روايه روعه بقلم رضوى جاويش الجزء الاخير

موقع أيام نيوز

الاعلى ليشاركهم اياه اخيرا.. 
هل من اعلى الدرج فتعلقت نظراتها به لاأراديا وتطلعت لوجهه الحليق الذي عاد سيرته الاولى بعد ان تخلص من لحيته التي استطالت بمحبسه فعاد عفيف الذي تعرفه بذاك الشارب المهذب والنظرات الفحمية المتستر خلفها حنان يغمر الكون وتفاحة ادم التي تزين منتصف حلقه تتحرك اذا ما تحدث فتورثها اضطرابا يهز عرش ثباتها ويثير بها فوضى من المشاعر اذا ما اقترن بصوته الرخيم المتحشرج احيانا والصارم اكثر الوقت والحاني في احيانا خاصة جدا .. 
تنبهت انها أطالت النظر فخفضت نظراتها لصحنها حتى وصل للطاولة ملقيا التحية ومتخذا موضعه المعتاد على رأسها .. 
تناول الجمع الطعام بهدوء ظاهري لكن كل منهم كان يحمل بداخله قصة لم تروى بعد .. وكان اول الغير قادرين على كبت البوح بها هو نديم الذي قال متنحنحا وهو يدفع بأوراق مطوية تجاه موضع جلوس عفيف اعتقد يا عفيف دول مبقلهمش لازمة .. 
تناول عفيف الاوراق وابتسم عندما وجدها ممزقة وقال مازحا مشيرا برأسه لناهد هو البت دي زهجتك جوي كده !.. 
اكد نديم مازحا قووي .. الله يكون ف عونك يا عفيف والله .. 
هتفت دلال معاتبة لاخوها وهى تنظر الى ناهد لتجدها وقد احمرت خجلا وإحراجا نديم .. حد يقول كده برضو !.. 
اكد نديم مازحا بقول الحقيقة .. ده انا من كتر ما تعبتني مش عايز اخلص من زهقها طول عمري .. 
انكمشت ناهد تود لو الارض انشقت وابتلعتها ونديم يستطرد انا قدام النعمانية كلها جوزها بس انا قلت للكل الزفاف مش هيكون الا بعد خروج عفيف بالسلامة .. وبما ان ربنا كرمك بالبراءة ..يبقى نخلي الفرحة فرحتين .. ايه رأيك!.. 
قهقه عفيف وقال في سعادة وماله .. ده يوم المنى ..نجولوا على اول الشهر باذن الله ..انت ايه رأيك يا عروسة !.. 
اندفعت ناهد للأعلى غير قادرة

على رفع نظراتها لعفيف تخبره رأيها .. 
ابتسم عفيف مؤكدا على خيرة الله .. 
ابتسم نديم بدوره وكان يشعر ان اول الشهر بعيدا جدااا عن ان يطاله وباركت دلال في فرحة غامرة سعادة اخيها وفرحته واستأذنت للصعود لناهد للمشاورة في امر الزفاف القادم بينما اطلقت الخالة وسيلة دفعات من الزغاريد مؤكدة ان الفرحة قد بدأت بشائرها تلوح اخيرا بالأفق .. 
اندفع عفيف خارج البيت الكبير الذي اصبح العمل بداخله على قدم وساق لأجل الاعداد لزفاف نديم وناهد .. تنبه عفيف لمناع الذي كان يجهز الكارتة للخروج بها فهتف به يا مناع !.. واخد الكارتة على فين !.. 
اندفع مناع يقف قبالته مؤكدا رايح اچيب الداكتورة .. خرجت من بدري تولد مرت تهامي ابو محرز .. 
اشار عفيف طب خليك انت انا رايح مشوار وهاچيبها ف طريجي .. 
سأل عفيف يشاكسه مشوار ايه !.. 
هتف عفيف ناظرا اليه متعجبا واااه .. 
ابتسم مناع وربت على صدره طالبا السماح ليصعد عفيف الكارتة واندفع خارجا من البوابة ونظرات مناع تتابعه يتمني لو يتحقق ما يتمناه داخله .. 
وصل عفيف امام بيت تهامي لتندفع دلال خارجة ما ان سمعت صوت توقف الكارتة بالخارج .. 
توقفت للحظة ما ان طالعها محيا عفيف يجلس بانتظارها وهتفت بالتحية وردها في اقتضاب .. صعدت اليها في احترافية اكتسبتها من تكرار الصعود والهبوط منها .. جلست جواره واندفع بها في اتجاه عكس اتجاه البيت فتساءلت هو أحنا مش رايحين البيت !.. 
رد باقتضاب لاااه .. 
تساءلت من جديد امال رايحين فين !.. 
اكد بكلمة واحدة هاتعرفي دلوجت .. 
مرت الدقائق في صمت حتى توقف على ذاك الجرف العال الذي يشرف على النعمانية كلها بما حولها .. 
اخرج خطابها من مكان ما بجوار قلبه هامسا انت صح شايفة ان ايامك ف النعمانية كانت حلم ومكنتيش عايزة تصحي منه !.. 
اضطربت بموضعها جواره واندفعت تهبط العربة مبتعدة تتطلع للأفق البعيد وشمسه الغاربة .. هبط خلفها وتوقف جوارها يتطلع للأفق بدوره وهمس من جديد مشيرا للطريق الذي سارت به السيارة راحلة منذ اسابيع الطريج اللي انت وعياله ده خدك بعيد عن النعمانية .. يوميها كنت واجف هنا بفرسي بطلع للعربية وهى بتبعد وكنت حاسس انها واخدة روحي وياها ..
شهقت وانتفضت موضعها وتطلعت اليه في صدمة هامسة روحك .. 
استطرد هامسا وهو يتطلع اليها ايوه يا داكتورة .. انت روحتي ومن يوميها حاسس اني مش عايش وانك خدتي معاك روح وجلب عفيف ووعيت ان عفيف مش هيرچع الا برچعتك .. 
همست تتطلع اليه ولازالت الصدمة مسيطرة عليها انا !.. 
همس ولازالت نظراته تتجول على محياها الذي زادته الصدمة براءة ايوه انت يا داكتورة .. تتچوزيني .. 
دمعت عيناها وتسمرت نظراتها على محياه وهو يتطلع اليها في عشق فضحته تلك النظرات التي جالت بمحياها المحبب لروحه وهمست هى في حروف مضطربة انا .. انا .. 
همس يتعجلها في لهفة لسماع ردها انت ايه! 
انسابت دمعاتها التي اختلطت بابتسامتها وهمست في عشق انا ..موافقة ..
تنهد في راحة واتسعت ابتسامته واخيرا
تم نسخ الرابط