روايه روعه بقلم رضوى جاويش الجزء الاخير

موقع أيام نيوز

قنديل على حدى ..
أضاء المطبخ بنورالقناديل الخمس حتى اصبح وهاجا فهتفت دلال متعجبة المطبخ أتحول كأنه بقى الصبح .. 
هتفت وسيلة بدورها في فخر معلوم .. تعالي نوزعوها على بره .. 
امسكت كل منهما بقنديل في كل يد وتركن واحدا بالمطبخ وبدأت كل منهما في وضع قنديل بأحد الأركان حتى عم الضوء المكان طاردا جحافل العتمة التي كانت تحتله منذ لحظات.. همست دلال في وله ياااه .. الجو بقى عجيب.. انا حاسة اني رجعت يجي مېت سنة لورا.. 
قهقهت وسيلة هاتفة اني حاسة اني رچعت عيلة صغيرة يدي متبتة فديل چلبية امي اول نوبة ادخل فيها هنا .. بيت النعماني .. 
وساد الصمت لحظات لتهتف دلال في قلق يا ترى ايه اللي بيحصل بره دلوقتي يا خالة !.. المطر كل ما دى ما بيزيد .. 
همست وسيلة بقلق مماثل ربنا يسترها يا بتي .. عمرها ما حصلت جبل سابج .. اخر مرة شوفت فيها النچع غرجان كان ايام النعماني الكبير وجت النيل ما كان بيدي الارض خيره ..
هتفت دلال مبهورة انت قصدك وقت ما فيضان النيل كان بيغرق الارض قبل ما يتبني السد العالي !.. 
اكدت وسيلة ايوه يا بتي .. كنه كده .. كانت النعمانية دي تغرج ما تشوفي ارضها على مدد الشوف كانت المية محوطانا ومكنش بيبجى الا البيت الكبير اللي واجف صالب طوله زي دلوجت.. 
صمتت دلال ولم تعقب فقد ايقنت انها تعيش فترة من حياتها لن تتكرر وانها ستحتفظ بذكرياتها في النعمانية بمكان عزيزوغال بقلبها .. فقد شعرت هنا بانها اميرة عادت من قلب كتب التاريخ وحكايا الماضي .. 
نادت عليه عدة مرات لكن لم يصله نداءها من اساسه فيبدو انه يغط في نوم عميق بعد عودته مرهقا عمله الذي ألتحق به منذ يومين مما جعلها تتحامل على قدمها السليمة حتى تصل للباب .. فتحته لتخرج في تؤدة وتمهل باتجاه الحمام محاولة ان لا تلق بحمل جسدها على قدمها المصاپة التى لاتزل تؤلمها ما ان تلامس الارض .. 
كانت قد اقتربت من الحمام لينفرج بابه فجأة عن محيا نديم يخرج منه مترنما وهو يغيب رأسه المبتل داخل احدى المناشف بينما يحيط خصره بأخرى .. شهقت في ذعر لمرأه بهذا الشكل وكاد ان يختل توازنها وتسقط ارضا وخاصة بعد ان تعالت تأوهاتها لانها رغما عنها وهى تحاول التماسك ضغطت على قدمها المصاپ مما استرع انتباهه على الفور ليجذب المنشفة عن وجهه ليجدها امامه على وشك السقوط ارضا فاندفع اليها ملتقطا إياها بين ذراعيه ..
حملها عائدا بها الى حجرتها هاتفا بها في ڠضب لا يعلم مصدره ايه اللي خلاك تقومي من مكانك ! .. انا مش قايل لك تناديني لو احتجتي حاجة.!!..
هتفت بصوت مهتز النبرات وهي تلامس صدره بهذا الشكل الحميمي انا ناديت والله .. بس انت مسمعتش .. 
وضعها علي الفراش برفق يتناقض مع هتافه الغاضب من جديد يبقى تستني لما اسمع.. 
وصل لذروة انفعاله بالفعل.. فذاك الڠضب الذي كان يدع انه لا يعرف مصدره هو يعرف بل على يقين انه نابع من قربه منها بهذا الشكل الذي ما عاد قادرا على السيطرة عليه .. كان قد اخترع موضوع المقعد المدفوع حتى يتحاشى اي تلامس بينهما .. لكن تحركاتها الغير محسوبة تلك يدفع هو ثمنها من أعصابه وقدرته على ضبط النفس .. 
هم بالابتعاد عنها مسرعا لكن خفه المنزلي الذي كان لايزل مبللا جعل ساقه تنزلق ليسقط مندفعا تجاهها .. لتصبح في تلك اللحظة اسيرة ذراعيه .. شهقت في صدمة لكن تلك الشهقة الملتاعة الصادرة منها لم تمنعه من الشرود التام بها والتطلع اليها في عشق.. تلاقت عيناهما في صمت راعد وصخب اخرس .. وحوار دار بين كفها الأيمن وباب صدره الذي كان يتوسده طارقا لعل هذا الفؤاد الثائر بالداخل يجيب ذاك الداع .. 
اقترب في تيه وشوق .. يدعوه ثغرها الوردي وما عاد قادرا على تجاهل نداء تمنى تلبيته طويلا .. 
لكن وللعجب ظهرت صورة دلال بالأفق لتحول بينهما في لحظة ليسطع خاطره بنور التعقل وقد ادرك مغبة ما كاد ان يقدم عليه .. اخته الغالية بين يدي شقيقها .. وان لم يتق الله فيها هنا .. فكيف سيكون حال اخته بدورها هناك !.. هو يعلم انها زوجه .. حلاله ..
لكن شئ ما حاك بصدره جعله ينتفض مبتعدا في ذعر .. نظر الي ناهد في اضطراب واخيرا اندفع مهرولا خارج حجرتها مغلقا بابها خلفه في عڼف .. لتنتفض هى بدورها وقد ادركت ان كلاهما لن يعود لسابق عهده مرة اخرى ابدا .. وان الهوى الذي كان ينكر كلاهما المسير في دربه قد جهر باسميهما في قلب ميدان عامر ليفتضح أمرهما وتتعرى مشاعرهما امام اعين لطالما أنكرتها .. أعينهما.. 
هتفت ورد داخل خيمتها التي كانت قد نصبت حديثا منذ ساعات قليلة عند
تم نسخ الرابط