روايه روعه بقلم رضوى جاويش الجزء الاخير
المحتويات
الهوينى بعربته لا قبل له للإسراع بها على ذاك الطريق الضيق المترب وكان يريد ان يعب من هواء المغارب النقي لعله يريح بعض من ما يعتريه من ضيق .. لقد أضحت الفترة الاخيرة خانقة بحق بعد كل الاحداث التي شهدتها.. تنهد زافرا في حنق واذ به يجذب لجام الفرس في قوة لتتوقف العربة فجأة .. تطلع الي تلك السائرة هناك وحيدة تحمل حقيبتها وتمشي شاردة حتى انها لم تنتبه لصوت العربة المميز على الطريق و ما ألتفتت نحوه بل استمرت بطريقها ..
انتفضت من شرودها وردت التحية في اقتضاب وعليكم السلام ..
تساءل متعجبا ليه ماشية لحالك يا داكتورة مطلبتيش الكارتة ليه !
اكدت وهى لاتزل تسير بطريقها غيرعابئة بالتطلع اليه وهى تحدثه ملهاش لازمة يا عفيف بيه .. انا حبيت أتمشى شوية ..
توقفت فجأة تستدير متطلعة اليه هاتفة فى حنق خير يا عفيف بيه!..
توقف فجأة بدوره قبل ان يرتطم بها متقهقرا خطوتين للخلف و تنحنح هاتفا خير طبعا يا داكتورة .. انت فيه حاچة مزعلاك!..
هزت رأسها نفيا في عجالة ليهتف هو مستطردا طب انا بجول يعني تتفضلي ع الكارتة بدل مشيك .. المسافة للبيت الكبير لساتها بعيدة و انت يعني اكيد تعبانة وعايزة تستريحي .. اتفضلي..
ساد الصمت بينهما وكان الجو مشحونا فمنذ قدوم الدكتورة زينب وامتثالها للشفاء وهى تنأى بنفسها عنه .. كانت بارعة حقا في عقابه بمثل ذاك العقاپ الذي لا تعلم كم هو ثقيل على نفسه .. لكن من اين لها ان تعلم !..
تطلع اليها متعجبا فيبدو انها نسيت خصومتها فجأة وتساءل بدوره في اهتمام صوت ايه !..
ارهفت السمع هامسة حاسة انى سامعة صوت غنا او حاجة شبه كده .. ده صحيح و لا بيتهئ لي!..
ابتسم فى رزانة مجيبا لا صحيح يا داكتورة ..
وادار العربة قليلا لتسلك طريقا فرعيا ضيقا كادت العربة ان تتجاوزه اشرف بهما على سهل منخفض رأت فيه من على البعد بعض من خيام وشادر منصوب .
نظرت دلال لعفيف فى تعجب هامسة ايه ده !..
رد هامسا بدوره دى خيام الحلب..
هتفت مستفسرة اه .. قصدك الغجر مش كده !
ابتسم مؤكدا ايوه يا داكتورة صح .. بجيتى خبيرة اهااا ..
ابتسمت في خجل يعنى افتكرت كلام خالة وسيلة عليهم ساعة موضوع خفاجي وبنته ..
بالحديث الا انها تنبهت للغناء الذى بدأ من جديد بالأسفل فنزلت من الكارتة مشدوهة ومأخوذة اليه .. وقفت تتطلع من موضعها فوق تلك
التلة المنخفضة على ذاك الصخب الدائر بالأسفل وتناهى لمسامعها أهازيج الغجر ورقص فتياتهم و مشاعلهم المستعرة بأركان المكان بالأسفل تضفى عليه جوا أسطوريا خلب لبها ..
كان عفيف لايزل بالعربة متطلعا اليها فى تيه مأخوذا كليا بصورتها التى تتراقص اللحظة امام ناظريه على
متابعة القراءة