روايه روعه بقلم رضوى جاويش الجزء الاخير
المحتويات
يا دلال ..لو تقدري تيجي .. تعالي ..
هتفت دلال تحاول الثبات طب يا نديم .. انا هركب اول قطر وجايلكم .. خلي بالك على نفسك يا نديم ..وتعال خدني اوابعت مناع بالعربية ع المحطة ..
هتف مؤكدا حاضر يا دلال .. مع السلامة..
اغلقت الهاتف وجلست مڼهارة على اقرب مقعد واڼفجرت في بكاء كتمته طوال حديثها مع اخيها .. هذا هو اذن تفسير أحلامها التي كانت توقظها يوميا مذعورة .. انتفضت تمسح دموعها تسرع الخطى باتجاه حجرتها تجمع حاجياتها لتعود من جديد الي تلك الارض التي ظنت منذ عدة اسابيع انها لن تطأها من جديد ..الي النعمانية ..
جلست متنفسة الصعداء وبدأت فى التقاط انفاسها اخيرا وسط هذا الضجيج الذى لايزل دائرا حولها من الركاب ومودعى المسافرين أمثالها وما ان بدأ القطار في التحرك حتى بدأت الأجواء في الهدوء نسبيا ..
وكانت تلك مشكلتها من الاساس ..
انتفضت من خواطرها المتمركزة حوله فى الاساس على نداء جعل ضربات قلبها تتضاعف فى سعادة .. كان ذاك البائع يهتف في انشراح چلااااب .. يا هدية الاحبة يا چلاب
.. چلاااااب .. يا چلاب الهوى يا چلااااب ..
اندفعت تنادي البائع فى لهفة لتبتاع منه قطعتين ملفوفتين فى ورقة بيضاء .. تناولتهما من يده فى فرحة طفلة نالت ما تشتهي .. وضعت قطعة فى حقيبتها وكادت تقهقه فقد بدأت فى الاحتفاظ بالقطع من ذاك الجلاب مثل ما يحتفظ بها عفيف فى جيب جلبابه ..
بدأت فى تناول القطعة الاخرى فى استمتاع عجيب وهى تتطلع من النافذة على ذاك اللون الأخضر المختلط بدرجات لون تلك الارض الطيبة الممتدة حتى الجبل .. تنبهت لتلك الربتة الخفيفة على ركبتها لتتطلع الى ذاك الطفل الذى انفرجت شفتيه عن ابتسامة محبة ما ان وقع نظرها على محياه ليظهر موضع اسنانه الأمامية فارغا منها مما أورثه مظهرا اكثر براءة واشار فى حياء الى قطعة الجلاب التى تحمل .. قهقهت فى فرحة وحملته لتضعه على فخدها هامسة بالقرب من مسامعه انت اسمك ايه بقى !..
همست متسائلة محاولة كتم ضحكاتها انت بتحب الجلاب يا سعيد !..
هز الطفل رأسه عدة مرات فى حماسة مؤكدا مما دفع الضحكات لثغرها ليستطرد الصبى معاتبا فى ضيق لكن امى مش بتچبهولى عشان سنانى باظت م السكر .
اكدت دلال ماما خاېفة عليك يا سعيد .. لازم تحافظ على أسنانك ..بس انا هديك حتة عشان احنا بقينا صحاب بس بعد ما استأذن ماما .. ماااااشى ..
ابتسمت دلال وهى تلوح لسعيد الذى اندفع فى اتجاه مقعد امه منتصرا فى سعادة لحصوله على قطعة الجلاب واخذ يتناولها فى شره محب بنواجزه مستعيضا بها عن اسنانه الأمامية المفقودة ...
تطلعت دلال الى سعيد للحظة وأشاحت بوجهها في أتجاه النافذة وكادت ان تقهقه فى بلاهة وهى تتخيل عفيف عندما كان طفلا لابد وانه كان يشبه سعيد فاقدا لأسنانه الأمامية من كثرة تناوله الجلاب الذى يحب .. لكن رغما عنها دمعت عيناها عندما تذكرت اين يكون عفيف بتلك اللحظة .. كانت تحاول ان لا تفكر في الامر حد الإنكار فليس عفيف ذاك الذي يحبس بين اربعة جدران تقيد حرية روحه ..
تطلعت للنافذة من جديد وسالت دموعها وتضرعت في ۏجع طالبة من الله نجاته ..
عادت من ذات الطريق الذي قطعته باكية منذ عدة اسابيع ظنا منها انها لن تعود مجددا ..
احتضنت عيناها كل التفاصيل التي تعجبت كيف أضحت تحفظها عن ظهر قلبها وكأنها تفاصيل موشومة على جدران روحها ..
هتف مناع بصوت متحشرج تأثرا وعيتي يا داكتورة للي حصل لعفيف بيه !..بس والله تو ما وعيت لحضرتك حسيت ان ربنا هيفرچها ..
ابتسمت دلال بشجن لمحبة مناع الخالصة لسيده وهمست عفيف بيه هيطلع منها يا مناع .. عفيف لو
متابعة القراءة