل رصيدها لديه لا تصدق انه يكرهها لا ولن تصدق
لم تشعر انها بخضم شرودها كانت تبكي بصمت ودموعها تزحف علي خديها دموعها التي تنخر بعناد جدار صموده وتؤلمه وتفطر قلبه كم يود لو مد أصابعه وكفكفها لها كم يود لو يعانقها ويخفيها بين ذراعيه ويربت علي رأسها كم يشتهي تقبيلها حتي يرتويلكن ما عاد في إمكانه فعل أي شيء لقد وعد ألا يقترب منهاولن يخالف وعده أو يضعف مهما كانت الإغراءت
_ أنا هروح أوصل الولاد وهتصل عليكي تعرفيني انك فطرتي واخدتي الدوا وبحذرك تخالفي اللي قولته يا أشرقتاللي في بطنك ده أمانة ومحتاج غذى واهتمام
لا تزال ترمقه بذات النظرة العاتبة ليهرب من أمامها كي لا يفقد مقاومته عادت تنظر للطعام بحزن
متابعة القراءة