روايه روعه بقلم رضوى جاويش الجزء الاخير
المحتويات
انعكاس اللهب القادم من البعد.. كانت قطعة فريدة وضعت فى لوحة فائقة الجمال فزادتها حسنا.. نزل بدوره من الكارتة سائرا في حذر ليقف جوارها محاولا الا يقطع ذاك السحر الذي شملهما وان لا يخرجها من ذاك الجو الذى أضحت اسيرته تماما ..
تناهى لمسامعهما الغناء الذى علت وتيرته بالأسفل لتصلهما ..
يا حنة .. يا حنة .. يا حنة .. يا جطر الندى ..
همست دلال مسحورة الله .. بحب الاغنية دي قووي ..
نظر اليها مسحورا بها وتنحنح محاولا ان يجلو صوته هامسا بدوره أغاني عن حكاوي جديمة..
وحاول ان يجذب نفسه خارج ذاك السحر الذى يشملها يدعوه اليه كنداهة لا يستطيع منها فكاكا فاستطرد هاتفا والاغنية دي بالذات .. عن حكاية جديمة جوي وكلها وچع ..
ابتسم عندما علم انه اثار فضولها فهتف من ايام الدولة الطولونية..
هتفت متعجبة ياااه .. دي قديمة قوي فعلا .. بس واضح انها حكاية مش عادية عشان تعيش كل ده!..
اكد هامسا وهو يومئ برأسه متطلعا لمضارب الغجر اكيد .. حكاية لسه عايشة وبتتغنى يبجى لازما تبجى مش عادية .. حكاية عن فرحة وحزن متعشجين ف بعض زي الارابيسك ..
همس يحكى وأهازيج الغجر عن الحكاية تكمل تلك الخلفية الخلابة دي حكاية الاميرة جطرالندى بنت خمارويه وحفيدة احمد بن طولون.. كانت شابة ف غاية الچمال وكان ابوها بيحبها چدا .. بس للاسف حبه ده ممنعهوش انه يتاچربيها ..
هتفت دلال في فضول ازاي !..
اكد عفيف متنهدا للاسف كان فى مشاكل وصراعات كبيرة بين ابوها حاكم مصر وبين الخليفة العباسي المعتضد .. وشاف الاتنين ان انسب وسيلة عشان ينهوا الخلاف ده هى چواز جطر الندى من بن الخليفة ..
هتف عفيف لا ابدا .. هى كانت سعيدة بالچوازة دي لانها ف مصلحة ابوها .. و فعلا تم تچهيزها بچهاز في قافلة اولها ف العراج و اخرها ف مصر وكان فيها من عچايب الدنيا اللى عمر ما حد شافه..
همست دلال فى فضول و بعدين!..
ابتسم مستطردا بيجولوا ان ابوها بنى لها جصور على طول الطريج من مصر لبغداد كل ما تكون عايزة تستريح تنزل ف جصر منيهم لحد ما وصلت بغداد .. وزي ما بيجولوا برضك تأتى الرياح بما لا تشتهي السفن ..
قهقه لحماستها مستطردا شافها الخليفة المعتضد فبهرته بچمالها فجال انه هيتچوزها هو بدل ابنه ..
شهقت دلال فى صدمة هاتفة يا عينى .. ضاعت فرحتها ..
اكد عفيف في رزانة متطلعا لملامح وجهها المليحة والمتقلبة التعابير كما وجوه الاطفال عند قص الحكايا بالظبط .. بس هى ملهاش انها ترفض للاسف لانه چواز سياسى م الاساس .. عشان كده جلت لك .. رغم مظاهر البذخ والفشخرة اللى أتعمل بيها الزفاف والأربعين ليلة حنة اللى اتجام فيها الفرح واللي بيتغنوا بيها لحد دلوجت الا انها مكنتش سعيدة ابدا..
صمت عفيف ولم يعقب متطلعا اليها في وله .. تطلعت هي الي الغناء بالأسفل من جديد وفجأة وكأنها فقدت شغفها استدارت تصعد الكارتة .. تبعها صاعدا الكارتة جوارها وهز لجام الفرس بين كفيه لتتحرك عائدة متخذة الطريق الرئيسى مرة اخرى لتدير دلال رأسها متطلعة خلفها لمضارب الغجر وهم لازالوا على غناءهم يتناهى لمسامعها كلمات اوصلها الريح والعربة تندفع مبتعدة
استنى .. واستنى .. لما تفوت على بستانا ..
وتصبح وتمسى .. تطلب مفتاح الچنة ..
وأهديك شال الأفراح .. مليان ورد وتفاح .. والفرحة الكبيرة نقسمها سوا ..
وأتوه بين حبيبى يا عينى والليل و الهوى ..
يتبع١٨ اسف ..
وصلت العربة لبيت زينب ليتوقف مناع حيث اشار له شريف هاتفا بس هنا يا مناع .. كتر خيرك ..
ترجلت زينب من السيارة وتبعها شريف هاتفا حمدالله بالسلامة يا دكتورة ..نورتي القاهرة وضلمتي النجع ..
ابتسمت زينب هاتفة الله يسلمك يا سيادة النقيب ..
واستطردت هاتفة هطلع انا بقى لماما ..
هتف مناع وانا هحصلك بالزيارة اللي ف شنطة العربية يا داكتورة ..
ابتسمت في مودة تسلم يا مناع ..
همس شريف بقربها يسلم ايه !.. انت
ناسية الناس اللي عندك !..
وضعت كفها على فمها مانعة شهقة قوية ليهتف شريف امرا سبهم يا مناع انا هطلعهم ..
اكد مناع ودي تيجي يا شريف بيه !.. ميصحش برضك ..
همس شريف لزينب اطلعي بسرعة نبهي ع اللي فوق ..
اومأت برأسها موافقة شريف واندفعت في اتجاه بوابة البيت المغلقة
متابعة القراءة