روايه روعه بقلم رضوى جاويش الجزء الاخير

موقع أيام نيوز

ترهات وانتوا بقى مصدقين ده كله مش كده !..
هتفت سميحة مؤكدة يا داكتورة اللي خلاها نفعت مع غيرنا .. ايه اللي هيخليها تخيب معانا!.. اهو الغرجان بيتعلج بجشاية .. 
اكدت دلال هاتفة في ثقة لا ..الڠرقان بيتعلق بربنا.. 
ساد صمت للحظة استطردت دلال بعدها فين ربنا من اللي بتقولوه ده !.. ربنا هو الوهاب .. انتوا كده بتشركوا بيه حد تاني ف عطيته ليكم .. 
انتفضت النساء مستغفرات لتهتف دلال مؤكدة ايوه .. ما لما مرضاش بابتلاء ربنا وأجري ادور على حاجة تخلصني منه بعيد عن ربنا .. يبقى ده اسمه ايه !.. ربنا النافع وهو الضار .. وكون الطرق دي نفعت مع حد يا سميحة ده مش معناها انها ممكن تنفع معاك او مع غيرك .. اللي حملوا بعد تجربة الطرق دي ربنا ف الاساس كان رايد لهم الحمل ولو كانوا صبروا كان الحمل هيحصل من غيرها عارفين زي ايه !.. زي الحرامي اللي راح يسرق لو كان صبر كان ربنا بعت له اللي سرقه ده بس عن طريق الحلال لانه ف الاساس رزقه بس هو استعجل الحړام .. ارجعي خدي دواك يا سميحة .. وتوكلي على الله .. 
هزت سميحة رأسها بالإيجاب دون ان تتطلع لحملتها التي رمقتها بنظرة ڼارية لكنها لم تجرؤ على التعقيب .. 
هتفت احدي النساء من الجانب الاخر للدائرة متعجبة امال خبر ايه !.. احنا هنجعدوا الليل بطوله ع اللي خلف واللي مخلفش .. دوجوا لي خلونا نفرحوا شوية .. بكفايانا هم راكبنا..
لم تكذب النساء خبرا لتدفع احداهن باب المطبخ محضرة احدى صواني الشاي وبدأت في الطرق عليها لتتمايل النسوة في سعادة على ترنيمة الخالة يامنة 
يالي يالي يالي يالي يالي يالى يالي
يا احمد علي يا احمد علي بيع نخلنا العالي
بيع النخل يا احمد علي و لبسنى خلخالي
لبس يالى يالى يالى يالى لبسنى خلخالي
يا احمد علي يا احمد علي النخل راح ضله
بيع النخل يا احمد علي بيع نخلنا كله
بيع يالى يالى يالى بيع نخلنا كله
يا احمد على اسمك على لساني
بيع النخل يا احمد على ولبسنى كرداني
لبس يالى يالى يالى يالى لبسني كرداني
يالى يالى يالى يالى يالى يالى يالى
كان عفيف قد اندفع للمطبخ ليحضر اداة صلبة يحتاجها الرجال بالشونة فتوقف محرجا على اعتاب الباب معتقدا ان النساء قد استشعرن قدومه لكن لم تلحظ أيهن دخوله للمطبخ من خلال الباب الاخر المفتوح والمطل على بهو المندرة الذي تتجمع فيه النسوة يتمايلن في سعادة .. لم يكن يري النساء اللائى كن بقلب الدائرة .. كان كل ما يبصره اللحظة هو محياها وهى تجلس بينهن

في أريحية على وجهها ابتسامة وضاءة تعكسها نيران الركوة لتطفي على ملامحها سحرا خلب لبه .. كانت تصفق في نشوة متفاعلة مع النساء حولها مما جعله يبتسم رغما عنه وما ان جذبتها احدى النساء لتتوسط الحلقة لتشاركهن الرقص على أنغام الخالة يامنة حتى انتفض مبتعدا هاربا من المطبخ بأسره فما عاد قادرا على رؤيتها تتمايل من جديد على أغصانها فمرة واحدة كانت كافية و زيادة لتجعله يفقد ثباته وللأبد .. تجربة ثانية كتلك تعني عدم الخلاص ما حيا وهو لم يتخلص بعد من اسر التجربة الاولى ..ويالها من تجربة !..
هبط نديم ومن خلفه ناهد على الطريق
الترابي المؤدي للنعمانية سار بضع خطوات لكنهما انتفضا لسماعهما مكابح سيارة تقف بمحازاتهما .
اندفع شريف من عربة الشرطة في اتجاههما هاتفا في ذعر انتوا ايه اللي جابكم هنا !.. 
هتف نديم مؤكدا مكنش ينفع نسمع اللي سمعناه ومنجيش نطمن على اخواتنا .. 
هتف شريف موبخا انتوا بعقلكم !.. تيجوا فين!. الدنيا مقلوبة وانتوا بظهوركم هتزيدوا الطين بلة .. 
هتفت ناهد في اصرار يحصل اللي يحصل يا حضرة الظابط .. انا هدخل اشوف اخويا ولو كان في ايه .. 
هتف شريف يحاول إقناعهما بالعدول عن قرارهما انتوا عارفين دخولكم النعمانية معناه ايه !.. معناه إنكم داخلين ومش خارجين تاني .. انتوا مستوعبين ده ولا لأ !.. 
هتف نديم بعزم احنا خلاص تعبنا م الهروب والجري هنا وهناك ..هندخل واللي ليه نصيب ف حاجة هيشوفها يا شريف بيه .. 
تنهد شريف في قلة حيلة وقد رأى إصرارهما على الدخول للنعمانية فما كان منه الا هتف مشيرا للسيارة طب اركبوا أوصلكم .. على حظكم مش عارف بقى الحلو ولا الۏحش .. لسه الطريق مفتوح والدنيا يا دوب اتعدلت شوية ده انا كنت نازل اجازة اخيرا .. بس هستنى اشوف الدنيا هتخلص معاكم على ايه .. 
هتف نديم مش عايزين نتعبك يا شريف بيه ونأخرك على اجازتك .. 
اكد شريف وهو يسبقهما باتجاه السيارة مفيش تأخير ولا حاجة لازم اطمن عليكم .. و بعدين مينفعش تدخلوا النعمانية مع بعض كتف بكتف كده .. انا هوصلكم لقرب التلة اللي عليها البيت الكبير .. تنزل انت الاول
تم نسخ الرابط