روايه اشرقت بقلبه بقلم ډفنا عمر
المحتويات
ما يبدو استشعر ارتخاء ذراعي رضا عنه فكانت فرصته الذهبية ليهرب سريعا وهو يدفعه عنه بأخر ما تبقى من قواه راكضا للنجاه بنفسه من براثن ذاك الأسد الهائج الذي كاد أن يسلب منه أخر أنفاسه!
صمت شديد ساد بينهما لا يتخلله سوي صوت أنفاسمها الصاخبة بين ضلوعهما لا يزال بصره معلق بها وحدها كأنه ېخاف افتقادها من جديد تأثير جملتها گ مخدر أفقده الشعور بغيرها بينما هي تلتقط أنفاسها الهاربة أخيرا لتتمالك أمرها أكثر مغمغمة كنت هتموته وتروح في داهية عشان ندل حقېر الحمد لله انه هرب الجبان.
صاحت وهي تمسد جبهتها لتزيل قطرات العرق المنثورة من انفعالها السابق ده الزفت عزت طليقي.
_ عايز منك ايه
باقتضاب تسائل رغم بركان غضبه الذي عاد يثور داخله فتجيبه بضجر معرفش بس شكله مش ناوي يسبني في حالي ھيموت مني عشان خلعته وفضحته في كل حتة وعريت حقيقته للناس كلها
جميعهم ليس اهم أمان.
همت بالمغادرة ليصلها صوته الهامس خلفها فتلتزم موضعها
همسته كانت فريدة بدفئها العجيب العاتب.
همسة مزجت طغيان عشقه الذي رفضته وزهدت به ورجفة رجاءه الذي يستجدي أمل عدولها عن رفضها.
رفضها الذي يذبحه كل ليلة ولا تزيده الأيام إلا لوعة بشوقه واحتياجه لها.
شيئا ما بصوته جعل قلبها يرق لعتابه و يصدق لهفته وعاطفته رغم إنكار عقلها الذي برز صوته بقوة في ضميرها محاربا أرتباكها الواهن بشأنه.
قطع صمته متمتما باقتضاب وهو يتقدمها بخطوتين اتفضلي عشان أوصلك ممكن طليقك يكون برة ويهاجمك مرة تانية.
همت وشبح اعتراض احمق يتملكها لتتوقفت الحروف بحلقها و رضا يرمقها بتحذير قبل ان يصيح بصوت صارم فقد لينه وصبره بقولك ايه أنا معنديش أي طاقة ابذلها عشان اتحايل على حضرتك تسمحيلي أوصلك بيتك لأن ده شئ مفروغ منه أنتي لسه في خطړ فياريت توفري عنادك وجدالك و وقتي وتتفضلي معايا لأن مش هسيبك غير قصاد بيتك مفهوم!
لن يضيرها شيء إن تبعها هذا الرجل لمنزلها وبهذا القرار تجاوزته بكبرياء ملتقطة حقيبتها فتبعها رضا بزفرة حانقة لكن بغتة استدارت له متسائلة باهتمام بس أنت إيه اللي جابك السعادي لمكان شغلي في العيادة
عاد لمنزله راقدا بإرهاق فوق فراشه منهك مما حدث ولا يصدق إلى الأن ما كاد يصير لحبيبته لولا رحمة ربه حين سخره لينقذها في الوقت المناسب راح يتذكر رده على سؤالها الأخير عن سبب وجوده في مكان عملها بهذا الوقت.
كنت معدي صدفة
هكذا كان جوابه المقتضب وكم كان كاذب!
تآبى كرامته أن يخبرها أنه يأتيها كل ليلة ليتتبعها
ويؤمن بنفسه طريق عودتها سرا.
ولا هتجوزك ولا انت ولا غيرك أنا بكرهكم كلكم سيبوني في حالي بقا حرام عليكم
تذكرها بصوتها الغاضب فتجدد حزنه الشديد لرفضها الذي مازال قاطع ووعد ذاته انه لن يكرر طلبه مرة أخرى حفاظا علي كرامته ويدعوا الله أن ينزعها من قلبه حتى يعود له سلامه مرة أخرى وإن كان ليس مخلصا في دعوته تلك.
لا تزال روحه الهائمة تصرخ بها وتتمناها.
_ انت جيت يا آبيه
ألتفت متعجبا لشقيقته الصغيرة مع قوله
رحمة! إيه مصحيكي لدلوقت يا حبيبتي.
اقتربت وهي تفرك عيناها المكحلة بالنعاس
نمت واما صحيت أشرب لقيتك مش نايم هنا استنيتك شوية ومش جيت.
ربت علي كتفها بحنان طب اديني جيت اهو يلا
روحي نامي عشان بتصحي بدري.
همت بالمغادرة قبل ان تلتفت بتساؤل يشف مدى حنانها الأمومي البريء رغم صغر عمرها
أنت زعلان من حاجة يا آبيه
رمقها مليا ورغما عنه شرد بما في خاطره هامسا بشخوص
مفيش حاجة مزعلاني.
يا رب ما حاجة تزعلك أبدا يا آبيه عشان لو انت مضايق أنا كمان هكون مضايقة.
لم يملك أمام عاطفتها النقية هذه
متابعة القراءة