روايه روعه بقلم رضوى جاويش الجزء الاخير
المحتويات
وقلبها معلق به ..
شعرت بخواء رهيب يعربد بحنايا صدرها واستشعرت برودة تسري بأوصال فؤادها فأتجهت في هوادة حيث حقيبتها وفتحتها وأخرجت منها سترته التي كان قد خلفها دون وعي منه عندما انتفضا للعودة للنعمانية على عجل .. لقد كاد ان ينساها وتنبهت لها هي ووضعتها بحقيبتها وكادت ان تعيدها اليه عدة مرات وفي اللحظة الاخيرة تعدل عن قرارها تاركة شئ ما يحمل عبق عطره بحوذتها ..
الناظر بالداخل للوهلة الاولى خلف اكتاف عساكر الشرطة المتسمرين امام الباب منعا لدخول احدهم دون اذن يدرك ذلك جيدا ..
هتف وكيل النيابة الذي يعاين الوضع بالشقة محاورا ضابط الشرطة المسؤل عن اكتشاف الحاډث ايه اللي حصل يا حضرة الظابط!..
همهم وكيل النيابة في تفهم تمااام ..
هتف وكيل النيابة احتمال .. كلها احتمالات..
هتف الضابط ع العموم احنا شغالين ف تحرياتنا لحد ما نوصل للي عملها ..
اكد وكيل النيابة بالتوفيق
يا حضرة الظابط..
اومأ الضابط راحلا لإكمال عمله بينما هتف احد رافعي الأدلة والبصمات محدثا وكيل النيابة ملقيناش حاجة بحوذة القتيل غير دول يا فندم ..
دلف للغرفة وجلس خلف مكتبه يقرأ قليلا .. لقد قرر ان يعتذر عن حضور زفاف حضرة النقيب شريف ..كان يعلم انه سيراها هناك .. وربما كان ذاك سبب في عدم ذهابه من الاساس .. لم تغب الا أسبوعين لكنهما كانا بمثابة دهر كامل من المعاناة التي ما ظن ان يعيش عذاباتها يوما ..
كان يعلم انه لن يشفى منها مطلقا فعشقها اصبح وشما بروحه يحمل اسمها ..
مد كفه لجهاز تشغيل الموسيقى حاول ان يندمج مع احرف الكتاب الذي يطالعه لكن عيناه كانت دوما ما تحيد تجاه الباب المفضي للمندرة والذي كانت تأتيه من خلاله .. ابتسم دون وعي عندما تذكر عدد المرات التي امسكها فيها متلبسة باستعارة رواياته دون علمه .. كانت وسيلتها لتمضية الوقت هنا وكذا وسيلة فعاله لتنعزل مبتعدة عنه راغبة في عقابه باختفائها بعيدا عن ناظريه .. وكم كانت بارعة في الاختفاء!!.. وكم كان ذاك العقاپ ثقيلا على نفسه !!..لكن الأثقل يعيشه الان .. فقد رحلت ولا أمل لصدفة لقاء تعيد الود ما بينهما كما كان يحدث دوما ..
نهض من موضعه باتجاه باب المندرة فتحه ووقف يتطلع لباب حجرتها او التي كانت منذ اسابيع حجرتها يشعر برجفة عجيبة داخله .. كان يعتقد انه لو مد كفه ليفتح الغرفة فسيجدها قابعة بالداخل ممددة على فراشها كما يوم مرضها .. مد كفه بالفعل ودفع الباب متسمرا بالخارج .. لحظات مرت حتى تحرك ليدلف للحجرة في وجل متطلعا لكل ما فيها وكانما يحمل جزء من عبيرها ..
الان فقط تأكد انها رحلت .. الان فقط يمكنه ان يجابه نفسه بالحقيقة التي كان ينكرها دوما .. الان أيقن انها لن تهل عليه من ذاك الباب .. ولن تتسلل مجددا من اجل بعض الروايات ..
تطلع لتلك الروايات التي كانت موضوعة بجوار المصباح الموضوع على الطاولة قرب الفراش .. ومد كفه يتناولها فى حنين عجيب لقارئتها ..
عاد من جديد لغرفة مكتبه والروايات بين يديه.. وقف يضعهن حيث يجب ان يكن .. لتسقط ارضا من بين ضلفتي احداهن ورقة
متابعة القراءة