روايه روعه بقلم رضوى جاويش الجزء الاخير
المحتويات
كتفه بهذه الوداعة ..
غلبها النعاس فقد فاتهما القطار الذي كان من المفترض ان يستقلاه بسبب زيادة نديم وناهد المفاجئة لها.. فأخذا هذا القطار الذي لن يصل بهما الا فى الصباح الباكر .. كان يبدو انها مرهقة بشكل كبير .. فقد غفت رغما عنها وما ان اخذتها سنة من نوم حتى مال رأسها الصغير الصلب تجاه كتفه في حميمية أسعدته ولم يتحرك قيد انملة خوفا من إيقاظها .. ورغم عضلات كتفيه التي تيبست الا انه كان منتشيا لا لشئ الا لاعتقاده ان شعورها بالامان هو الذي دفعها لټغرق في النوم وهي الى جواره .
تغيير موضع رأسها بهذا الشكل جعل ملامح وجهها الدقيق تحت مجهرعينيه الشغوفة بالمعرفة .. تطلع الى تفاصيل ذاك الوجه المليح الدقيق التفاصيل واستمتع في نشوة بالترحال عبر كل تفصيلة حتى توقفت نظراته على بوابات الثغر الخطړة فتنهد رغما عنه مضطربا مما دفعها لتنتفض مستيقظة يصحبها الذهول لا تدرك اين هى بالضبط .. تصنع النعاس في سرعة ومهارة حتى لا يشعرها بالحرج وخاصة عندما سمع شهقتها المكتومة حين ادركت ان رأسها قد وجد ملجأ له على كتفه .. و سمعها كذلك تهمس فى اطمئنان الحمد لله .. طلع نايم ..
كان يتطلع اليها الان مثل ذئاب الجبل بنصف عين ليراها تعدل من هندام حجابها امام مرآة صغيرة أخرجتها من حقيبتها .. ابتسم وما عاد قادرا علي التظاهر بالنوم وهو فى حضرة هذا الجمال ..
همست وهي تحاول ان لا تدع عينيها تسقط على كتفه التى كانت ملاذها منذ دقائق صباح النور ..
قرر مشاكستها كالعادة فهمس بلهجة متسائلة تحمل بعض من خبث يا ترى نمتي كويس !.. ولا الخدمة معجبتش حضرتك ..
اكدت مضطربة اه .. اه الحمد لله .. تمام ..
ابتسمت هامسة بالهنا والشفا .. انا مبفطرش ..
انتفض معاتبا مبتفطريش ايه !.. ده غلط على صحتك .. لااا .. لازم تفطري .. وتفطري كويس كمان .
وضعت كفها على فمها تمنع قهقة عالية كانت فى سبيلها للانطلاق بحرية واخيرا هتفت مالك قلبت على ماما كده ليه يا سيادة النقيب!.. هي عشان وصتك عليا يبقى تحل محلها ..!..
كتمت قهقهاتها كالعادة وخاصة انها محاطة بالعديد من البشر منهم من لم يستيقظ بعد داخل القطار في هذه الساعة المبكرة صباحا ..
هتف شريف ينادي العامل طالبا افطار لشخصين وكوبين من الشاي لتعاجله زينب مؤكدة خليه نسكافيه عشان بجد عايزة افووق ..
مد شريف كفه اليها بكوبها الذي تناولته وبدأت فى ارتشافه ليمتعض هو هامسا متقمصا دور امها الفطار الاول يا بنتي.. اقول للعريس اللى هايجي يتجوزك ايه!..بتشرب النسكافيه على معدة فاضية !!.. يا دى الڤضيحة ام جلاجل يا دى الجرسة ام حناجل ..
كادت ان تغص برشفة النسكافيه التي ابتلعتها في صعوبة ووضعت الكوب جانبا وبدأت في السعال و اخيرا همست و على شفتيها ابتسامة لاااا .. انت كفاياك كده دور ماما ده .. و الله لو امي اصلا شافتك و انت بتقلدها كده والله ما تدخلك بيتنا تاني ..
هتف مذعورا لا خلاص .. كله الا كده .. ده انا عايش على امل اني ادخل بيتكم .. تاني و تالت و رابع كمان ..
اضطربت وغابت ابتسامتها و أزاحت بناظريها الى النافذة من جديد في محاولة لتجنب نظراته التي تسرق راحة بالها وتدفع بها الي دنيا جديدة ما وطأت عتباتها كما كانت تعتقد يوما ..
طرق باب حجرته التي كانت لاتزل تبيت بها بصحبة الخالة وسيلة .. ما أراد لها العودة لحجرتها بالمندرة حتى لا تستشعر الۏحشة هناك وتكون قريبة من حجرة ناهد التي يحتلها اذا ما جد جديد قد يطرأ على حالتها التي لاتزل على وضعها من الشرود والتيه ..
انفرج الباب عن محيا الخالة وسيلة التي كانت تتثاءب معلنة رغبتها في النوم هامسة بنعاس خير
يا عفيف بيه !..
همس عفيف محرجا وهو يغض الطرف عن ذاك الجسد
متابعة القراءة