روايه روعه بقلم رضوى جاويش الجزء الاخير

موقع أيام نيوز

.. هنبدأ منين!.. 
تطلعت اليه للحظة ثم هتفت في تعجب هنبدأ !.. هو انت هتشتغل معايا !.. 
هتف بدوره متعجبا اه .. ليه !.. عندك مانع !.. 
أكدت في اصرار اه طبعا عندي .. انا عايزة اشتغل لوحدي .. 
اشار للشقة في تعجب لوحدك ازاي !.. الشقة كبيرة وفعلا محتاجة مجهود فوق العادي .. انا هساعد باللي هقدر عليه .. عشان ننجز ونعرف نبات ف الشقة بدل الاوضة ف الشقة الثانية .. 
اعترفت انه على حق فلم تجادل و عادت من جديد لشقة ماجدة لتبدل ملابسها بملابس تصلح للتنظيف و جمعت شعرها تحت غطاء محكم للشعر وعادت لتجده قد خلع قميصه ووضعه جانبا وثنى أطراف بنطاله حتى ما دون ركبتيه ..و امسك بعصا المكنسة متكئا عليها هاتفا استعنا ع الشقا بالله .. نبدأ منين يا حلاوتهم !.. 
تطلعت اليه هاتفة في زمجرة حلاوتهم !.. 
هتف مازحا والله ده انا مجاملك .. بشكلك ده اخرك ست ابوها .. 
زمجرت من جديد ليهتف مشاكسا اهو العرق الصعيدي هيطلع و هدفن هنا ولا من شاف ولا من دري .. 
علا صوت قهقهاتها لتجذبه كما الفراشة للهب ليتعلق ناظريه بها في وله .. اخفضت ناظريها حياء و هتفت في محاولة لقطع استرسال تلك النظرات التي تذهب بثباتها هنبدأ ننضف اوضة اوضة .. 
هز رأسه متفهما وسار خلفها للحجرة الاولى ليتوجه لفتح نافذتها بينما عادت هى للخارج لتحضر أدوات التنضيف .. حملت دلو المياه باتجاه الغرفة ليعود هو ادراجه باحثا عنها فكاد ان يصطدم بها .. تناول منها الدلو معاتبا متشيليش حاجة تقيلة تاني .. ناديني وانا اشيلها .. 
كانت ماجدة تقف على باب الشقة الذي تركاه مشرعا حاملة صينية عليها أكواب من الشاي في تلك اللحظة لتهتف في سعادة انت حامل يا ناهد!.. الف مبروك يا ولاد .. يتربى ف عزكم يا رب.. 
بهت كل من ناهد ونديم ولم يجرؤ احدهما على التفوه بحرف لتكذيب الخبر .. فقد شملتهما الصدمة كليا عن محاولة اصلاح ذاك الاعتقاد الخاطئ لتستطرد في سعادة طب بلاش بقى تنضيف .. ده مش هايبقى حلو على صحتك ولا ع البيبي .. 
هتف نديم مازحا لا متقلقيش يا طنط ما انا هساعدها اهو .. 
هتفت ماجدة مازحة وانا اللي قلت نديم جدع ورايح يساعد مراته .. اتاريك عارف اللي فيها عشان كده جاي تساعد عشان خاېف على ولي العهد .. يا سااااتر عليكم يا رجالة .. محدش فيكم يعمل حاجة لله ابدا !.. 
قهقه نديم و قد أعجبته المزحة فاستمر بها هاتفا في مشاكسة لا عملنا لله يا طنط .. ان احنا اتجوزناكم... 
قهقهت ماجدة هاتفة شايفة يا ناهد جوزك .. 
أطرقت ناهد برأسها خجلا ولم تستطع التفوه بحرف فاستنتاج ماجدة بذاك الحمل المزعوم حرك شئ ما كان كامنا بأعماقها .. اضطربت وهي تحاول ان تحيد بناظريها عن محياه تكاد تصرخ غيظا لان كل من عقلها وقلبها و عينيها قد تأمروا جميعا ضدها و اصبحوا لا تشغلهم الا فكرة واحدة للأجابة عن سؤال واحد .. كيف سيكون شكل أطفالها اذا كان هو ابوهم !.. 
ارتجفت داخليا للخاطر اللذيذ الذي أذاب تمنعها وذهب بمحاولتها لتجاهله ادراج الرياح .. واضحى ذاك هاجسها طول فترة ما بعد الظهيرة وهما يعملان جنبا الي جنب فى حماسة .. 
تمايلت العربة تمشي الهوينى على ذاك الطريق الترابي المؤدي لتلة البيت الكبير .. كانت دلال شاردة في الأفق البعيد وهو شاردا فيها .. كان كل منهما مشغول بما يأسره .. كان السلام والسکينة يعما الأجواء ويسربلا الطريق كانما هو الطريق للجنة .. ذاك الأخضر الذي ينتشر على جانبي الدرب والذي مال لونه للبرتقالي مصبوغا بأشعة الشمس المائلة للغروب .. و صوت ذاك الناي الذي كان يأتيهما من البعد يطفي على العالم من حولهما سحر معتق .. 
توقفت العربة فجأة وانتظرها ان تسأل عن السبب لكنها كانت مأخوذة تماما بذاك الجو الخرافي .. تناهى لمسامعهما صوت احد الفلاحين ينشد بصوت عذب مصاحبا لذاك الناي 
يا بايعين الصبر .. الصبر فين ألاجيه .. 
حبيبي غاب ما عاود .. دلوني فين أراضيه .. 
لو يطلب العين ما تغلا .. جلولي كيف أراضيه .. 
ده كل جلب لجي خله .. و انا خلي الروح فيه .. 
عاشج يا بووي وما لاجي للعشج مداوي .. 
و انا يا خال ما كنت غاوي عشج و لا ناوي .. 
وكان مالي انا يا ناس ما كنت ع البر معداوي 
اخذ المنشد في الاسترسال في مواله الشجي حتى تنبهت هى اخيرا لتوقف العربة فتطلعت الي عفيف في تعجب ثم ابتسمت في تفهم عندما ادركت انه أوقفها لاستشعاره رغبتها في الاستمتاع بذاك الشدو المتهادي من ذاك الغيط القريب نوعا
ما وبالتحديد من تحت ظل شجرة الجميزالعتيقة تلك .. 
تحرك عفيف بالعربة لتتهادى مرة اخرى على الطريق حتى وصلا للبيت الكبير .. 
ترجلت منها مسرعة قبل ان
تم نسخ الرابط