روايه اشرقت بقلبه بقلم ډفنا عمر
المحتويات
تصدق..أنا حامل!
من جديد تتسائل وهي تنهض من جلستها ليداهمها الدوار فور نهوضها كادت تسقط فاستعانت بطرف الفراش لتتمسك به.
رضا
كأنها تبحث عنه.
هو كان هنا يحدثها.
هل علم بحملها
هل رآى أشرطة الأختبار الحمراء وتأكد
دارت عيناها بالغرفة الفارغة وسريعا ما ثقلت رأسها ومالت لتغيب بدوامة الدوار الذي سلمها لنوم عميق.
___________
صوت بكاء يأتي من بعيد يخدش مداركها.
الصوت يقترب وضوحه كأنه صوت فتاة صغيرة
النوم يتلاشي لتنهض أشرقت بغتة فيداهمها الدوار اللعېن من جديد وقفت تتماسك والصوت لا يزال صادح وقريب.
فتحت باب غرفتها ليفزعها وجود الصغيرة رحمة وهي جالسة تبكي أنحنت أشرقت تجلس أمامها بعفويه متسائلة بقلق صادق مالك يا رحمة بټعيطي ليه
صاحت سريعا بجزع ماله رضا حصله حاجة
هزت الصغيرة رأسها تقول حلمت حلم وحش أوي خوفني خرجت من أوضتي لقيت آبيه خارج بسرعة.. ندهت عليه ماردش عليه ومشي..كنت عايزة اطمن عليه.
لتسترسل الصغيرة بحديث يفطر القلب
طنط.. عارفة أنك مش بتحبيني أنا وأخويا وفاكرة إن آبيه اتجوزك عشان تخدمينا.. بس ده مش حقيقي.. آبيه بيحبك أوي.. كل يوم يدافع عنك ويقول انك هتحبينا في يوم لأنك طيبة..أنتي ليه مش طيبة ليه بتزعلي أخويا وتخليه حزين عشان خاطري يا طنط متزعليش اخونا وأوعدك مش هتحسي بيا أنا واخويا مازن خالص ولا هنضايقك ابدا.. بس خلي أخويا رضا مبسوط.. أخويا طيب وحنين اوي وأنا مش عايزاه يكون زعلان.
لو جلدها أحدهم بسياط من ڼار ما ألمها إلي هذا الحد.
كيف تسمح لنفسها أن تكون بهذا الجبروت معهم
كيف تظلم وتقسوا وهي خير من كابدت الظلم وخير من عانت أثاره.. حديث الصغيرة أوجعها وسكب النيران بقلبها.
سقطت مڼهارة أمام عين الصغيرة واندفعت تبقي مطرقة رأسها كأنها تخجل أن تنظر بعيناها.. بكائها كان حارا وغريب كأنها تفرغ ما داخلها دفعة واحدة دون سيطرة علي شيء.
أنا أسفة يا طنط سامحيني اني ضايقتك بكلامي..الله يخليكي متقوليش لآبيه إني زعلتك لأنه حذرني أعمل كده.
أعتذار الصغيرة فاقم ضآلة أشرقت بعين نفسها أكثر وأكثر..أي تربية نشأوا عليها مع هذا الرجل كيف علمهم كل هذا.. كيف تجرعوا منه الحنان والرحمة والحب والرقة هكذا.
هل ستنجب ولدا مثل رضا
سيخطوا على درب الصغار ويصبح مثل رحمة ومازن
أي فخر ستحظي به لو كان لها أطفالا مثلهم.
وجدت الصغيرة تنظر نحوها بترقب كأنها تنتظر منها وعدا ألا تخبر رضا بما فعلت.. ليكون تصرفها مذهلا لرحمة ولأشرقت ذاتها وهي ترفع ذراعيه وتغمس رأس الصغيرة بصدرها بحنان أمومي وتشدد عناقها لها بقوة حانية وتبكي عطش الصغيرة لعناق كهذا جعلها تتقبله وتصدقه الصغار لديهم ردار يكشف لهما صدق مشاعر الأخرين هم يعلمون من يحنوا عليهم ويدركون من يقسوا..وعناق أشرقت الأن لم تجد به رحمة غير الصدق والحنان..استكانت بصدرها وهي الأخري تبكي ربما عاودها تفاصيل الکابوس الذي رآته وربما تأثرا بالعناق.. الصغيرة لا تفهم.. لكن أشرقت الأن تفهم أنها وجدت اليقين الذي كذبته كثيرا بغباء وهي تقيد روحها بأثار الماضي الذي ولى..عمت عيناها عن مزايا زوجها وكذبت حبه وقابلته بجحود..عذبته وهو لا يستحق سوى الشكر.. والحب.
أنقبض قلبها الخائڤ أن يكون فات الآوان لتصلح ما أفسدته بعلاقتهما هل حقا فات الآوان هل يعطيها رضا فرصة أخرى نظرة عيناه الحزينة والمخذولة قبل رحيله عنها أخبرتها بما تخشى تصديقه..تخشى أن تكون فقدت رصيدها بقلبه كما فقد صبره عليها.
_ رحمة!
نداء مازن وهو ينظر لهما بدهشة جعل أشرقت تنتبه له
كأنه يتعجب من استكانة شقيقته بصدرها.
مدت أشرقت إحدي ذراعيها وهي تدعوه إليها
تعالى يا مازن
نقل الصغير بصره بين شقيقته وبين
كف الأخيرة التي تدعوه إليها دون أن يفهم شيئا. لم يتجاوب وظل واقفا والدهشة لا تزال بوجهه.. فنهضت أشرقت وهي تجذب رحمة معها ثم انحنت ثانيا للصغير وهي تحدثه بحنان ممكن أحضنك يا مازن
ابتعد الصغير بنفور خطوة للخلف وهو يعلن بعناد رفضه آمرا شقيقته پغضب تعالي يا رحمة ندخل أوضتنا.. مالكيش دعوة بالست دي لأنها مش بتحبنا.. أوعي تصدقي انها طيبة.
ليس لها عين حتي لتتعجب.
أليس هذا حصادها معهما
لم تقدم لهما سوي التجاهل والقسۏة.
الصغار كما لا ينسون من يمنحهم الحنان
و أيضا لا ينسون من يقسوا عليهم.
تحسست بطنها وكأنها تطلب الدعم بالخاطر الذي أتاها لترفع عيناها الباكية للصغير وهي تغمغم طب لو قولتلك إن أخوك رضا هيبقى عنده بيبي صغير تلعب معاه أنت ورحمة.. ترضى تسامحني
اتسعت عين الصغار وهما يرمقان بطن أشرقت وتبادر رحمة بفرحة أنتي حامل يا طنط آبيه رضا هيكون أب! يعني هيبقي في بيبي نلاعبه ونحبه
هزت أشرقت رأسها بقوة وهي تجرف دموعها قائلة أيوة يا رحمة بعد كام شهر هايجي بيبي صغير كلنا
متابعة القراءة